lundi 29 juillet 2013

هل ستدقّ طبـــــــــــــــول الحــــــــــرب في الشـــــرق الأوســــــــــط من جديد؟؟؟؟

 لا جدال في أنّ العسكر في مصر قد أخطأ في حساباته حينما التجأ إلى الانقلاب على الشرعية الممثلة في عزل الرئيس المنتخب الدكتور  محمد مرسي.ذلك أنّ هذا التصرف المتهور تسبّب لحدّ الساعة في قتل العديد من الأبرياء المصريين،لا لشيئ إلاّ لأنهم  قالوا لا لعودة الديكتاتورية  والتسلط ،وحكم العسكر.وقد بدأت أصوات الشجب،والتنديد في ملاحقة المتورطين في أحداث قتل المتظاهرين من جميع جهات العالم ،كما أعلن المتظاهرون أنهم لن يعودوا إلى  بيوتهم إلاّ بعودة مرسي إلى منصبه الشرعي الذي عزل منه على يد السيسي.فما حدث في الجزائر مع الإسلاميين هو نفسه الذي وقع اليوم في مصر،وكأنّ العسكريين المصريين استنسخوا التجربة  الجزائرية،ناسين أنّ ما قام به العسكر في الجزائر سلفايستحيل أن يقوم به الجيش المصري حاليا في مصر.وأكيد أنّ الأحداث في مصر ستعرف منعطفا خطيرا في ظل الغطرسة التي يمارسها العسكر  ضدّ المدنيين العزّل.وما لم  تتغيّر  هذه المواقف،فإنّ الواقعة آتية وليس لوقعتها كاذبة.قال الشاعر:

              سترى حين ينقـــشع الغبار**** أحصــــــان تحــتك أم  حمار

 إنّ غالبية  الشعب المصري يطمحون إلى دمقرطة الحياة  العامة في مصر،ويرغبون في تنمية أوضاعهم المعيشية بدل العيش كالصراصير في المياه العادمة.والشعب المصري بأحراره،وحرائره  مستعدّ لإراقة دمائه في سبيل تحقيق الهدف النبيل،دون التخلّي عن حقوقه المشروعة في إقامة دولة ديمقراطية قوامها العدالة  الاجتماعية ،واحترام حقوق الإنسان.فمصر ليست  بمفردها في هذا المسار،بل تؤازرها شعوب عربية أخرى لها نفس الطموحات،وتحلم بنفس الأحلام،ولا أدلّ على ذلك الربيع العربي الذي أوضح للعالم  أنّ الأمة العربية كيان واحد،وسيظلّ كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.قال الشاعر:

            ستبدي لك الأيام ما كنت جاهله**** ويأتيك بالأخبار  من لم تزوّد

 لقد سئمت الشعوب العربية  من هذا الفساد الذي أتى على الأخضر واليابس،وهي اليوم تكافح من أجل التخلّص من هذه الأنظمة الفاسدة التي استجملت النوق ،واستنوقت الجمال،
حتّى أصبح الوطن العربي دجاجة من بيضها السمين يأكل السفلة والمارقون.فطوبى لهؤلاء  الصراصير الذين حوّلوا العروبة إلى امرأة مباحة يطأها كلّ من هبّ ودبّ ،وباعوا شعوبهم بأبخس الأثمان لمن لا ملّة لهم ولا دين.قال الشاعر:

            لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى****حتّى تراق على جوانبه الدّم

 وأكيد أنّ الضربة الأمريكية لسوريا الأسد ستبعث برسالة تهديدية للعسكر في مصر،محذّرة من مغبّة الاستمرار في قمع المتظاهرين وقتلهم عمدا أمام أنظار العالم،كما هو جار الآن في سوريا.وهذه الإشارة كفيلة بأن تضع قطار الربيع العربي على سكّته الصحيحة.ذلك أنّ الرقم الصعب في معادلة التغيير في الوطن العربي هو الحيش الذي ظلّ جاثما على صدر هذه الأمّة منذ فجر استقلال شعوبنا وجلاء المستعمرين الأوربيين عن أراضيها.واليوم  آن الأوان بعد أن انفجر في وجه الطغاة البركان،ولم يعد ينفع لا الترهيب،ولا القمع والبهتان.قال الشاعر:

          ذهب الطغاة فما لهم من عودة****واتى الحساب فأين منه المهرب؟

 فهل سنشاهد في الأيام القادمة بشّار الأسد يتوسّل للثوّار كما حصل مع معمّر القذافي في ليبيا؟هذا السؤال ستجيب عنه السّاعات الآ تية بلا شك،في ظلّ الاستعدادات المكثفة التي تجريها أمريكا وحلفاؤها في المنطقة.

                                                                            محمد الدبلي الفاطمي

mercredi 24 juillet 2013

نداء من المغاربة الأحرار إلى المواطن المصري الحرّ

  هذا النداء موجه إلى المصريين الأحرار الذين يؤمنون بالديمقراطية،وبالشرعية،ويحلمون ببناء مجتمع مصري حرّ وطموح.
 أخي المصري،أختي المصرية،بعد أن حطّمتم رأس التمثال الفرعوني الطاغية حسني مبارك الذي ظل جاثما على صدوركم طيلة ثلاثة عقود من الزمان،وكنستم سرايكم الحكومي من بلاطجة النظام البائد،واخترتم، بمقتضى الآليات الديمقراطية،رئيسكم الشرعي محمد مرسي.هاهم المتربصون بكم، من فلول النظام الساقط ،يعودون من بوابة العسكر معتبرين أنفسهم حماة الدولة المدنية المزعومة،بيد أنّ هؤلاء الحماة لم  يعلموا أنّهم الأوائل الذين داسوا على المدنية،وتبوّلوا على الديمقراطية في واضحة النهار عندما انقلبوا على الشرعية وعزلوا الرئيس المنتخب أمام أعين العالم الحرّ.لقد  عادوا،وهم عازمون على سفك دماء المصريين الأحرار بعد شرعوا مؤخّرا في قتل الأبرياء ببنادقهم القذرة.فما العمل الذي يتوجّب القيام به أمام مثل هكذا تصرّفات؟
 إنّ الدفاع عن عودة الشرعية هو الصواب،وغير ذلك يعتبر خيانة لأمانة الشرعية التي هي في أعناق المواطنين الأحرار من أهالي الديّار المصرية.وليعلم الجميع أنّ التسامح في تجاوز خيارات الشعب المصري اليوم ستدفع مستقبلا بآخرين إلى اغتصاب السلطة عبر الانقلابات،ممّا سيؤدّي إلى خنق هذا التغيير المرتقب قبل أن يرى نور الحياة.وقد ارتأيت، في هذا السياق، أن أذكر بما قاله صفي الدين الحلّي،وهو يحرض على الدفاع عن الشرعية حيث قال:
  
      لا يمتطي المجد من لم يركب الخطرا****ولا يــنال الـــــــعلى من قدّم الحذرا  
              
      ومن أراد العـــلى عــــــفـــوا بلا تعب****قضى ولم يقــض من إدراكــها وطرا  

      لا بدّ للشهـــد من نحـل يمنعـــــــــــه**** لا يجتني النفع من لم يحمل الضررا

     لا يبلغ السّؤل إلاّ بعد مــؤلمـــــــــــــة****ولا يــتمّ الـــــمنى إلاّ لــــــمن صبرا

    وأحزم الناس مـــــن لو مات من ضــمإ****لا يقرب الورد حتّــى يعـــــرف الصدرا

    وأغزر الناس عــــقلا من إذا نـــــــظرت****عيناه أمرا غــــدا بالغير معــــــــــتبرا

    فــــــقد يقال عـــــــثار الرجل إن عثرت****ولا يقال عـــــــثار الرأي إن  عـــــــثرا 

    من دبّر العيــــــــش بالآراء دام لــــــــه****صفوا،وجاء إليه الـــخطب معــــــتذرا

   يهـــــــون بالرأي ما يجــــري القضاء به****من أخطــــأ الرأي لا يســـتذنب القدرا

    من فاته النــــصر بالأقــــــــــلام أدركه**** بالنّار تقدح من أطرافها الشّــــــــــررا

 أملي أن تكون الرسالة قد وصلت،والله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا هم ما بأنفسهم.ولينصرنّ الله من نصره إنّ هو العزيز الجبّار.


mardi 23 juillet 2013

فـــكـــيـــف با لـــــمــــلـــح إن حــلّـــــت بـــه الــــغــــيـــــر ؟؟؟

           فكيف بالملح إن حلّت به الغير؟

 بعد أن أعلنت الشعوب العربية عن اختياراتها في الحرية والديمقراطية،من خلال ثوراتها المتلاحقة ضدّ الظلم،والتسلّط ،والطغيان،شاءت الأقدار أن يسقط البعض ويبقى الآخرون.وهؤلاء الذين لم يشملهم السقوط تحركوا لإيقاف هذا الربيع عبر سلسلة من التدخلات إلى جانب فلول الأنظمة الساقطة بغية تشويه طموحات هذه الشعوب الثائرة وقتل أحلامها في المهد.وفي هذا السياق المشحون بالمتناقضات،بدأت تطفو على السطح دلالات قوية مفادها أن العسكر لا يريد التخلّي عن السلطة التي أمسك بها، منذ  الاستقلال، من المستعمرين الغربيين إلى يومنا هذا.وحينما تتوحّد الأهداف تتوحّد السبل في كيفية تحقيقها،وتتقارب الطموحات أيضا،ممّا سيساعد على خنق الربيع العربي قبل انتشار خضرته ورياحينه،وحلمه البديع.قال الشاعر العربي صفي الدين الحلّي:

       لا تقطعن ذنب الأفعى وتتركها****** إن كنت شهما،فأتبع رأسها الذّنبا

 فمنذ حصول شعوبنا العربية على استقلالها،والعسكر فيها هو المسيطر على السلطة،سواء أكان ذلك في الأنظمة الملكية أو في الأنظمة الجمهورية،ولا أدلّ على ذلك خضوع العديد من هذه الأوطان إلى حكم العسكر،من خلال عسكريين استولوا على السلطة بطرق تنعدم فيها الشرعية،أو اغتصبوها بقوّة الحديد والنار،كما هو حاصل اليوم في الشقيقة مصر.وهكذا كتب لربيعنا العربي أن يصبح بين مطرقة العسكر وسندان بقايا الأنظمة الفاسدة من فلول، وبلطجية، وشبّيحة، وشمكارة، وموالين،والكلّ يعلم علم اليقين أنّ شعوبنا الأصيلة متسامحة،وعاشقة للسّلام،لا تسعى إلاّ إلى عدالة اجتماعية،وتنمية حقيقية تحرّر المواطن العربي البسيط من براثن العيش المذموم.قال الشاعر العربي:

       عزّت السلعة الذميمة حتّى******بات مسح الحذاء خطبا حساما

 إنّ خروج الشعوب العربية إلى الشوارع،وتظاهرها علنا،وبصدور عارية،كان حتمية ليس إلاّ.ذلك أنّ تراكم هذا الكمّ الهائل من الاختلالات الاقتصادية،والاجتماعية،والسياسية،أفرز إحباطا لدى جميع شرائح المجتمع العربي.ومثل هكذا أوضاع من شأنها أن تقود الشعوب إلى البحث عن التغيير مهما ارتفعت فاتورته،سيّما وأنّ أنماط الحكم الاستبدادي لم تعد لها مواقع إعرابية في قاموس هذا العصر.وفي ظل هذه المتغيرات المتلاحقة يستمرّالربيع العربي  متمسّكا بحقّه في الحياة،ويستمرّ معه جريان الدماء تعبيرا عن إرادة الشعوب العربية في الحرية والديمقراطية كباقي شعوب العالم الحرّ.قال الشاعر العربي:

       من يزرع الشّرّ يحصد في عواقبه****** ندامة،ولحصد الزّرع إبّان

 لقد اعتقد الغوغائيون أنّ الربيع العربي مبني للمجهول حين لعبت بأفكارهم الظنون،وحسبوا أنّ ما يجري في عالمنا العربي ما هو إلا سحابة عابرة.أقول لهم ،وبفصيح العبارة،أنتم مخطئون ،وأفكاركم قاصرة في مثل هذه السيناريوهات.عليكم أن تعيدوا نظركم كي تستطيعوا تصحيح آرائكم وأفكاركم.قال الشاعر:

          فقد يقال عثار الرجل إن عثرت******ولا يقال عثار الرأي إن عثرا 

 فأمّا الواعون لما يجري، فإنهم متأكّدون من حدوث تحولات كبرى استجابة للإرادة الشعبية التي أملت نفسها وبقوة من خلال الزحف العظيم الذي يتكرّر يوميا في شتّى أنحاء هذا العالم المظلومة شعوبه.وهذه التحولات لايمكن إلاّ أن تتحقّق كي تهدأ الشعوب العربية من غضبها الذى استمرّ لعقود خلت،أضف إلى ذلك أنّ النفوس إذا طمحت للحياة فبالتأكيد سيستجيب القدر.وهكذا سيمرّ عالمنا العربي مستقبلا من مراحل يسيطر عليها العنف،وتكتنفها المشاقّ والصعوبات،في ظل انتقال السلطة من المناخ القديم إلى المناخ الجديد المفعم بالطموحات ،والأحلام،والمستجدّات.ذلك أنّ الطبيعة البشرية  كلّما كثر الضغط عليها انفجرت،والضغط يولّد الانفجار كما يقول الفيزيائيون.قال الشاعر العربي:

      بالملح نصلح ما نخشى تغيّره******فكيف بالملح إن حلّت به الغير؟

فإذا كانت سياسات هذه الأنظمة الفاسدة فاسدة،فكيف لنا أن نصلح الفاسد بالفاسد؟.إنّ القمل لا يعشّش إلاّ في الرؤوس المتّسخة،والشعوب المتعطّشة إلى الحرية والعيش الكريم لابدّ وأن تستعيد حياتها وتتحرّر من ظلم الحكّام المتسلّطين.فقد أدركت في نهاية مطافها أنّها مجبرة على التمرّد والعصيان،وأنّ عليها أن تتخلّص من خفافيش الظلام،وانّ الوقت حان بعد استجابة الإبّان.فما كان إلاّ أن تجرّدت النفوس ،ورفعت الأصوات والرؤوس،وتمرّد الطليق والمحبوس،فاختلط الرئيس بالمرؤوس،والسّائس بالمسوس.وفي مجرى هذا السياق ،تواصلت المظاهرات والاحتجاجات،وانتشرت في ربوع الوطن العربي الملاحقات والاعتقالات،وقتل الأبرياء وقتلت البريئات،حينما ارتكبت في الشقيقة سوريا أخبث الفظاعات سحلا وتعذيبا وقتلا وتنكيلا،من قبل شبيحة بشّار وجيشه المجرم اللّعين.قال الشاعر:

     سترى حين ينقــــــــــشع الغبار******أبشّـــــــــــــــار تحتك أم حمار


هذا هو اختيار الشعوب العربية في مستهلّ القرن الواحد والعشرين،وهذا هو السبيل إلى دمقرطة أنظمتنا وجعلها مواكبة لطموحات العالم الحرّ حيث تحيا دولة الحقّ والقانون.فنحن اليوم  أمام  توالي التحوّلات والمتغيّرات،ونحن اليوم مجبرون على دمقرطة حياة شعوبنا ،واعتماد عدالة اجتماعية لاتستثني،ولا تقصي،ولا تهمّش أحدا ،أضف إلى ذلك كلّه ضرورة سعينا إلى تغيير مفهوم السلطة ليكون عونا لنا على إقامة مجتمع يسوده الأمن والرّخاء وتعمّه السكينة والاستقرار.قال الشاعر:

  فصبرا شعوب العرب إن طال ظلمنا****فعاقبة الصّبر الجميل جمـــــــيل

  ولا تيأسنّ من صنــــع ربّـــك إنّــــه****ضميـــــــــن بأنّ الله سوف بديل

  فإنّ اللّيالي إذ يـــــــزول نعــــيمها****تبــــــشّر أنّ الــــنّائبات تـــــــزول

   ألم تر أنّ اللّــــــيل بعد ظــــــلامه****عليه،لإشراق الصّبــــــــــاح دليل

  ألم تــــر أنّ الشّمس بعد كسوفها****لها صفـــحة تغشى العيون صقيل

  وإنّ الهلال النّـــــــضو يقمر بعدما****بدا وهو شــــــخت الجانبين ضئيل

   فقد يعطف الدّهر الأبيّ عــــنانه****فيـــشفى عليل أو يـــــــبلّ غليل

 ويرتاش مقصوص الجناحين بعدما****تساقط ريش واســـــتطار نسيل

  فلا تجزعن للكبل مــــسّك وقعه****فإنّ خلاخــــيل الرّجال كـــــــبول

                                         محمد الدبلي الفاطمي

lundi 22 juillet 2013

يا دعــــــــــــــا ة الحـــــــــــــــــــــــــقّ

  غــــــنّ للـــــثورة عاما بـــعد عام******وادع للــــحقّ وبشّـر بالــــسّلام

 وترسّـــــل يا قــــصيدي نغـــــــما******وتنـــــــــــقّل بيـن موج وغــمام

  صوتك الــحـقّ فــــــلا يأخــذك ما****** في نواحي الأرض من ظلم وذام

 كن بــــشير الحـبّ والــــنور إلــى******مــهج كلـــمى وأكــــــباد دوامي

 تركــت أوطـــــانــها واغـــــــتربت****** في متالي الـــمبدإ ســـــــــامي

 كرهت عيش الرقيق المــــجتبى******وأبت ذلّ الضــــمير المـــــستضام

 يا دعاة الـــــــحقّ هذه مــــــحنة******تشعل الروح بمـــــشبوب الضّرام

 هذه حــــــرب حـياة أو مـــــمات******وصراع الــــخير والشّـــــــرّ العقام

 خاضها الإيــــــمان فردا،وهــدى******بـــــيـــــراع،وتـــحدّى بحـــــسام

 ثورة كانت إلى الــــــــحقّ وفي****** خــــــطوها مولــــد أحداث عظام

 أخـــــــــطأ الأوغاد مسراها،فيا******ورطة الأوغاد في تـــــلك الموامي

 صفحات مــــــن نضال عاصــف******ضمّــــنت كلّ فــــــــخار ووســـام

 لم تــتح يوما لجــبّار طـــــــغى****** أو لـــباغ فاتك السّـــــــــــيف عرام

بل لذاع أعزل فـــــــــي قــــومه******مسـتباح الدّم مــــــــــهدور الذمام

 زلزل العالـم مـــــــن أقــــطاره******بقوى الروح على الــقوم  الطّــــغام

 آدمـــــيّون رجـــــــال لــــبسوا******حـــــلّة الثورة والشّــــــــمّ الــكرام

 وتراهم مـــــــثلما تـــسـمعهم****** أســـد الحــرب وأرباب السّـــــــهام      

 وشعوبا جــــــــمعتها أمّـــــــة****** بين مصر، وعـراق،وشــــــــــــــام

وبـــــطونا مــــــــن بقايا طارق******في الــبقاع الــجرد والخضر النّوامي  

 حطّــــموا الأصنام فجرا وغدوا******مورد الحـــقّ والحـــــــــــبّ التّؤامي 

 ما شدا شــعري بــهم إلاّ هفا******بالقباب البيـــض أو حــــــــمـر الخيّام

 كـــــــــلّ روح بــــــهدى حبّها******كلّ قــــلب بشعاع مـــــــــــــن غرام

 تذكر القريب وتســـتدني بــها******مــــشرق الآمال في مطــــــــلع عام

 وترجّـــى عودة الــمجد الذي****** أعـــجز البانــي،وأعـــــــيا المتسامي

ونـــــــــــتاج من نـهى جبّارة******وتراث من حــــضارات ضـــــــــــــخام

 قل لـــــها ياعام  لا هنت ولا****** كـــــــــــــنت إلّا مــــــهد أحــرار كرام

 ذاك مـــجد لم ينـــــله أهله******بالتّمنّي،والتّــغنّي،والكــــــــــــــــلام

 بل بآلام،وصــــــبر،وضـنى******ودمــــوع،ودم حـــــــــــــــــرّ ســجام

 قل لـها إنّ الرّحــــى دائـرة******واللّــــــيالي بيــن كــــــــــــــرّ وصدام

 فـاســتـعدّي لــغد إنّ غدا****** لحظة الـــــــــــسباق في هــذا الزّحام

 واجمعي أمرك لليوم الذي******يحمل البــــــــــــشرى لعشّاق السّلام

                       محمد الدبلي  الفاطمي

أ ضـــحــى الـتّــــعـــا لــي بـديـلا عـن تـــســـا ويــنــا*****وأصـــبـــح الــظــــلـــم عــدلا فــي تــقــا ضينا

                                       أضحى التعالي بديلا عن تساوينا

 لماذا تحوّلت الثورات الشعبية في عالمنا العربي إلى صراع مسلّح؟ومن هم المستفيدون من هكذا سيناريوهات؟وما هي الاحتمالات الواردة في وجود أيادي خارجية تعمل على تعطيل استمرارية الربيع العربي؟
 هذه الأسئلة وشقيقاتها تنهمر على  التفكير كلّما حاول المواطن العربي فهم  ما يحدث في جميع أقطار الأمة.فالشعوب ثارت لأنها سئمت الوعود الكاذبة ،وملّت كلّ أساليب التسلّط والاستكبار.والشعر اليوم يقول:
    
       أضحى التعالي بديلا عن تساوينا       وأصبح الظلم عدلا في تقاضينا

 ولمّا تفشّى الظلم بجميع ألوانه بين العباد،وساء حال العام والخاص من الناس،ونشر  الفساد أدرعه في كلّ مرافق حياتنا اليومية،ما الذي سننتظره؟ أليس من حقّ الشعوب أن تقول كفى؟هل يراد لهذه الشعوب أن تظلّ كالأغنام ترعى في زريبة السلطان؟
 إنّ طموح الشعوب إلى حياة أكثر عدلا،وأنعم استقرارا،فرضته المعرفة التي أسقطت القناع،من خلال نبشها المطمور،واستخراجها جثث القبور،وبيانها السليم من المنخور.فاليوم لم يعد خاف على أحد ما تحتاج إليه الحياة لتكون في متناول الجميع،وحتّى تتوفّر الشروط الذاتية والموضوعية لمثل ذلك الطموح ،عمدت الشعوب إلى  إعلانها عن تمردها سلميا عبر احتجاجات،ومظاهرات،وإضرام النار في الأجساد كما حصل في العديد من مدن وعواصم هذه الأمة.وما أن بدأت الأنظمة في السقوط حتّى  انتشرت الأسلحة ،وازدهرت أسواق تجارتها.وفي هذا السياق وجد الموالون للأنظمة الفاسدة ضالّتهم،بعد أن استعادوا تنظيم صفوفهم،من خلال استغلالهم فرص التشرذم والانقسامات التي تسربت إلى صفوف الثائرين،سيّما وأنّ قوّة الشعوب في توحيد صفوفها،لا في التفرقة والتشرذم.وعلى هذا النحو المخطط له بدهاء تمكّن الموالون من إيجاد موقع لهم عبر استمالة بعض الثوار،وإغرائهم حتّى،ممّا أحدث فرقة بين إخوان الأمس ليصبحوا أعداء اليوم،وهو عينه ما يجري اليوم بين الأشقاء المصريين.وهذه هي الأسباب التي أدّت، وستؤدّي مستقبلا إلى ازدهار لغة الإرهاب بدل لغة الحوار،قال الشاعر:
    ألا لا يــــــــــــجهـــلن أحد علينا         فنجهل فوق جــــــــهل الجاهلين

 إنّ قطارالربيع العربي سيصل في الوقت المحدّد له أحبّ من أحبّ،وكره من كره،وليست عندي،ولو حبّة خردل من الشكّ،أو التردّد في وصول هذا القطار العجيب إلى شاطئ الأمان.أمّا الإرهاب فهو عمل قذر تؤكله جهات استخباراتية مستهدفة به زرع بذور عدم الاستقرار،وهكذا تصرفات لن تعيق في شيئ تحقيق الشعوب لطموحاتها،وسيأتي يوم ستقول فيه جميع الشعوب العربية كما قلت:
              ذهب الطغاة فما لهم من عودة      وأتى الربيع فأين منه المهرب

 إنّ هذا اليوم يصادف عند الأمريكيين ذكرى وفاة الزعيم الخالد مارتن لوثر كينج بعد أن غدرت به رصاصة الحقد والعنصرية وأردته قتيلا في سبيل الحرية والمساواة.ومن المؤكد أنّ الشعوب الثواقة إلى التحرّر من السيطرة والاستعباد،لابدّ وأن تحقّق أهدافها.قال الشاعر الكبير ابن الوردي في لاميته الشهيرة:

              لا تقل قد ذهبـــــــــــــت أيامه        كلّ من سار على الدّرب وصل

 لقد تزلزلت الأوضاع الاجتماعية، والفكرية، والسياسية ،ممّا أدّى إلى توسّع مجالات التفكير لدى الإنسان عامّة،ولدى المواطن العربي على وجه الخصوص.وتحت ضغط هذه التحولات العميقة تحركت حشود الورى في البوادي والمدن والقرى،وارتفع الصراخ في كلّ مكان بينما تعالت هتافات المنتفضين مردّدة،إرحل،إرحل،إرحل......قال الشاعر:

             ودّع غرورك فالأيام ترتـــــــحل          وهل تطـــــيق وداعا أيها الرجل ؟

 مازال الكثير أمام الشعوب العربية لتهدأ اضطراباتها،وتستقرّ أوضاعها،إن هي تمكّنت من تجاوز هذه المرحلة العصيبة من الانتقال الديمقراطي.فشعوب العالم العربي في أمسّ الحاجة إلى أهلها البررة المخلصين،وذوي الكفاءات في كلّ المجالات بغية دمقرطة حياتنا والانتقال بها من المجهول إلى المعلوم،ومن الجامد إلى المتحرّك،ومن المبني إلى المعرب.قال الشاعر المصري الكبير أحمد شوقي:

           وعلّم ما استطعت لعلّ جـــــيلا           سيأتي يحدث العجب العـــــــجابا

 لن تستقيم أمورنا بسهولة إلاّ من خلال الدفع بقدرتنا على التأقلم مع المستجدات في حياتنا الآنية والمستقبلية،والسعي الحثيث نحو الأجرأة والتفعيل لمقتضيات دولة الحقّ والقانون،وتطليق حياة التسلّط والظلم والطغيان طلقة بائنة كبرى لا رجعة فيها.  


                        محمد الدبلي الفاطمي الموقع:debli.mohamed@gmail.com                
  

samedi 20 juillet 2013

فـــــا لعـــلم للـــــمــــرء مـــثـــل الـــــمـــاء للـــــسّـــــمـــــك

                               المعرفة بين مطرقة التربية وسندان الثقافة


 تعرّف التربية بأنّها الفعل المؤثر الذي يؤثر،من خلاله،الكبار على الصغار في القول والعمل عبر مجموعة من الأسباب والمسبّبات تــــــــتداخل فيها العـــــــــــوائد،والتـــــــــــقالـــــــــــيد،والأعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراف
 وكلّ الممارسات ،والتصرفات والسلوكات التي دأب على التفاعل بمقتضاها شعب من  الشعوب.وهذه المؤثرات هي التي نطلق عليها اسم الثقافة باعتبارها موروثات تركها  السّلف للخلف،أو هذا ما وجد نا عليه آباءنا بفصيح العبارة.ومعلوم أنّ العديد من تلك  الموروثات لا تخضع إلى معايير معقلنة تزكّيها،ولا إلى معطياة علمية تبرّرها.ومع  مرور الأزمنة وتوالي الأيام تترسّخ هذه الموروثات في ثقافات المجتمعات،الأمر الذي  يصعب معه استئصال أورامها الخبيثة.
 أمّا المعرفة فهي مجموعة من القواعد العلمية المبنية على الـــــــــــــــــــــــملاحظة،          والفرضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــية،
 والتجربة،والتي بمقتضاها نشأت هذه الحضارة حيث نعيش اليوم.والمعرفة يكتسبها  المرء الحرّ،بينما تزرع الثقافة في نفوس الصغار بالعنف،في الغالب من الأحيان  بحيث يرغم هؤلاء على ممارسة ما لا يفهمون.وفي هذا السياق ظلّت المعرفة،منذ  الأزمنة الغابرة،تلاحق الثقافات مستهدفة إخراجها من الظلمات إلى النور،ومازالت  كذلك إلى   يومنا هذا،بيد أنّ الرؤوس المتّسخة لا بدّ وأن يستوطنها القمل.وما لم  تستعن التربية بالمعرفة في تطوير عقول ناشئتنا فلن تقوم لنا قائمة إلى أن يرث الله  الأرض ومن عليها.ذلك أنّ انتشار المعرفة أفقيا في مجتمعاتنا العربية لا يمكن أن  يحدث إلاّ إذا أمكن للمدرسة أن تلعب دورها الرّائد في تطوير ثقافات  الشعوب.والمدسة،في هذا السياق ،يتوجّب عليها أن تكون حاضرة  برجالها،ونسائها،ومدعومة ماديا ومعنويا بغية خلق مدرسة النجاح الحقيقية قولا وعملا.قال أحد الأئمة الكبار:

           ألعلم في الصدر مثل الشمس في الفلك
                                                    والعقل للمرء مثل التّاج للملك
           فاشدد يديك بحبل الـــــــــعلم معتصما
                                                    فالعلم للمرء مثل الماء للسّمك

 علينا أن ندرك أنّ المدرسة وحدها لا تستطيع فعل أيّ شيئ من حيث التغيير،ما لم تندمج هذه المؤسسة في مشروع مجتمعي متكامل ،وبمنظومة تربوية مشبّعة بالمستجدّات ،ومهيكلة بمقاربات واقعية ومحدّدة في الزمان والمكان.علينا أن نكون واقعيين كلما دعت الضرورة إلى ذلك،فنحن اليوم أمام ثورة ذاتية حقيقية تطالبنا برفع التحدّيات،وتخطّي الصعاب.لم يعد الوضع يحتمل التّأخير،ولو لقليل من الوقت،سيّما وأن أوضاعنا تزداد تقهقرا يوما بعد يوم،في ظلّ الاحتجاجات والمظاهرات التي تجري أمام أعيننا في جميع عواصم العالم العربي.إنه بالفعل تمرد المعرفي على الثقافي،والسبب في ذلك توسّع المعرفة كل ثانية في أذهان الناس جميعا،ممّا أفضى إلى بزوغ فجر جديد ألا وهو عالم المعرفة.قال أمير الشعراء أحمد شوقي:

         فعلّم ما استطعت لعلّ جيلا      سيأتي يحدث العجب العجابا

 لقد سقط القناع،فانهار المسرح فوق رؤوس الأنظمة الفاسدة،وتبيّن للجميع أنّ ثقافة التدجين لم تعد تجدي نفعا.ذلك أنّ وسائل التواصل والاتصال لعبت دورا جهنّميا في توسيع المعرفة لمجالها الحيوي،بعد أن استطاعت هذه الأخيرة هدم الحدود بين سكان العالم جميعا.وهذه الشمس المعرفية التي أشرقت فوق سماء شعوبنا العربية جلبت لنا فصلا بديعا سمي بالربيع العربي،حين أصبحنا قادرين على فتح أفواهنا،بينما لم نكن سلفا قادرين على فتحها إلاّ عند طبيب الأسنان.لم نكن نتوقّع رؤية القذافي وهو يستغيث ولا من يغيث،ولم نكن نعتقد،ولو للحظة واحدة،رؤية حسني مبارك وهو قابع وراء القضبان.إنها المعرفة التي  رشّت صراصير المياه العادمة بمبيدات قاتلة،ولولا تلك المبيدات ما استطعنا هزم الصراصير.قال الشاعر:

          إنّ الصراصير لمّا قام قائمها         توهّمت أنّها صارت شواهينا

إلى متى سنظلّ نقرض كالفئران نصائح ساستنا الحكّام؟علينا بتجديد دمائنا، وغسل أفكارنا ،وتجفيف منابع الغشّ في تصرّّفاتنا ومعاملاتنا.علينا أن نعيد غربلة ماضينا، لأنه كنز لا يفنى ،ورداء لا يبلى ،ومصابيح لا تنطفئ أبدا. إنها البوصلة التي ستقودنا ألى برّ الأمان.فهذه مناسبة لتصفية كلّ الحسابات ،وتسوية كل الاعوجاجات التي أحدثها التخلف البغيظ،وهي مناسبة كذلك لتطوير أوضاع شعوبنا من خلال تحبيب المعرفة إليهم والسعي نحو جعلها في متناولهم،والسير بهم نحو غد أفضل  في الحقوق والواجبات.علينا أن نبرهن للعالم بأجمعه أنّنا أمّة قادرة على العودة إلى معترك التّقدّم والحضارة،من خلال إحداث التغيير المطلوب المبني أساسا على الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في ظلّ سيّادة دولة الحقّ والقانون.وبالمناسبة سأسوق إليكم أشعار الشاعر الكبير نزار قبّاني والتي أعتبرها تعبيرا صارخا عمّا يجري في عالمنا العربي.يقول:

 في حارتنا ديك سادي سفّاح

 ينتف ريش دجاج الحارة كلّ صباح

ينقرهنّ،يطاردهنّ،يضاجعهنّ،يهجرهنّ

 ولا يتذكّر أسماء الصيصان

في حارتنا ديك يطلق لحيته الحمراء

 كشمسون الجبّار

 ألقى القبض على الحرية

 بالدّبّابة والأشرار 

 ديك عدوانيّ فاشستيّ نازي الأفكار

 يخطب فينا،ينشد فينا،يزني فينا

ألغى أمّة،ألغى شعبا

 ألغى أحداث التاريخ،وميلاد الأطفال   

وحتّى أسماء الأزهار

 في حارتنا ديك عصبي مجنون

يخطب كالحجّاج

 يمشي زهوا كالمأمون

 ويصعد فوق مئدنة الجامع ويصيح

يا سبحاني،يا سبحاني

فأنا الدولة وأنا القانون

                                                                        محمد الدبلي الفاطمي
                                                     

lundi 15 juillet 2013

وليــــس يــصـــــحّ في الأذهــــا ن شــــيئ ****إذا احـــــتاج الـــنّــــهار إلى دلـــيــــل

 تعتبر الديمقراطية الوسيلة الوحيدة التي بمقدورها تمكين الشعب من حكم نفسه بنفسه،من خلال مؤسسات منتخبة بطريقة ديمقراطية،ونزيهة.وبهذا المعنى  يكون الشعب هو مصدر السلطات جميعها،بينما تكون السيّادة للقانون،والقانون فقط،في ظل توفّر الشروط الذاتية والموضوعية لبناء هذه الكيّان الجديد.وهذه الشروط الذاتية والموضوعيةهي التي تتحكّم في مدى استطاعة تدبير الشعب لهذا النّمط من الحكم.ذلك  أنّ معظم الشعوب المتحضرة، التي عاشت تجارب الانتقال الديمقراطي،عرفت،إبّان دخولها غمارهذا النوع من التجارب،أنها مقبلة على تحولات عميقة،وتغيّرات جذرية ذاتية وموضوعية،الأمر الذي أرغمها على اتّخاذ كل الاحتياطات الضرورية،واللاّ زمة بغية إنجاح هذا الانتقال العصيب.وعلى سبيل المثال ،لا الحصر،تجربة الشعب الفرنسي الذي أطاح بالملك لويس الثامن عشر سنة 1789،وتجربة شعب رومانيا الذي أطاح بتشاوشيسكو في نهاية القرن الماضي.
 لكن،ما الفرق بين شعوبنا وشعوبهم؟أوليست الثقافةهي الموجّهةالأساسية للتربية؟ كيف لنا أن نشيّد مجتمعا متحضّرا،وديمقراطيا،ونحن غارقون في متاهات الشعوذة،والجهل،والانحلال؟ألسنا في أمسّ الحاجة إلى ثورة أخرى في وجه عوائدنا،وأخلاقياتنا التي انحطّت إلى الدّرك الأسفل من الدّناءة والتخلف؟
 إنّ إسقاط الأنظمة هو الحلقة الأولى من مسلسل مكوّنات الثورة،ولا طائل من وراء ثورة تنبني على أساليب ومغالطات الماضي.فإذا كنّا سنعالج الجرح قبل تطهيره فمعنى ذلك أنّنا سنبقي على حفنة من الجراثيم،ممّا سيتسبّب حتما في عودة الدّاء من جديد.علينا أن نتعلّم من غيرنا ما سيمكّننا من حماية مستقبلنا،ومستقبل فلذات أكبادنا،وإلاّ فإن الطّامّة آتية وليس لوقعتها كاذبة.قال الشاعر العربي:

         تعلّم فليس المرء يولد عالما      وليس أخو علم كمن هو جاهل

        وإنّ كــبير القوم لا علم عنده      صغير إذا  التفّت عليه المحافل

وأكيد أنّ حاجتنا إلى التعلّم من غيرنا تنبع من كوننا تدجّننا بفعل الظّلم والقهر  ،والاستبداد،ولم نعد ندرك الحدود الفاصلة بين الصالح والطّالح،والبيّن والغامض،والكذب والصدق.وهذا التّخبّط العشوائي في اتّخاذ القرارات، جعل الشعوب العربية حبيسة ثقافة يغلب عليها التدجين والاستقطاب،ويسيطر عليها الخوف والترهيب.وفي مثل هكذا مناخات ينتعش الغشّ،وتتفشّى طبائع الفساد و الاستبداد بحيث  تستنوق الجمال وتستجمل النوق.قال أبو الطيّب المتنبي الشاعر الكبير:

         وليس يصحّ في الأذهان شيئ      إذا  احتاج النهار إلى دليل

 ومثل هذه الإكراهات تصعّب علينا إنجاز هذا التّغيير الهادف إلى دمقرطة حياتنا العامة،وإرساء دعائم دولة الحقّ والقانون.ذلك أنّ شعوبنا العربية ألفت الركوع والانبطاح أمام حكّامها،وتعوّدت على تقبيل الأيادي والرؤوس،ولم تعد قادرة على  التحرّر جرّاء فقدانها لإنسانيتها،وتجرّدها من قيّمها الأصيلة،وثقافتها العربية الإسلامية العريقة.قال الشاعر العظيم نزار قبّاني وهو يصف أوضاع كتّابنا اليوم:


 كتّابنا، ما مارسوا التّفكير من قرون


 من مطبخ السّلطان يأكلون،


 بسيفه الطّويل يضربون،


 كتّابنا يحيون في إجازة وخارج التّاريخ يسكنون

  إنّ الشعوب العربية اليوم تقف في مفترق الطّرق،فإمّا أن تخلع عنها الحذر،وتتقدّم    بخطى مفعمة بالعزم والثقة في النفس،وإمّا أن تظلّ رهينة الركوع والانبطاح وتقبيل الأيادي والرؤوس إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وأكيد أنّ المتملّقين والمنافقين هم الذين يستنفعون في مثل هكذا أوضاع ،فتراهم يعيّنون في مواقع لا يستحقّونها،ممّا يؤثّر سلبا على مصالح المواطنين وحقوقهم،في التعليم والصحّة والسّكن وهلمّّجرّا.ومن طبيعة الحال أن تنحطّ مؤهلات المواطنين ،وتتدهور معايشهم ،وتتضعضع عقولهم وأفكارهم،وتميل إلى الفساد والإفساد ضمائرهم،وكأنّ الفساد هو صلاحهم،والإصلاح عدوّهم.فتنتشر التجارة في السلع الممنوعة والمحرّمة كالمخدّرات بجميع أصنافها،والخمور والبضائع المهرّبة،والدّعارة واختطاف الأطفال واغتصابهم،والرشوة والزبونية والمحسوبية وكلّ الانحرافات المعروفة منها وغير المعروفة.وتحت وطأة هذه الانحلالات اللاّإنسانية النّاجمة عن الطّمع والجشع و انعدام الضمير  تقف الشعوب العربية اليوم في مفترق الطرق بعد أن وجدت نفسها عاجزة عن الانتقال من عالم الشعوذة والتخلّف والانحطاط إلى عالم المعرفة والتّحضّر والاستفهام.صحيح أنّ الشعوب  العربية تجاوزت في معاناتها ومآسيها ما لا بمكن وصفه حتّى،وصحيح أيضا أنّ السّواد الأعظم محرومون من نعمتي القراءة والكتابة،وهذان العاملان هما اللذان أثّرا،وبشكل كبير على انتفاضات المجتمعات العربية،بحيث لم تجد هذه الشعوب من سيأخذ بزمام ثوراتها ويقودها نحو  برّ الأمان،بل وجدت في انتظارها أناسا من نفس الطّينة التي كانت تحكمهم،فقادوا الانقلابات،ونشروا الرعب والترهيب والتهويل والتخويف في نفوس الناس، بهدف منع الديمقراطية من تدبير شؤون الشعوب كما هو حال الجيران.قال الشاعر الكبير أحمد شوقي:


                         مخطـــئ من ظـنّ يـوما****أنّ للــــــثّعلب ديـــــــــــنا

 إنّ الديمقراطية ستحطّ الرّحال، حتما، في عالمنا العربي مستقبلا بغضّ النظر عن التوقيت.قد تطول المدّة أو تقصر،ولكنّ الواقعة ليس لوقعتها كاذبة بمقتضى العوامل التي ستقودنا بالتّأكيد إلى نفس النتائج التي رأيناها تجري في بعض بلدان عالمنا العربي.فهل نحن على استعداد لمواصلة ما بدأه البوعزيزي في تونس الخضراء.


                     محمد الدبلي الفاطمي



    

dimanche 14 juillet 2013

الهدهد السليماني: يــــــــا بـــــــلا د ي

الهدهد السليماني: يــــــــا بـــــــلا د ي:                     لم أنــت أيّــتها الطـــــبيعة كالـــــحزينة  في بلادي؟                     لولا أغاريد تــرســل بـــين شاديــــــة ...

الهدهد السليماني: هــــــذي العـــــروبــــــــــــة...

الهدهد السليماني: هــــــذي العـــــروبــــــــــــة...:        ثارت عواصــمنا والغيــــــث مدرار             لا صاحب الدّار طلاّع ولا الدّار        هذي العروبة شنّـــت حرب ثورتها             إذ...

هــــــذي العـــــروبــــــــــــة...

       ثارت عواصــمنا والغيــــــث مدرار**** لا صاحب الدّار طــــلاّع ولا الدّار

       هذي الــعروبة شنـت حرب ثورتها**** إذ لم تدع مـــه شـــطآنا وأغوار


      والأرض تـــحت سحاب الماء أخــيلة****ممّا يـــصـــوّره عــــشب ونوّار


     والصبح في مهده الشّرقيّ ما رفعت****عن ورده من نسيج الغيم أستار


        حتّى الـــجبال فما لاحت لها قــــمم ****ولا شدا لرعاة الـــضأن مــزمار


        فمن همو القادمون؟الرّيح عاصـفة**** لوقع خطوهــــمو والأرض أبصار


        أعاد مـــن زمـــن الأشـباح سامره****فاللّـــيل والــغاب أشباح وأسمار


        أم الــــعروبة جنّـــــــياتها طــلعت**** فـــهبّ موج يـــناديها وتـــــــــيّار


        أم راصدوا كوكب ضلّــــوا سبيلهمو**** لمّا خـــبت من نجوم اللّــيل أنوار


      أم عاشـــقون ترى؟أم ثائرون همو؟****وهل مــع الــــفجر عشّاق وثوّار؟


      ما ذلك الصوت شاجي اللحن منسكب****يجريه نـــــبع من الإلهام زخّار؟


      فــيه تنفّس فوق السّــحب عاصفة****وآدمـــــيّون فــــوق الأرض أحرار  


      وفــيه تهـــــــــمس أرواح وأفـــئدة****منــــــهنّ عان،ورحـــــمان،وجبّار


       أعاد للمعزف المـــهجور صاحــــبه**** فــــــــعربدت في يديه مـنه أوتار


      أظلّ أصغي وما من شرفة فــتحت****ولا أراح رتاج الــــباب ديّـــــــــــــار


      حتّى الحديقـــة لفّــت كوخ حارسها****بصـــمتها فــــــهما نبـــت وأحجار


      تواضعت بـجلال العـــــزم ما ارتفعت****مــثل البـــروج لها في الجوّ أسوار   


     تـــصغي إلى هـمسات الرّيح شيّقة****كأنّما همـــسات الريـح أخـــــــبار  


     إذ باح بالــنّغم الــــموعود ناظـــــمه**** فالـــفجر أحلام ثـوّار وأســــــــرار   


     صـــــحا يفــــصّل رؤياه ويــــــعبرها****موج على الشّاطئ الصـخري ثرثار     


    وزحزحت ورق الصّفـــــصاف عاصفة****من العروبة كي يســــــتأصل الـعار 


    تسائل الفجر:هـــــل غـــنّته أوعبرت****شهب به مستــــــــــحمّات وأقـمار


    يا صاحب اللحن إنّ الغاب مصــــــغية****فأين من نـــــــــغم الأشعار أشعار؟


    هذا النّــــشيد،نشيد الفـــــجر،أعزفه**** له عرائس،مـــثل الــورد،أبـــــــكار


     بعــــــــثتهنّ من الأنغام أجنـــــــحة****هــزيزهـــنّ مــــــع الأفــــــلاك دوّار


     في صــدر معزوفة أوتارها نـــــــغم ****مزاجه الــــــــماء، والإعــــصار، والنّار

     حتّى الطّبيعة من خلق،وأبنــــــــية**** تمازجت فــــهي أصــــوات وأحــــجار


     تفـــــضي بألـــــسنة أسرار عالمها****فيـــــها ليـــــال ،وأيّــــــــــــام ،وأقدار


                               محمد الدبلي  الفاطمي

يــــــــا بـــــــلا د ي

                                        يابلادي     

                     لم أنــت أيّــتها االســــــــــــــيّاسة كالدّعارة  في بلادي؟
              
                     لولا تــــقارير  تكـــــــــــــتب  عنك في أروقة الــــــنّوادي

                    وفساد رأي حــــــــول طـــاولة  يــــراوح أويـــــــــــغادي

                    وقطيع ضأن في المروج الخــضر  يدبح  للأعــــــــــــادي

                    لحــــسبت أنّــك لعــــــنة مطـــــــــــرودة من قوم عاد

                    هــجروك، لا كنت العقـــيم، ولســــــــــــت جالبة الكساد

                    عجـــبا وماؤك دافـــق، ونجـــــوم أرضك فـــي اتّــــــقاد

                    حـــسن يروع طرازه، ويـــملّ في نـــــــــسق مـــــــعاد

                    أرنو إلـــــيه ولا أحـــــسّ بفرحــــــة لك فــي فـــــؤادي

                    حـــسناء ساذجــة الملامــح في إطــــــار من ســــــواد

                    مـــدن يقال لــها قــرى غرقــى تقاوم في الفـــــــــساد 

                    والسّحت فيها ، والرّكـــــــــوع أســـــاس ركــــن أو عـماد

                   يأوي لها قـــــوم يقال لـــهم ســــــــــماسرة الـــــــبلاد

                   وهمــــــو ضـــعاف أوثروا بــــــــشقائــهم بين العـــــــباد

                   ألمكــــــثرون الزّاد لــم يتمــــــــتّعــــوا بوفــــــــــــير زاد

                   لــهم الــــغراس ورعيـــــه،ولـــغيرهم ثـــــمر الحـــــصاد

                  لــو كــــنت صانــــعة النّــــجوم  لكــــنت قــبلة كلّ هادي

            وافــتنّ فــيك الــفـــنّ بالرّوح المـــحـــــرّك للـــــــــــجماد

                   وتـــــفجّر الـــمـرح الحبـــيس بـــــكـــــلّ ناحـــــية ووادي

                  ولقــمـت أمتدح النّبوغ  غــداة فـــــــــــــجر أو تـــــــــنادي

                    إنّ الرّوائـــع فــيك لــم تخـــــــلق لــشـعبك يا بــــــلادي

                                محمد الدبلي الفاطمي

s://www.facebook.com/pages/الكنز-المدفون/449136811873845?ref=hl

مــــا حــــــــكّ جــــلـــد ك مـــــثـــل ظـــــفـــر ك

 بعدأن أضرم البوعزيزي النار في جسده احتجاجا على ما يكابده التونسيون تحت حكم  الطاغية ابن علي في تونس،تحركت شعوب العالم العربي معلنة تمرّدها على حكّامها  المتسلطين،من خلال ثورات شعبية طالت العواصم العربية بأكملها.وهذا إن دلّ شيئ  فإنّما يدلّ على أنّ حجم التّحوّلات الاجتماعية ،والاقتصادية،والسياسية التي تلقّتها هذه  الشعوب على امتداد العقود السالفة أفرزت غضبا عارما تحوّل في نهاية المطاف إلى انتفاضات شعبية لم يشهدها العالم العربي منذ قرون.لقد سئــــــم المواطـــنون  الظلم ،والتّسلط،والقهر،والفساد،ولم يعودوا قادرين على تحمّل المزيد،بعد أن تجرّعوا طعم  الذّلّ  والهوان،وهم يرون شعوب هذا العالم تنعم بالحرية،والديمقراطية،والعدالة  الاجتماعية. وتحت وطأة هذه التحولات العميقة،وأمام هذا التمرّد الذي عبّرت عنه  ثورات هذه الشعوب المستضعفة،توالى سقوط الأنظمة الفاسدة،وبدأنا نرى مشاهد لم  نكن نتوقّع رؤيتها حتى في المنام.قال الشاعر:

                  ذهب الطغاة فما لهم من عودة    وأتى الزمان بفجره فتغيّرا

 لقد انهار التّجبّر والطغيان فوق رؤوس هؤلاء المتسلّطين،وأصبحوا عبرا لكل من  ستسوّل له نفسه مستقبلا اتّباع هذه السّبل المؤدية إلى الجحيم.ولو أنّهم أمعنوا النظر جيّدا في أولئك الذين سبقوهم أمثال فرعون وهامان وقارون،ما كانوا سيلقون هذا  المصير المحزن الأليم.قال الشاعر:
    
     وأغزر الناس عقلا من إذا نظرت       عيناه أمرا غدا بالغير معتبرا

 إنّ ما نعيشه اليوم من تحولات مزلزلة سببه الأنانية،والتكبّر،والجهل بعواقب الأمور.   وأكيد أن مثل هذه التغيّرات ستكون،حتما،في صالح الشعوب المضطهدة التي ظلّت تحلم بمجيئ هذا التّغيير الميمون،بالرّغم من ارتفاع حجم الضريبة التي ستدفعها ، من أجل تحقيق هذه الأحلام الباهضة الثمن.قال الشاعر:

             ما حكّ جلدك مثل ظفرك        فارع أنت جميع أمرك 

إنّ اتساع المجال الحيوي لهذه الانتفاضات أبان عن تشابه كبير في المعاناة بين شعوب العالم العربي،كما أوضح للأعداء قبل الأصدقاء أنّ الشعوب العربية مصمّمة على توحيد الصفّ والكلمة من أجل دمقرطة حياة مواطنيها عبر اعتماد عدالة اجتماعية مواكبة لطموحات الأفراد والجماعات.لذلك يلاحظ أنّ المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات المتواصلة، تزداد بؤرها انتشارا  كلّما تزايد القمع والتّرهيب والسّحل والاضطهاد.قال الشاعر العربي أبو القاسم الشّابّي التونسي:

               ودمدمت الريح بين الفجاج            وفوق الجبال وتحت الشّجر

                إذا ما طمحت إلى غايتي              لبست المنى وخلعت الحدر

                ولم أتخوّف وعور الشّعاب             ولا كبّة اللّهب المـــــــستعر

 فالشعوب هي المسؤولة عن تغيير أحوالها بضخّ دماء جديدة في شرايين أفئدتها.وثورانها في وجه الظلم والبغي والاستبداد سيمكّنها من استعادة السلطان الذي اغتصب منها منذ تخلّصها من المحتلّين والمستعمرين.والجمد لله ربّ العالمين.

                                   محمد الدبلي الفاطمي

                

vendredi 12 juillet 2013

ولــــــيــــــس أخو عـــــلـــم كمــــــــــــــن هــــو جـــــا هــــــــــــــــل

  المدرسة العمومية في المغرب تتّجه نحو الإفلاس

 كلّ المتتبعين للشّأن التربوي ببلادنا يعلمون علم اليقين أنّ مستوى التعليم قد عرف،    في السنوات الأخيرة، تدهورا فظيعا،لا من حيث الكمّ،ولا من حيث الكيف.وهذا عائد،بالأساس ،إلى عدوى الفساد التي امتدّت جراثيمها إلى هذا المرفق الحيوي،والذي،بطبيعته،لايحتمل مثل هكذا أمراض.ذلك أنّ التربية تشكّل عصب الحياة في كل المجتمعات ماضيا،وحاضرا،ومستقبلا.فالمدرسة وظيفتها أن تقوّم اعوجاج الناشئة مستهدفة،بتأثيرها هذا،تنمية روح المواطنة والتضامن والإخلاص في أداء الواجب،واحترام آراء الآخرين.لكن المدرسة العمومية في بلادنا توجّهت توجّها غير الذي سبقت الإشارة إليه،بحيث عمد المسؤولون على هذا المرفق الحيوي إلى غرس الغشّ في أنفس التّلاميذ،فعلّموهم ما  يضرّهم،وليس ما ينفعهم،بعدأن مرّنوهم على التّفسّخ والانحلال الخلقي، الأمر الذي أحدث شرخا كبيرا في منظومتنا التربوية أدّى بها، في نهاية المطاف، إلى الارتماء في أحضان الفساد.

 أمّا الحديث عن التّعلّمات التي يتلقّاها المتعلّمون داخل فصولهم فهذا نقاش لا محيط له. وبصفتي أدرّس حاليا بالمدرسة الإبتدائية أرى،وأنا على يقين،أنّ المدرسة العمومية قد تحوّلت إلى مستنقع يفرّخ،سنة بعد سنة،ما لا يحصى ولا يعدّ من العاطلين والمجرمين والشّمكرا بلغة الشّارع كما يقولون.فالتّلاميذ الذين يتابعون دراستهم في المرحلة الإعدادية يفتقرون افتقارا فظيعا إلى لغة التعبير كتابة ونطقا،والسواد الأعظم منهم يجهلون بشكل مخيف ماذا هم في المدرسة يفعلون.أمّا متابعة الآباء والأولياء لهم ،فهذا أمر يكاد ينعدم لدى الأسر المغربية،وهو ما ساعد على تدحرج المدرسة إلى الدّرك الأسفل من الانحطاط.ورحم الله الشاعر العربي الذي قال بفصيح نظمه:
               
                           إذا كان ربّ البيت بالدّفّ مولع****فلا تلومنّ الصغار إن هم رقصوا

 إنّ ناقوس الخطر قد دقّ منذ أمد بعيد،فالعدوّ أمامنا والبحر من ورائنا،وليس لنا،ولله،إلاّ المبادرة في اتّخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب.وأيّ رأي يصبّ في غير هذا المصبّ فهو،من وجهة نظري،بهتان ليس إلاّ.قال أبو الطيب المتنبّي:
       
                           وليس يصحّ في الأذهان شيئ**** إذا احتاج النـــــــهار إلى دليل

 ذلك أنّ هذا التدهور المتواصل في المستويات التعليمية لدى التلاميذ والطلاّب والمدرّسين سببه السياسة المتبعة في هذا المضمار،فكلّما استبدلت حكومة بأخرى إلاّ وأقدم الوزير الجديد على تغيير المسار الذي اعتمده سلفه.وهذه الفلسفة المتّبعة في تدبير وإدارة المنظومة التربوية عطّلت الإصلاح،وأربكة الأطر التعليمية،الأمر الذي أثّر على المتعلّمين والمدرسين تأثيرا فظيعا،ممّا دفع بالجميع إلى الهبوط نحو المرتبة الدنيا عالميا في مجالي التربية والتكوين.وفي ظلّ هذا المناخ الملوّث بكلّ ألوان التقهقر والانحطاط،فقدت المدرسة صوابها وأضاعت رشدها،فتعطّل دورها،وانطفأ إشعاعها،وتشوّهت سمعتها،ولم تعد تحمل من المدرسة إلاّ الاسم.وعليه،خسر المجتمع المؤسسة التربوية التي بعطائها تنهض الأمم والشعوب ،وتزدهر العلوم والثقافات،فتحيا كما تحيا البلاد إذا ما مسّها المطر.

إنّ حاجة الإنسان إلى التربية والتكوين أهمّ من حاجياته الأخرى في دينه ودنياه،وأفضل كسبه العلم والأدب لأنّهما كنزان لا يفنيان ومصباحان لا ينطفئان وكسوتان لا تبليان،والشعوب التي سارت على هذا الدّرب ستصل بكلّ تأكيد. قال الشاعر الكبير أحمد شوقي:

                         وعلّم ما استطعت لعلّ جـــــيلا****سيأتي يحدث العجب العجابا

 ولكي يغيّر الناس ما بأنفسهم عليهم أن يتعلّموا ليكتشفوا العلل والأسباب في أنفسهم،فالسماء كما قال أمير المومنين عمر بن الخطّاب رضي الله عنه:السماء لا تمطر لا ذهبا ولا فضّة.وقال أحد الشعراء الأوّلين:

                          تعلّم فليس المـــــرء يولد عالما****وليس أخو علم كمن هو جاهل

                          وإنّ كبير القـــوم لا علـــم عنده****صغير إذا الــتفّت عليه المحافل
                    
                                                                              محمد الدبلي الفاطمي


























      










jeudi 11 juillet 2013

رســــــــــــــا لة تـــقـــديـــــر ومـــــحــــبّـــــة وشــــكـــر إ لــــى قــــرّائــــي الأعـــزّاء

إنّ أجمل تحيّة حرّرتها الأقلام، وأبهى زهر تفتّحت عنه الأكمام،عاطر سلام يفوح بعبير المحبّة نفحه،ويشرق في سماء العرفان صبحه.
أمّا بعـد فإنّ أفضل الكسب العلم والأدب،فهما كنزان لاينفذان،وسراجــــــــــــــان لا ينطفئان،وكسوتان لا تبليان.من نالهمابلغ بهما المراتب العليا ،واستطاع بفضلهما الغوص في محيطات الحكمة وبحورالعرفان.واعلم أنّ اكتساب هذا الفضل يعين صاحبه على تجاوز العقبات،وتخطّي الصّعاب،ناهيك عن امتلاكه الفراسة الهادفة التي ستعينه،لا محالة،على ضبط كلّ ما من شأنه أن يقود إلى الغاية المنشودة.أجل،فالعلم يحيي قلوب الميّتين كما تحيا البلاد إذا ما مسّها المطر،والأدب هو الآخريجعل من المرء سفير خواطره،وحكيم آرائه وأفكاره.والسّعيد في الناس من أخذ بالأسباب بعد أن ترك العجز وراء ظهره،ورأى رأي ذوي الألباب،واعتمدفي اجتهاده على الكدّ نهارا والسّهر ليلا .قال الشاعر العربي:
         
                       بقدر الكدّ تكتــــسب المعالي****ومن أراد العلى سهر اللّـــيالي
        
                      ومن أراد العلى من غـــــير كدّ****قضى العمر في طلب المحـال

فلا بدّ للشّهد من نحل يمنّعه،ولا بدّ للطّامح من أن يحمل الضّرر.ومن أخذ بغير ذلك فقد ضلّ السّبيل،واتّجه نحو المجهول من الأهداف.إنّ اللّبيب من اتّعظ بغيره،وجعل العلم والأدب نصب عينيه،فكلّ الصّعاب تهون على الشباب،وعديم رأيه من وجد نفسه ساكنا خارج التّاريخ لاحول له ولاقوة.واعلم أيّها الأخ الحبيب أنّ الإنسان مطالب في حياته باقتناص الفرص،واستثمار قدراته سعيا وراء تحقيق ما بالمستطاع حتّى يجد نفسه راض عنها،وإلاّ فإنّ الإفلاس هو المأوى.فلا يغرنّك المال،وإن كثر بقدر الجبال. ومن البديهي أن تكون عاينت مثل هذه النّماذج،سيّماوالواقع يقودنا إلى تجارب متعدّدة تحذّرنا من الوقوع في مثل هكذا أخطاء،وتنبّهنا إلى المبادرة والإقدام على اتّخاذ كل خطوة تقرّبنا من العلم والأدب.فالمطالعة،مثلا،تساعدنا على توسيع مجالاتنا الفكرية،إذ تسوق عقولنا إلى النّهل من ينابيع الحكمة المنتشرة في حدائق الأد ب ومروج الشعر والقصص وغيرها.وعلى سبيل المثال لا الحصر،يعتبر مؤلف كليلة ودمنة لعبد الله بن المقفّع من أروع الكتب التراثية التي تضمّنت من الحكم والقصص الهادفة ما لا يمكن التّطرّق إليه في هذه الكلمة الوجيزة.ويكفي أن أشير في هذا الصّدد إلى قصّة الأسد والذئب والثعلب.فقد زعم الفيلسوف بيدبا الهندي الذي كان يعيش في مملكة دبشليم أنّ الأسد ملك الغابة اقترح على كلّ من الذئب والثعلب أن يخرجا معه للصّيد.وبالفعل،خرجوا فاصطادوا حمارا وحشيّا وغزالة وأرنبا.وفي المساء ،وبعد انتهاء عملية الصّيد،أمر الأسد ملك الغابة الذئب بالشّروع في توزيع الغنائم بينهم بالقسطاس المبين.فقال الذئب: كلّ شيئ واضح يامولاي،الحمار الوحشي لكفهو بقدر حجمك،والغزالة لي فهي بقدر حجمي،والأرنب للثعلب فهي بقدر حجمه.فانفجر الأسد غضبا ولطم الذئب حتّى نزعت منه كتفه،ثمّ قال للثّعلب :تقدّم ياصاحب الخفّ الأحمر لتقسم الغنائم بيننا.فقال الثعلب:كلّ شيئ أصبح واضحا يامولاي،الحمار الوحشيّ لغذائك والغزالة لعشائك والأرنب لفطورك.فقال الأسد للثعلب مستغربا:من أين تعلّمت هذا القسطاس المبين؟فأجابه الثعلب:من كتف الذئب التي انتزعت من جسده يامولاي.وهذا مثل يضرب في حقّ الحكّام الطّغاة والمتسلّطين الذين يسومون  شعوبهم سوء العذاب.وتلك كانت إشارة إلى مدى أهمية الأدب في حياة الناس ،ومدى تأثيره على تفكيرهم،وتصرّفاتهم،وتفاعلهم مع أوضاعهم الاقتصادية ،والاجتماعية ،والسياسية.
إنّنا في أمسّ الحاجة إلى تنمية ثقافية تسهّل علينا سبل الإقلاع بمعارفنا،إذالمعرفة اليوم أصبحت ضرورية لمواكبة متطلّبات العصر.قال الامام الشافعي رحمه الله:
     
           ألعلم في الصّدر مثل الشمس في الفلك***والعقل للــــمرء مثل التّاج للملك

            فاشــــــــــدد يديك بحبل العلم معتصما***فالـعلم للمرء مثل الماء للسّمك 

وقد ورد لسان أمير المومنين عمربن الخطّاب رضي الله عنه أنّه قاال:إنّ السماء لا تمطر لا ذهبا ولا فضّة.ومن الطّبيعي أن يولع الأطفال بالرّقص إذا كان أبوهم مولعا بضرب الدّفّ.لذلك يتعيّن وضع الرّجل المناسب في المكان المناسب قولا وعملا.والمؤسف للغاية أنّ هكذا اقتراحات  تصطدم بواقعنا الهشّ،والمتعفّن الذي تقاطرت عليه الأمراض من كل حذب وصوب.فالرّشى انتشرت في تصرّفات الناس انتشار النار في الهشيم،والزّبونية ،والمحسوبية طالتا القريب والبعيد،وكأنّ الجميع تحت سيّاط الجنس يلهثون.وهذا ما جعلنا نتدحرج إلى الدّرك الأسفل من التّخلّف والانحطاط والهوان.فهل سنصحوا أم أنّ هذا هو قدر هذه الأمّة التي تتوضّأ خمس مرّات في اليوم وهي متّسخة؟
ورحم الله أبا الطّيب المتنبي حيث قال: 
    
         على قدر أهل العزم تأتي العزائم***وتأتي علــى قدر الكرام المـــكارم

         وتكبر في عين الصغيـــر صغارها***وتصغر في عــــين العظيم العظائم

 إنّ هدفي من وراء هذه المدوّنة هو التشجيع على القراءة باعتبارها الرافعة الأقوى والوسيلة المثلى في القدرة على ولوج عالمي المعرفة والتقدّم.أضف إلى ذلك جذب القارئ إلى النقد ،وإبداء الرأي،والتعقيب على المكتوب عبر تقييمه من حيث الشكل والمضمون.وفي هذا السياق سنكون قد شرعنا،وبشكل جدّي،في وضع أسس مثينة للتنمية الحقيقية التي ستقلع بواقعنا إلى حياة أفضل ومستقبل أرحب وأوسع.ومن كانت لديه أفكار تصبّ في هذا الاتجاه فأنا على استعداد لتنفيذ  أي مشروع يستهدف التشجيع على دعم القراءة المستديمة،والسّلام

                     محمد الد بلي الفاطمي             

mercredi 10 juillet 2013

أنــــا الــــذي هــــــتــــك الــــــحـــا زوق جاعـــــرتــــــي

                                                   أنا الذي هتك الحازوق جاعرتي

هذه قصّتي مع الجلاّدين  إثر اعتقالي خلال سنوات الرّصاص وبالتّحديد في تاريخ 14 مارس 1972،وذلك بسبب المحاولة الانقلابية الفاشلة التي جرت أحداثها يوم عيد الشباب 9يوليوز1971 بالمغرب.وقد تعرّضت لكلّ أنواع التعذيب بما في ذلك هتك جاعرتي بالحازوق في مخافر وأقبية رجال الأمن.وبعد انتزاع اعترافات كاذبة منّي جرّاء القهر والتنكيل نقلت إلى المحكمة .وأصدرت هذه الأخيرة في حقّي عشرة أعوام قضيتها معتقلا في سجون الظلم والهوان.وهذه القصيدة تكشف عن قسط صغير من تلك المعاناة المفعمة بشتّى ألوان القمع حيث أقول:                                          
                                                
     
   ما بالقـضاء قد استــثنى ملـفّاتي**** هل الـــــعدالة صـــــمّت عن نداءاتي؟

   أم حرّف القــلم المـشبوه نازلتـي****يوم اعتــــقلت فداس الـــظلم منجاتي

   يا طعــنة لخــيالاتي وفاجـــــــعة****ومن تســـــبّب فــي قهري ومأساتي

   إذ مزّق الخطب بالأهوال ذاكــرتي****  فأقــــفرت مـــن مزاياها الجــــميلات

   ترصّدتــني صروف الدّهر باســـطة**** أيـــد ملطّـــــــخة تــــهوى المـضرّات

   ساقت حياتي إلى المكروه مكرهة****وفـي يديـــها مـــن الــــعلاّت عــلاّتي

  وأسقـــــــطتني أسـيرا إثر زوبـــعة**** أثارها الجيــــــش في قصر الصخيرات

  فكان أبشع قهر ذقت في صـــغري**** أقرّه الظّـــلم في بحــــــر ويـــــــلاتي

وددت لو كنت كالـــــموتى بلا نفــس****أو كـــــنت نســـــــــيا بلا ماض ولا آت  

مازال جسمي بنقش السّوط محتفظا**** كالــــــنّحت أفرغه النّحّات في ذاتي  

قضى على أمــــلي واغتال ذاكــرتي****ذاك المــــصاب فضلّ العــقل غاياتي   

   أنا الذي قذف الجلاّد في جــــسدي**** إعصار نار جـــرى  من سوطه العاتي

 أنا الذي هتك  الحازوق جاعـــــــرتي ****في  مخـــــفر ملأت  مبـناه صرخاتي

فاعوجّ نطقي وظهري صار منــــحـنيا****من حـــــرّ سوط كـوى بالجلد لاءاتي 

أبيت ليلي على الأشواك منـــبـــطحا**** أقـلّب الطّرف في شـــتّى جراحاتي

أمسي وأصبح كالأعمى بلا بـــــــصر ****كأنــــّني غارق فــــــي بحر ويلا تي

وجرّعتني اللّيالي بغضها ومـــــــضت****وخلّــــــــفتني شريدا في المـتاهات 

وكم أطــــــــال عذابي طـــــول مدّته****في جوف مقــــــبرة مـــلأى بأموات 

مرّت نوائــــــب مأســـاتي وقد تركت****بعـــــــــقر ذاتي أعاصــــــير المعاناة

تلك المـــــشاعر بالآم قد مـــــــزجت****فأصبحت شبــحا في ليلي الشّــاتي

في السجن أوّل أشعاري هتـــفت بها****وللقــــضاء سعـــــت أولى رسالاتي

 آوي إلى لقطات القــــهر منـــــــفردا ****بــين الهــــــموم وأصناف المقاساة

وذكريات من الماضي أطـــــــالــــعها****رمـى بها الـظلم في أغوار مأساتي

يسري بها موهنا والنّــــــــفس تدفعه****كأنّــــــه ساخـــــر مــن حزن أنّاتي

ما في حياتي من السّلوى ألــــوذ بها**** لكــــــنّه الظّــلم ذاك القاهر العاتي

فدع فؤادي فلا عـــــدلا سينــــــفعه****ولـــــــــن تردّ على الجلاّد صرخاتي

يا من سرقت شبابي من يفاعـــــته****ورحت تــــــسخر من قهري وآهاتي

حرمت أيّامي الأولى مفـــــــارحــها**** فما نعـــــــمت بأوقـــــاتي ولـــذّاتي

وكيف أصمت عن ظلــــــــم عواقبه****  رشّت فراشة فكري بالمبــــــــيدات 

            النّاظم :  محمد الدبلي  الفاطمي

  أنا واحد من ضحايا سنوات الرصاص،قضيت في السجون تسعة أعوام،وبعد إطلاق سراحي التحقت بوزارة التربية الوطنية حيث عملت أستاذا لمدّة قاربت ثلث قرن.وهاأنا اليوم متقاعد .وأملي الوحيد أن أنصف كباقي الضحايا وقد تمّ حرماني من هذا الحقّ من لدن كلّ من هيأة التحكيم المستقلّة للتعويض وهيأة الإنصاف والمصالحة.رقم هاتفي:0636654406




mardi 9 juillet 2013

من تونس



 وهوى مبارك من ســــــماء غروره              وغدا بطرّة في الزنازن مقبرا

فتخلّــــصوا من حاكــم متــــــسلّط               جلد البلاد بسوطه وتعـــــيهرا

 لم يترك القدر الجـــــــواب لسائل              حين اســـتبدّ بمن طغى وتكبّرا

ومن الرجال اللّيــــبيين كتـــــيبة               تركت معـــمّر في القفار مغبّرا

ألغاصـــب السّــفّاح من أنـــيابه               أجرى الدّم القاني نـــبيذا أحمرا

 نزع الحلوق من الرقاب بقـمعه              وأشاع رعبا في النفوس ودمّرا

 فإذا بنور الــحقّ بدّد ظلــــمه                كاللّيل أدركه الضـــــحى فتبخّرا

 ليس الأمان من الزمان بممكن              وعديم رأيه من طغى وتـــجبّرا

 فادفع بأحـــسن ما يراد فإنما               طبع الـــحياة بأن تكون مـحرّرا

 وإذا دعيت إلى النضال فكن كما            كان الذي لبس الشهادة كوثرا

 إنّ الخبيث من استهان بنفسه            وأذاقها طــــــعم المذلة وافترى

 هذا الربيع إلى العروبة قد أتى           يرجو دمقرطة الحـــــياة مؤخّرا





مــــــــــــــــــــــــــاحــــــــــــيلتـــــــــــــــي

بطل الريف العظيم محمد عبد الكريم الخطابي

  هو البطل المغربي محمد عبد الكريم الخطّابي زعيم قبائل ورياغل بشمال المغرب، التي تعتبرمن  أكرم و أقوى القبائل المغربية بسلسلة جبال الريف.دفعته حميّته وإباؤه إلى الثورة على الاستعمار الإسباني،في حرب أشبه ما تكون بأساطير الأبطال المجاهدين الأولين.فما كان إلاّ أن مزّق الجيش الإسباني ،وأسر قائده، وألقى به إلى البحر.ولمّا أوشك أن يقضي عليه القضاء الأخير،تنبّهت فرنسا المستعمرة إلى ما أصابها بدورها من
 استفحال خطر هؤلاء المقاومين البواسل ،أسياد البلاد الذين يكافحون تحت قيادة الزّعيم
 محمد عبد الكريم الخطّابي ، فعملت من جانبها على إشعال الحرب بينها وبينه.وكانت  الحرب بين الإسبان وبينه ما تزال قائمة.فدفع بالجيش الفرنسي إلى التّقهقر وهزمه  شرّهزيمة ،وأقضّ مضجع المرشال الفرنسي -بيتان-،غير أنّ الطّبيعة الجائرة الصّمّاء  أصابت الريف بقحط شديد،إذ امتنع نزول الغيث وانتهزت فرنسا هذه الفرصة السّانحة التي أغنتها عن القتل القتال .فعرضت على الزّعيم المؤمن بالسّلم الصلح والأمان كتابة ،لكنّها ما لبثت أن أخلفت وعدها،ونقضت عهدها،وغدرت بميثاق الأمان ،وأخذت الزّعيم المجاهد أسيرا،ونفته عن وطنه إلى جزيرة -رينون-النّائية في أقاصي المحيط الهادي مدّة عشرين عاما،حتّى أتاح الله له فرصة النزول بميناء بور سعيد بمصر من السفينة الفرنسية حيث كان معتقلا،والتي كانت في طلريقها به إلى منفى جديد بفرنسا.
                                                            
   وعمّت الفرحة أرجاء الشّرق لنجاة هذا الشّهم المقدام وعودته إلى حياة الحرية                                                             والطلاقة في صفوف أشقّائه المجاهدين المرابطين دفاعا عن كرامة العرب والمسلمين .وأبت مصربجميع شرائح أهلها في ذلك التّاريخ ،أن تعيده أسر فرنسا وقهرها رغم التّهديد والوعيد،بعد أن ساند العالم أجمع مصر الأبية.وبذلك أنقذت النّخوة العربية أحد أبطالها الميامين الذين قاوموا الاستعمار بالغالي والنفيس،وصاولوا الاستعباد بقوّة الإيمان وضرب النار والحديد. 
 وبمناسبة حلول هذا الشّهر المبارك أجدّد رحماتي ودعواتي الطّاهرة لهذا البطل المغوار باليمن والغفران سائلا ربّي أن يبعثه مع الصّدّيقين والشهداء والصلحين وحسن أولئك رفيقا.وهذه اللّفتة جاءت لتغبط من أبطالنا كلّ مفضال،وقد نظمت في حقّ هذا الزّعيم النادر أبياتا شعرية متواضعة تمجيدا له ،وتخليدا لبطولاته الخارقة.

 ما بالشّـباب، سألـتهم فتبسّـــــموا ****هل ذاق طعم المجد منهم ملهم

 أم أشرقت أنوال في غسق الـدجى****وأتى القبائل شـيـخها المتــــقدّم 

 فاض السّــــحاب لها دما،وتناثــــرت****فوق الجـــــبال عـمائم،وعــــزائم

 ودّ الطّـغاة بكلّ مطـــــلع كوكــــــب**** لو أسقطوه من الـسماء،وأحكموا

 ولوانّهم وصلوا السماء بعلـــــــــمهم ****ضــربوا على آفاقها وتـــــقدّمــوا

 راع الطّـــغاة شـــعاعه فتــــــساءلوا****وعن المـــهالك والحتوف تكلّـــموا

في المغرب الأقصى فتى من عــزمه****نبع الـــكفاح المستـميت الملــهم

 قد جاء ســــيفا كي يــــحرّر قومــــه****ويـــزيــل عـــــن أوطـــانه ما يؤلم

حنّ الحسام لقبــضتيه وحــــــمحمت****خــــيل تصاول في الحروب وتـفهم

 نادى بأحــــــــــرار الرجال  فــــــقرّبوا****مهــجا تمــــــوت وراءه وتـــــهاجم

 لهجـــــــت قلوب بالذي صــــــنعت يد****ظـلّت لجرح المســـلمين تبلـــسم

وحمت عزيزا لا يــــــــــــقرّ، وأمّــــنت****حرّا يقاسي ما استـــــباح الأعجــم

هومن رواسي المـــــــجد إلاّ أنّــــــــه****في السّـــلم راوغه العدوّ المــــعلم

رجل رأى شـــــــــرّا،فـــفادى قومـــه****وأحــــسّ عــــادية فكان الأكـــــرم

ظــــلموا هـــــــــــواه وما أحــبّ بلاده**** إلاّ مـــــــحبّة من يحــــبّ ويـــــغرم

                     مــحـمـد  الـــد بلـــي  الــــفــاطـــمــي



  

                  

lundi 8 juillet 2013

هـــــــــــــذا الـــــــــنداء إلى الــــوزير مــــــوجّــــــــه

    هذا النداء إلى الوزير موجّه

 ألظلم يرهق والتــــسلط يقـــمع****والمرء بيــــــنهما ذليـــــــل طــيّع

 يتواثبـــــــان وراء كل ضــــــــحية****هذا يحاصرها وهــــــــذا يــصرع

 والغشّ فاعلم والنفاق كلاهـــــــما**** أحلامنا بهما تـــغرّ فـــتــــــطمع

 لا يستوي خاوي نــجـــــــوم آفل**** والبدر منــــــبلجا إذا ما يـطــــــلع

جلدت فلــــــــول الفاسدين طباعنا****ومضــت بخـــبـث ضلالها تتـــفرّع

وإذا الشّوائب والعـــــيوب تناسلت **** ألفــــــيت كلّ وســــــيلة لا تـنفع

إنّــي كرهت بأن أكون مدرّسا****يرشو المــــــفتّش بالــحـــــطام ويخدع

ورأيت أن لا أستجــــــــــيب لواقع**** أملاه نـــــــــهج بالنّدوب مـــــبرقع

 نهج يــغــــــــــــير كلّ حـــين بدلة****وبمنطق الـفهم العــــــقيم يرقّع

 نهج أســـاء إلى المدارس بعدما**** ترك العــيوب طلـيقة تتـــــــسـكّع  

 وأذاقها الغــــــشّ الذي في طعمه****وجــد الصغار ضلالهم فتــــشبّعوا 

  ألفوا التـّـلاعب والرّواغ فأصبحوا**** كالمدمنـــــــــين علاجهم لا يـــنفع 

منــــحت لهم رتب تناقض كسبهم****وإذا اطّلعت على الخـــفيّ ستفزع  

نزف الخمول ميولهم ومضى بهــــم****متبرجا خلف السّـفا يتــــــــسكّع 

لا يصبح الولد الغليّم مــــــــــــبدعا ****حتّى يلقّــــنه اللّبـــــيب الـمـبدع

 تبّا لتنشئة أصيـــــــــــب قوامها ****بالغشّ تدعمه الرّشى وتـــــشجع

 تصفو الحـــــــــــياة كهذه لمغفّل****عــمّا مـــضى منها وما يــــــتوقّع

ولمن يضلّل في الحقائق نفــــــسه****ويقودها نـــحو المحال فـتطـــمع

فلئن بها بسط الفساد أكفّـــــــــــــه**** إنّــي بنـكسة  أمّتي لمـــفجّـــع

 قيم مسفّهة تـــشاكس بعـــضها****ومــــقاربات جلّــــــها لا يــــــنفــع

 وتوقّــــعات  كالهـواء تــبخّرت****وتوجّـــهات بالهـــــــــــراء تــجــــعــجع

 خطــط وإن كثرت قلـــــيل نفعها****ومناهـــــــــج في الـتّرّهـــات ترقّـع

قبــحا لنــــهج قد أضــلّ صغارنا****واضاع منـهم ما يـــفيد ويـــــــــنـــفع

تركت فـضائحه المدارس عرضـة**** لبذور غشّ في الطّـــــــــــبائع يزرع

ما كان يقـــــــــبل أن نعلّـم ولـــدنا****ما ليس يسعد في الحياة وينـــــفع

جمـــــد المــداد على شــــبا أقلامنا****فصريرها نوح ولـــــــحن مفــجع

يأبى اللّـــسان بأن يضــــلّ مكمّـــما**** أبدا ويــكتم ما جــناه الأوكـــــــع

 ولقد رفـــــعت إلى الوزير شكايتي****وأنا إلى عـين النّـــهى أتــــــــطلّع

ســـــدّت عليّ مسالكي ومذاهبي ****والجور أرهـقني ولا من يســـــمع

إنّي أرى أنّ البـــكاء سفاهـــــــة****ولــسوف يولع بالـبكا من يفـــــــــجع

والعين متـــعبة كأنّ جـــــــــفونها****كحلت بشوك فـــهي عور تدمـــــــع

هذا النـــــداء إلى الوزير موجّــــه****وإليه نـظم قـصــــــــــيدتي يتـــضرّع

 فلأيّ قــسم في الوزارة أهـــتدي؟****ومن الذي سـيدلّني ما أصــــــــنع؟


ضاق الخنــــاق فجــئت نحوك شاكيا****إن كان رأيك في البلاء سيــــــنفع


محمد الدبلي الفاطمي







dimanche 7 juillet 2013

الحرية شمس يجب أن تشرق في كل نفس

قال أمير المومنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه:متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحرارا.ذلك أنّ الحرية تكتسي أهمية بالغة في حياة الإنسان ماضيا،وحاضرا،ومستقبلا،ولولا الحرية لكنّا كالبهائم .والحرية شمس يجب أن تشرق في كل نفس،فمن عاش محروما منها عاش في ظلمة حالكة أوّلها ظلمة رحم الأمّ وآخرها ظلمة القبر.فكلما اتّسعت آفاق التفكير لدى الإنسان،كلّما ازدادت مساحة التحرّر لديه اتّساعا،والعكس صحيح مع الأسف.وفي هذا السياق، نلاحظ اليوم أن الشعوب بدأت تصحو على وقع التحولات المتسارعة في الزمان المكان،سيّما أن وسائل الاتصال والتواصل أصبحت في متناول الجميع تقريبا،الأمر الذي سرّع   بانسياب هذه التحولات،بالرّغم  من كل المحاولات الهادفة إلى إيقاف هذا الانسياب  في توالي الأحداث.
 أكيد أنّ أنظمة البطش والتسلط لم تدرك بعد حقيقة ما يجري تحت أقدامها،أولربّما ترى غير الذي يراه غيرها.وفي كل الأحوال إذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة،وما سقوط نظام تلو الآخرإلاّ دليل قاطع على أنّ النار انتشرت في الهشيم،وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها،وأن شمس الحرية ستشرق في النفوس التّوّاقة إلى العدالة والمساواة.قال أبو القاسم الشّابي في قصيدته إرادة الحياة:

   إذا الشعب يوما أراد الحياة         فلا بدّ أن يستجيب القدر
  ولا بدّ للّــيل أن ينـــــــجلي         ولا بدّ للقيد أن يــــنكسر
 ومن لم يعانقه شوق الحياة         تبــــخّر في جوّها واندثر
 كذلك قالت لي الكائــــــنات         وحدّثني روحها المـــستتر   

            محمد   الدبلي   الفاطمي

لماذا التزمت الدوائر الرسمية في وزارة التربية الوطنية بالمغرب الصمت إزاء تفشي الغشّ والرشوة في مؤسساتها؟

 لم يعد من المقبول السكوت عمّا يمارس من ابتزازات وتهديدات ،في حقّ بعض نساء  ورجالات أسرة التربية الوطنية الذين رفضوا،وبصفة قاطعة،خضوعهم لإملاءات ،من  قبيل الإرشاء بهدف الترقية أو الانتقال،أو التعيين في نيابة من النيابات ،أوفي جهة  من الجهات .وهذه التصرفات اللّاتربوية أضرّت بالمنظومة التربوية وجعلتها عاجزة عن القيام بوظيفتها الطبيعية ،بعد أن نخر الغشّ أعمدتها،ومسخت الرشوة طبائع  الساهرين على سلامتها.وتحت تأثير تداعيات هذه الأمراض الاجتماعية،تحولت  المدارس،في معظمها،إلى مجموعة من الاصطبلات التى تترك فيها البهائم تحت حراسة راع لاحول له ولاقوة.وهؤلاء الصغار الذين يأتون إلى المدارس بهدف التنشئة والتكوين ،يجدون أنفسهم مكرهين على الانصياع لأوامرمدرّسيهم حتى ولو كانت منحرفة عن الصواب.

من هنا يتضح حجم الكارثة التي تلاحق السواد الأعظم من صغارنا.فهم،من جهة يزدادون غرقا في متاهات الجهل والتضليل،ومن جهة أخرى يواجهون مستقبلا غامضا بسبب تكوينهم المرقّع والذي يفتقر في الغالب من الأحيان إلى أبسط مقومات ما نسمّيه عادة بالتكوين.ومردّ ذلك عائد،بالدرجة الأولى،إلى الإهمال الفظيع الذي مورس في حق المتعلمين والمتعلمات،من خلال تلقينهم أساليب الغشّ والإرشاء عمليا.والحقّ أقول:إنني، كمدرس في السلك الإبتدائي،شاهدت عشرات المرات مدرّسين يمارسون الغشّ في اختبارات الترقية،وعلى مرأى من الأساتذة المراقبين.وصدق الشاعر العربي حين قال:

            إذا كان ربّ البيت بالدّفّ مولعا         فلا تلومنّ الصغار إن هم رقصوا

                      محمد  الدبلي   الفاطمي       

الإستقلاليون الشباطيون الجدد بالدريوشتى

الاستقلاليون الشباطيون بالدريوش

 بعد أن غيّرحزب الإستقلال من نهجه في اختيار أمينه العام ،وانتقل إلى اعتماد  صناديق الإقتراع بدل التوافق لتحقيق هذه الغاية النبيلة،تحوّل ،بفعل هذا الإختيار،إلى حزب  يؤمن بالديمقراطية ويمارسها قولا وعملا.ولولا هذا التحول المفعم بالجرأة،ما كان للسيّد الأمين العام حميد شباط أن يتبوأ هذه المرتبة على رأس هذا الحزب العريق.وأكيد أن المواقف  الأخيرة للاستقلاليين حول عدم قدرة الحكومة على الأخذ بزمام المبادرة، والشروع  في إيجاد قوانين تنظيمية لمواد الدستور الجديد،أعطى صورة واقعية عن التحولات  التي عرفها حزب الاستقلال.وما جولات الأمين العام الحالي عبر الأقاليم والجهات في المملكة والحشود التي تستقبله، أينما حلّ،وحيثما ارتحل،إلاّ دليلا دامغا على مصداقية  هذا الزّعيم الجديد ،وعزمه الراسخ،وثقته بالاختيارات الديمقراطية التي نصّت عليها  مواد،ومقتضيات دستورنا الجديد.وعلى ضوء هذه المستجدّات،قرّرت مجموعة من المواطنين بالدريوش الانخراط في هذا الحزب العتيد،معتبرين أنفسهم جنودا مجندين وراء اختيارات هذا الزعيم الجديد لحزب الاستقلال.ومعلوم أن هذه المجموعة قد انطلقت في شرح أسباب استقالة حزب الاستقلال من الائتلاف الحكومي لحكومة بنكيران،بعد أن تبيّن للسيد الأمين العام حميد شباط أنّ هذه الحكومة لم تلتزم في صناعة قراراتها بالتشاور مع شركائها في الائتلاف.وقد رحّب السواد الأعظم من مواطني مدينة الدريوش بموقف حزب الاستقلال،واعتبروه تجاوبا مع طموحات ،وتطلعات الشعب المغربي.ورحم الله الزعيم علال الفاسي حين قال:

         كلّ الصّعاب على الشّباب تهون        هكذا هــــمم الرّجال تــــكون

إنّ جنود حزب الاستقلال الجدد بالدريوش مصرّّون على مؤازرة الأمين العام  والوقوف خلفه كالبنيان المرصوص بغية تمكين هذا الحزب العتيد من غرس الديمقراطيةالعملية في هذا البلد  ونشر أسباب التنمية عبر تخليق الحياة السياسية وإعداد قوانين تنظيمية بهدف تنزيل بنود الدستور الجديد الذي عجزت عن تصريفه الجكومة الحالية والتي تخلّت عن صلاحياتها الواردة في مواد دستورنا الجديد ممّا شكّل انحرافا للعمل الحكومي وخرقا لهذا الدستور الفتي.



                                                        محمد    الدبلي    الفاطمي