jeudi 30 juillet 2015

رأيت عيونها فصحت عيوني

رأيت عيونها فصحت عيوني
دعيني في الظّلام مع القـمر***فنوره في الفؤاد قد انتـــشر
دعيني أستريح فإنّ قلبـــــي***تعلّق بالقــــــــــــضاء وبالقدر
وفي خلدي تغازلني الأماني***فأحلم أنّنـــــــــي قرب القمر
عشقت الملهمات من العذارى***كأنّ العشق أوهبني البصر
رأيت البدر فانقشعت عيوني***وكان البدر من جنس البــشر
////
سألت اللّيل عن وجع الغرام***وعن قلب تفـــــــــطّر بالكلام
لعلّه إن أحسّ بسوء حالي***سقاني بالشّـــــفاء من الوئام
كواني بالحنين لهيب حبّ***وكبّــــــــــلني التّشوّق بالغرام
فما لي حيلة تنجي فؤادي***وقد غرق المـــتيّم في الزّحام
وخلف اللّيل تختبئ المآسي***كأنّ اللّيل يسكن في الظّلام
////
نظرت إلى البهاء فحار عقلي***وقد دهش الفؤاد فثار قبـــلي
رأيت عيونها فصحت عيوني***وشعّ الحسن في فلك التّجلّي
كشمس بالمحاسن قد أضاءت***فأبهر نورها ظلماء جهــلي
أبائعة العطـــــ،ور أريد عطرا***يعطّر نشــــــأتي ويزيل ويــلي
فأنت النّور في خلدي وعشقي***وأنت الغيث في أحياء أهلي
////
أفكّر في الصّباح وفي المساء***وما يئــــس الفؤاد من الرّجاء
أراقب عودة الحــــــسناء دوما***وأبحث في الغرام عن الشّفاء
وداء العشق جرّعني المآسي***ولم أعـــثر على وصـف الدّواء
كأنّي في الهوى أصبحت قيسا***وليـــــلى لا تفكّر في بلائي
وفي بحر العيون غرقت دهرا***فصـــــــرت متيّما بهوى النّساء
////
جميل أن تحـــــبّ الورد حبّا***وأن تســـــعى له جسدا وقلبا
فحبّ القلب يمنحك ارتياحا***وصدرا بالوداد يظــــــــــــلّ رحبا
ومن فقد المحبّة صار وحشا***كأنّه في الورى قد صـــــار ضبّا
يسيئ إلى العباد ولا يبالي***ويصرخ بينـــــــــهم شتما وسبّا
فما عرف المودّة قلب باغ***ولا بلغ الهـــــــــــدى من كان ذئبا
محمد الدبلي الفاطمي

وعن عرب الخليج حكى النّساء

شعوب نحن أم نحن العبيد؟
بئيس أنت يا وطن العــــــــــجب***أيا وطنا يعيـــــــــــش بلا نسب
سقطت إلى الحضيض بفعل غيّ***غزا التّفكير فانتـــــشر الشّغب
ومزّقك الصّــــراع على الكراسي***بضرب النّار فاشـــــتعل الحطب
وقهقهت البــــــنادق في بلادي***فأزهر من عواصـــــفها الغــضب
وفي أسواقنا اجتمع السّكارى***لعصـــــــــر الخمر من حبّ العنب
////
وعن عرب الخليج حكى النّساء***وكان الرّقص يصـــــحبه الغــــناء
وفي الغرف المكيّفة اســــتعدّت***صغار المومسات وهــنّ شاءوا
وجاء الفاسقون وهــــــــم عراة***وبين الخصيتــــــين هوى الحـياء
وأمّا حين تختــــــــــتم اللّيالي***فإنّ غدا يقـــــــــــــال لهم لقـــاء
وفي وطن العروبة ضلّ أهلي***وهــبّ الويل فاخـــــــــــتنق الوفاء
////
متى كنّا نعيش على الدّعاره؟***متى كنّا نتــاجر في القــــــذاره؟
هل الأسلاف كانوا فاسدين؟***أم العملاء أضــــحوا في الصّــداره؟
بكت على وطني دمعا عيوني***وشاب الرّأس في جوف الخساره
أفكّر في السّــــؤال بلا جواب****ويؤلمني الحديث عن الحــــضاره
وعن عرب الجزيرة حين كانوا***فلاسفة الـــــثّقافة والتّـــــــــجاره
////
تصاعد في تحاورنا النّــــــباح***وحمّ الجهل فاشتـــــــــبك النّطاح
وقهـــقه كلّ من شهد العراك***وبين الحاضرين علا الصّــــــــــياح
طغى التّدجين في وطني وأمسى***بأمّتنا التّســــــــلّط يستباح
وأفرزت العقــــــول كلاب عصر***يؤازرهم على العــــــــــمل النّباح
وإن وجدوا النباح بدا عجوزا***تحرّك نحو هبّـــــــتنا السّـــــــــــلاح
////
أرى عربا سماسرة وحوشا***وفي نزواتهم فاقوا الجـــــــــــحوشا
تجاوز جهلهم جهل الضّباع***ومن غوغائهم صــــــــــنعوا الجيوشا
كأنّ الحاكمين لهم حقوق***بمقتـــــــــــــــضياتها ابتكروا النّعوشا
وليس لنا على الأقدار حول***ومن حكّامنا نخشـــــــــى القروشا
فكيف سيرحل الطّاغوث عنّا***وقد فاق الغــــــــــــوائل والوحوشا؟
////
شعوب نحن أم نحن العبيد؟***لماذا نحن جمّـــــــــــــــــدنا الجليد؟
لماذا نحن كالغربان صـــــرنا***نقـــــــــــــــلّد في الحياة ولا نريد؟
يحيّرني التّرقّب عند أهلي***وقهـــــــــــر النّاس في وطني يزيد
نعيش على التّقوقع والتّردّي***ويحكمنا التّـــــــــــــسلّط والوعيـد
وهذا حال أهلي في بلادي***فأين هو التّـــــــــــــقدّم والـــجديد؟

                               ////
ألا يا حاكم الأوطـــــان فينا***تذكّر وعد ربّ العالمــــــــــــــــــــينا
فقد وعد الرّقيب المجرمين***بنار تحرق البشر المــــــــــــــشينا
وهيّأ جـــنّة الفردوس أجرا***لمن كانوا رجالا صالــــــــــــــــــحينا
فهيّا يا شباب المـــــــــــــسلمين***لنرقى بالهـــــــــدى أدبا وديــــــــــــــــــــنا
وإن أنتم لأنفســـــــــــــكم أسأتم***فما من ناصر للظّالميـــــــــــــــــــــــــــــنا
محمد الدبلي الفاطمي

ألا يا أمّة القرآن قومي

ألا يا أمّــــــة القــــــرآن قــــــــومي...
سأكنس ما أثير من الغبار***وأقتــــــحم الحواجز في الحــــــصار
سأركب أحرف الإعصار شعرا***لأبحث في الظّلام عن النّـــــــهار
أقلّب نظرتي في عيش قوم***تبدّد مجــــــــدهم مثل البــــــخار
وبال على النّبوغ رعاع أهلي***فساد الظّلم في وسط الصّـــــغار
ولست بتارك قلمي يتيما***ولو أضحى الحـــــــــمار من الكـــــبار
////
ألا يا أمّة القرآن قومي***وهبّي بالنّـــــــــهوض على الخـــــصوم
بحوزتك الكتاب أنار كونا***وبيّـــــــــــــــــن ما يفيد من الــــــعلوم
وحثّ على القراءة كلّ شخص***يريد بأن يرى قبـــس النّـــــجوم
فلا تكسل فإنّ العلم نور***وجهل النّاس أشــــــبه بالسّـــــــموم
ومن فقد الإنارة عاش أعمى***وأصبح لقمة لأســــــى الهـــموم
////
أرى الغوغاء في وطني كلابا***ومــــــن أطفالهم صنـــــعوا الذّئابا
تراهم يلهثون وراء عيش***تلـــــــــــطّخ بالرّشى فبـــــــدا سرابا
حزنت لعيشهم ويئست منهم***وقد أضــحوا بموطنــــــــهم ذبابا
تزندقت الضّمائر في بلادي***ببيع الصّـــــــــوت وانتخـــــبوا الكلابا
سماسرة الفساد طغوا علينا***وما فعلـــــــوه يعتـــــــــبر انتـخابا
////
تعبت من التّرقّب في الصّلاح***ومن خطب تعـــدّ من النّبــــــــــاح
أساء لنا التّلاعب في بلادي***وزغردت المــــفاسد بالنّـــــــــــكاح
وما من مصلح إلاّ وأمسى***سجيــــــنا أو شهيدا بالسّـــــــــــلاح
فكيف سننزع الأوهام منّا؟***وكيف سنستعيد هــــــــــدى الفلاح؟
تأمّل ما يروّج فـــــــي بلادي***ستدرك أنّنا ضــــــــــــدّ الصّـــــــلاح
////
نسمّي أهلنا بالمسلمينا***وهم فقدوا النّــــهى أدبا وديـــــــــــــنا
تراهم في المساجد كلّ يوم***فتحــــسبهم رجالا مؤمـــــــــــــنينا
وما هم في الرّجال سوى قشور***ومن فقد الهدى ارتكب المشينا
يريدون النّعيــــــــم بلا اجتهاد***ولا صدق يكون لهم معــــــــــــــينا
ولو علــــــموا لما ظلّوا ضعافا***وذكر الله علّــــــــــــــــــــمنا المبينا
////
أخي عصفت بنا قيم الحيل***وضاق العيـــــــــــش في كنف الوجل
يدور النّاس في فلك المقاهي***ولا أمل هــــــــــــــــناك ولا عمل
ويدفهنا التّــــــــــسلّط نحو ليل ***به الظّــــــــــــلماء تنتزع المقل
كأنّ النّاس في بلدي نعجا***يسوس قطيعها الكبش البــــــــــطل
وخوف الخلق شرّ مستطير***به الأعــــــــــــــراب قد عبدت هبل
////
لماذا القدس صادرها اليهود؟***وهل دفعت لأمّــــــــــــتنا النّقود؟
بكم بعنا المساجد والقبور؟***وأين هي الخرائط والحــــــــــــدود؟
سألت تانّاس عن وطني فقالوا***مكانـــــــــه ها هنا وهنا القرود
وفي أرض السّلام أضاع أهلي***لسان الشّــــرق فانتصر اليهـــود
وها نحن انهزمنا فانبطحنا***وقد كثرت بأمّتنا القيـــــــــــــــــــــود
محمد الدبلي الفاطمي

وما ليلى سوى أمل جميل

وما ليلى سوى أمل جميل
أريدك فوق صدري أن تنامي***فصدري قد تشـــــبّع بالغــــرام
أريدك أن تنامي فوق صدري***لأنعـــم باللّــــــذيذ من الوئـــام
فنومك فوق صدري فيه سحر***وفيه العشق ينــــقش بالكلام
أتت من تونس الخضراء ليلى***تفتّش في الوجود عـــن الكرام
وما ليلى سوى أمل جميل***وبدر فـــــــــــي مقارعة الظّـــلام
////
ألا ياخولة الصّحراء عودي***فأنت حمامتــــــي ومنى وجــــودي
وليلى في العروبة مثل تاج***ترصّع بالجــــــــــــــواهــــر والورود
عيون كالزّبرجد مشـــــرقات***ووجـــــــــــــه قد تنوّر بالخــــدود
تهرول نحو جارتها كطيف***تلطّف في الخطى فهوى صمـــودي
وفي ليلى رأيت الشّمس ليلا***وقد بهت العديد من الشّـــهود
////
أرى الشّحرور من وسط البوادي***يغرّد في الحـــواضر والنّوادي
روى الأشعار فانتبه الأهالي***وأوقظت المـــشاعر في الجـماد
تغنّى بالحــــياة مع العذارى***وشقـــشق بالفـــلاح وبالرّشــاد
وبالإلهام أخبرنا فقــــــــمنا***لنبــــــدع ما تجـــــــود به الأيادي
فما الإبداع إلاّ فنّ عقــــل***تســـــــلّح بالحــــديث من العـــتاد
////
بهاء الذّهن تكشفه الحروف***وتســـــهم في تعلّــــمه الظّروف
ترانا في المدارس كلّ يوم***ومن أفكارنا تجـــــــنى القـــــطوف
نفتّش في التّعلّم عن عطور***بطيب العطر تعـــــشــقها الأنوف
وما أدري لماذا بيت شعري***تشـــــجّعه بصــــفــــحتنا الألوف؟
لعلّ الضّاد قد فتح المآقي***فبانت في تفوّقهـــــــا الحـــــــروف
////
تعبت من التّأمّل في انتسابي***ولم أضع التّخلّف في الحسـاب
نشأت بأسرتي طفلا يتيما***بفعل تحمّـــــــــــــلي ألم العــقاب
وكنت أظلّ أبكي طول ليلي***لأنّي ما اســــترحت من العــذاب
وجدت طفولتي في الحبس لمّا***ربطـــــت مع البهائم والكلاب
ألا عودي فأهل الشّرق ضاعوا***وتاهوا في الكثيف من الضّـباب
////
أرى الأيّام تســــــــــجد للقدر***ولا أدري متى يأتي القـــــــمر
وتتعبــــــــني مقاومة اللّيالي***وفي جســـــدي تعدّدت الحفر
وأعلــــــــم أنّني في كلّ يوم***يقرّبني الزّمان من السّــــــــفر
وأعلم أنّ شعري صار لحدا***وأنّ الله يصــــــــــــــــــفح إن غفر
فلا تيأس من الرّحمان حتّى***ولو كنت الشّــــــقيّ من البشر
محمد الدبلي الفاطمي

تراقبنا الجزيرة من قطر

تراقبنا الجزيرة من قطر
غزا أهلي الصّهاينة الذّئاب***يؤازر غزوهــــــــــم عرب كــــــــــــلاب
مدافعـــــــهم يحرّكها وقود***أمات النّاس فانتـــــــــــشر الخــــــراب
وولولت النّساء بكلّ بــيت***وفي الوطن الــجـــــــريح عــوى الذئاب
صهاينة اليهود غزوا بجيش***وبالإرهاب قــد جثـــــــم الـــــــسّراب
نسالمهم وهم أصلا قرود***وفي الأوغاد ينــــعدم الصّــــــــــــــواب
////
لماذا نحن يرهــــبنا اليهود؟***ويرعبنا الـــــــــتّوحّـــــــــد والصّــمود؟
نخاف الموت والجـــلاّد آت***وسيف النّــــــــصر أبدعــــــه الجــــدود
نرى بطش اليهود ولا نبالي***وبالأوهــــــــام تأســـــــــرنا القيــــود
كأنّ الخــــوف علّفنا شعيرا***وقـــــتل النّاس يصنـــــــــعه الوقــــود
ومن خاف المعارك والمــنايا***تبوّل فوق صهــــوتــــــــه القــــــــرود
////
أنا الضّـــــاد تعرفني العصور***بحـــــــبّ قراءتي تــــــــحيا الصّــــدور
أنا القلم الذي أغــــناه ربّي***به الآيات تعشــــــقها السّـــــــــــطور
سأسعد حين ينهض فكر أهلي***وتزهر في شواطئــنا البـــــــــحور
وتطربنا عصــــــــافير البوادي***فتسعد في مساكنــــــها الطّيــــــور
////
سأبحث في الجحور عن الأفاعي***وأبدع في التّصرّف والمــساعي
سأرعى في الحــضارة فقه علم***به الأفــكار تزهر في المـــراعي
وأرعى النّور من شمس أضاءت***ونور الشمس يعرفه اســــتماعي
ألا يا مبدع الأفكار مــــــــهلا***فشعر القلب قد فرض انــــــصـياعي
إذا القلب اســــتبدّ به التّحدّي***رمـى بالنّفــس في وسط الــسّباع
////
رأيت المسجد الأقصى مصابا***وأهــــل الشّرق قد ثمـــــــلوا شرابا
بساحته اليهود أتوا نهـــــــارا***وقد حــــــرقوا المنـــــــــابر والكــتابا
بكت أمّ المدائن حين جاءوا***وســــال الدّمـــع فاخــــــــــترق التّرابا
وعمّ القدس شرّ مســـــتطير***وشرّ الغــــــزو قد تــرك الــــــــخرابا
صهاينة اليهود غزوا بلادي***وفــــــــي أوطاننا زرعـــــــــــــوا الذّئابا
                               ////
تراقبــــــنا الجزيرة من قطر***فتــــــــــــــــــأتي بالأدلّة والــــــخبر
وقد فضحت عروبتـــنا بجدّ***وعرّت عن عبودية البــــــــــــــــــشر
ألم تر أنّ أمّتنا استـــبدّت***فحوّلت العبـــــــــــــــــــــاد إلى حجر
بها الحكّام قد حكموا قرونا***ومن أحكامهم صنــــــــــــــعوا القدر
وباعونا قطــــيعا في زمان***به الإنسان أبدع فانتـــــــــــــــــــصر
محمد الدبلي الفاطمي