dimanche 27 septembre 2015

وقد ضاع اللّسان مع النّسب

أرى الجهّال فوق العلم بالوا
مهان أنت في وطن العرب***كأنّك قد غدوت من الحــــــطب
تعيش مع القبور وأنت حيّ***وقد ضاع اللّسان مع النّـــسب
قضيت العمر في قبو التّمنّي***وترغب في النّهوض بلا سبب
ألم تر كيف أنّ العلم رقّى***شعوبا بالتّـــــــــــــــــعلّم والأدب؟
وألقى الجهل بالأوباش خلفا***وذلك ما تجـــــــسّد في العرب
////
نعيش كما اليتامى في بلادي***ونكره أن نعـــــود إلى الرّشاد
نرى التّغيير شرّا مستطيرا***ونقنع بالتّســــــــــــــلّط والفساد
ونحلم بالتّقدّم دون جدوى***وقد غرق النّواطر في الكــــــساد
وبالتّسويف نختم كلّ أمر***كأنّ النّهب أفضـــــــــــــــــل للعباد
تغيّر كلّ شيئ في بلادي***إلى نحو يقود إلى السّـــــــــــواد
////
أضعنا بيت قدس المسلمينا***وصادرنا الحقـــــــــيقة أجمعينا
رضينا بالمــــــذلّة في زمان***به الإنسان قد صنـــــــع الثّمينا
نراوغ كالثّعــــــالب كلّ يوم***ونكذب كي نســــوس الكادحينا
وما بعث التّقدّم بالتّمنّي***ولا التّغــــــــــــــــيير درب القانعينا
فقاوم ما استطعت رغاغ عصر***أرادوا مســــــــــخنا أدبا ودينا
////
صهاينة اليهـــــــود طغوا كثيرا***وما تركوا الكبير ولا الصـــــغيرا
يعاملنا اليهــــــــود بكل عنف***كأنّ النّاس قد أضحوا حـــــميرا
ونخشى أن نواجهـــهم لكيلا***نكون لنارهم حطــــــــبا يسيرا
وكم من هجمة تركت وراها***ضحايا جلّهم لمسوا السّـــــعيرا
فيا عرب العمائم أين أنتم؟***فبيت القدس قد أضــــحى أسيرا
////
أرى الأقصى يصول به اليهود***كأنّهم الأشاوس والأســـــــــود
ونحن نسالم الطّاغوت دوما***لأنّ الرّعب تحمــــــــــــله الرّدود
تعبنا من مهادنة الأعادي***وقهــــــــــــــــقرنا التّوهّم والجحود
وليس لعقـــمنا والله حلّ***وقد نقضـــــــــــــــــت بأمّتنا العهود
سقطنا كالبهائم في كمين***فشاب الرأس واخـــــــتنق الولود
////
نسير مع الخراب إلى الخطر***ونتّهم القضـــــــــــــــاء مع القدر
ألم تر كيف أصبحنا جمادا***كأنّ رؤوســـــــــــنا أضحــــت حـجر؟
نبيع نفوسنا بيـــعا رخيصا***ونزعـم أنّنا خــــير البــــــــــــــــشر
ومن خلف القناع نسوس شعبا***تدجّن فاستبدّ به الغــــــــــجر
وأسقطنا التّخلّف في حضيض***فأصبـــــــــــــحنا أمّة مثل البقر
                                   ///
أرى الجهّال فوق العلم بالوا***وفـــــــــــــي أوطاننا صالوا وجالوا
تجاوز غيّهم ســقف التّدنّي***وجهل النّاس غــــــــــشّ واحتيال
كأنّ الغشّ أرضعنا ســـموما***من التّزوير فانتـــــــــــــشر الوبال
أسائل عنه منــــتظرا جوابا***وتحت النّير قد ســــــقط السّـؤال
وهذا أشرس الأغــوال فتكا***بشرّه سوف يحــــــــــصدنا الزّوال
محمد الدبلي الفاطمي

درست السّحل في أدب السّجون

درست السّحل في أدب السّجون
بنشر الوعي يتّسع المجال***فيــــولد في ثقــــــــافتـــــنا الرّجـــــال
ويحيا الملهمون بكلّ قطر***حياة تستــــــــــــــــــقيم بها الخــــــصال
فنبدع بالقرائح كلّ خلق***وفــــــي أوطانــــــنا يحــــلو المـــــــــــــآل
وأمّا الآن فالإنسان أضحى***ضعـــيفا قد ألــــمّ به الهــــــــــــــــــزال
كأنّ شعوبنا نامت فبالت***وفي أحــــيائها كثـــــــــــــر السّــــــــعال
////
لماذا نحن نبدع في الحيل***ونؤمن بالخـــــــــــــــــــــــداع والدّجل؟
هل القيم استبدّ بها التّدنّي؟***أم البلداء قد قـــــــــــــــتلوا الأمل؟
أجيبوني عن سؤالي لو سمحتم***فقد كثر الكلام بلا عــــــــــمل
أراكم نائمين ولست أدري***أهذا حالكــــــــم أم ذا كســــــــــــل؟
تقهقرتم واستكنم فانهزمتم***ولا أدري متـــــــــــــــى يأتي الأجل
////
حرام أن نعيش على الشعير***ونصبر للأذى صبــــر الحــــــــــــــمير
ألم تر كيف أصبحنا شعوبا***تقاد مع الوحــــوش إلى السّــــــــــعير؟
تجمّد سعينا في كلّ حقل***وأمسى الكادحون علـــى الشّــــــفير
وصار الفقر مشتملا علينا***كأنّ الفــــــــــــــــقر أفضـــل للأجيــــــر
وعند النّوم تنهزم الأماني***فنكثر في الشّـــهـــيق وفي الزّفيـــــــر
////
بكلّية السّجون قرأت درسي***وتحت النّائبات كســــرت رأســـــــي
شربت المرّ من غضب اللّيالي***وضاق الصّدر من مأساة حبســـي
وكنت أرى التّسلّط في حياتي***يحاصر جرعتي فتضيق نفســـــي
وتلك دروسهم في السّجن كانت***وعـــــبر سرابها يزداد بأســـــي
وأذكر أنّنــــــــــــــي في كلّ يوم***أسافر في المآسي عند أمسي
////
بنشر الوعي تنتصر الشّعوب***ومن هــــــــــــــفواتها تصحو القلوب
تدجّنت النّفوس على التّدنّي***وفي شرك الشّمال هوى الجــنوب
وعربد غيّــــــــنا في كلّ فعل***فشاعت في مســــــــالكنا العيوب
كأنّ شعوبنا فقــــدت هداها***فخاف النّاس وانطـــــــــــلق الهروب
وفي أوطاننا تجري المآسي***وشمس المـــــــــجد أدركها الغروب
////
سئمت العيش في وطن الخراب***وقد بيع القــــــطيع إلى الذّئاب
وأسفرت النّـــــــــــتائج عن بلاء***به الأوهام تسقط في السّــراب
وســــيق الكادحون وهم رقود***إلى عــــــــصر تنوّع في الخـــطاب
وليس بصحّ عند النّاس شيئ***وهم سئموا التّلاعب في الحساب
كذلك يستــــحيل مع التّدنّي***تقــــــــــــــدّم من تعثّر في الكتاب
////
سيسمع صرختي البشر اللّبيب***فيدرك أنّني رجل غـــــــــــريب
أصبت بنكسة في قعر سجن***وتحت عمامتي اشتعل المــشيب
قضيت عقوبة من دون ذنب***فأحرقني التّســــــــــــــــلّط واللّهيب
وكان الدّرس في حبسي عسيرا***فما نفع البكاء ولا النّــــــــحيب
وفي زنزانتي أمضيت تسعا***من السّنــــــــــــــوات دوّنها الرّقيب
////
درست السّحل في أدب السّجون***وكنت كمن تعلّـــــــم بالجنون
شربت المرّ من خبب اللّيالي***فعشت مكبّلا بأذى السّـــــــجون
أصارع في النّهار ظنون نفسي***وفي الظّلماء ترعبــــني ظنوني
تكسّرت المآسي فوق رأسي***وفاض الدّمع فانتفــخت جفوني
وكان الله فـــي عوني كريما***فمرّ البأس وانفتــــــــحت عيوني
محمد الدبلي الفاطمي

تعذّبت الأنوثة في بلادي

نتاجر في البنات وفي النّساء
أتتني فكرة شغلت خيالي***وكان ولوجها صــــــــعب المـنال
أطلّت من وراء الكون فجرا***فـــــــنوّرت البــــطاح مع الجـبال
شعاع بهائها وجه جميل***وشــــــعر كالسّــواد من اللّيـالي
وثغر عطّر الشّفتين سحرا***فأبدعتا الرّفيــــــع من الجـــمال
بنفسج عطرها زهر أصيل***تفوح به الحرائر في الخــــــصال
////
بكى القلب المتيّم بالغرام***وهاج الشّوق في بحــــر الوئام
رأيت عيونها فصحت عيوني***وأدرفت الدّمـــــوع من الكـلام
فزلزلني الفراق وتاه عقلي***وقلب المـــرء يهــــــزم بالغــرام
ألا يا زهرة التّفّاح عودي***فــعودتك اتتــــــصار للسّــــــــــلام
وكسر القيد في وطني حلال***وتركه في الأكفّ من الحــرام
////
سألت رفيقتي فبكت كثيرا***وقالت:إنّها تخشــــى المصــيرا
تشبّع قلبها بالهول خوفا***كأنّ القلـــــــب قد أضحى أســيرا
وفي أحشائها تشكو وتبكي***وتسأل ربّها أمــــــــلا يســـيرا
تضايق صدرها بالخوف جهرا***وقد أضحى الشّهيق لها زفيــرا
وما سئمت ولا في اللّيل نامت***وفي الأجواء تطمح أن تطيرا
////
نتاجر في البنات وفي النّساء***ونغتــــــــــــصب البراءة بالبغاء
تأمّل حالنا إن كنت شــــهما****ستــــــدرك حينها عظم البلاء
سقطنا في الحضيض وما انتبهنا***ولم نجد المــفيد من الدّواء
كأنّ نفوسنا انقــــــــلبت علينا***وجمّدت العــــــقول من الغباء
ترانا كالكــــــــلاب وراء أنثى***نسارع في الوصول إلى الشّقاء
////
تعذّبت الأنوثة فــــــــــي بلادي***وطالتها الكثـــير من الأيادي
يصادر حقّها ظلــــــــــما وعنفا***فتلجأ في الحياة إلى الفساد
وليس من العدالة ترك أنثــى***تعذّب في الحواضر والبـــوادي
تعدّدت المآسي واستجدّت***وساء الحال في كلّ البـــــــلاد
إذا الأنثى أهينت واستغلّت***سقطنا في السّفيه من الكساد
////
تذكّرني الأبوّة بالبــــــــنات***فأكره أن أكون من الطّـــــــــــغاة
لهنّ الحقّ في التّفكير مهما***تغيّرت العلاقة في الصّـــــــفات
تداس حقوقهنّ بلا اعتراض***وقد بيع العديد من البـــــــــــنات
فكيف سنستفيد من الأعادي***ونرقى بالنّساء وبالحـــــــياة؟
علينا أن نحرّر كلّ نفـــــــس***وننهض بالرّعاية للفـــــــــــتاة
محمد الدبلي الفاطمي

jeudi 24 septembre 2015

علا برج المفاسد في بلادي

علا برج المفاسد في بلادي
لماذا نحن نوصف بالقذاره؟***لماذا الغشّ عشّش في التّجاره؟
ألسنا من بني الإسلام دينا؟***وكنّا السّــــــابقين إلى الحضاره
تقهقر حالنا في كلّ شيئ***وساء الوضــــــــــع في قيم الإداره
وأبعدت العقول عن المزايا***فرتّبنا التّخــــــــــــــلّف في الصّداره
وها نحن انحططنا فانبطحنا***وشبّـــــــــت في ثقافتنا الخساره
////
نهبنا بيـــــت مال الكادحينا***وكنّـــــــا في الزّنــــــــاة الأوّليــــنا
تربّع فسقنا فوق العذارى***فشلّ الضّــــــــــعف روح الخلق فينا
وصادرنا العدالة من زمان***لأنّ شعوبنا تخــــــــــــــشى المبينا
وفي التّسويف أغرقنا انهزام***فدلّ على انحـــــــطاط الحاكمينا
فكيف سنستطيع بناء شخص***يغــــــــــــيّر نهـــــجنا أدبا ودينا؟
////
أتى الزّلزال من جهة الشّمال***بوحي الله في وســـــط اللّيالي
وأرعبت النّــــــفوس بهزّ أرض***يحرّكها المــــــــهيمن ذو الجلال
أتانا في النّــــهار وفي اللّيالي***ليخبرنا بصــــــــــــــاعقة الوبال
خرجنا هاربين وكلّ نفـــــــس***تحاول أن تفــــــــــــرّ من الزّوال
تصدّعت المباني فوق أهلي***ففرّ النّاس من جهة الشّـــــمال
////
رهيب أن نعــــــــيش بلا أمل***ونركع للـــــنّواطر كالهـــــــــــمل
ألم تر ما أصاب المسلمين؟***كأنّ شعوبهم تهوى الكـــــــــسل
تزايد غيّهم في كلّ قـــــــطر***ولا حلّ هــــناك ولا أجـــــــــــــل
وعطّل سيرهم فغدوا قعودا***وعاشوا في الحياة بلا عمــــــــــل
ومن فقد الكرامة مات حيّا***ومن سلك السبـــــــــيل فقد وصل
////
تضاعفت المفاسد والشّرور***وبين النّاس قد كثــــــــــــر الغرور
نسافر في الخطوب وفي المآسي***ونزعم أنّنا نحن الصّـــــقور
وإن أنت استمعت إلى الأهالي***علمـــــــت بأنّهم بشر قشور
يجسّد لغوهم لغطا عقيما***وبالتّـــــــــــــعبير تتّـــــــضح الأمور
وتلكم لعنة نزلت علينا***فمات الحـــــــــــبّ وانتـــــشر الفجور
////
علا برج المفاسد في بلادي***فحـــــــــقّق ما أراد لنا الأعادي
يزيد بنا انهـــــــيارا في زمان***تشعّ به المعارف فــــي النّوادي
ونحن كما ترى قوم ضـــعاف***نعيش على التّقلّب في الفساد
تخلّف فقــــهنا في كلّ حقل***فصـــــــرنا في الخلائق كالجراد
ومازال التّلاعب مســـــتمرّا***بشرّه فـــــــي الحواضر والبوادي
                                ////
مضينا في العصور إلى الوراء***فحطّمنا المـــــــراتب في الغباء
يعاقبنا اليهود متى أرادوا***ونضـــــــــرب في الحروب من الوراء
ألسنا قادرين على التّحدي؟***وما سبــــب اللّجوء إلى البكاء؟
غريــــــب حال قوم لو أرادوا***أتوا بالنّصر من كبد السّــــــــماء
وما أدري لعلّ الفجـــــــر آت***فننهض بالتّعــــــــــلّم في الأداء
محمد الدبلي الفاطمي

lundi 14 septembre 2015

حكى الجرمان عن وجع الأهالي

حكى الجرمان عن وجع الأهالي
أرى القطعان من نسل العرب***تســاق إلى الشّــــــمال بلا أدب
تعمّد طردها الإرهاب ظلــــما***ومن قعر البحـــــار أتى الغــضــب
رمت أمواجه الأطـــــفال لمّا***طغى الإعصار فانكــــشف النّسب
دعوني أسأل الأمـراء فيكم***لماذا أمّتـــــي تهوى الشّــــــــغب؟
لماذا نحن نتّبــــــع انحرافا***تعمّــــــــــــــــده الأباطرة العــــرب؟
////
حكى الجرمان عن وجع الأهالي***وعن غضب النّساء مع الرّجال
تشتّت شملهم في الغرب لمّا***تلوّثت الضّـــــــمائر في الخصال
وجامعة العروبة في سبات***كأنّ النّاس من جنــــــــــس البغال
سيهرب من تبقّى كلّ يوم***سواء في النّهـــــــــــــار أو اللّيالي
وبعد غد سنحصد ما زرعنا***فندرك حينها ســــــــــــــوء الفعال
////
أرى أهلي كأنّهم القطيع***وقد حضـــــــــــــــر المصوّر والمذيع
تدفّق سيلهم كالموج زحفا***وبين حشودهم سقــــط الرّضيع
وولولت العــجائز ويل رعب***كأنّ الويل هاجـــــــــــمه القطيع
ألم تر أنّهم عبـــــروا بحارا***وفرّوا مثــــلما فرّ الرّبيــــــــــــــع
تغيّر كلّ شيئ في بلادي***وساد الظّلم فارتكب الفـــــــظيع
////
عروبتنا استبدّ بها السّراب***وحرّف نـــــــحوها العرب الكلاب
تغلغل جهلهم في اللّغو غيّا***وشاع النّهب فانتشر الخـــراب
وكم من جاهل أمسى فقيها***بمنــــــــطقه الجرائم لا تعاب
فقدنا في العروبة نور حرف***به الإســـــــــــلام عزّزه الكتاب
وبدّلنا الهدى بالبغي جهلا***فســـاء الحال وانحرف الشّباب
////
دمشق بأرض شام المسلمينا***تحمّل أهلها الألم المشينا
وفي بغداد أحرقت المباني***بضرب النّار ضـــــرب المجرمينا
وفي صنعاء بعثر كلّ شيئ***كأنّ الحـــرب قد صمدت سنينا
وعربدت الضّلالة في بلادي***فمات الفقه عند الظّالمــــــينا
فكيف سنستطيع علاج داء***بســــــــقمه قد غدا داء دفينا
////
نظمت الشّعر من دمع البكاء***لأنّي قد يئست من الشّـفاء
بكيت وكان دمعي مثل سيل***تدفّق بالميّه من السّــــماء
كرهت العيش في وطن أسير***بمعتقل المفـــاسد والهراء
وصرت إذا اعتراني أيّ خطب***وجدته في الأساس من البلاء
كذلك في الحياة نسير عكسا***لنبقــــى كالبهائم في الوراء
محمد الدبلي الفاطمي

jeudi 3 septembre 2015

وعار الجهل ينسب للكلاب

وداء الجهل ينسب للكلاب
سأرسم أحرفا برؤى انطباعي***ومن كلـــماتها أضع اختراعي
وبين أناملي قلـــــــــــم رفيع***يسمّى في الكــــــناية باليراع
وفي القرطاس أفرغ بوح نظمي***فيبدو كالميسّر في الطّـــباع
كلام في معــــــــــانيه ابتكار***أشادته الحروف من انطــــباعي
تزيّن بالبيان فصــــــــار عذبا***وفنّ النّظم يظهر في السّــــماع
////
تعلّم أوّلا لغة الكتــــــــاب***معزّزة بفـــــــــقهك للصّـــــــــــواب
وكن في نحوها فطنا لبيبا***وفي التّصريف متّســـــــــع الرّحاب
وجمّل بالبيان رؤى المعاني***لتعشقك البلاغة في الكـــــــتاب
وإن أنت اهتديت وصلت فعلا***إلى أعلى المراتب في الخطاب
فلا تكسل فإنّ العــــــلم نور***وداء الجـــــــــهل ينسب للكلاب
////
تعبت من التّرقّب في الصّلاح***ومن خطـــــــــب تعدّ من النّباح
أساء لنا التّلاعب في بلادي***وزغردت المــــــــــفاسد بالنّكاح
وما من مصلح إلاّ وأمــسى***سجينا أو شهيدا بالــــــــــسّلاح
فكيف سننزع الأوهام منّا؟***وكيف سنســــتعيد هدى الفلاح؟
تأمّـــــل ما يروّج في بلادي***ســــــتدرك أنّنا ضــــــــدّ الصّلاح
////
نسمّي أهلنا بالمســلمينا***وهم فقدوا الهـــــــدى أدبا ودينا
تراهم في المساجد راكعين***فتحسبــــــــــهم رجالا مؤمنينا
وما هم في الرّجال سوى رعاع***أضاعوا العهد وانتقضوا اليمينا
يريدون النّعــــــيم بلا اجتهاد***ولا صدق يكون لهم معـــــــــينا
ولو علموا لما ظلّوا ضــــعافا***وجهل النّاس ورّثنا المــــــــشينا
////
بكيت مع الصّغار على الكبار***وكان اللّيل في وســــــــط النّهار
بكينا كاليــــتامى في بلادي***وقد غلب الشّعير على الشّـعار
نلوم عيوبهم والعيـــــب فينا***وظلم النّاس يظــــهر في الصّغار
رأيت بأمّتي عجــــــبا عجابا***وقد ركب الحـــــمار على الحمار
وقهقهت الوحوش بشأن عصر***أثار شرورنا مــــــــــــثل الغبار
////
بكينا في الزّمان على المكان***وقد رحل المـــــكان مع الزّمان
وجاءتنا عصــــــــور من قشور***فجمّــــدت القرائح في اللّسان
وباللّغو استبدّ بنا انحــــــطاط***فحوّل طبـــــــــــعنا نحو الهوان
ألم تر كيف أصبـــــحنا جمادا***كأنّ اللّيل أمــــــــــسك بالعنان
نسير مع الزّمان بلا مصـــــير***وننتظر العواقب في المــــــكان
محمد الدبلي الفاطمي

mercredi 2 septembre 2015

فجاء النظم حلوا كالعسل

فجاء النّظم حلوا كالعسل
عشقتك في فمي لغة انتسابي***وفي نظم القريض وفي الكتاب
وسحرك ظلّ يدفع في اجتهادي***إلى أن جاءني فصــــل الخطاب
عشقتك راضيا لمّا التقينا***فجـــــــــــــــــــئتك راغبا أرجو اقترابي
وجدت النّفس فيك قد استقرّت***وفيك العقل قد وجد انســيــابي
ولست بتارك لغتي جمادا***ولا لغــــــــوا بألسنــــــــــــــة الكلاب
////
غزلت الشّعر من وبر الغزل***فجاء النّظــــــــــم حلوا كالعــــــسل
ترصّع بالزبرجد من حروف***بلاغـــــــــتها تجــــــاوزت المــــــــقل
ومن موج البحور أثار بوحا***تغــــــــــنّى بانتـــــفاضته الأمـــــــــل
تخلّد في القلوب فصار نورا***كأنّــــــــه في البـــــــــهاء من الأزل
ألا يا ربّة الأشعاري عودي***فـــــــعودتك انطــــــلاق للعـــــــمل
////
رأيت يمامتي وسط الحمام***تزغــــــرد باللّـــسان وبالكــــــلام
تضوّع عطرها بين العذارى***ففاحت كالبــــــنفــــــــسج بالوئام
تحفّ بها العيون كبدر ليل***تألّق في البهاء وفــــــي السّــــلام
ومن نظراتها انطلقت سهام***يوجّهـــها التّأمّـــــل فــــي الأنام
كأنّ عيونها بالسّــــحر هبّت***فأسقطت المشاعر بالسّـــــهام
////
تعلّق قلبها بهوى اللّيالي***وقد ألفت مــــمارسة السّـــــــجال
عراقية المحاسن والمعاني***خليجـــية الــــتّأمّل في الجــمال
وسورية الشّعور إذا أحسّت***ومصرية التّــــمدّن في الخـــصال
عروبتها من الشّرق جاءت***بمـــجد حضارة صنـــعت خيـــالي
ومغربها محيطه مستعدّ***لبعــــث العزم في هــــــمم الرجال
////
عروبتنا ستحيي الضّاد فينا***وتنشــــــــــــــــر بيننا أدبا ودينا
عروبتنا ستحيا من جديد***على أيدي الرّجال الملــــــــهمينا
وقد فعلت كذلك في زمان***فأنجبـــــــــــت البنات مع البنينا
وحرّرت العقول بذكر ربّي***ومن بلغ الهدى بلغ اليــــــــــقينا
سنرفع بالتّحدّي كلّ صعب***إذا الإنســـــــــــان قرّر أن يلينا
محمد الدبلي الفاطمي