lundi 26 octobre 2015

ثقافتنا تعلّمنا القذاره

وعن فصل الشّتاء سألت ليلى
دعوا الأيّام تزهـــــــر بالأماني***لنقطف ما يروق من المــــــجاني
مشينا في الطّريق بهمس خطو***على طرف الرّصيف من الزّمان
وكنّا نرقــــــــــــب الأيّام فيــــنا***ونبحث في الزّمان عن المــــكان
وعن فصل الشّتاء سألت ليلى***فكان جوابــها قبــــــــــل الأوان
وقالت لي كلاما جلّ قولا***وفيه جرى اللّســـــــــــــان مع البيان
////
نظرت تأمّلا في جوف ليلي***كأنّ اللّيــــــــــــــل من أعداء أهلي
سألته عن ربـــــــيع فرّ منّا***وعن وطــــــــــــن تبدّد في خيالي
فجاء الرّدّ ضربا بالرّصاص***وشنقا في المـــــــــــــــعاقل بالحبال
وأرعبني الرّصاص ببطش نار***تردّد وقعه وســـــــــــــــط الجبال
فما وجد الرّبيع سوى هروبا***وقد فقد العـــــــــــديد من الرّجال
////
بكت ليلى وأهلها في بلادي***وكبّــــــلت القـــــــوائـم والأيادي
وصبّت راجمات النّار حقدا***فحوّلت الحـــــــــــــــياة إلى جمــاد
بكت ليلى وحقّ لها البكاء***وقد هجــــم الخـــراب على البــلاد
وأدرفت الدّموع على خدود***بها التّـــــــفّاح أزهر في البــــوادي
وفي الشّام الأبيّ جرت دماء***بضرب النّار فـي وســــط العـــباد
////
أتى فصل الرّبيع من الجنوب***فأرغمه الشّـــمال على الهــروب
وما أهل الجنوب سوى عبيد***وقوم من ســــماسرة الشّــعوب
بهائم في الخضوع قد استمرّت***بمشرقها تســير إلى الغـروب
أرادت أن تسافر في المآسي***وتفــرح بالشّـــــــــقاء وبالكروب
وتنعم بالتّقـــــشّف في زمان***يمارسه الشّمال على الجــنوب
////
أرى غربهم جــــمع الحسابا***وقرّر أن يعـــــــــــــــاقبنا عقــــابا
فأرسل في الحروب لنا رعاعا***أشاعوا الرّعب واغتصبوا الحجابا
وحوصرت العروبة عبر طوق***أحطّ لــــــــــــسانها وطوى الكتابا
وجيّش للمــعارك كلّ وغد***وجنّد من ســــــــــــــلالتنا الكـلابا
وبالعمـلاء أخضعنا جميعا***فداس العرض وانتهـــــــــــك الرّقابا
محمد الدبلي الفاطمي

وانظر إلى الأمم الأخرى وما صنعت

وانظر إلى الأمم الأخرى وما صنعت
قناعة النّفس أغنتني عن الطّلب***وصحوة القلب قادتني إلى الكــــــتب
أبيت ليلي أجوب الكون مكتشفا***سحر الكواكب والأقـــــــمار والشّــهب
فاستقبلتني طيور في مناقرها***شدو سقــــــــى هوس الأفكار بالعنــب
همّت تغنّي فكانت نبأة وصدى***صحــــــت لوقعهـــــــــــما صنّاجة الطّرب
أوحى لها القلب أنّي من أحبّتها***وأنّنا في الهـــــــــوى أهل بلا نســــب
فقرّبوني من الأنوار وابتسموا***والشّـــــــــمس غائــــــــــبة ليلا ولم تغب
وقبّلوني فأحيوا روح ذاكرتي***بنظـــــــــم شــــــــــــــعر أعاد الرّوح للأدب
إن يأت من رحم الإبداع مبتكر***فالملهمــون أناروا الكون بالـــــــــــــــكتب
أبقوا ثراث بني الإسلام مكتملا***حيّ الهدى بعطور الذّكر في الحقــــــب
والعلم في سور الرّحمان متّسع***يقودنا صوبه صــــــــبح من اللّــــــــهب
نور تناثر فوق الأرض فانقشعت***بالــــــمعجزات غيــــــــوم الجهل والرّيب
جرى به الضّاد فاستجلى بأحرفه***مجدا عريقا بخبث المســــــخ لم يصب
وروعة النّظم قد فاحت مصادرها***كأنّها الرّوض في أثوابه الــــــــــــقشب
أمّ الكتاب تــعالت أن يحيــط بها***بوح من الشّــــــــــــــعر أو نثر من الأدب
لو يعلم الجهل كم من أمّة رحلت***كانت تحذّرها العــــــــــــدوى ولم تتب
إنّ الشّعوب إذا ما الجهل أقعدها***ضاعت ولو مــــــــلكت أرضا من الذّهب
فانظر إلى الأمم الأخرى وما صنعت***بالعلم في خدمة الإنــسان عن كثب
في كلّ مملكة منها ومجتمع***ناعورة الخلق لا تشـــــــــــــــكو من التّعب
توزّعت سنن الإبداع بينهم***فأبدعوا نهضــــــــــــــــــــــة من روضة العرب
واغرورقت بدموع البؤس أعيننا***من بعدما ظــــــــهر البرهان في الخطب
هيهات ينفعنا التّزوير في زمن***به الحضــــــــــــــــــــــارة من أمّ برّة وأب
إن ظلّ خلف شعوب العصر موطننا***فنحن قوم من الأوباش والــــــحطب
محمد الدبلي الفاطمي

samedi 24 octobre 2015

قال الزّمان وفي أقواله الحكم

أصحى الأسى لعنة أعمت مآقينا
تخلّف النّاس في التّفكير ألوان***وســــــعيهم دون كسب العلم خسران
وذو الإرادة نحو الفـــقه متّجه***بكفّه قلــــــم بالحـــــــــــــــــــبر نشوان
مازال ينظم في الأشعار مجتهدا***وعقله ثمل باللّـــــــــــــــــيل سهران
لا تحسبنّ ركوب البحر مهزلة***فموجه في بحور الشّــــــــــــــعر شطآن
دع القريحة تستدعي روائعها***فأنت في فلك الإبداع سلــــــــــــــــطان
////
أنا المغرّد كالشّحرور في أدبي***جنيت شعري من القرطاس في الحقب
عشقته مثل حبّ الأمّ مـــنزلة***فكان لي ذهبا أغــــــــــلى من الذّهب
وجدت طعمه في الأذواق مختلفا***وفي ثقافتنا يغني عن النّـــــــــسب
مجد ترصّع بالإشراق فاقتطفت***منه العقـــــــــــــــول يواقيتا ولم يغــب
وجاء قوم من الأوباش فانحرفوا***من كثرة الجهـــل والتّفريط فـــي الأدب
////
أضحى الأسى لعنة أعمت مآقينا***وساء حال النّاس فانهارت أمانينـــــا
نبكي على أمّة القرآن في زمن***به التّعلّــــــــم قد رقّى المــــــــوازينا
كأنّ عثرتنا في اليأس إذ غرقت***دعا الأعادي فقال العــــــــــــصر آمينا
وعادة الجهل أن يهوى بأمّـــته***فما يعــــــــلّــــم إلاّ كيـــــــف يردينـــا
حتّى كأنّ عقول القوم قد هرمت***فكبّل السّحــــــــــت بالأغلال أيدينا
////
دار الزّمان بنا ليلا ولم نــــــــــعد***ولا خلاص إذا التّغــــــــــــيير لم يجد
ولا أرى فرصة بالـــــفعل تخرجنا***من المتاهة إلاّ الــــصّدق في الرّشد
نرجو النّهوض ونخطو عكس وجهته***وكيف يفلح من قد تاه في بلدي؟
هيهات يفلح شعب غشّ في وطن***وكيف يفــــلح من أضحى بلا خلد؟
هذا الكلام فإن تســمع لناظمه***وجدت الغشّ في المبـــــنى بلا سند
////
ألم تر أنّ جــــــــلّ النّاس بخّال؟***وأنّنا بـــــــــــــعيوب النّقــــص جهّـال
تجري النّفوس وراء المال لاهثة***منهـــــــــــــــــم زناة وأوباش وأغــوال
وكيف أستر في الأقوام مجتمعا***والنّهب ينهــــــــــش والتّزوير يحــتــال
قال الحكيم لنا قولا فأفهـــــــمنا***بأنّ نهــــــــــــــــــــــــضتنا قول وأفعال
لا يدرك الفقه إلاّ سيّد فطن***لما يشـــقّ على الدّهـــــــــــــــــماء فعّال
////
دعني أفكّر فالأيّام تنتــــــظر***وفي منامي رأيت الفجر يحتـــــــــــــــضر
سألت نفسي بشأن الدّاء فامتنعت***كأنّها بهموم النّاس تعتــــــــــــصر
وقالت لي جهرة:نامت ضمائرنا***عند الرّجال وفي الأعراض نتّــــــــــجر
إنّا لفي نفق ديجور ظلـــــمته***أضحى حياة من الظّــــــــــــلماء تنحدر
وإنّما ينفع الإنـــــــــسان أمّته***ما كلّ من حــــــــــــــمل الأقلام يـبتكر
محمد الدبلي الفاطمي

تحلو الحياة لمارق أو مخبر

كنّا نظنّ بأنّنا نتجدّد
مالي أرى وعلى الورى أتوجّع***واللّيل داج والقـــــــــــذارة مرتع
إنّي ليحزنني الهوان بأمّتي***ويزيدني نـــــــــهب الرّعاع فأجزع
تحلو الحياة لمارق أو مخبر***فتراه خلف ظهــــورنا يتمتّـــــــــــع
ولمن يراوغ بالتّوهّم نفسه***ويقودها نحو السّراب فتطـــــــــمع
تتعدّد الأوهام في نظراتنـــا***حينا ويوقظـــهــــــا الرّدى فتـــودّع
////
كنّا نـــــــــــظنّ بأنّنا نتجدّد***واليوم في كلّ الـــــقشــور نــــقلّد
ما كان أن ندع البلاد بلا غد***حتّى يحاصرها الفســــــاد الأسود
مازال يقــــــمع كلّ حرّ ثائر***والبطش في وطن الضّــــعاف يعربد
يا من يبدّل كلّ حين بدلة***ســـــنراك حتمــــــــــــا صاغرا تتودّد
قبحا لوجهك في الوجوه قد ارتدى***بطشا فأصبح كالصّدى يتردّد
////
مابالمـــــــصائب عندنا تتكرّر***وكأنّ قـــــــــــــمع الغاضبين مقدّر
تنمو بمغربنا المفاسد مثلما***تنمو الحـــشائش والنّبات الأخـضر
أيباح نهب الكادحين بأمّتي؟***والظّلم أخبث في الحيـــــاة وأخطر
إن حلّ في وطن تشرّد شعبه***وأتت إليه من الخــــــطوب الأنهر
لو كنت أدري ما الحلول طرحتها***ولكنت مقتنعـــــــــــا بما أتصوّر
////
ظلّت بصبيتنا المدارس تلعب***ودروسها في النّاشئــــــين تخرّب
ظلّت تعلّمهــــــم بلا لغة ولا***علم إلى أمّ الــــــــمعارف يـنسب
كم عاجز فيها يعلّم منطقا***يؤذي اللّسان وبالتّــــــــــــأمّل يهرب
يعدي الصّغار بلهجة مذمومة***وبها يــــــعلّم في الدّروس ويكتب
إنّ الصّـــغار إذا تخرّب علمهم***أضحوا حميرا في الورى تتـــعذّب
////
يا من يدرّس في العلوم ويفهم***إنّ الضّـــــــمائر بالرّضى تتعلّم
دع عنك ســـيطرة الرّعاع فإنّها***في الفقه تغتصب العقول وترغم
وزن الكلام بحـــــــــنكة وتمكّن***واعلم بأنّك في الصّــــــغار تعلّم
واحذر معاملة الضّعيف بقسوة***واخفظ جناحك فالتّواضــــــع يلزم
وإذا أصابك بالأذى متـــــــعلّم***فاصبر فإنّك في الختام سترحــم
////
قف للمدرّس فالوقوف يبجّل***واسمع نصائح من يقـــــــول ويفعل
واحرص على فهم الشّروح ولا تكن***فضّا كسولا دائما تتســــوّل
واعشق منافسة العظام فربّما***تأتي الرياح بما اشتهيت فتنهل
وعليك بالعــــمل السّديد فإنّه***مفتاح فقـــــــــــه بالفلاح يكلّل
والرّجس فاهجر وابتعد عن أهله***واختر رفيقا بالصّداقة يعمـــل
محمد الدبلي الفاطمي

jeudi 15 octobre 2015

ومن ظلم العباد فقد كفر

ومن ظلم العباد فقد كفر
تذكّر أنّ موتك منتــــــظر***وأنّه في الحــــــــقيقة لا مفــــــــــــــرّ
ستطمر ميّتا تحت التّراب***كما حــــــــكم القضـــــــاء مع القــــدر
فتعلم حينها علما يقينا***بأنّ المــــــــوت يفــــــتــــك بالبـــــــشر
وأنّ الكلّ في الدّنيا سيفنى***ويبقــــــــى من أعـــدّ لنا ســــــقر
هو الرّحمان ربّي جـــلّ ذاتا***ومن ظلم العــــــــباد فقــــــد كــــفر
////
سيأتينا المكلّف بالأجل***فيـــــــسأل من أتاه عــــن العـــــــــــمل
ويرهبك السّؤال عن المعاصي***وفي الأحشاء ينـــــفجر الوجـــــل
يعدّ الموت في الدنيا انتقالا***إلى دار البــــــــقاء لمـــــــن رحـــــل
وعيش المرء في الدّنيا كظلّ***تحوّل مــــــــكرها ثــــــمّ انتــــــــقل
فلا تفرح بعيش فيه موت***فإنّ المــــــــــوت يأتـــــــي بالأجــــــــل
////
أرى الأيّام تلتهم العصورا***وتبني بالعـــــــباد لها القـــــــــصـــــــورا
فتترك خلفها الآثار حتّى***تبيّن أنّــــــها ابتــــــــــــــلعت دهــــــورا
ويدفن بعضنا بعضا ونمضي***لنســـــكن بعد رحلتنا القـــــــبــــــورا
فكيف بنا نشكّك في رحيل***سنشهد بعد رقدته النّـــــــــشـــــورا؟
كذلك في الممات لنا لقاء***فنكتـــــــــشف المحاسن والشّـــــــرورا
////
ألا هبّوا جميـــــــعا تائبينا***فقــــــــد نصــــــب اللّعيـــــن لنا الكمينا
أتى إبليس بالعصيان ظلما***وعــــــــقّ الله إذا نقــــــض اليمـــــــينا
وحين رأى المصير غدا سعيرا***غوى الإنسان فارتكب المــــــــشينا
وجاهد في العباد بلا انقطاع***فنال من الطّـــــــــغاة الظّــــــــــالمينا
وأمّا المطمئنّ بذكر ربّي***فكان توابـــــــــــــــــه أجرا ثمـــــــــــــــينا
////
تعلّم أن تكون مـــن الرّجال***بصـــــــــدقك في الحــديث وفي الفعال
وأصلح بالتّعــــلّم كلّ عيب***أصـــــــــابك بالرّذيل من الخـــــــــــــصال
وأبعد عن ظنــونك كلّ سوء***فسوء الظّنّ يعــــــــــــصف بالنّـــــــــوال
وأحسن ما استطعت إلى الأهالي***وأوضح في الجواب على السّؤال
فخير المــــــرء في الدّنيا فلاح***وشرّه في الحيـــــــــــــــاة من الوبال
محمد الدبلي الفاطمي

شعوب نحن أم نحن العبيد

وعن عرب الخليج حكى النّساء
بئيس أنت يا وطن العــــــــــجب***أيا وطنا يعيـــــــــــش بلا نسب
سقطت إلى الحضيض بفعل غيّ***غزا التّفكير فانتـــــشر الشّغب
ومزّقك الصّــــراع على الكراسي***بضرب النّار فاشـــــتعل الحطب
وقهقهت البــــــنادق في بلادي***فأزهر من عواصـــــفها الغــضب
وفي أسواقنا اجتمع السّكارى***وضرب الدّفّ تتقـــــــــــــنه العرب
////

أتى اللّيل المعسعس بالهموم***فأطفأ بالرّدى كلّ النّجـــــــــــــوم
أتانا بالنّواقص والـــــــــــــــــــــمآسي***فجرّعنا الممــــــــــــــــــــــيت من السّموم
سقطنا كالقذارة في المــــــــــــــجاري***فقهقرنا التّـــــــــــــــــــــــــخلّف في العلوم
نربّي نسلنا من دون فـــــــــــــــــــقه***ونقبل بالتّملّق للخـــــــــــــــــــــــــــــــصوم
ونرتكب الفواحش والمـــــــــعاصي***ونسرق في الخـــــــــــصوص وفي العموم
////
وعن عرب الخليج حكى النّساء***وكان الرّقص يصـــــحبه الغــــناء
وفي الغرف المكيّفة اســــتعدّت***صغار المومسات وهــنّ شاءوا
وجاء الفاسقون وهــــــــم عراة***وبين الخصيتــــــين هوى الحـياء
وأمّا حين تختــــــــــتم اللّيالي***فإنّ غدا يقـــــــــــــال لهم لقـــاء
وفي وطن العروبة ضلّ أهلي***وهــبّ الويل فاخـــــــــــتنق الوفاء
////
متى كنّا نعيش على الدّعاره؟***متى كنّا نتــاجر في القــــــذاره؟
هل الأسلاف كانوا فاسدين؟***أم العملاء أضــــحوا في الصّــداره؟
بكت على وطني دمعا عيوني***وشاب الرّأس في جوف الخساره
أفكّر في السّــــؤال بلا جواب****ويؤلمني الحديث عن الحــــضاره
وعن عرب الجزيرة حين كانوا***فلاسفة الـــــثّقافة والتّـــــــــجاره
////
تصاعد في تحاورنا النّــــــباح***وحمّ الجهل فاشتـــــــــبك النّطاح
وقهـــقه كلّ من شهد العراك***وبين الحاضرين علا الصّــــــــــياح
طغى التّدجين في وطني وأمسى***بأمّتنا التّســــــــلّط يستباح
وأفرزت العقــــــول كلاب عصر***يؤازرهم على العــــــــــمل النّباح
وإن وجدوا النباح بدا عجوزا***تحرّك نحو هبّـــــــتنا السّـــــــــــلاح
////
أرى عربا سماسرة وحوشا***وفي نزواتهم فاقوا الجـــــــــــحوشا
تجاوز جهلهم جهل الضّباع***ومن غوغائهم صــــــــــنعوا الجيوشا
كأنّ الحاكمين لهم حقوق***بمقتـــــــــــــــضياتها ابتكروا النّعوشا
وليس لنا على الأقدار حول***ومن حكّامنا نخشـــــــــى القروشا
فكيف سيرحل الطّاغوث عنّا***وقد فاق الغــــــــــــوائل والوحوشا
////
شعوب نحن أم نحن العبيد؟***لماذا نحن جمّــــــــــــــدنا الجليد؟
لماذا نحن كالغربان صـــــرنا***نقـــــــــــــــلّد في الحياة ولا نريد؟
يحيّرني التّرقّب عند أهلي***وقهـــــــــــر النّاس في وطني يزيد
نعيش على التّقوقع والتّردّي***ويحكمنا التّـــــــــــــسلّط والوعيـد
وهذا حال أهلي في بلادي***فأين هو التّـــــــــــــقدّم والـــجديد؟
////
ألا يا حاكم الأوطـــــان فينا***تذكّر وعد ربّ العالمــــــــــــــــــــينا
فقد وعد الرّقيب المجرمين***بنار تحرق البشر المــــــــــــــشينا
وهيّأ جـــنّة الفردوس أجرا***لمن كانوا رجالا مؤمـــــــــــــــــــنينا
فهيّا يا شباب المـــسلمين***لنرقى بالهـــــــــدى أدبا وديــــــــنا
وإن أنتم لأنفســـكم أسأتم***فما من ناصر للقــــــــــــــــــاعدينا
محمد الدبلي الفاطمي

نراوغ في السّياسة كالذّئاب

نراوغ في السّياسة كالذّئاب
بنور العلم تنتفض العقــــــول***فتزهر في قرائحنا الميـــــــول
وليس العيب في الأزمان كلاّ***بل الإنسان أقعده الخــــــمول
أحطّ الجهل أمّتنا فأضـــحت***على أسلافها شرعت تبــــــول
تسير بها العواصف حيث شاءت***وبالإعصار ترهبـــــها الحلول
ولا أدري متى يصحو الأهالي***فتصحو من تخلّفها العــــــقول
////
نفكّر في السّياسة كالحمير***ونقنع بالقليل من الشّــــــــعير
ونعتقد اعتـــــقادا ظلّ وهما***بأنّ الصّمت أفــــــضل للفــــقير
وإن نحن انتفضنا أو عصينا***سنضرب بالعصا مثل الحــــــــمير
ومنّا من يفارقنا شــــهيدا***بنار القـــمع في الوطن الأســــــير
وما خلع التّسلّط مستحيل***ولكنّ التّخـــــــوّف في الضّـــــمير
////
ألا يا ثورة الأحرار جـــــودي***بما جاد العظــام من الجـــــــدود
ألا جودي بنور العلم فقها***ونارا باللّهــــــــيب على الجـــــحود
فثورتك انعطاف صار حتما***وحقّ في الحياة وفـي الوجــــــــود
سننعم بالرّخاء إذا ارتقينا***ونعتـــــمد الجـــــــــديد من الحـدود
فنشعر بعد ذلك بانفراج***ونصبح في الأمان من اليـــــــــــــهود
////
ألا كوني لصحوتنا بديلا***وكوني ثورة تشـــــــفي الغــــــــــليلا
فأنت الحلّ في وطن أسير***به الإنسان قد أمسى ذليــــــــــلا
شعوب عروبتي وجلت فبالت***ولم تجد الهروب لها ســــــــبيلا
فأضحت كالدّجاج بكلّ قطر***تبيع بيوضـــــــــها بيعا هـــــــــزيـلا
وتنتخب السّماسرة انحطاطا***بواسطة الرّشـــــــى زمنا طويلا
////
نراوغ في السّياسة كالذّئاب***وننبــــــــح بيننا مثـل الكــــــلاب
فننتهز التّهوّر في الأهالي***ونمنحهم وعـــــــــودا كالــــــسّراب
ونفعل ما نشاء بلا حساب***كأنّ النّهـــــــــــب يصــــــلح للرّقاب
وفي وطن الفساد أرى المآسي***وتحزنني البطالة في الشّباب
تعدّدت النّوائب في بـــــــلادي***وحفّ بنا الكثيف من الضّـــــباب
////
شعوب الضّاد مزّقها الصّـــــراع***وعن حكّامها ســــــــقط القناع
يمارس جلّهم قمـــــــعا رهيبا***فينهشنا التّســـــــــلّط والضّياع
ألم تر أنّنا للخلف عــــــــــدنا***فجفّ الحبر واختنــــــــــق اليراع
نقاد إلى الوراء بفعل ظلم***يجدّده السّـــــــــــــــماسرة الضّباع
ونجلد إن رفضنا القهر جلدا***وعند الجلد ينعـــــــــــــدم الدّفاع
محمد الدبلي الفاطمي

تصوّرنا الجزيرة من قطر

لماذا نحن يرهبنا اليهود؟ 
أنا القرطاس تعرفني العصور***بحبّ تلاوتي تحيا الصّــــــــــــــــدور
أنا الحرف الذي أغناه ربّي***به الآيات تعشقها السّـــــــــــــــــطور
وجدت العبريين قد استبدّوا***وظنّوا أنّهم فعلا صــــــــــــــــــــــقور
تمادوا في احتلال دام قرنا***ونحن علـــــــــــــى الرّحى دوما ندور
وبيت المقدس اغتصبوه عمدا***وفي ثكناتنا انتـــــــــــــشر البخور
////
أتى المتصهينون من الشّمال***وقد قتلوا النّســــــــــــاء مع الرّجال
أتوا بالرّاجمات لسحق شعب***كأنّه في الشّـــــــــعوب من الجبال
وقد وجدوا العروبة في سبات***فبالوا في الفراش على الخـــــصال
وأضحوا في مواطننــــا أسودا***بفغل الخـــــــــوف من خوض النّزال
وها نحن اســـتبدّ بنا الأعادي***فساموا أهلنا خســــــــــف الفعال
////
غزا أهلي الصّهاينة الكلاب***يؤازر غزوهــــــــــم عــــــــــــرب ذئاب
مدافعـــــــهم يحرّكها وقود***أمات النّاس فانتـــــــــــشر الخــــــراب
وولولت النّساء بكلّ بــيت***وفي الوطن الــجـــــــريح عــوى الكلاب
صهاينة اليهود غزوا بجيش***وبالإرهاب قــد جثـــــــم الـــــــــسّراب
نسالمهم وهم أصلا قرود***وفي الأوغاد ينــــعدم الصّــــــــــــــواب
////
لماذا نحن يرهــــبنا اليهود؟***ويرعبنا الـــــــــتّوحّـــــــــد والصّــمود؟
نخاف الموت والجـــلاّد آت***وسيف النّــــــــصر أبدعــــــه الجــــدود
نرى بطش اليهود ولا نبالي***وبالأوهــــــــام تأســـــــــرنا القيــــود
كأنّ الخــــوف علّفنا شعيرا***وقـــــتل النّاس يصنـــــــــعه الوقــــود
ومن خاف المعارك والمــنايا***تبوّل فوق صهــــوتــــــــه القــــــــرود
////
سأبحث في الجحور عن الأفاعي***وأبدع في التّصرّف والمــساعي
سأتلو في القريض بيان شعر***به الأفــكار تزهر في المـــــــــراعي
وأرعى النّور من شمس أضاءت***ونور الشمس يعرفه اســــتماعي
ألا يا مبدع الأفكار مــــــــهلا***فشعر القلب قد فرض انــــــصـياعي
إذا القلب اســــتبدّ به التّحدّي***رمـى بالنّفــس في وسط الــسّباع
////
رأيت المسجد الأقصى مصابا***وأهــــل الشّرق قد ثمـــــــلوا شرابا
بساحته اليهود أتوا نهـــــــارا***وقد حــــــرقوا المنـــــــــابر والكــتابا
بكت أمّ المدائن حين جاءوا***وســــال الدّمـــع فاخــــــــــترق التّرابا
وعمّ القدس شرّ مســـــتطير***وشرّ الغــــــزو قد تــرك الــــــــخرابا
صهاينة اليهود غزوا بلادي***وفــــــــي أوطاننا زرعـــــــــــــوا الذّئابا
////
تصــــــوّرنا الصّحافة من قطر****وقد كشــــــــــــــفت جزيرتها الخبر
أزاحت عن مواطننا القناعا***وعرّت عن عبــــودية البــــــــــــــــــشر
ألم تر أنّ أمّتنا استـــبدّت***فحــــوّلت العبـــــــــــــــــــــاد إلى حجر
بها الحكّام قد حكموا قرونا***ومـــــن أحكامهم صنــــــــــــــعوا القدر
وباعونا قطــــيعا في زمان***به الإنسان أبدع فانتــــــــــــــــــــــــصر
محمد الدبلي الفاطمي

وحلو الشّعر يقطف كالمجاني

وحلو الشّعر يقطف كالمجاني
دعوا التّفكير يخترق المقل***لينعــــــــم بالتّأمّل في الأزل
دعوا الأشعار تزهر في حقول***بها التّفّاح طعمه كالعسل
ومنها الياسمين يفوح عطرا***وفلّ في الحياة هــــو الأمل
ومن طلب العلا قولا وفعلا***سيسعد يالتّألّق في العــمل
وما لغة الكتاب سوى أداة***بها الإنــــــــسان أبدع فانتقل
////
سقيت بأحرفي لغة البيان***فأزهرت الفصاحة في اللّسان
وأشرقت المواهب مثل صبح***تألّــــــــــق نوره عبر الزّمان
ومن روض البلاغة فاح عطر***فألهمني الرفيــــع من البيان
ألا يا ناظم الأشـــــعار فينا***خذ الإبداع من رحـــــم البنان
فبوح القلب بالأشعار سحر***وحلو الشّعر يقطف كالمجاني
////
أفلّ أنت أنبته المــــــــطر؟***أم الأنوار أرســــــــلها القمر؟
رأيتك فاستبدّ بي اهتمامي***وخلف المــقلتين صحا البصر
فشبّ العشق في الأحشاء لمّا***رماني سهم بائعة الزّهر
أبت عيناي غضّ الطّرف عمدا***وفي الحسناء قد حسن النّظر
وأروع ما يرى الإنسان سحرا***جمال الخلق في وجه البشر
////
أروني كيف يصحو النّائمونا؟***وكيف سيهتدي المتفيهقــونا؟
تقهقر فقهنا في كلّ حقل***وقد قلّ البناة الملهـــــــــــمـونا
وكم من جاهل أمسى فقيها***فصدّقه الرّعاع الواهـمــــــــونا
كداء السّلّ يعدي كلّ شخص***كما يعدي الذي ألف المجونا
فعلّم ما استطعت لعلّ جيلا***سيأتي حامـــــــــلا أدبا مصونا
////
لسان الضّاد سهّرني اللّيالي***وعلّمني التّأمّل في الجـمال
نظمته لؤلؤا في حضن صدر***فجاء النّـــــــظم متّسع الخيال
وكنت إذا عثرت نهضت أقوى***وواصلت المسير إلى الأعالي
ولست بتارك قلمي وعزمي***إلى أن يترك الوهن الأهالي
ومن طلب الفلاح بلا اجتهاد***قضى الأيّام في طلب المحال
////
دعوني بينكم أتلو المبيـــــنا***وألقي أحرفي في السّامعينا
زعمتم أنّ حرف الضّاد أمسى***ضعــــــيفا لا يفيد الدّارسينا
وبالتّهم الملفّقة استــــعنتم***لقتله في الورى أدبا وديـــــنا
وبالأفواه شئتم طمـــس نور***به القرآن علّمــــــــــنا اليقينا
وشاء الله أ ن يبقـــى مشعّا***كشمس في قلوب المهتدينا
////
سماسرة النّساء من العرب***أضاعوا الفقــه في قيم الأدب
أطاعوا الجهل فانحرفوا وناموا***ونوم القـــوم أفقدنا النّـسب
وفي التّفكير منطقهم تدنّى***فأضحى في الثّقافة كالحطب
وإن أنت استمعت إلى لغاهم***سمعت اللّغو في جلّ الخطب
كأنّ عروبة الأسلاف غابت***فأظلمت العـــــــــصور مع الحقب
محمد الدبلي الفاطمي

jeudi 8 octobre 2015

أرى التّعليم في وطني ظلاما

أتى العصر المحنّط بالوباء
ألا فاكتب أيا قلمي البيانا***فحبـــــــــــــــرك قد تدفّق من رؤانا
ونونك في السّطور أتى بوحي***أنار الفكر واكتــــــــسح المكانا
شققت الصّخر بالتّنقير بحثا***وجبت البحر مكتــــــــــــشفا قوانا
وربّي علّم الإنســـــان ما لم***يكن يعلـــــــــــــــم وعلّمه البيانا
فأنت النّور ياقلمي وحرفي***ونظـــــــــــــــمك قد أعاد لنا الزّمانا
////
أتى العصر المحنّط بالوباء***كأنّه في الرّبيـــــــــــــع من الشّتاء
سيكتسح الشّوارع كلّ أهلي***لنصرة حقّــــــــهم عقب النّداء
أرادوا العيش في وطن أمين***يفكّر في الرّجال وفي النّـــــساء
ويحمي الشّعب من مضض اللّيالي***بعدل في الأنام بـلا ازدراء
وأمّا الظّلــــــم في بلدي فعار***لأنّه قد يجرّ إلى البــــــــــــــلاء
////
بحرّية العقول نرى النّهارا***فنبــــــدع في الحـــــياة لنا ابــــتكارا
ألم تر أنّ غرس العلم ينمو***فنجــــــني من فواكـــــهه الثّـــمارا
تطوّعه الشّعوب متى أرادت***فتنــــــجب في ثقافتنــا الكـــــبارا
وأمّا إن تخلّف ركب أهلي***سنقـــــطـــــــف حيـــــنــها ذلاّ وعارا
إذا الشّعب الأبيّ أراد يوما***سعى بالجدّ فاخـــــــترق الحــــصارا
////
أتى الإبداع في وجه الصّباح***بنور في الوجــــــود من الفــــــلاح
فغرّدت الطّيور به ابتــهاجا***وزغردت العــــــذارى في البـــــــطاح
وهبّ الخلق فانتشروا جميعا***لجني الرّزق من شجر النّـــــجاح
تجدّدت الحـــــــياة بعيد ليل***أراح الخلق من تعـــــب الكفــــــاح
وجاء الفجر منشرحا منيرا***فأحيا الكــــــون من رحم الصّبـــــــاح
////
كلام النّاس أجوده الصّحيح***وقول القــــــوم أعذبه الفــــــــصيح
تعلّمنا الفصاحة من لســــان***بيانا في الحديث هو المـــــــــليح
وسحر القول في المبنى جميل***وسوء القول يمدحه القبــــــيح
وما الإفصاح في التّعبـــــــير إلاّ***لسان فــــــي قراءته مـــــــريح
فعلّم ما استطــعت بلا حدود***لعلّك في التّقاعد تســـــــــــتريح
////
أرى التّعلــيم في وطني ظلاما***وقد فقد التّوجّــــــــه والنّـــظاما
يعلّم نســـــــــلنا لغوا عقيما***ومن زرع القشور جنى اللّئــــــاما
أليس اللّغو في التّدريس عيبا؟***وكيف سنهتدي هديا ســــلاما؟
لعبنا بالأمانة فانحــــــــــططنا***ونام النّاس فانبطــــحوا تمـــــــاما
وحوّل لغونا الإفـــــــصاح عارا***كأنّ اللّـــــــغو قد أضحى كــــــلاما
////
أسأنا للجـــــــــــدود الأوّلينا***فصرنا من كبــــــار الجاهـــــــــــلينا
لعبنا باللّســــــان فصار لغوا***وهبّ الجــــــــهل فانتزع المبـــــينا
ومن لغة الكتاب أضاع أهلي***بيانا من كنوز العـــــــــــــــارفيــــنا
سقطنا في الحضيض ولست أدري***متى الأيّام تلغي اللّغو فينا؟
فيا أهل الفصاحة في بلادي***أعدّوا النّسل واتّبعوا الأمــــــــــينا
////
سنعلم حين ينقشع الغبار***بأنّ اللّــــــغو أبدعه الحــــــــــــــمار
تقهقرت البلاغة في لساني***وفي التّدريس حلّ بنا البــــــــوار
رجعنا في الحياة إلى خمول***بفعل العجز فانهــــــــــدم الجــدار
نخادع بعضنا في كلّ شيئ***ونزعــــــــم أنّنا نحـــن الكبــــــــار
وقد سقط القناع بكلّ قطر***وتحت المـــــــــــوج قد غرق الصّغار
////
بحبّك للمعارف تســــــــــتفيد***فتســــــعد حين يغمرك الجديد
وتشعر أنّ كسب العلم نور***وأنّ الجــــــــــــــــهل يركبه البـليد
تخلّفت العقول عن المعالي***وساء الحال فاختــــــــــنق الوريد
وأصبح كلّ حيّ في بلادي***يؤكّــــــــــــــد أنّنا بشــــــــر عبيد
فكيف الحال والأيّام تجري***وصـــــــــــــبر النّاس أرهقه المــزيد
محمد الدبلي الفاطمي

أرى في الغشّ شرّا قمطريرا

أرى في الغشّ شرّا قمطريرا
يحاصرنا التّخلّف والخــــــمول***ومن نكــــساتنا بكت العــــــقول
زرعنا الغشّ في الأرحام حتّى***تجمّــــدت القرائــــــح والمــيول
وبال الجهل فوق العلم جهرا***فجفّت من منابعــــها الحــــــقول
ألم تر كيف أصبحنا يتامى***يقال لنا الكـــــــلام ولا نقـــــــــــول
ونصبر كالحمـــير لكلّ أمر***ولا ندري متى الـــبلــــــــوى تـــزول
////
مؤسّسة التّمدرس في بلادي***رماها الغشّ في حضن الكساد
ومن غشّ العباد فليس منّا***لأنّه قد أصرّ على الفــــــــــــــساد
ألم تر أنّ غشّ النّاس أضحى***مشاعا بين مخـــــــــــتلف العباد
وعشّش في المدارس دون خوف***فهاجرت النّـــزاهة من بلادي
كأنّ الغشّ فعل مستــــــــحبّ***وفنّ تستـــــــــــعين به الأيادي
////
كفى بالغشّ في التّعليم زورا***يشوّه في الحياة لنا الأمـــــــورا
فكم نجح الزّنيم به احتيالا***بفعل الحيف واختلس السّـــــــطورا
تغلغل في النّفوس فصار غقما***وما ترك الهراء سوى القـــشورا
تأمّل سعينا سترى اختلال***أشاع بأمّـــــــــــتي شطــــطا وزورا
وليس العيب في الأزمان قطعا***لأنّ النّاس قد ســـكنوا القبـــورا
////
أرى في الغشّ شرّا قمـــطريرا***وكارثة ستدخلنا السّـــــــــــعيرا
يروّج فــــــي المدارس كلّ يوم***لأنّه قد بدا العـــــــمل اليسيرا
وينصح أن يحـــــــــاط بكلّ سرّ***كانّ الغشّ قد ضمن المصــــيرا
وما المتعلّم المــــــــسكين إلاّ***صـــــــــــــغير قد أراد بأن يطيرا
ونحن نعلم الأطفـــــــال جهلا***ليصبح جلّــــــــــهم بشرا حميرا
////
سقطنا في الفساد إلى الحضيض***فصار الحال كالرّجل المريض
وهـــــــــبّ المارقون من الزّوايا***فأضربت النّساء على المحيض
وهاجرت الضمائر من بلادي***لتسلم في الوجود من النّـــقيض
كأنّ النّاس قد سئموا احتلالا***أتى منذ الخروج من المـــــبيض
فكيف سنستعيد رضاء ربّي***ليمنحنا القليل من الوميـــــــض؟
////
أروني أمّـــــــة رقدت قرونا***وفضّــــــــــلت المفاسد والمجونا؟
سماسرة المدارس في بلادي***أباحوا النّهب فاختلسوا الزّبونا
وليس كمهنة التّدريس شغل***لأنّ مجالها يحــيي الفــــــــنونا
تلقّن نشــــــــأنا أدبا وعلما***وتفتح بالمـــــــــــــطالعة العيــونا
وبالتّعليـــم نصلح كلّ عيــب***فننــــــــقد أمّة رقــــــــدت قرونا
////
ألا يا أمّة الإسلام فيــــــقي***فإنّ الجـــــــحش يعرف بالنّهيق
أصابك بالتّخــــلّف سوء حال***فأضحى النّاس أشـــبه بالرّقيق
وحرّف ساسة الأوطان دينا***أشاد به العــــــــــدوّ مع الصّديق
فيا ليت الشّعوب تفيق يوما***لتبدأ ســــــــــيرها عبر الطّريق
وإن نحن انهزمنا في التّصدّي***سنضرب بالرّصاص وبالــحريق
////
فقدنا الصّدق في التّدريس لمّا***تهاوى جدّنا كـــــــــيفا وكمّا
وشبّ الغشّ في التّحصيل حتّى***أتانا الجهل بالأهوال ظلما
وأدبرت النّزاهة حين أمسى***رئيس حكومتي رجلا أصـــــمّا
ألم يدرك ذوو الألبـــــــاب أنّا***عثرنا في النّهى علما وفهــما
ومازلنا نعاني من فـــــساد***ومن غشّ يكاد يكون جــــــرما
محمد الدبلي الفاطمي

سيندم من تزندق في بلادي

سيندم من تزندق في بلادي
سأذهب بالشّروق إلى الغروب***لأنّ الأهل من بشر الجـــنوب
فهم ألفوا المهانة منذ كانوا***رقيقا كالبـــــــهائم في العـــيوب
أناديهم بشـــــعر فاح عطرا***وقلب قد تعــــــذّب في الـــقلوب
يقولون استمعنا واستفدنا***وكيف يحسّ مجتــمع الخــــطوب؟
سيندم من تزندق في بلادي***وبالغ في الفـــظيع من الذّنوب
////
قطيع نحن يرقبــــــــنا الذّئاب***ويحرســــــنا النّــــواطر والكلاب
نساق إلى المراعي كلّ يوم***وعند الذّبح ترتعــــــــش الرّقاب
ونحصى كالرّؤوس ولست أدري***لماذا عندنا يحلو العــــــذاب؟
فقدنا الحسّ بالإنســـان لمّا***أتانا اللّيل وانتــــشر الضّـــــباب
وولولت الحناجر في بلادي***فهبّ السّوط وانطلق العــــــقاب
////
أشاع القمع بين النّاس رعبا***وأضحى الجهل في الأوطان ربّا
تكالبت الضّباع على الأهالي***كأنّ النّـــهب في وطني تربّى
وأزهقت النّفوس بضرب نار***توسّع بطشــــــــها شرقا وغربا
ففرّ النّاس كالقطعان بحرا***مخافة قتـــــــــــــلهم بالنّار ضربا
وجامعة العروبة في سبات***تعطّل فعـــــــــــلها سلما وحربا
////
نجحنا في النّميمة والشّغب***وفي الرّقص الخليع وفي الطّرب
وحقّقنا فســــادا في بلادي***تجاوز سقفه سقف الغـــــــضب
فقدنا قدرنا لمّا انبـــــــطحنا***فكنّا في تقهــــــــــــقرنا السّبب
وفضّلنا التّواصل عبر لغــــــو***فأهمــــــــــــــــل جلّنا لغة الأدب
وها نحن استبدّ بنا التّدنّي***فطلّقنا اللسان مع النّــــــــــسب
////
لماذا عيشنا عيش رهيب***يهدّد أمنه الغــــــــــضب القريـب؟
ألم ندرك بأنّ الشّـــــرّ آت؟***وكيف سيهتدي البــشر الغريب؟
تعلّم يا عديم الرّأي وافهم***بأنّ الدّاء يكشــــــــــــفه الطّبيب
ومن طلب الشّفاء بلا دواء***أتاه الحــــــــــــتف رفقته النّحيب
وما تحلو الحياة بلا مصير***لأنّه في الوجود هو النّصـــــــــــيب
محمد الدبلي الفاطمي

قطيع نحن والجزّار راع

قطيع نحن والجلاّد راع
دعوا التّغيير ينتخب الجديدا***فإنّ النّاس قد كـــــــرهوا الوعيــــــــــدا
تراكمت النّوائب في بلادي***وأصــــــــبح حلّها حـــــــلاّ أكيــــــــــدا
وما التّغيير إلاّ بعث عصر***به التّـــــــفكير يبــــــــتكر السّــــــــــديدا
فنصلح ما تعطّل باحتراف***ونبني في الحـــــــــياة غدا جــــــــــديدا
وإن نحن انخرطنا في المعاصي***خسرنا في الهدى العمل الرّشيدا
////
قطــــــيع نحن والجلاّد راع***يحيط به العــــــــــــديد من الضّــــــــباع
يسوس بلاد أهل الشّرق بطشا***ويزعــــــــم أنّه أســـــــد السّباع
وفي فمه الكلام بدا لقيــــــطا***وغايته القـــــــــــــضاء على اليراع
سقطنا بين أيــــدي الظّالمين***ولم نقدر على خـــــــــــــلع الرّعاع
فهل سنـــظلّ كالأنـــعام دوما؟***أم التّغيير يحـــــــصل بالـــــدّفاع؟
////
أرى قدر التّــــــــــحوّل قد أتانا***لأنّه كالبـــــهائـم قـــــــــــــــد رآنا
أتانا كي نجـــــــدّد كلّ شيئ***ونصــــــــــــنع في الوجود لنا زمانا
فنشعر أنّنا أصــــــــحاب فكر***وأنّ العزم أكســــــــــــــــبنا الأمانا
ولكنّ التّـــــــسلّط في بلادي***بحتمية النّـــــــــهوض قد استهانا
وقرّر أن يجـــــــــمّد كلّ حيّ***ليجعل في الحضــــــيض لنا مــكانا
////
ألا قوموا من النّوم العقيم***وقــــــودوا أمّــــــــــــــتي نحو النّــعيم
فنحن المسلمون ونحن أدرى***بأنّ الظّالمين إلى الجـــــــــــــحيم
ونعلم أنّ ظلم النّاس شـــــرّ***ونظلم من تكلّم في الصّــــــــــميم
فكيف سيستجيب لنا إلهي؟***وشـــــــــرّ النّاس يوصـــــف باللّئيم
فلا تيأس فإنّ الفـــــــجر آت***لنبتكر الجديد من القـــــــــــــــــديم
////
أحبّ الثّائرين مــــن الرّجال***لأنّهـــــــــــــم الأشاوس في النّضال
وأكره من يتاجر في بلادي***وينـــــــــــهب في النّهار وفي اللّيالي
ألم تر كيف بيع النّاس جهرا***وأغرقت الضّـــــــــمائر في بالضّــلال؟
فكيف سنستعين بعون ربّي؟***وقد غلب الفساد علــى الخــــصال
فيا ليت الشّــــباب يثور يوما***ويسرع في الجواب على السّــــؤال
////
دعوا الأقدار تفعل ما تشاء***فإنّ الدّاء يصــــــــــــــــــــــرعه الدّواء
تقدّمت الشّعوب إلى المعالي***ومن إبداعها كثر العــــــــــــــطاء
أصرّت واســـتمرّت فاستقرت***وبالتّغيير جدّدها البـــــــــــــــــــناء
وعبر ثقافة الإبـــــــداع رقّت***عقـــــــولا بالعــــــــــلوم كما تشاء
وأمّا المارقون فنحن منهم***تراهم في الشّـــــــــــعوب هم البلاء
////
ألا عودوا إلى سنن الرّشاد***وكونوا في البــــــناة من العــــــــباد
وما رفع التّحدّي بالتّمنّــــي***ولا خلع الخــــــــــــمول بلا اجـتهاد
ومن ظنّ التّقدّم مستحيل***تحوّل في الحـــــــــياة إلى الجــماد
فلا تكسل فإنّ الجدّ ينمو***فينـــــــــــــــبت ما تحبّ من الأيادي
وإن أنت انحنيت إلى التّدنّي***قضيت العمر في كنف الفــــساد
محمد الدبلي الفاطمي

jeudi 1 octobre 2015

ألا قم يا أخيّ من الرّقاد

ألا قم يا أخيّ من الرّقاد
سأنتقد الأساتذة الكراما***وأكشف من أساء إلى اليــتامى
فبــــعد تقاعدي قرّرت ألاّ***أغالط أمّتي أدبا وفــــــــــــــهما
عملت مدرّسا وأردت فعلا***بأن أعــــطي تلامذتي الوساما
وسرت بهم إلى فقه مفيد***وعلم بالأمور محا الظّـــــــــلاما
ولو عمل المدرّس كلّ جهد***لأنجب في العطاء لنا العظاما
////
بليد أنت يا نسل الشّغب***أضعت الضّــاد فانحرف النّــسب
وجئت بلغوك المذموم جهلا***وقـــلـت بأنّه نعـــــــــم الأدب
نسيت بأنّ ذكر الله نـــــــور***فأسقطك التّوهّم في الغضـب
ستنتفض العروبة في بلادي***وتخـــلع من يعدّ من الحـطب
وتبني يومها وطـــــــنا كبيرا***يسمّى عندنا وطــن العــــرب
////
غزا الأخلاق شرّ مستطير***كأنّ النّاس معظـــــمهم حـــمير
وفي الشّهوات أغرقنا انحطاط***وبدّد رشدنا الشّطط الخطير
ألم تر كيف أصبحنا جمادا***وفي أوساطنا انعدم الضّـــــمير؟
تسير بنا الملاهي نحو ليل***به الظّلماء أنجــــــــــبها الزّفير
ونحن نرى المخاطر قد أطلّت***ولا ندري إلى أين المـــــصير
////
ألا قم يا أخــــــيّ من الرّقاد***وحاول أن تعـــود إلى الرّشاد
فموت المرء في الأحياء عار***وجهل النّاس يغرق في الفساد
ومن زرع الهوى حتما سيجني***عواصف ريحها ريح الكــساد
ألم تعلم بأنّ العـــــــــــلم نور***وأنّ الجهل عشّش في بلادي؟
فقم يا أيّها الوطن المفدّى***فإنّ الشّـــــــعب أمعن في الرّقاد
////
سقطنا فاستبدّ بنا الخراب***وهاجمنا الثّــــــــــــــعالب والذّئاب
نوجّه كالقطيع إلى مصــــــير***أعدّ له السّـــــــماسرة الكلاب
ونزعم أنّنا نبنــــــــــي حياة***بها التّفكـــــــــير يحكمه الصّواب
ولكنّ العقول تسير عكسا***وتجهل ما سيجــــــمعه الحساب
فسحقا للتّعلّم في بلادي***أباح الغشّ فاختــــــــــــنق الكتاب
////
أساتذة المدارس في الوطن***أماتوا الفـــــــقه في رحم الزّمن
يعلّم جلّهـــــــم علما هراء**-*وعند الجني تنكشـــــف المحن
عملت مدرّسا فكرهت نفسي***لأنّ النّشأ قد دفعــــوا الثّمن
رأيت الغشّ قد أضحى مباحا***وأصبح عندنا سبـــــــب الفتن
كأنّ الغشّ في التّدريس فنّ***وهذا ما سيعصــــــــــف بالوطن
////
ألايا أيّها الأســــــــــــتاذ فينا***تسلّح بالمــــــــعارف أجمعينا
وعلّم ما اكتشفت من المجاني***فإنّ تعـــــــلّم الأطفال دينا
ولو علم الصّغار طقوس فنّ***أجادوا الصّنع واخترعوا الثّـــمينا
ولكنّ التعـــــــلّم مستحيل***إذا الأستاذ علّمنا المـــــــشينا
فعلّم ما استطعت وكن صدوقا***فأهل العلم من سلكوا المبينا
محمد الدبلي الفاطمي