بلادي ليس في الآفاق حلّ

بلادي ليس في الآفاق حلّ

سألت اللّيل فانزعج الظّلام***وغادرني التّـــــــــــــــفكّر والكلام

سألته عن نهار كان أمسا***وكان العيـــــــــــش يطبعه السّلام

ورثنا الصّبح عن سلف كرام***تألّق في أشــــــــــــــعّته الغظام

وظلّ الذّكر في وطني مبينا***فــــــــــنام النّاس وانتشر الظّلام

وها نحن انحططنا فانبطحنا***وقد كثر الثّعالب واللّـــــــــــــــئام
////
رهيب أنت يا فنّ الطّرب***أشعت الفسق في وطــــــــن العرب

هوتك الأنفس العمياء لمّا***تناسل في مـــــــنازلنا الـــــشّغب

سلوا الأيّام عن وطني متى***غـــــــــزاه المارقون وما السّـبب؟

سلوه لعلّ أجوبة اللّيــــالي***ستنجب في ضمائرنا الغــــــــضب

تجمّدت القرائح في بلادي***وغاب الجـــــــــدّ فانتـــــــــحر الأدب
////
أرى عرب الدعارة والمجون***وقد وضعوا النّـــــــوابغ في السّجون

أشاعوا الرّعب في الإنسان بطشا***وأفسد حكمهم كلّ الشّؤون

تعاديهم دمقرطة الأيادي***وتجلدهم مساومة الـــــــــــــــــظّنون

سعوا في الأرض كالأوباش لمّا***تبيّــــــــــن أنّهم عرب السّكون

وباعوا القدس للأعداء خوفا***فجفّ الدّمع من برك الجــــــــــفون
////
سألت النّاس في وطني فقالوا***كلاما لا يبـــــــــــوح به الرّجال

لماذا في بلادي ضاق صدري؟***وكيف يجــــيبني البشر البغال؟

ألم تر كيف دجّننا النّصارى***فحلّ بنا التّعـــــــــــــــثّر والسّعال

وعاقبنا اليهود بكلّ بطش***فخاف النّاس في وطــــــــني وبالوا

وهذا ما أراه ولســـت أدري***متى الأغلال يكـــــــسرها النّزال
////
أنا ما كنت يوما في بلادي***أناصر من تشــــــــــــــبّع بالفساد

مواطنتي أمانتها تساوي***حياتي في التّـــــــــمسّك بالرّشاد

بلادي أمسها أحيا انتسابي***وعلّمني التّوغّل في اجتهادي

أطهّر بالحروف نفوس قومي***وبالشّــــفتين أرجـم من أنادي

فقاوم ما استطعت بلا انهزام***وعلّم ما استطعت من العـباد
////
تنوّع في عروبتنا الذّئاب***وأهمــــــــــــــــلت الدّفاتر والكتاب

وجرّ النّاس شرّ مستطير***يرافقه التّــــــــــــــسلّط والعذاب

وعمّ السّحت مختلف الأهالي***فشاع النّهب وانتفع الكلاب

نسافر في المآسي كلّ يوم***على وجع يحرّكه السّـــــراب

ونقمع إن رفضنا أو عصينا***وشعب البطن يعصره العــــقاب
////
لماذا نحن في الدّنيا ابتلينا***فصــــــــرنا من كبار المارقينا؟

أليس الضّعف في الإنسان شركا؟***وربّ النّاس ربّ العالمينا

أروني كيف هاجمنا البغاء؟***وكيف أباح أهلي الفسق فينا؟

سقطنا في الحضيض وكيف أدري***وقد قتل القضاء الثّائرينا

بلادي ليس في الآفاق حلّ***فأهـــــــــلي لم يزالوا نائمينا

محمد الدبلي الفاطمي