vendredi 28 février 2014

أنــــوال يا أمّ الــــقلاع تـــــــكـلّـــمــــي

أنوال يا أمّ القلاع تكلّمي

هجموا جـــــــــــــبابرة عليك وغاروا***ووقفت أنت وليثك الجـــــــــــبّار

هجموا عليك من السّماء فلم يكن***إلاّ جهنّم هاجــــــــــها الإعصـار

حرب إذا ذكرت وقـــــائع يومــــــــها***شاب الحديد,لهــــــــولها,والــنّار

أنوال يا أمّ القــــــلاع تكــــــــــلّمي***عن سرّ حرب قادها المغـــــــوار

نادته من قمـــــــــــم الجبال قـبائل***في الرّيف دنّس أرضها استعمار

ومــــنازل مشبوبــــــــة وكأنّـــــــها ***للجنّ في وادي اللّــــــظى أوكار

شهم زعيم في المعامع اســـمه***عبد الكريم وفي الــــوغى القهّار

راع الطّـــــــغاة شعاعه فتساءلوا***والسّقف فوق رؤوســـــــهم ينهار

ولو استطاعوا لجم عزم طموحه***قتلوه جهرا وانتهى المـــــــــشوار

مازال يدفع عنه كلّ كتـــــــــــيبة***حتّى تلاشى الجــــــــحفل الجرّار

ومشى وفي عينيه عزم غضنفر***خرّت له في نظمــــــــــها الأشعار

متربّص السّطوات تختبئ الرّبى***وتفــــــــــرّ من طرقاته الأخطــــــار

تتـــــحدّث الدنيا به وبصـــــــــنعه***وتحــــــدّث الأجـــــــــيال والأدهار

قاد الأمازيغ البواسل في الوغى***بشراسة في زحفها الإعــــــصار

إن يسألوا عــــــنه ففارس حلبة***لم يخل من وثباته المضـــــــــمار

أو يقرأوا تاريخه فصـــــــــــــحيفة ***إمضـــــاؤه فيها على وفــــــــخار

ودّ الطّغاة بكلّ مطـــــــلع كوكــب***لو أطفـــــــأوه لغابت الأنـــــــــوار

ما بالهم حشدوا إليه جيوشـهم***حتّى أتاهم عــــــــزمه الـــــبتّار

وتحايل الإسبان بغـــــــــــية جرّه***لقــــــــبول سلم خانه الكــــفّار

فاستدرجوه إلى مكيدة غدرهم***واستوقفوه فجـــــــفّت الآبـــــار

ونفوه عن وطن الأشاوس تاركا***أرضالها التّعــــــظيم والإكــــــبار

يا فتية الرّيف تذكّروا زمنا مضى***دميت على أنقاضه الأظـــــفار

أحقيقة في الكون أم أسطورة***هذا الزّعيم الخـــــالد الجــــــبّار؟

محـــــــمد الــــــدبـــــلي الفــــاطمــــــــي

عــــرب تــــعـــطّــــل شـــرقــــهـــم فــتـــغـــرّبـــوا

عرب تعـــــــطّل شرقـــــــــــهـــم فتــــــــــــــغــــــــــــرّبوا

عرب تخــــلّف ركبهم فتــــــفرّقــــوا***وبفعل خبث المــــــــنكرات تزندقوا

في العالمين هــــم الذين تربّـــبــوا***وسقوا شعوبهم الحميم وأشنقوا

نشروا المظالم والفساد بحكمـــهم***فتصــــــــدّروا الأمم التي ستمزّق

وبنفطــــــهم باعوا الهدى لخصومم***وعلى الدّعارة والمدامة أنفــــقوا

سلكوا سبيلا بالمجون مـــــعبّـــــدا***وبنوا قصـــــــورا شاهقات تعشق

واستعبدوا همم الشعوب فأصبحت***للحاكـــــمين برهــــبة تتــــــملّق

عرب تعــــــطّل شرقهم فتـــــــغرّبوا***وكأنّـــــهم بالعنكــــــــبوت تعلّقوا

لم يدركوا أنّ السفينة أوشــــــكت***أن تفـــــــقد الأمل الوحيد فتغرق

وإذا بثائرة الشّـــــعوب تفــــــــجرّت***غضبــــا يرافقه السلوك الأحمق

وعلا الصّـــراخ على امتداد بلادهم***وكأنّمــــا تلك الشعوب ستخنق

تبّـا لعــــــصر لا يلــــــيق بأمّــــــــة***نسيت فقهقرها الفساد الأحمق

أضــــــحت كأسوإ أمّـــــة بخنوعها***للحاكمين وجهلها يتعــــــــــــمّق

محمد الدبلي الفاطمي

mercredi 26 février 2014

لا خــيــر في شـعـب يــعــيـــش مـــدجّــــنـــــا

لا خير في شعب يعيش مدجّنا

هل صوتنا عند الولاة سيســـمع؟***وهل النّزول إلى الشّوارع ينفع؟

ضاقت بنا سبل المعيشة بعدما ***ترك الغــــلاء بطوننا تتــــــــــوجّـع

وتراكمت عنّا الـقروض فأصبحت***بفــــــــــــوائد البنك الجشوع تروّع

نمسي ونصبح هائمين وليــتنا***نجــد الدواء لمـــــــــــحنة تتـــــنوّع

ونظلّ نرقــــب هل تعود حقوقنا***أم طالها الشّطط الخصيّ الأوكــــع

عبث الفساد بعيش أهل بيوتنا***ومشى طلــــيقا بيننا يتــــــــسكّع

فغزى الإدارة والمــدارس والورى***وأشاع ظلمــــا في المحاكم يصنع

وتجاوزت آثاره الــــــــــــحدّ الذي***ببلـــــوغه يعلو الــــــــــصّراخ ويرفع

لا خير في شعب يعيش مدجّنا***تحت التّـــــسلّط راكعا يتـــــــــضرّع

يحنو ذليلا كالمــــــصعّر خـــــدّه***وبلقـــمة العيش المــــــــكدّر يقـنع

ويعيش عيشا كالبــهائم راضيـا***بفــــتات مائدة تجيئ وترجــــــــــع

طورا يجــــــوع إذا الأمور تأزّمت***أو تارة يأتي السّحاب فيـــــــــشبع

لا يستطيع من استهان بنفسه***دفع الإهــــانة طالما يتصــــــــــنّع

محمد الدبلي الفاطمي

صـــلّــوا عــلـى خــيـر الأنــام وســـلّــمــوا

أيا عرب التّســـــــلّط فـــــــــي بلادي

أيا عرب الحواضر والــبوادي***أيا عرب التّســــــــــلّط فـــــــي بلادي

أزيحوا الظلم في الأوطان عنّا***فظــــــلم الأهل أشبه بالأعـــــــادي

رجوناكم فزاد الــــــظّلم عنفا***وأضحى القمع يضــــــرب بالعــــــتاد

وشئتم في التّعامل نهج بطـش***يمارس جـــهرة ضدّ العــــــبــــــاد

قبلتم بالتّخلّف فــــي زمـــــان***قواعده التّمسّــــــك بالرّشـــــــــاد
////
أيا عرب القشور كفى غرورا***كفى تكفي بأن ندع الفـــــــجـــــــــورا

نعيش على الهراء ولست أدري***متى التفكير ينتشل القـــــــــصورا

فنحـــــن اليوم في الأقوام قوم***أضلّهم الهــــــــوى زمنـــــــا كثيرا

نرى الإنسان أصـــــبح مستواه***بشأن العـــــــدل معتــــــبرا منيرا

ونحـــــــن نمارس الإقصاء دوما***ونعـــــــتقد اعتقادا مســـــــتطيرا
////
بكيــــــــت على الجدود الأوّلينا***ومن نشروا العـــــــدالـــة أجمعينا

بكيت علـــــى الذين بنوا فكانوا***عباقرة البــــــــناة المــــــــخلصينا

وقـــــد تركوا لنا إرثا عظـــــيما***وفكـــــرا في العلـــــى أدبا وديـــنا

وأمّا الفاسقون فقـــــــد أباحوا***لأنفسهم قضـــــــاء المــــــجرمينا

قضاة للعـــــــــدالة قد أساءوا***وفي صلواتهم قســموا اليـــــــمينا
////
كرهت العيش في الظّلماء دوما***وذقت من الأسى شططا وظــلما

وعشت مع الخفافيش اختبارا***وجدته في حـــــياتي مســــــتديما

ظلام في النّهار وفي اللّيالي***وعيـــــــــــش في البغاء غدا جحيما

وهرطقة تعبّر عن فـــــــساد***وسحـــــــــــت في البلاد غزا الأناما

كفى بطشا أيا عرب الملاهي***فإنّ البطش جرّعنا الحــــــــــــميما

محمد الدبلي الفاطمي

وطـــني تــــكــــبّلــــه المـــخــا فـــة دائـــمـــا

  يا من يمنّي النّفس بالتّغيير


  يا من يمنّي النّفس بالتّـــــــــــغيير****ويريد خلع القــــــهر بالتّـــــــحريـر

    أنســــيت أنّ شعوبنا منحـــــــطّــة****وعقولنا محـــــدودة التّأطــــــــير

    والنّاس معظمهم يبيت على الطّوى****في حسرة من كثرة التّفـــــــكير

    والمترفون على الخــــــمور تجمّعوا****يستمتعون بلـــــــذّة التّـــــــبذير

    والشرطةالــــبلهاء تنــــــــشر أمنها****بتغـــــــوّل في غايةالتّنكــــــــير

    قمع وسحل في الشّوارع كلّــــــما****رفض المواطن عيشة التّقــــــتير

   وطـــني اقتـــــصاده بالدّعارة قد غدا****أقوى اقتصاد محــكم التدبـــــــير

   فــــــــترى سماسرة البلاد بأمرهم****تقضى الحوائج لحظة التّأشـــــير

  وبأمرهم يجــــــــــــري انتخاب نوّابنا****حتّى نظلّ رهائـــــن التّصـــــــغير

  أولم تر سقف الفـــــــساد قد ارتقى****متصـــدّرا فاتورة التّــــــقصــــــير

  ســـحت ونهـــب وانتشار دعــــــارة****وسقوط شعب في قبضة التّخدير

 ومدارس عبث الهراء بســــــــــــيرها****فتعثّرت من قلة التّفكــــــــــــــير

 وهوت إلى الدّرك المحرّم بعــــــــدما****فقدت أصول قـــــواعد الــــــتنوير

في مغرب أضحى اقتــــــــصاده رائدا****بدعارة محـــــــمودة التقـــــــدير

مهما اســــــــتبدّ بنا الفـساد فإنّـــــنا****سنـــخوض حتــــما جولة التّغيير

                            محمد الدبلي الفاطمي

   

mardi 25 février 2014

يا من يروم إجادة التعـــــــــــــــبير

 يا من يروم إجادة التعبير

يامن يروم إجادة التـــــــــــعبير ***ويريد صقل الفقه بالتّـــفكير

طــوّع لـسانك بالقــراءة ريثـــما***يسقي التعلّم حنكة التطوير

واسلك بمنطـــقك البيان فإنّــه***قبس ينير فــــــصاحة التعبير

وإذا نطقت فلا تكــن متكــــلّــفا***والفظ كلامك واضـح التفسير

والشّعر فاقرأ كي تكـون معــبّرا***عـــند الأداء كآلة التّــــــصوير

ومن الكتابة فاستعن بلـطائـف***إن شئت تتــقن جودة التّحرير

لا تلتــــمس لغـــو الـكلام لأنّه***يعدي الفصيح بمنطق التّـنفير

ومتى اصطدمت بلفظة معوجّة***أو كنت تجهل موضع التّقصير

فاطلب سواها فالبـحور عديدة***إنّ التّبحّر غاية الـــــــــتّفكــير 

وعلـى التّأمّل والتّدبّر فاســتند***واسلك سبيلا محكم التّـقدير

وانسج من الإعراب فكرة مبدع***تروي الطموح برغبة التنـقير

ومتى أعاقك في التّفكّر عائق***أو طالك الإبهام  في التحضير

وشعرت أنّك بالــــــعياء مكبّل***فعلـــــــــيك بالترويح والتغيير

فالذّهن يبتكر الحلول إذا ارتقي***فــــي سلّم الإبداع والتطوير

وبقدر كدّالــــــمرء يصبح ماهرا***والعجز يطفئ شمعة التنوير


محمد الدبلي الفاطمي



فــي الــمـــغـــرب الأقــــصــى مـــخـــزن مـــتـــمـــرّس

في المغرب الأقصى مخزن متورّس

حلم الشعوب بما يراد تهـــــدّما****وعلى صخور الفاسدين تحـــــــــطّما

ثاروا على عيش أهان نفوسهم****وأذلّهم مـــــــــثل العبـــــــــيد تقزّما

تعطى لهم قطع الفتات كأنّـهم****مثل القطيع رأى الشـــــــــعير فأقدما

ظلّوا عقـــــــودا كالدّواجن كلّما****باضت تجـــــــــمّع بيضها فتــــقسّما

وإذا بهبّتها الحــــشود تقاطـرت****وصراخها فـــــــــوق الغـــــمام تكلّما

طورا تعــــــــــبّر باللّسان وتارة****يجتــــاحهـــــــا غضب تراكم بعـــدما

فأتى المقابل ظالما متــــجبّرا****وقد استــــــباح من اشتكى وتــظلّما

طالت هراوته الجميع فكســـرت****جلّ العـــــــــظام ومن أصـــــرّ تألّما

في المغرب الأقصى مخزن متمرّس****فاق الشعوب تـــــــخابرا وتقدّما

وأد الطّـــــــــــموح برهبة وبحنكة****فأعاق فجـــــرا في الحياة تحتّما

وكذاك قــــــمع الثّائــــــرين فإنّه****ظلم التحرّر واعـــــــــتدى وتكتّما

مازال معـــــــــترك العدالة سائرا****ولسوف ينجح من سعى وتعلّـما

وإذا الشعوب إلى الحياة توجّهت****ألفـــــــــيت مغربنا الحبيب تأقلما

محمد الدبلي الفاطمي

إنّ الــتّـــحـــرّر فــي الــحــيــا ة أمــــا نــة

إنّ التحرّر في الحياة أمانة

ظلّ الفـــساد بأرضنا يتــــــسكّع***والقمع فوق رؤســــنا يتــربّع

نمسي ونصبح كالذين تحمّـــلوا***قهرا تذلّ له الرقاب وتخضــــع

ويزيدنا ضــــــغط الغلاء تقــــهقرا***فترى المواطن جهرة يتوجّــــع

إنّي كرهــــــت بأن أكون مواطــنا***في مغرب خلف الأسى يتلعلـع

حيث اتّجهت وجدت مغربنا اكتوى***ووجدت مــــــــغربهم بنا يتمتّع

فكأنّهم أسيادنا بحـــــــــطامهم***وعبيدهم نحن الذين تقـــــرّعوا

فإلى متى سنظلّ لقمة عيشهم***نرعى القــــشور وغيرنا يتمتّع

إنّ التحـــــــــــرّر في الحياة أمانة***ولسوف نولع بالبـــــكاء ونفـزع

الهدهد السليماني

فـــــرّت عـــلى عـــجــل مـــنّـــا أ صــــا لــتــنــا

واليوم كاد ظلام الجهل يعمينا

أضحى التّملّق ركنا من تآخيــــنا***وأصبح الـــــصّدق من أعــــــدى أعادينا

واختلّ طبع حياةالنّاس فاتّسـعت***مساحة الخــــلف في شتّى مساعينا

فـــرّت على عـــجل منّا أصالتـنا***واســــتبدل الزّمن الــــــحالي بماضينا

واغتال شرذمة الجهّال مـــعرفـة***ظلّت حضارتها للخــــير تهــــــــــــدينا

بالأمس كنّا نقــود الأرض قاطـبة***واليـــــــــوم كاد ظــــلام الحهل يعمينا

ساءت ثقــــافتنا فانحطّ منطقها***وانـــهارت القــــيم المــــــــثلى بأيدينا

غلّت سواعدنا بالقمع فانكسرت***وبال فـــوق طــــلول المـــــــجد ناعينا

تكاد ظاهرة التّجدين تمســخنا***والمسخ ينــجب في البلوى المساكينا

ياطامحا لغـــــد يحيي تحضّرنا***إنّ التـّــــحرّر ركـــــن من أمـــــــــــانينا


تعلي دمقرطة الأحكام مغـربنا***وتنشـــــر العدل بين النّاس تمـــــــدينا

فإن أردنا بناء المجد في وطني***توجّب الــــبدء فــــي تطـــهير أيـــدينا

لا يستقيم صلاح تحت مفسدة***ولا أدلّ على الخــــسران ماضيــــــنا

إذا تمــــكّن شعب من تحرّره****فاعلـــــم بأنّه قد أحيــــــا المنى فينا

محمد الدبلي الفاطمي

lundi 24 février 2014

أكــــاد أخــنــــــق والــجــــلاّد يــعــــــصــــــرني

 أكاد أخنق والجلاّد يعصرني

سلوا فؤادي بعقر السّجن كم صبرا****وكم تحــــــمّل جلد السّوط واعتصرا

تخطّفتـــني صروف الدّهر في صغر****وكنت طفلا رماه الظّلم فانكـــــسرا

وألقي القبـــــض عنّي في مظاهرة****إثر انقلاب أراد السّـــــــطو فاحتضرا

ففرّ أهلـــــــــــي بياتا من منازلهم****لمّا رأوا مغربا بالظّــــــــلم قد سكرا

فرّوا مخافة أن يجـــــــــتاح خيمتهم****إعصار أمن بدين الحــــــقّ قد كفرا

وصرت أعـــــــمى بقبو  لا أرى أحدا****سوى أنينا أصاب القلب فانشـــطرا

وجاء دوري فسال البول من جسدي***وراعنــــــــــــي هلع ما كان منتظرا

رفعت رأسي إلى الرّحمان ملتمسا****وقف العــــذاب وكان الأمر قد صدرا

وجرّدوني من الأثواب واغتـــــــصبوا****براءتي سفها والنّــفس والقـــــدرا

وعلّقوني بحبل فوق مقــــــــــصلة****وأقعـدوني على الحازوق فانكسرا

صبّوا على جسدي بركان قسوتهم****وحــــــوّلوا البدن المــــكلوم مختبرا

في مخفر طــعن الجلاّد جاعرتي****بهتك عرضي فمات الحسّ وانصهرا

واسوء حظّ كـــواه الظّــلم في صغر****فـــــــكان كيّا أمات السّمع والبصرا

أبيت ليلي برعــــب الخوف مرتعشا****ونبض قلبي بهــول العنف قد كفرا

أكاد أخـــــنق والجـــــلاّد يعصرني****والسّوط يرقص فوق الجسم مزدهرا

أضحى صراخي عجوزا رهــن أقبية****حيـــــــــطانها حملت آثار من عبرا


ما حيلتي ووحوش الإنس تنهشني****والدّمع يسقط مثل الغيث منهمرا؟

لم يرحموني طوال الأسر عندهـمو ****بل جرّعـــــوني حميما كان منتظرا


وقال فـــــيهم لئـــيم :حان موعدنا****خــــذوه فورا إلى المغنى فقد نكرا

واصلوه نارا بســـوط الجلد حامـية****تعطيه درسا من التعذيب مخــتصرا

واستنطقوه بعـــيد الجلد منبطحا****حتّى يقـــــــول لنا التّفصيل والخبرا

وعذّبوني عذابا شـــــكّ جاعرتي****وشلّ جسمي فضاق الصّدر  وانفطرا

وساء حالي وكاد اليأس يــــقتلني****حيــــن اعتقدت بأنّ الأمر قد صدرا

لولا مخافة ربّي يوم يبعـــــــــثني****كنت انتقلت إلى الأموات منـــتحرا

محمد الدبلي الفاطمي:     واحد من ضحايا سنوات الرصاص بالمغرب

فـــــــــرّت عــــلى عـــجــل منّــــــا أصا لـــــــتـــنا

فرّت على عجل منّا أصالتنا

أضحى التّملّق ركنا من تآخيــــنا***وأصبح الصّدق من أعــــدى أعادينا

واختلّ طبع حياةالنّاس فاتّسعت***مساحة الخلف في شتّى مساعينا

فـــرّت على عـــجل منّا أصالتـنا***واستبدل الزّمن الـــــحالي بماضينا

وأصبح الوطن المغوار منقــــرضا***من بعدما اقتسموا سطــــوا أراضينا

هي الأمور كما أجـــرى وقائعها***أعداء دين بني الإسلام تقـــــــــنينا

فعطّلوا القيم السّمحاء واتّبـــعوا***قشــــــــور فكر أدام الدّاء دائما فينا

واغتال شرذمة الجهّال مـــعرفـة***ظلّت حضارتها للخير تهـــــــــــدينا

بالأمس كنّا نقــود الأرض قاطـبة***واليــــــــوم كاد ظلام الحهل يعمينا

ساءت ثقــــافتنا فانحطّ منطقـنا***وانـــهارت القيم المـــــــثلى بأيدينا


نفضّل الجهل في أبنـــاء جلدتنا***ونكره الخيــــــــــر أن يأتي ليسقينا

غلّت سواعدنا بالقمع فانكسرت***وبال فـــوق طلول المــــــجد
 ناعينا

تبّا لنا غرقت في الخبث أنفسنا***وليس ثمّـــــــــة ما يشفي مآسينا

تكاد ظاهرة التّجدين تمســخنا***والمسخ ينجب في البلوى مساكينا

ياطامحا لغـــــد يحيي تحضّرنا***إنّ التـّــــحرّر ركن من أمـــــــــــانينا

إذا تمــــكّن شعب من تحرّره****فاعلــم بأنّه قد أحيــــــا الهدى فينا

محمد الدبلي الفاطمي

dimanche 23 février 2014

في مغرب نهب الأوغاد ثروته

في مغرب نهب الفسّاق ثروته

شاب السيّاسة عجز لا له مـــــثل***لمّا تقلّدها الجــهّال والـــــــــــهمل

في مغرب نهب الفــــــسّاق تروثه***فاجتاحه نكـــــــــد ضاقت به السّبل

وانهارت القيم المـــــــثلى فلا أحد***ينهي الظــــــــلوم ولا عدل ولا أمل

والنّاس يلهث خلف المال معظمهم***في سوق مفسدة غصّت بها الحيل

حتّى الدّعارة أضــــحت شبه جائزة***في مغـــــرب لذوي الأمــوال يمتثل

أمّا المدارس في التكوين قد فشلت***فأصـــــــــبحت بيد الغوغاء تشتغل

وعشّش الغشّ في أذهان تنـــشئة***بفــــــــعل تربية أوحى بها الكسل

فلا بصــــــيص من الآمال نرقــــــبه***ولا الثقيل من البلوى سيـــــحتمل

مهــــما انتخبنا فلا شيئا نغيّــــــره***إلاّ إذا نـــــهض التفكير والـــــــعمل

يا راعي النّاس لا تغـــفل رعايتهـم***فأنت راع لربّ النّاس تــــــــــــبتهل

فاصنع لنفــــــسك ما تلقاه يوم غد***إنّ الحكـــــــــــيم بنور العقل يكتمل

محمد الدبلي الفاطمي

samedi 22 février 2014

الـــــــــتوسّل إلى الله سبــــــــحانه وتـــــعالى

فكم لله من تدبير أمر

   أغيب وذو اللّــــــطائف لا يغيب****وأرجوه رجاء لا يخــــــــيب

  وأسألـــــــه السّلامة من زمان****بلــــــــيت به نوائبه تشيب

  وأنزل حاجـــــــتي في كلّ حال****إلى من تطمـئنّ له القلوب

  ولا أرجو ســـــــواه إذا دهانــي****زمان الجـور والوطن المــريب

  فكــــــم لله من تدبيـر أمـــــــر****طوته عن المشاهدة الغيوب

 وكم في الغيب من تيسير عسر****ومن تفــــريج نائبة تــــنوب

 ومن كرم ومن لـــــــطف خفيّ****ومــــن فرج تزول به الكروب

 ومـــــا لي غـــــير باب الله باب****ولا مــــولى سواه ولا حبيب

  كريم مـــنعم بــــــرّ لطـــــيف****جميل السّتر للدّاعي مـجيب

  حــــــــــليم لا يعاجل بالخطايا****رحيم غـــــيم رحمته يصوب

  فيا ملك المــــلوك أقل عثاري****فإنّي عـــــنك أنأتني الذنوب

  فقد حفر السيّاط جميع جسمي****ولكن ليس غيرك لي طـبيب

  وعاندني الزّمان وقلّ صـــبري****وضاق بعبدك الوطـــن الرّحيب

  ولكنّي تركت زمام أمــــــــري****لمن تدبيره فـــــــــيه عجيب

  هو الرّحمان حولي واعتصامي****به وإلــــيه مبـــــــــتهلا أنيب

  إلهي أنت تعلـــــم كيف حالي****فهــــــل يا سيّدي فرج قريب؟

  وكم مــــــتملّّق يخفي عـنادا****وأنت على سريرته رقـــــــيب

  وحافر حفــــــرة لي هار فيها****وسهم البغي يدري من يصيب

  وممتنع القوى مستضعف بي****قصمت قــواه عنّي يا حسيب

  وذي عصبيّة بالـــمكر يسعى****إلى سعي به يــــــوم عصيب

   فيا ديّان يــــــــوم الدّين فــرّج****هـــــموما في الفؤاد لها دبيب

   وصل حبلي بحبل رضاك وانظر****إليّ وتــــب عليّ عسى أتوب

  وراع حمايــــــتي وتولّ نصـري****وشدّ عراي إن عرت الخـطوب

   واقهر عداي واقرن نجم حظّي****بســــــــعد ما لطالعه غـروب

   وألهمني لذكرك طول عــمري****فإنّ بذكــــــــرك الدّنيا تـطيب

   فظنّي فيك ياسندي جـــميل****ومـــرعى ذود آمالي خــصيب

                         المعتقل المقهور محمد الدبلي الفاطمي


samedi 15 février 2014

مـــــــــــــن تــــــــــــونــــــــــــــــــــــــــــس

من تونـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــس

طقس تـــقلّب فـــجأة فــــتغيّرا**** وتلاه رعــــــد بالـــصّراخ تفـــجّرا

جرفت عواصفه الـــبغاء وشرّدت**** نــظما تــــصدّع ركنـــها فتكسّرا

أفلا ترى كيف الـــحشود تدفقت****مــــثل السيـــول تريد أن تتـــحرّرا؟

ماجت كــــبحر قد أغار بمــــوجه****فمحا مــــآثر من عـــــــتا وتـجبّرا

هبّت وقد تركت وراء هـــــــبوبها****فــــــصلا بديعا بالـــشقائق أزهرا

ذهب الطغاة فما لهم من عـودة****وأتى الزمان بـــــما نراه مـــــــقدّرا

أين الفراعـــــنة الذين تربّــــــبوا****وقـــضوا بــقتل الطّالــبين تــحرّرا؟

أين الجبابرة الذين سيوفــــــهم****قطعت رؤوس الصّالحين من الورى؟

ودّوا القضاء على طموح شعوبهم**** لـكن قمــعهم الرّهــيب تقــــهقرا

جلدوا الطّبيعة صـــــيفها وشتاءها****فأتاهـــم فـــصل الربـــيع مزمجرا

رحلوا سريعا من حياة شعـــوبهم****وغدوا حديثا في الــــصّدور مبعثرا

لم تـــجر ملــحمة بمثل رحيلهم **** لكن ،جرى ســفك الدّماء بما جرى

من تونس اندلــعت شرارة ثــورة****شــــبّ الحريق بــنارها فـــــتطوّرا

عصفت وقد حملت هموم معيشة****عــــبث الفساد بصفوها فتـــعكّرا

صدعت بألسنة الشعوب فأحدثت****رعدا تـــكلّم في الـــسّماء فأمطرا

وكأنــــــما الشّابي تزعـّم زحــفها****من تحــــت قبره شاعرا ومنّـــظّرا

صدعت بشعره في الأنام حـناجر****وبكت على فــصل الشــباب فأزهرا

ياأيّها الشادي المــغرّد ميّـــتــــــا****مامـات من ترك التـــــــــحرّر مصدرا

وإذا بــــمصر الـــنّيل تدرك أنّـــــها**** لابــدّ من أن لا تنــــام فتـــــخــسرا

كسرت جدارالصّمت فانتفض الورى**** وبساحة التّحرير تــــمّ تجمـــــهرا

نادوا بإســــقاط النظام جــــــــهارة****ودعوا إلى خـــــلع الرئيس فأدبرا

وهوى مبارك من ســــــماء غـروره**** وغدا بطــرّة في الزنازن مــــقـبرا

فتخلّــــصوا من حاكــم متــــــسلّط****جلد البلاد بســـوطه وتعـــــيــهرا

لم يترك القدر الجـــــــواب لـــسائل****حين اســـتبدّ بمن طغى وتكبّـرا

ومن الرّجال اللّيــــبـــــيّين كتـــــيبة**** تركت معـــمّر في القفار مغــبّرا

ألغاصـــب السّـــفّاح مــــــن أنـــيابه**** أجرى الدّم القاني نـــبيذا أحمرا

نزع الحلوق من الرقاب بقــــــــمعه****وأشاع رعبا في النفوس ودمّــرا

فإذا بنور الــحـــــــــقّ بدّد ظلــــمه****كاللّيل أدركه الضـــــحى فتبخّرا

ليس الأمان من الزمان بمـــــــمكن****وعديم رأيه من طغــى وتـــجبّرا

فادفع بأحـــسن ما يراد فإنّـــــــــما****طبع الـــحياة بأن تكون مــــحرّرا

وإذا دعيت إلى النضال فكن كــــــما**** كان الذي لبس الشهادة كوثـــرا

إنّ الخبيث من استهان بنـــــــــفسه****وأذاقها طــــــعم المذلّة وافترى

هذا الربيع إلى العـــــــــروبة قد أتى****يرجو دمقرطة الحـــــياة وأكثـــرا

محمد الدبلي الفاطمي

jeudi 13 février 2014

ذا نشــــــــيدي فـــــي جنـون ا نـــــــــــــشيـدي

ذا نشيدي في جنون ذا نشيدي

بعد قــــهري جئـــــتني يا ذكـــرياتي****والأماني بين مــــــوت وحـــياة

بعد ظلم عشــــــته في الســـــنوات****حمــــــلت كلّ مآسي الكائنات

ظــــلّ فيها شـــــبـح بالظّلــــــــمات****فهوى نجــمي وسدّت طرقاتي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 ورمــــت شملي بعــــــــــنف وعــتوّ****والصّبا نشوان والـــــحبّ موّاتـي

فاحفظيها في المآسي الـــــخالــدات****أو دعـــــــيها ترتوي من عبراتي

واسكني في عمق أحشائي عساني****أجد السّـــــلوى تداوي الزّفرات                         
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                    جثـــــم الرّعب بعنف ومـــــــــــضى****حقبا ســـودا ودهرا مجــــــهضا  

كلّما عــــــود ثـــقاب أومـــــــــــــضا****هجم الليل كـــــــــوحش مقبضا 

ودجى كالسّخط في قلـــــــب الرّدى****مشحنا بالزّ مهرير وباللّـــــــظى 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان رعــــــــبا عـــــسكريا مغـــــرضا****شـــعّ نارا وتـــــوارى في الفضا 

والتقى الفــــحر بلــــيل مـــــــــظلم****فاستـــــحالا غـــــــــــطاء أبيضا

جاثما فـــــــوق زهــــــــر فاتـــــــن****في بلاد عــــزمها أن تنـــــــــهضا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                  لا تدعني في دهاليس الصــــــــراع****يا يراعي لا تدعــــــــني يا يراعي

والتمس ثــــــورة بعــــــث في البقاع****تحت أفــــق صادح صافي الشعاع

هذه الـــــجنّة ياويــــح الأفاعـــــــي****نفثت في أرضــــــــــنا سمّ الخداع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيّها الفــــــــــــــــجر بلادي ما عراها****كيف أضحت ترتقـــــي في شقاها

 أوحـــقّا قربت من منــــــــــــــتهاها****هذه المــــحنة وانــــجاب دجـــاها

 أغدا تستـــــقبل الدنيا مـــــــــــناها****حرّة تــــشدو بمكـــــنون هـــواها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيّ بشرى زفّها نورس بـــــــــــحري؟****من ترى ذلك الطـــــــير المغنّي؟

مسّ قلبي صــــــــوته إذ مسّ أذني****ألـــــحبّ، أم لــــــسلم، أم تمنّي؟

 حملت النّفس في حــــزن وصـــمت****أيّ عيــــــش بعدها تشتاق عيني

                                                               محمد الدبلي الفاطمي




mercredi 12 février 2014

الملك أساسه العدل كما جاء في الأثر

 الملك أساسه العدل كما جاء في الأثر

 إعلم أنّ العدل ميزان الله تعالى في الأرض الذي يؤخذ به للضّعيف من القويّ والمحقّ من المبطل.واعلم أنّ عدل الملك يوجب محبّته وجوره يوجب الافتراق عنه.وقد قيل :دعوة المظلوم تحمل على الغمام وتفتح لها أبواب السّماء.وسأل الإسكندر حكماء أهل بابل:أيّهما أبلغ عندكم الشجاعة أم العدل؟فقالوا:إذا استعملنا العدل استغنينا به عن الشجاعة.ويقال:        عدل السلطان أنفع من خصب الزّمان.

والسلطان إذا عدل انتشر العدل في رعيّته،فأقاموا الوزن بالقسط وتعاطوا الحقّ فيما بينهم،ولزموا قوانين العدل.فمات الباطل وذهبت رسوم الجور ،وانتعشت قوانين الحقّ،فأرسلت السّماء غيّاثها وأخرجت الأرض العميم من بركاتها.فتنمو  التجارة،وتزكى الزّروع،وتدرّ الأرزاق،وترخص الأسعار،وتمتلئ الأوعية.وبذلك يكرم البخيل،ويتفضّل بإحسانه الكريم،وتقضى الحقوق.أمّا إذا جار السلطان انتشر الجور في البلاد وعمّ العباد.وأدّى ذلك إلى انحطاط القيم والعبادات،واضمحلال الشهامة والمروآت.فتفشّى فيهم المعاصي،وذهبت أماناتهم.فتتضعضع بذلك نفوسهم،وتقنط قلوبهم،فيمنعون الحقوق،ويتعاطون الباطل،ويبخسون المكيال والميزان،فترفع منهم البركة،وتمسك السّماء غيّاثها بحيث تخرج الأرض زرعها ونباتها.وهكذا يقلّ الحطام في أيدي النّاس،فيمتنعون عن إخراج الزّكاة المفروضة،ويبخلون بالمؤاساة المسنونة بعد أن يكونوا قد قبضوا أيديهم عن المكارم .فتراهم يتنازعون المقدار اللّطيف ويتجاحدون القدر الخسيس.فتنتشر فيهم الأيمان الكاذبة،والحيل في البيع،والخداع في المعاملة،والمكر والحيلة في القضاء والاقتضاء.ومن عاش كذلك فبطن الأرض خير له من ظهرها.

وقال أزدشير لابنه:يابنيّ إنّ الملك والعدل أخوان لا غنى لأحدهما عن صاحبه.فالملك أسّ والعدل حارسه.فما لم يكن له أسّ فمهدوم،وما لم يكن له حارس فضائع.

                                 محمد الدبلي الفاطمي