dimanche 29 novembre 2015

وكن عبدا شكورا للحليم

يداول بيـــــــننا الأيّام ربّي

تريد كما أنا طبـــــــعا أريد***وربّ العرش يفـــــــــــــــــــعل ما يريد
بقدرة علمه الأقدار تجري***ومن بركاته يرجى الــــــــــــــــــــمزيد
فهذا يوم نحس مســتطير***وذاك اليوم في الأيّام عـــــــــــــــــيد
وبعد العسر يأتي اليسر عطفا***وبالخيرات يرحـــــــــــــمنا المجيد
يداول بيـــــــــــننا الأيّام ربّي***ومن بركاته يرجــــــــــــــى المزيد
////
إذا أنت ابتعدت عن الرّجيم***وكنت تريد مغـــــــفرة الرّحيــــــــــم
عليك بغسل قلبك غسل طهر***من الدّنس المؤدي للجــــــــحيم
وأمّا بعد ذاك فكن لطـــــيفا***وكن عبــــدا شكــــــــورا للـــــحليم
فأنت الخير إن أبليت خيرا***وفعل الشّــــرّ ينــــــــسب للئيــــــــم
ومن زرع الأذى حصد الرّزايا***وغرس البرّ يجنــــــــــى في النّعيم
////
فوا عجبا لمن يزداد جهـــلا***وفي قمـــــــــــــع الورى قد زاد قتلا
تسلّح بالرّصاص فصار وحشا***وبالإرهاب في وطني تســــــــلّى
ولم يدرك بأنّ القـــــتل جرم***ولم يعلم جهنّـــــــــم حيث يصـلى
عليك بتوبة تنجيــــــــك لمّا***ستعرض كي تحاسب ليــــــس إلاّ
فموتك في الحياة تراه حتما***وعقلك في الورى يزداد جــــــــهلا
////
أحبّ النّاس فلسفة الذّئاب***وفـضّـل بعــــــــــــضهم نهج الكلاب
وهرولت النّفوس إلى انحراف***تبرقع بالفــــــــــــــجور وبالخـراب
وذي عصبيّة بالمكر يسعى***إلى هدف يقود إلى السّـــــــــراب
إلهي أنت تعـــلم كيف كنّا***وكيف تدهورت قـــــــــــيم الكتـــاب
فيا رحمان بالتّغيـــــير فرّج***ويسّر  بالرّجوع إلى الصّــــــــــــواب
////
لماذا لم نغيّر في المساعي؟***لقد ســــقط القناع عن القــناع
وكيف نريد أن نحــــــيا حياة***شريعتها التّــــرقّي في الطّبــاـع؟
وما للـــــمرء خير في انفتاح***إذا أضحى ســــــــــبيلا للضّــياع
وفي الأيّام والأعوام وعــي***يحبّه من تمسّــك بالسّـــــــــماع
ومن طلب النّهوض بلا علوم***تعطّـــــــــل في الوراء مع الرّعاع
////
لم التّغيير أرعبنا جمـــــيعا؟***لم الإنسان قد أمسى مطيـــعا؟
أليس السّعي نحو العلم كدّا؟***أم المعقول أن نبقى قطــيعا؟
وما التّشبيه بالقطـــعان عيب***وحال النّاس قد بلغ الفــــظيعا
ألسنا العاجزين عن التّحدّي؟***ومن هذا الذي طرد الرّبيــــــعا؟
وكيف سنهتدي في ظلّ وضع***تردّى عندنا فــــــغدا وضيــــعا
                                   ///
قضاء الله يحــــــــمله القدر***ومن نكر القــــــــــضاء فقد كـفر
هو الرّحمان علّـــــــمنا التّرقّي***وبالإحسان والتّـــــــــقوى أمر
وقد أوحى لنا الغـــــــفّار ذكرا***به القـــــــــرآن أشرق فانتشر
تزيد به العقول هدى ورشدا***فتؤمن بالقــــــــــــــضاء وبالقدر
وأمّا القاسطون فهم جناة***سيصلون المآسي في ســـــــقر

محمد الدبلي الفاطمي

vendredi 27 novembre 2015

طال احتمالي..

طال احتمالي
رحيق شعري به الإبداع أسكرني***فقمت أشدو وجود النّظــــــم يغـمرني
ذكرت مجدا به الأيّام قد ذهبت***فساء حال بني الإسلام في زمنـــــــــي
طال احتمالي لقهر لا له أجل***وزاد بؤسي بقمع النّاس في وطــــــــــني
تشكو العروبة ويل الحرب صارخة***من مصر حتّى حدود الشّرق في اليمن
صبّ اليهود بها النّيران فاشتعلت***بالضّــــرب والطّعن والتّحريض والفـــــتن
////
إلى متى والنّاس في الأمطار تنتظر؟***وكيف ينفعنا من ليس يبتكـــــــــر؟
نرجوا النّهوض بلا جدّ ولا عــــــــمل***وظـــلمة الجهل كالطّاعون تنــــتشر
واحرّ قلبي لسوء الحال في وطني***شابت نواصينا فشلّ العقل والــــبصر
وعربد الشّطط الملعون منذ متى***ولم تغيّر أساليب الورى العــــــــــــــبر
رمى بنا الجهل في الدّيجور فانحرفت***بشعبنا عربات النّقل والقـــــــــطر
////
هشاشة العزم ساقتنا إلى الوجل***وسلطة القمـــــــــــع خلّتنا بلا أمــل
أصابنا الورم الفتّاك فانتفــــــــخت***أوداج أهلي بفعل الغــــــــشّ والحيل
وخلخل الأمّة اســــتفحال مهزلة***بها الضّمــــــــــائر قد ماتت من الوجل
قال الزّمان لنا قولا ففقّــــــــهنا***فقها مفاده أنّ العجز في الكســــــــــل
لو لم تكن أخفقت في سعيها لبنت***حصنا منيعا بنور العلم و الـــــــعمل
////
هذا الذي أتعب القرطاس والقلما***وجرّع الوطـــــــــــن الأوجاع والألـــما
أما ترى أمّة القرآن قد عجزت***عن خلع ضعف أباد العزم والهـــــــــــمما؟
يكاد يفقدها التّعتيــــــم ملّتها***ومن تسلّط واستعلى فقد ظــــــــــلمـا
كم بين حكّامها من جائر أشب***قاد الرّعيّـــــة بالإكراه وانتقــــــــــــــما
تعمّد القمع والتّرهيب فانبطحت***له الرّقاب وبالتّـــــــــــلفيق قد حــكما
////
كفى من اللّغط المبني على الكذب***كفى من العمل الموصوف باللّعب
لم يدرك النّاس كم من ثروة نهبت***ولو سألت لذقت النّار كالحـــــــطب
إنّ الشّياطين من جنّ ومن بشر***كان الوبال بهم قد شاع كالجـــــــرب
وظلمة الظّلم بالظّلماء مرعبة***إذ أرهبـــــــــــــت أمّـة القرآن بالنّــــوب
والمسلمون أضاعوا العلم وانصرفوا***إلى الملاهي وراء البغي والطّــرب
محمد الدبلي الفاطمي

mardi 24 novembre 2015

يراعي بالنّبوغ رمى اجتهادي

يراعي  بالنّبوغ رمى اجتهادي
ذكرتك فاستبدّ بي الغرام***وتاه القلـــــــب فاختـــــنق الكـــــلام
يعاتبني فؤادي عن هواك***وبالأشواق يعــــصـــــــرني الوئـــــام
وما أدري متى يأتي انعتاقي***وأسر العشق يعرفه العــــــــظام
قضيت العمر في قفص التّرجّي***فما انقشع الغمام ولا الظّــلام
وقال لي الصّباح كفى انزعاجا***فإنّ القلب يســـــــــكنه الــغرام
////
أيا عشّاق حرف الضّاد مهلا***فقد حضر النّهـــــى أهلا وســـهلا
حبيب في الأحبّة نال منّي***وعلّمني الهــــــــــدى قولا وفـــعلا
ينام معي فيوقظني بياتا***لأرســــــــــــــم ما بذاكرتي تجــــلّى
فأسعد حين أسكب من يراعي***بيانا بالبلاغــــــة قد تحـــــــلّى
أبيت اللّيل في نظم اللّآلي***وعقلي بالمــــعاني قد تســــــلّى
////
لسان الضّاد حرف الملهمينا***وشرق بالهـــدى نشــــــر اليـقينا
لسان الضّاد في المبنى بناء***به الإعراب رقّــــــى العارفيـــــــنا
تجلّى بالبــــيان فصار سحرا***أنار بضــــــــــوئه الأمل الدّفــــــينا
أجوب به العصور وكلّ عصر***أراه مـــــــن العــــــصور الأوّليـــــــنا
////
أحبّ الشّعر في علم الأدب***وما كتـــــــب العـــــظام من العرب
ألم تر أنّ ذكر اللّه يشفي***قلوب الأشــــــــقياء من الغــــــــضب
ويبعث في النّفوس الأمن هديا***فتشعر أنّها تحيي النّــــــــسب
لسان الضّاد سهّرني اللّيالي***ولقّنـــــني الرّفيــــــــع من الأدب
بنظمه في الحياة رأيت نفسي***ومنه الفكر أسكره العــــــــنب
////
عشقت تلاوة الأشعار عشقا***وكان العشق في الأحشاء صدقا
أحسّ بأنّني أحيي لســــاني***فأقرأ ناطـــــــــــــــــقا أدبا ورفقا
وأعصر من فمي لغة وشعرا***فينسكب النّدى سحرا وشــــــوقا
وفي مجرى الكلام أحسّ أنّي***صنــعت من الحــروف رؤى وذوقا
////
سأنتزع السّواد من العيـــــون***وأزرع دمعـــــــــــتي بين الجفون
سأرسم أحرف العشّاق شوقا***وقد بلغوا الحدود من الجنــــــون
وفي خلدي ســـأبدع كلّ فنّ***ترعرع كالرّضيع مع الفـــــــــــنون
لساني صادق في البعث لمّا***تربّى في المــــــخافر والسّجون
وفي زمن الرّصاص حبست طفلا***وفي زنزانتتي انفتحت عيوني
////
يراعي بالنّبوغ رمى اجتهادي***وقاد سفينـــــــــتي نحو الرّشـاد
سألته فاستجاب إلى اهتمامي***وسلّحني بمختـــــــــلف العتاد
فسرت إلى المعالي مستريحا***أناضل بالحــــــــــــروف وبالمداد
وكنت إذا أصابتنــــــــي جراح***صبرت على التّحمّل في انقيادي
فديتك يا لسان الضّاد روحا***فأنت الإرث في وطـــــــــني وزادي
محمد الدبلي الفاطمي

samedi 21 novembre 2015

دعوني أنظم الأشعار حرّا

دعوني أنظم الأشعار حرّا
هل التّغيير عرقله النّظام***أم الإصــــــــــــــلاح يكرهه اللّــــــئـام؟
بدأنا في مناقشة القضايا***وحول النّهـــــــــــــب قد كثر الكـــلام
فهذا يشتكي من خطف أرض***وغيـــــــــــره لا يناسبه المقــام
وآخر يشتم الحكّام جهرا***ويصــــــــــرخ بيننـــــــــا هـــذا حـرام
تيتّمت النّزاهة في بلادي***وحلّ اللّيل فانتشــــــــــــــر الظّـلام
////
متى العدوى يعاجها الدّواء؟***متى الإنســــــــــان يوقظه البـلاء
ألسنا مسلمين بغير دين؟***وكيف سنهتدي والجهـــــــــل داء؟
تسير بنا الضّلالة نحو ويل***به السّفهاء في الظّلمـــــــاء جاءوا
وجاءوا بالتّطرّف والمعاصي***فساد الخوف وانتـــــــــــشر الوباء
ولوّثت الجهالة دين ربّي***بغيّ فاستــــــــــــــبدّ بنا البغــــــــاء
////
دعوني أنظم الأشعار حرّا***لأحيي ثورتي نــــــــظما ونثــــــــرا
يحاصرني اللّئام من الأهالي***بحقــــــــــد مظـــــلم يزداد شرّا
يروني عاصيا وبشير شؤم***أحرّض إخواتـــي وأبوح جــــــــــهرا
قضيت فتوّتي في جوف قبر***وكان برفقتي موتى وأســــــــرى
وما خوض المعارك كان سهلا***ولــــــــــكنّ المـــــــقدّر كان مرّا
////
سأبصق بالحروف على الكلاب***وأهجــــــو المارقين من الذّئاب
سأمطرهم بشتم كان عارا***لأنّ شــــــرورهم وقفــــــت ببابي
رماني حقدهم بالنّار رميا***تطاير شـــــــرّها فكــــــــــوت ثيابي
ولم تمسس حروفي أو قريضي***وظلّ الحرف يرجم في الكلاب
ولست بتارك وطني وديني***ولو ذقت الفظيع من العـــــــــذاب
////
ستهزم أحرفي كلّ الرّعاع***وتسكن في الضّمائر بالشّـــــــعاع
وتلك الأحرف الخرساء هبّت***فأمطرت المــنافع في البقــــــاع
وأنبتــــت الرؤى فردا وزجا***فأنقدت العقــــــول من الضّيــــــاع
ألا يا إخوة الأوطان فينا***دعوا الأفـــــــــــــكار تزهر بالــــــيراع
ولا تدعوا الجهالة تشترينا***فإنّ البيع ينســــــــب للضّــــــباع
////
ألا هبّوا جميــــــــعا ثائرينا ***فقد ألفوا انكســار العزم فيــــنا
سنمنحهم دروسا جاء فيها***بأنّا في الصّـــــــفوف الأوّلينــــا
وأنّا القادرون على التّحدّي***إذا ما القمع جرّعنا المــــــشينا
ألا أبلغ كلاب الصّيــــد عنّا***فنحن إلى التّـــــحرّر قادميـــــــنا
بنا التّغيير أصبح مستعدّا***لخلع تسلّـــــط المـــــــــتسلّطينا
محمد الدبلي الفاطمي

حسبتك شمعة فوجدت نارا

حسبتك شمعة فوجدت نارا
أريدك أن تزولي من خيالي***فأنت الدّاء في نـفسي وبالي
وصرت إذا رأيتك ثار ذهني***وأعمي ناظري سوء الفعــــــال
حسبتك شمعة فوجدت نارا***لسان لهيبها حرق انفعـــالي
ألا روحي فطبعك مستطير***وسوء الطّبع يظهر في الخصال
سئمت تحمّل الشّمطاء لمّا***تعمّــدت التّورّط في اختــزالي
////
دعيني في الظّلام بلا غرام***فسمّك قد تغلغل في عظامي
كرهت بقربك الأيّام لمّـــــــا***تبيّــن أنّك بنــــــــــــــت اللّئام
تحاكين الــعناكب والأفاعي***كأنّك قد أتـــــــــيت من الحرام
لذلك لا أريدك في خيالي***لأنّك قد أســــــأت إلى غرامــي
فكيف أطيق أن أحيا أسيرا***ببيت العنكــــــــبوت مع الظّلام؟
////
أفتّش كالمهلوس في مكاني***كأنّ تعاستي اخترقت كياني
وأبحث في مخيّلتي لعلّي***أعود إلى الـــــقديــم من الزّمان
فلم أعثر على سند أصيل***ولا أمل يقـــــــود إلى الأمــــاني
وكنت أنام فوق الجمر ليلا***وأصبح كالمكبّـــــــــــــل بالهـوان
وددت العيش حرّا مستقلاّ***وبالأيدي أردّ وباللّســــــــــــــــان
////
ظننتك وردة تهوى العطورا***فكنت سفيهـــــــة تهوى الخمورا
تجوبين الملاهي كلّ ليل***تبيعـــــــــــين الحبّ للعشّاق زورا
وبيع الثّدي في الأنثى حرام***تمارسة التي تهوى الفجـــــورا
تأرنبت الدّعارة في بلادي***وقد نشرت نجاستـــــــــها البذورا
وداء الجنس شرّ مستطير***أثار الذّعر واخترق الصّـــــــــــدورا
////
تعنكبت الأنوثة في بلادي***بشعوذة تدلّ على الفـــــــــــساد
وأضحى السّحر عند النّاس حلاّ***ووهما في الحواضر والبوادي
نبخّر في البيوت بلا انقطاع***ونعتبر البخــــــــــــور من الرّشاد
ونخشى أن نصاب برجم جنّ***يحرّضه الأبالســــــــة الأعادي
وساوس عبر شعوذة أضلّت***شعوبا بالتّوهّــــــــم في بلادي
////

حسبتك شمعة فوجدت نارا***ونار العشـــــــق أحرقت الكبارا
وجدتك في الهوى من قوم موسى***ومنك الخوف أرعبني مرارا
وكيدك قد تجــــــــــــاوز كلّ كيد***كأنّ اللّيل قد غــــــــــــــــــــــــــلب النّـــــــــــــــــهارا
ولست براغب في طعن قلبي***بخنجرك الذي طـــــــــــــــــــــــــعن الهـــــــــــــــــــزارا
دعيــــــني أستريح من المآسي***فإنّي لن أإكون لك اخـــــــــــــــــــــــــــتــــــــــــــــبارا
////
أمات البغي أنفسنا جميعا***وأصبح طبعـــــــــــنا طبعا فظيعا
الم نر حولنا كيف استطاعت***شعوب الغرب أن تحيــا الرّبيعا؟
لذا ربّوا بــــــــنيكم علّموهم***بتربية تكون لهم شـــــــــــفيعا
ولا تلقوا بهم في الجهل ظلما***فإنّ الجهل يتركهم قطـــــيعا
كفى بالعلم في الدّيجور نورا***يعلّمنا التّحضّـــــــــــر والبديعا
محمد الدبلي الفاطمي

ألا ربّوا بنيكم علّموهم

ألا ربّوا بنيكم علّموهم
نفكّر في الطّعام وفي الشّراب***ونكره أن نفــكّر في الكــــــــتاب
كأنّ بطوننا غلبت علينا***فصـــــــرنا في التّكالب كالكـــــــــــلاب
وإنّ لنا ببطن الأرض يوما***لقاء في القـــــــبور مع الحــــــــساب
ووقتئذ سندرك ما اقترفنا***فنــــــــــــشعر أنّنا تحـــــــت التّــراب
فعلّم ما استطعت فإنّ ربّي***سيجزي المصلحين على الصّــواب
////
ألا ربّوا البنين على النّظام***وربّوهــــــم على فــــــــقه الكـــلام
وربّوا في البنات العزم حزما***ولا تلقوا بهنّ إلى الــــــــــــــظّلام
أرى ترك البنين بلا اهتمام***خطيرا في الحـــياة على السّـــلام
وتربية كهذه سوف تأتي***بجيل في الشّعــــــوب من اللّئــــــام
وعندئذ سنحصد ما زرعنا***وزرع الشّر يحصــــــد في الخـــــــتام
////
ألا ربّوا بنيكم علّـــــموهم***وبالأدب المــــــــــــــعبّر ثـــــقّفوهم
وكونوا للطّفولة خير عون***وبالنّصـــــــــــــح المـــــوجّه زوّدوهـم
عليكم بالتّقــدّم إن أردتم***عليكم بالنّهـــــــوض إذا عزمتـــــــم
وإن أنتم بقيتم في سبات***فأنتم في التّطوّر قد خســــــرتـــم
عزائمكم سترسم ما ابتكرتم***فكونـــوا خير قوم إن أردتــــــــم
////
ألا ربّوا البنات على الحياء***فهنّ الأمّــــــــــــــــهات من النّساء
وتربية البنــــــات بلا حياء***ستدفعهنّ حتما للـــــــــــــــــــبغاء
فهنّ على البلاد لهنّ حقّ***كما أمر الرّحيم من السّـــــــــــماء
فلا تلقوا بهنّ إلى جحيم***بتربية تــــــــــــــــساهم في الوباء
وكونوا عونهنّ على التّحدّي***فهــــــــــــنّ أساسنا عند البناء
////
أحبّ الصّالحين من الرّجال***ومن رفضــوا الرّكون إلى الضّــــلال
أحبّ الصّالحين ولست منهم***لأنّ خصالهم هزمت خصــــــالي
رجال مثل ماء المزن خيرا***كرام باليمـــــيــــــــن وبالشّـــــمال
عظام في البناء إذا استعدّوا***سرائرهم تجسّــــــد بالفعــــــال
يساند بعضهم بعضا بحزم***على شقّ المسالك في الجـــــبال
////
لم عزف الشّباب عن الدّراسه؟***هل التّعليم أصبح كالنّجاسه؟
لماذا حظّنا حظّ تعيس؟***ومغربنا يضاعف في التّــــــــــــعاسه
نعلّم نسلنا ما ليس يجدي***ليــــــفشل في مواصلة الدراسه
رميناهم بشرّ مستــــطير***فحوّلهم إلى سوق النّــــــــخاسـه
سنحصد في النّهاية ما زرعنا***لنــــــــبقى أمّة تحت الحراسه
////
فقدنا الفقه في علم البيان***فخلــــــــخل نطقنا شلل اللّسان
وطال الجهل فهم الذّكر عجزا***فضاع الفقه في مجـرى الزّمان
وهذا عــــــــمّق التّأثير فينا***وأجبرنا على حـــــــــــمل الهوان
فكيف سنفهم القرآن فهما***بلا لغة تدلّ على البيــــــــــــان؟
وما لم نستطع رفع التّحدّي***سنبقى في الوجـــــود بلا مكان
////
أغيثونا بتربيـــــــــة البنينا***فقد فــــــــقدوا الـــهدى أدبا ودينا
مدارسنا تقهقر مستواها***فأضحت مصنــــــــــــعا للمجرمينا
نعلّم للصّغار قشور علم***تشوّه بين أيدي الجاهلـــــــــــــــينا
ونأمرهم بحفظ الدّرس قسرا***ونضرب بالعصا ضربا مشيــــــنا
إذا صلح التّعلّم في بلادي***غدا التّلميذ مجتهدا أميــــــــــــنا
محمد الدبلي الفاطمي

بشرب القنّب الهندي ابتلينا

بشرب القنّب الهندي ابتلينا
سأضرب بالحروف الغيّ ضربا***وأغضب ثائرا شتـــــــــما وسبّــــا
لأنّي ما استطعت الصّبر لمّا***رأيت الكلـــــب في الأوطان ضبّــــا
وساء الحال في نفسي استياء***وفي كفّي يراع شـــنّ حربـــــا
رأى في النّظم فجرا مستنيرا***ستشرق شــمسه بالنّور حبّـــــا
ويتّضح السّبيل إلى المعالي***إذا الإنسان في وطـــني تربّـــــى
////
بشرب القنّب الهندي ابتلينا***فصرنا من كـــــــبار المدمنينـــــــــا
يباع لنا الحشيش متى أردنا***ونحن على الحشيش مياومينــــا
وسلطتنا تراقب كلّ شـــيئ***وتنـــــــــكر أنّها رأت المشــــينــــا
وليس على المقاهي أيّ ذنب***لأنّ السّمّ قد أضحــــى ثمينــــا
فمال القنّب الهندي كثير***وكثرته ستعمي الواهمــــــــــــــيــــنا
////
يهلوسنا الحشيش مع الحبوب***وقد ثمل الشّمال مع الجــــنوب
يصنّع القنّب الهندي حشيشا***ليفتك بالصّــــــــــــدور وبالــقلوب
يهرّب بالخفاء وبالرّشاوي***وقد نخر الكثيــــــــــــر من الشّــــعوب
كأنّ نشوته استبدّت فاستقرّت***وقرّبت العقـــــــــول من الغروب
يظلّ أسيرها دوما كسولا***لأنّه قد أصــــــــــــــــــرّ على الهروب
////
أباطرة الحشيش طغوا وصالوا***على وطن يهـــــــــــــدّده الوبال
يبيعون السّموم لمن أرادوا***وخلف ظهورهم كثر الجــــــــــــدال
غزوا بالقنّب الهندي شعوبا***وفي أوطاننا فســــــــــــــدوا وبالوا
كأنّ سمومهم للنّاس أضحت***دواء يستـــــــــــــــريح له الرّجال
وهم صاروا من الملاّك فينا***وعند شبابنا كثر السّـــــــــــــــــعال
////
تلامذة المدارس في بلادي***أراهم يشربون من الــــــــــــسّواد
تباع لهم سجائر من حشيش***يروّجها أبالسة الفـــــــــــــساد
وذلك في مدارسنا خــطير***سنابله ستحــــــــــــــصد بالأيادي
أغيثوا رأس مال الشّعب فينا***فإنّ الــــــــسّـــمّ أثّر في العــباد
ولا تدعوا الحشيش يزيد شرّا***فيعصــف بالعقــــــــول وبالرّشاد
////
بشرب القنّب الهندي نضبع***وبيعــــــــــــه للورى جرم فظيــــع
تغلغل في الصّدور فصار سلاّ***ومن وجع السّعال أتى المريــــع
كأنّه خلخل التّفكير فينا***وشلّ الذّهن فانــــــــــبطح الجميـــع
ألم تر كيف أصبحنا نعاجا***نقاد كأنّنا فـــــــعلا قطيــــــــــــــــع
نفكّر في الحشيش وفي الشّراب***ولا صاح هناك ولا ســميع
////
أمات القنّب الهندي العقولا***وجمّد عزمــــــــــــنا عرضا وطولا
نتوق لشربه في كلّ وقت***وشاربه يرى دوما كســـــــــــــولا
كأنّه عندنا أضحى دواء***يشافي رأس من أمــــسى خـــجولا
يباع القنّب الهندي إلينا***ونحن بدورنا نهــــــــــــــوى القبــولا
ونكره أن نفكّر في حلول***تكون لوضعـــــــــــــــنا فعلا حلـــولا
محمد الدبلي الفاطمي

لم ليلي وليلى يبكيان؟

لم ليلي وليلى يبكيان؟
سأمطر بالبيان الجبن رجما***لتمحو أحرفي ما ظـــــــــلّ وهمــــا
ولي قلم بحبره مستجيب***يجود متى ارتقـــــــــى أدبا وعلمـــــا
سألته فامتطى فرس المعاني***وأمسك بالعــــنان هدى وفهمـــا
وأقسم بالّذي خلق المنايا***على أن ينظم الأشعـــــــــار نظمــــا
فأسعدني اليراع وقلت أهلا***سنرجم من أباح البــــــــطش ظلما
////
لم ليلي وليلى يبكـــــــيان؟***فهل غضب الزّمان على المكــــان؟
أيغلبنا اليهود ونحــــــن قوم***مآثرنا تـــــــــــــــــدلّ على الزّمان
ورثنا الكنز قد علم الأعادي***وفي قرآننا سحــــــــــــــر البـــــيان
وشاء الله أن قدمت شعوب***فضيّعت الفصـــــاحة في اللّــــسان
وأضحت كالضّفادع في بلادي***وليلى جنــــــــــــــب ليلي يبكان
////
بغيّ الجهل في الدّنيا ابتلينا***فصرنا بالبغــــاء مكبّليـــــــــــــــــنا
نساند من أساء إلى الجدود***وهم ما ساندوا المظلــــــــوم فينا
فرنسا قد أساءت واستباحت***وهاجــــــمت الهـــــدى أدبا ودينا
ألم تعلم بما فعلتــــــه فينا؟***لقد قتلــــت رجالا صالحيــــــــــنا
ولم تندم على الإجرام قطعا***وما ارتكبته فاق المجــــــــــرمينا
////
أجيــــــبوني فإنّي لن أعودا***لقد قتلوا الحــــضارة والجــــــدودا
وألقوا بالجثامين احتقارا***ولم يضعــــــــــــــوا لهم حتّى اللّحودا
ونحن لهم حملنا الشّمع ليلا***وقدّمنا التّعــــــــــــــازي والورودا
فكيف سأهتدي في حنح ليل***ورغبة أمّتي تهوى الجمـــــودا؟
وما لي في الوجود سواك ربّي***فأنت العالم الخلــــــاّق جــودا
////
سألت عروبتي هذا السّؤالا***لأعرف ما الذي قهـــــــــر الرّجالا
لم انتزع اليهود القدس منّا؟***لم الإرهاب جرّعنــــــــــــا الوبالا؟
ألسنا قادرين على التّحدّي؟***أم التّحرير في وطني استحالا؟
أفيــــــــدوني إذا أنتم أردتم***فعزم النّاس قد هدم الجبـــــــالا
وأنتم في الموّاجهة انهزمتم***وفي الهيجاء تخــــــشون القتالا
////
لم ليلى وقلبي قد أصرّا***على شرب الأسى كالسّـــــــمّ مرّا؟
عشقت تعاستي ولبست عزما***فنلت الحزم في التّفكير شعرا
وكنت أقاوم الـــــــغوغاء لمّا***أحسّ بأنّني قد ضقـــــــــت صدرا
أفتّش في الحروف لعلّ حرفا***سيأتي نظمه بالفقــــــــــه فجرا
وفي علم العروض وجدت بحرا***بوافر موجه قد كان بــــــــــحرا
محمد الدبلي الفاطمي

سلوا لغتي متى يأتي الرّبيع؟

سلوا لغتي متى يأتي الرّبيع؟
أحبّك أنت إن أنت استجبت***وعنّي في الهوى فعلا ســــألت
وإن أنت اقتنعت بغير حبّي***فإنّي في الــــــــهوى أهواك أنت
عشقت بهاءك الأخّاذ لمّا***رأيتك في الصّبـــــــــاح وكيف كنت
رأيتك شمعة تبكي اللّيالي***ومن أنوارها انبعـــــــــثت حياتي
فقلت لعلّها فقدت عزيزا***بهجرته إلى دنيا الــــــــــــممـــــات
////
وجدتك في الصّبا فردوس ربّي***وجنّة خاطـــــري وأريج حبّي
رأيت بك الحياة قد استحالت***إلى نور أضـــــاء ظلام قلـــبي
وفي أدب الحضارة كنت أحيا***وأنت رفيقتـــــــي وضياء دربي
أتيتك في الصّبا ظفلا صغيرا***لأقرأ بالــــــــــحروف كلام ربّي
فيا لغة الكتاب أسرت حبّي***وكنت أمــــــــــيرة دوما بقربي
////
أنا لا أستطيع العيش حيّا***وفــــــــقهك بيننا قد صـــــار غيّا
تعلّمك الصّــــغار بلا ابتكار***فكان تعـــــــــــلّما باللّغـــــو عيّا
وفي إعراب فقه النّحو أضحوا***كسالى لا لهم في الفهم ريّا
يئنّ الضّاد تحت الجهل نطقا***لأنّ الفهم قد أمسى عصيّــــا
وكيف سأستطيع النّوم ليلا***وليلي قد غدا ليلا شقيّـــــــــا
////
أحبّك أنت يا لغة الجمال***ففيك الذّكر ينضح بالكــــــــــــمال
وسعت كتاب ربّ العالمين***بعلم قد تقدّس بالـــــــــــجـلال
وفي كلّ العصور تركت مجدا***أضاء الكون فاخترق اللّــيـالي
بيانك لو ينافس نور شمس***تجاوزها بنورك في الجـــــمال
وليس النّور كالظّــــلماء كلاّ***وقول الحقّ أقوى في الجدال
////
سلوا لغتي متى يأتي الرّبيع؟***متى الأنباء ينشرها المذيع؟
نفكّـــر في الزّعيم بلا حدود***وكم يشتاق عـــنترة الجميع
رمانا الجبن بالإذلال حتّى***غدونا أمّة لا تستطـــــــــــــــيع
نبرّر عجزنا بالسّلم دوما***ونحن لأمرهم دوما نطيـــــــــــــع
كأنّ شعوبنا انهزمت فنامت***وحلّ بأهلها النّكد الــــــــمريع
////
سلوا لغتي إلى أين المسير؟***فقد غمض التّوجّه والمصير
تعطّلت الثّقافة في بلادي***وعمّ الجهل فانــــــتشر الحمير
وهذا الوضع قهقرنا جميعا***فساء الحال وانعدم الضّـــــــمير
نجعجع في الحياة بلا طحين***ونبدع في الوعود ولا نســـير
وتلك مصيبة حلّت بأهلي***عواقبها سيحــــــــــصدها الكثير
////
حروفك يستعاد بها البصر***وسحرك في العصور قد انتشـــر
أحنّ إليك في نومي وصحوي***وكسب العلم ينهض بالبشر
ملكت محبّتي وأنا فخور***بحبّ الفقــــــــــه في فلك العبــر
ولي أمل بأن تحيين فينا***لأنّك أنت صانـــــــــــــــعة القــدر
ولن أرتاح في التّفكير حتّى***أرى لغة العروبة في القمـــــر
////
بكينا في بلاد المسلمينا***بفعل تكالب المتســـــــــلّطيـنا
كأنّ شريعة الإسلام غابت***فأظلم سعـــــــــينا أدبا وديـنا
وقد كثرت ذئاب الغاب فينا***فساد النّهب أرض المسلميـنا
ونحن كما ترانا في انحطاط***نعربد فوق جهل الجاهلينــــا
نقبّل في الأكفّ وفي النّعال***ونقبل بالتّــــــسلّط أجمعينا
                               ////
أرى النّمرود في وطن العرب***تعدّد في الصّفات وفي اللّقب
تسلّط في الشّعوب فصار ربّا***يمارس ما يشـــاء ولا عجب
وما النّمرود إلاّ إســــم طاغ***به الأمثال تضرب في الحقب
وفي وطن النّماردة انبطحنا***فضاع العزم وانتـــشر الشّغب
نقاد إلى الفساد بلا ضمير***وننتخب اللّــــــئيم ومن نصب
محمد الدبلي الفاطمي

فكن دوما مع الأنثى لطيفا

يعلّمنا الحمام بكلّ صدق
تأمّل ما تراه لدى الأمـــــــم***فربّ العرش علّم بالقلـــــــــم
وعلّم بالبيان أصول فــــــقه***أنار الفكر فارتقت القـــــــــــيم
ألم تر وقفة الأنثى انتـــصابا***وكيف تقدّمت كلّ الهـــــــمم؟
أبانت عن شهامتها صفات***تلقّنها الشّعوب من العــــــــجم
فوا أسفي على الأنثى لدينا***تعامل في المنازل كالـــــخدم
////
تأمّل في المحبّة والوئام***لدى الأطيار من صنف الحـــــــمام
يعلّمنا الحمام بكلّ صدق***دروسا في المودّة والسّــــــــــلام
بفطرته اهتدى فبدا وفيّا***لإلفه في الحياة بلا كــــــــــــــلام
وفي بحر الغرام تراه زوجا***كأنّ العشق منتـــــــــــــجع الغرام
ألا يا أيّها الإنسان فـــينا***حذاري من مرافــــــــــــــقة اللّئام؟
////
ألفنا في تعلّمنا الحيل***وذكر الله قد ضرب المـــــــــــــــــــثل
نراوغ كالثّعالب كلّ يوم***ونطمع في الوصـــــــــــول بلا عمل
رمانا الضّعف خلف العصر حتّى***غدونا في الخلائق كالهـــمل
يمرّ بأمّتي الماضي فيبكي***بكاء عن فظاعة ماحصـــــــــــل
ونحن كما ترى قوم ضعاف***نعيش على التّــــــــستّر والوجل
////
لم الأنثى يقاومــــــها الذّكور***ونحن على الرّحى دوما ندور؟
أليست نصفنا جسدا وروحا؟***لـــــــــــماذا يستبدّ بنا الغرور؟
نعنّفها ونطــــمع في هواها***وسوء الفعل يعقـــــــــــبه النّفور
فلا التّأنيث ضعف في النّساء***ولا الذّكران كلّهم الصّـــــــــقور
فكن دوما مع الأنثى لطيفا***فإنّ اللّطــــــــــف يتبعه السّــرور
////
نحبّ البربريّة في الرّجال***ونفخر بالـــــــــتّعالي في الخصـال
ونعتقد اعتقادا ظلّ وهما***بأنّ العنف مفـــــــــــــــخرة الرجال
وهذا في الحقيقة سوء فهم***ترسّخ في العقـول لدى البغال
تأمّل حالنا سترى شــــعوبا***من الغوغاء تعبــــــــث بالخـلال
تربّت في بيوت الظّلم ليلا***على قيم حوت ســـــــوء الفـعال
////
لم الأنثى تهان بلا سبب؟***لماذا يســــــــــتخفّ بها العرب؟
يسيئ إلى كرامتها رجال***تربّوا كالوحـــــوش على الغضب
ويحرمها الأقارب حقّ إرث***لأنّ الجهل كان هو السّـــــــــبب
وتمنع من تعلّمها وتبقى***أســــــــــــــيرة بيتها ترجو الهـرب
وليست في الحقوق كما اللّواتي***بمجتمع التّحــضّر والأدب
////
أرى الأنثى بلا سبب تهان***ويؤذيها الـــــــــتّحرّش واللّسان
تعامل في البيوت بلا احترام***كخادمة يلاحقــــــــها الــهوان
وتضرب إن أبت أن تستجيب***وتتّهم انتقـــــــــــــاما أو تهان
وإن هرمت كأمّ أهــــملوها***وشرّدها بقـــــــــسوته الزّمـان
وما الأنثى سوى أمّ وزوج***وأخت في شريعتنا تـــــــــــصان
////
أحبّ بـــــنيّتي حبّا جميلا***وأسعد حين تمنحـــــني الجميلا
أحسّ بأنّها سكنت فؤادي***بحبّ في القــــــــلوب غدا جليلا
حياة بنيّتي أحيت حياتي***فكانت زهرة فاحت عــــــــــــليلا
تزوّجت القرنفلة اختيارا***وكان زواجــــــــــــــــــها فعلا أصيلا
وشرّفت الأقارب والأهالي***لأنّ وفاءها ابتكر السّــــــــــــبيلا
////
سألت الله ربّ العالمــــينا***معاقبــــــــة الرّجال الظّالمينـــــا
يسومون النّساء أذى وخسفا***وشرّ النّاس من أضحى لعينا
ألمّا تعلموا أنّا ابــــــــــتلينا***بداء المــــــــشركين المارقـينا؟
فصــــــرنا أمّة من دون دين***لأنّ الدّين ينهى المســــلميـنا
ركبنا كلّ فعل مستــــــطير***وشيطننا التّـــــــخلّف أجمعـينا
////
دعوني أسأل العقلاء علما***ومن حازوا الهدى وعيا وفهمـــا
لماذا حول أنفســـــنا ندور؟***وهل هجر الهدى كيــفا وكمّا؟
أليس الفاسدون هم الذّكور؟***ولو نطق الزّمان لصار حكمــا
نغالط في الحقائق دون فقه***وندلي بالذي قد ظلّ وهمـــا
ونتّهم الأنوثة بالتّـــــــدنّي***ونحن السّاقطون هدى وعلمــا
محمد الدبلي الفاطمي

mardi 10 novembre 2015

والذّئب أصبح للخراف مدرّسا

والذّئب أصبح للخراف مدرّسا
دعني فقد بلغت سوائلنا الزّبى***والجهل في أرض الكلاب تربّبـــــــا
لله عفوك فالعذاب مـــــــسلّط***والسّـــــــــــحت أصبح حاكما فتغلّبا
والغيث يرفض أن يصبّ بأرضنا***والصّدق قلّ وفي النّفــــــــوس تغرّبا
فانظر إلى الأيّام كيف هوت بنا***وانظر إلى التّفكير كيف تعلّــــــــــبا
يا ويح قوم بالبغاء تمسّكوا***وغدا لديهم في الحياة محبّــــــــــــــــبا
////
وطني أراك وقد غدوت مدنّسا***وأرى شبابك بالحبــــــوب تهلـــوسا
طورا يدخّن في الحشيش وتارة***يبكي على عيـــش تبرقع بالأسى
وإذا تظاهر في الشّوارع واشتكى***أضحى أسيرا في القبور محبّسا
والنّاس قد فقـــــدوا الأمان بأمّتي***والذّئب أصبح للـــــخراف مدرّسا
أيسوس أرض المسلـــمين نواطر***ويسودها من خاننا وتجسّــسا؟
////
وطني رأيتك دائما تتـــــــــــوجّع***وبك المــصائب في الورى تتنـــوّع
حتّى كأنّي قد فقدت بصيرتي***ومالي ببطــــــش القهر لا أتضعضع؟
لا بدّ من يوم عـــصيب فانتظر***أبأرض أهلك أم بأخرى المــــــضـجع؟
والنفس تطمع إن أجبت نداءها ***وإذا رفضـــــــــت فبالقليل ستقنع
لطّـــف لساني بالقريض فربّما***تأتي العـــــــواصف بالدّمار فتجـمع
////
عاد الخريف وبالعواصف أرعدا***وكأنّما فصــــــل الرّبيع تـــــــــــمرّدا
فصل أعاصير الرّدى عصفت به***وبه التّسلّط في الوجـــــــود تجدّدا
سحق الورى بعد الهجوم بضربة***تركت دماء الثّائرين مبـــــــــــدّدا
أولم تر القتل الفظــــــــــيع بأمّة***أضحى مباحا واستبـــــــدّ فعربدا
واللّيل أرخى في النّفوس سدوله***فأماتها بالمـــــــــــنكرات وشرّدا
////
يا من يعذّب في العباد وينهب***لابدّ يحصى ما ارتكبت ويحـــــسب
وعواقب الأيّام في صدماتها***محن يصاب بها اللّئـــــــــــيم المذنب
لو كنت تدرك ما ارتكبت من الأذى***لعلمت أنّك في الأخير ستصلب
فالله أوعد من تسلّط واعتدى***بالنّار في زفراتهــــا سيــــــــــــقلّب
ما كا أن نعصى الغفور ونعتدي***والموت آت والحياة ســـــــــتذهب
محمد الدبلي الفاطمي

أرى الفصحى بثورتها تجود

أرى الفصحى بعبقرها تجود
أنا لغة الحضارة والكتاب***أنا المطر المحـــــــــمّل في السّـحاب
أنا الفصحى بذكر الله تتلى***فتنتفض العقول من السّـــــــــراب
أنا البحر المحيط بروح وحي***تعطّر بالهدى عـــطر الصّـــــــواب
أنا الإبداع دينا وانتــــــسابا***أتوق إلى الفصــــاحة في شبابي
فكيف تحوّل المنطوق لغوا***وسيّدة اللّــــــــغات بلا انتـــــساب؟
////
أنا عربــــــــيّة القرآن ذكرا***بياني في البـــــلاغة فاح عـــــــطرا
يعيّرني الضّعاف بكلّ عجز***وبنية منــــــطقي تنساب يــــــــسرا
بعلم النّحـــــو بيّنها رجال***وأغــــــــنوا إرثـــــــــــــها أدبا وفـــكرا
فجــــاء اليوم قوم حاربوها***بلغـــــــو في التّواصل صار جهـــــــرا
فهل نسي الشّباب لسان مجد***أقام حضـــــــــارة برّا وبـــــحرا؟
////
لساني في الحديث لسان ضاد***وديني في الهدى دين الرّشاد
تعقّبني التّـــــخلّف من قرون***ولاحقـــــني التّدهور في بـــلادي
وسعت كتاب ربّ العالميــــــــن***وعند الأهل قد كــثر انتـــقادي
رموني في الشباب بكلّ عقم***وفي الــتّدريس قد عبـــثوا بزادي
فأضحى في الورى ذكري ضعيفا***وعطّلت العزائم في العـــبـــاد
////
أرى الفصحى بثورتها تجود***وسحر الضّاد يعشــــــــــقه الوجود
ورثنا العلم في القرآن فقها***وفيه الوحي يـــــــــــــطبعه الخلود
كتاب بالبيان أتى صريحـــــا***فبان الحقّ وانهزم الجحـــــــــــــود
وجاء الفتح بالفتوى مبينـــــــــا***يؤازر نصره الصّـــــــــــمد الودود
وقد أضحى به الإسلام شمسا***أشعّة نورها نعـــــــــــم وجود
////
أيا لغة العــــــــروبة لا تنامي***فإنّ الــــــنّوم أثّــــر في الأنـــام
أريدك أن تعودي عند أهلـــي***وحرفك في الرّفيع مــن المـــقام
فأنت الأمن في وطني وديني***وأنت النّور في غســــق الظّلام
أحبّك حبّ أمّـــــي في فؤادي***لأنّك في فـــــمي مسك الكلام
ولن أختار غيـــــرك يا لساني***لأنّي قد عشـــــقتك في غرامي
محمد الدبلي الفاطمي

والرّشوة اقتحمت كالدّاء أنفسنا

والرّشوة ااكتسحت كالدّاء أنفسنا
ظلّت مطامحنا في الأسر تنتـــــظر***والعمر يجري وعزم النّاس يحتضر
والباحثون عن الأحلام ما لبثــــــوا***أن أدركوا عبرا أدلى بها القــــــــدر
والمترفون بحلو الجنس قد فتنـــــوا***في غيّهم غرق التّفكير والبــشر
عجز أصاب عقول النّاس فانبطـــــحوا***مثل البــــهائم لا سمع ولا بصر
هاموا وراء حطام ليس ينفعـــــهم***واستسلموا لمــــعاش ليس يعتبر
وفضّلوا مغربا بالــــنّهب أرهـــــقنا***يكاد يسقط من أوجاعه الشّــــــعر
إذ عربدت لعنة الإرشاء في وطني***فصـــــــودر الأمل المعــقود والظّفر
وأجهضت صحوة في المهد فانطفأت***والشّعب في أمل الإقلاع ينتظر
في مغــــــرب بلغ التّزوير ذروته***وفي المــــــحاكـــــم كاد العدل يندثر
وفي الإدارة نهب النّاس ليس له***حدّ ولا مانـــــع بالزّجر يعتــــــــــــبر
أمّا السّجون فقد غصّت زنازنها***ومن يقول كفى بالســـوط يعـــــــتصر
وفي المدارس عمّ الغشّ فانتشرت***ثقافة أصبــحت بالغــــــشّ تفتخر
والرّشوة اقتحمت كالدّاء أنفسنا***والشّعب من فتن البلوى سينـــفجر
والسّاسة اعتمدوا التّسويف منذ متى***نهجا عقيما وجنح اللّيل معتكر
نهب من الشّطط الفتّـــــاك قهقرنا***يرعاه قوم على التّخريب قد فطروا
لا حلّ يرفع هذا الظّلم عن وطني***إلاّ إذا انتفض الإنــــسان والــــحجر
وأسقط الخوف من أعلى منابره***فــــــــــما يرى له في أوطــــانـنا أثر
دلائل محـــــــبرات عن جهالتنا***كالنّـــــار يخبر عن أهوالها الشّــــــرر
لو كان في النّاس ساع ومجتهد***لأصبح الكلّ في التّفكــــير يبـــــتكر
ولن يغــــــــيّر ربّي ما بأنفسنا***حتّى نغيّر ما في النّــــفس يســـتتر
لا يرفع الله قوما بلا ســــــبب***ومن أراد العلا حتـــــما سيـــــــــنتصر
محمد الدبلي الفاطمي

أكيد أنّنا لسنا عرب

أغيثوا ما تبقّى من حلب

لم الأنثى تكافـــح بالعراء؟****وتهجم بالفجور على الحــــــياء؟
تجرّد جسمها من كلّ ثوب***وثارت وحدها وسط النّــــــــــساء
وقد كتبت على الجسد ابتلاء***أشاع الرّعب في قصل الشّتاء
تنادي أمّة فقــــــــدت هداها***وفضّــــــلت الرّجوع إلى الوراء
وهذا حال مجـــــتمع مريض***يعاني في الشّـــعوب من الغباء
////
سأنشر في الجرائد ما يدور***وربّي إن أسأت هـــــو الغفـــور
كرهت بأن أعيش بلا انتساب***ولا أمل تجود به الصّــــــــدور
وأصلي في الوجود له امتداد***حضارته استـــبدّ به القــصور
وقومي قد أضاعوا المجد لهوا***فحلّ بأرضهم شـــطــط وزور
وإن أنت اختبرت وجدت جهلا***بقمّته التّبجّــــــــــــح والغرور
////
أغيثوا ما تبقّى من حلب***أغيثوا شـــــــعب حاضــرة الأدب
عروبتنا متاحفها بيان ***على استنساخنا هذا النّـــــــــسب
وعجز لساننا أقوى دليل***يؤكّد ما يقال عن العـــــــــــــــرب
كأنّ شعوبنا أعجاز نخل***تعامل في الخلائق كالـــــــــحطب
تصفّد بالتّسلّط في زمان***به الإنسان كافح فاكــــــــتسب
////
سألت عروبتي سرّا وجهرا***وقلت لها أريد العيـــــــش حـرّا
وفي يمناي حبر الكفّ جار***بأحرفه انتخبت النّظــــم شعـرا
مشى وركضت نحو الفجر أجري***وكان اللّيل ليلا مكفــــهرّا
وقلت له يعزّ عليّ أنّي***رأيت بها دجى الظّلــــــــــماء فجرا
فلا تحزن فقد رافقت حرّا***وحبرك في الورى سـيــظلّ فخرا
////
ألم يحزنك ما فعل اليهود؟***ونزعــم أنّنا عرب أســـــــــــود
حرام أن يراق دم الأهالي***ونرضى بالذي ارتــكب القــرود
تصيح ثعالب الإسلام غشّا***ويشحن من أراضيــها الوقــود
وإن أنت انتقدت القوم ثاروا***وجاء الزّجر تصحــــبه القيـــود
كأنّ شـــعوبنا من قوم عاد***يعاقبها الصّـــــــهاينة اليـــهود
////
سترجم أحرفي المتملّقينا***وتهجو بالبـيان المجــــرمينـــا
تركنا الذّلّ في الأوطان عارا***وسرنا في دروب الواهميـــنا
سمحنا لليهود بقتل شعب***وآزرنا الــــــــقرود المارقيـــنا
يهدّدنا ويوعــــــــدنا أبوهم***فيرعبنا وعـــــــيد الظّالمـــينا
كأنّ وعيدهم أضحى ابتزازا***ودعما لليهـــــود المــــعتدينا
////
أيا من ظلّ يسرع في خطاه***وعـيــــن الله ساهـــرة تراه
أما تخشى من الجبّار يوما***بمـــا تسعـــــــى يدوّنه الإله
أتعصي الله ظلما كلّ حين***وتنسى في الممات غدا لقاه
فتندم حسرة وتضيق صدرا***وتبكـــــــي خاسئا ترجو رضاه
تعضّ يديك من ندم ويأس***ولن يجدي أسى الباكي بكاه
محمد الدبلي الفاطمي

ومن فقد الهدى أضحى قزم

أروني كيف ينهض هؤلاء؟
حذاري أن تفكّر في السّفر***فأمر الــقمع في وطني صـــــدر؟
ستقعد عاطلا إن شئــت أم لا***لأنّ الرّزق في الدّنيا قـــــــدر
تعلّــــــــم أن تكون من الرّعايا***تفكّر في الرّغيف وفي الـمطر
فأنت مواطن إن كــــنت راض***بعيشك في المزارع كالبــــــقر
وأمّا إن أردت العيـــــــش حرّا***فأنت مشاغب فقد البصـــــــــر
////
أروني كيف هاجرنا القلــــــم***فجهــــــــل النّاس يقطر بالألم؟
تعلّم جـــــــلّنا من دون فهم***فصرنا في المدارس كالغنــــــــم
وصار الويل مشـــــتملا علينا***كأنّ الجــــهل من وطنــي انتقم
تعطّل فقهـــــنا في كلّ علم***ولم ينفــع ضـــــــــــمائرنا النّـدم
وهذا حالنا منـــــــذ انهزمنا***ومن فقـــد الهدى أضـــــحى قزم
////
أروني كيف ينهض هؤلاء***وهم رفضوا التّـــــــــفوّق في الذّكاء؟
رأيت من الغرائب ما دهاني***وأذهلني التّحرّش بالنّــــــــــساء
وهذا أخبث الأفعال رجسا*** واكثرها انغماسا في البــــــــــلاء
أساء لنا وجرّعنا المآسي***وأقنعنا بمـــــــــــــــــــــــرتبة الوراء
وأبشع ما احتملنا في الرّزايا***مقايضة التّعـــــــــــــــقّل بالغباء
////
بكيت دما على موت الرّفيق***كأنّي في الأسى مثل الغــــريق
أصابتــــــــنا من الأعــــــداء نار***فأحرقت الزّفير مع الشّــــهيق
تجرّعنا العذاب بلا شفيق***وقد فقد الشّفيق من الشّــــفـــيق
وجثّة من بجنب الدّار مــــلقى***بلا رأس بقارعــــــة الـــــطّريق
فما ولد يعود إلى أبــــــــيه***وقد هرب الصّديق من الصّـــــديق
////
تعبت من الكتابة في الظّلام***وضقت من السّـــماع إلى اللّئام
يئنّ الـــــصّدر من وجع اللّيالي***بأحرف محــنة سكنت عظامي
وفي نـــــفسي أراجع كلّ يوم***قبيل توجّــــهي صوب المـــنام
فما في العيش أقبح من نظام***بسوط القمع يضرب في الزّحام
وحظّي كان سلسلة وقيدا***وحبسا في السّـــــواد من الظّلام
////
تركـــــــنا في الوراء الأوّلينا***قطيـــــــــــــعا من ضباع الجاهلينا
نكيد لبعــــــــضنا ليلا نهارا***وفي الظّـــــــــلماء نرتكب المشينا
ونشـــــهد بيننا كذبا وزورا***ونحن من العباد المسلــــــــــــمينا
أليس النّهب للإنسان شرّا؟***وكيــــــــــــف نراه طبعا ساد فينا؟
ألا يا أمّة الإسلام قومـــــي***فنوم النّاس أفـــــــــــــقدنا اليقينا
محمد الدبلي الفاطمي

وأين تخبّأ العرب الأسود؟

وأين تخبّأ العرب الأسود؟
بقبّة صخرة الأقصى أنادي***وأرفع في الصّــــراخ وفي الأيادي
أنادي في بلادي كلّ يوم***وما سمع الصّراخ ولا المــــــــنادي
رأيت من الصّهاينة انتقاما***تــــــــــجسّد في ملاحقة الجهاد
وفي قتل الصغار من الأهالي***وهـــــدم بيوتهم برحى العتاد
وسلطتنا تحارب من تراهم***يكنّــــــــــــون الـــعداوة للأعادي
////
أحقّ أنّه انتصر اليــــــــــــهود؟***وأين تخبّأ العرب الأســـــــود؟
أحامي القدس والإسلام أقبل***فبــــيت القدس صادره القرود
أصيب العزم في الإسلام لمّا***أصابتنا المساوئ والجمـــــــود
أتتنا نكسة من جوف ليل***ظلامه قد أحاط به الجــــحـــــــــود
فأرخى في النّفوس سدول رعب***وهبّ الخوف فانتصر اليهود
////
نحبّ العنجهيّة والتّعالي***ونخــــشى أن نجيب على السّؤال
ونرتكب الفواحش كلّ يوم***كأنّ الفحش مفـــــــــخـرة الرّجال
رمانا الضعف بالإذلال حتّى***غدونا كالنّـماذج في المــــــــثال
فصرنا إن أصابتنا خطوب***بكينا في المـــــــــــحافل كالعـــيال
ومن لم يكسر الأغلال عزما***قضى العمر في مســح النّعـال
////
جمعنا في الحساب مع الكلاب***ومنّــــــا من يعـدّ من الذّئاب
سقطنا في القذارة فاتّسخنا***وطال الأسر في نفـق العـذاب
نجعجع في الحياة بلا طحين***ونفرح بالطّعــــــام وبالشّــراب
ومن لم يتّعظ بالغير أمسى***شريدا تائها خلف السّـــــــراب
فيا عرب الحواضر والبوادي***دعوا التّــــفكير ينهض بالشّـباب
////
تعلّم في الحياة بأن تبادر***وفكّر في الحصـــــــــاد ولا تـغامر
وكن بشرا بنور العقل حيّا***وغيّر ما استطعت النّفــس غيّــر
قبيح أن نراوغ ثمّ نبــكي***ونحن على السّواعد لم نشمّــر
وكيف ينام مضطجعا جبان***وفي اطمــــــــئنانه أبدا يفكّـــر
فبادر إن أردت العيش حرّا***ولن ترقـــــــى غدا إن لم تبـادر
////
نظمت إلى الورى شعرا مبينا***وكنت بما شهدته مستعينا
وصفت ضياعنا وصفا دقيقا***به الأفعال أنجبـــــــت المشينا
وعشنا كالبهائم تحت سوط***تسلّطه استباح الغاضبيـــــنا
ولم نقدر على خلع المآسي***وأسرى بالـــــحديد مكبّلـينا
ومن رحم المآسي سوف يأتي***صباح الخير منبسطا مبينا
                                ////
صراخي بينكم أضحى نهيقا***وشعري عندكم أمسى نقيقا
تعطّل في ثقافتنا التّحـــدّي***وبات الخوف في وطني رفيـقا
نراوغ كالثــــــعالب ليس إلاّ***ونعــــــــــــتبر العدوّ لنا شقيقا
وإنّ الضّعف في الإنسان ينمو***فيبدع في الورى بشرا رقيقا
فثــــــوروا يا عباد الله ثوروا***فثورتكم تعدّ لــــــــــــــنا طريقا
محمد الدبلي الفاطمي

نحبّ العنتريّة في الخصال

نحبّ العنترية في الخصال
إلينا النّهب في وطني يطيب***كأنّه في الــــــفساد هو الحبيب
نرى المسؤول ينهب كلّ يوم***لأنّه في الـــــــشّؤون هو الرّقيب
ويعتبر النّزاهة ليس إلاّ***مغالطة يمارســــــــــــــها الـــــــمريب
يطيب له التّلاعب دون خوف***ويفــــــعل ما يشاء ولا يجيـــــب
وإنّ النّهب تلو النّهب يطغى***كداء السّلّ بالــــــعدوى يصـــيب
////
نرقّع في الكلام بلا انقطاع***ونكذب في الحديث وفي السّماع
نشأنا في القذارة فاتّسخنا***وقد سقط القنــاع عن الطّـــــــباع
وبالحسد ابتلينا فانحططنا***كأنّ النّاس من جنــس الضّبـــــــاع
نراوغ كالثعالب ما استطعنا***بأقنـــــــــــــــعة تدلّ على الرّعاع
فكيف سنهتدي هديا سليما***وداء الــــــجهــــل أثّر في اليراع؟
////
نحبّ العنــــترية في الخصال***ونحـــــــــقر من تأدّب في الرّجال
ونبتكر التّـــــحايل والتّخفّي***ونبدع ما يسيئ إلى الفـــــــــعال
ثقافتنا تدلّ على انحـــــطاط***ترسّخ في التّــــــنفّس كالـسّعال
وأمّتنا تـــــــعيش بلا مصير ***وهم رفضوا الجواب على السّؤال
كأّنّ الجهل لم يعشق سوانا***فوجّهنا إلى مســـــــــــح النّعال
////
أمـــــــتنا أنفس الأحرار فينا***غداة سقــــــــــــــوطنا أدبا ودينا
أمتنا العزم بالتّــــسويف لمّا***تعطّل شرع دين المـــــــسلمينا
وكنّــــا الصّالحين بذكر ربّي***فأصبحنا في الفــــــــساد الأوّلينا
ألمّا تعلمــــــــــوا أنّا وصلنا***إلى درك اللّـــــئام الــــــــمارقينا؟
وأنّا قد أضعنا كلّ شـــــيئ***ونــــنكر أنّنا في الـــــــــــسّافلينا
////
سنفهم حين ينقشع الظّلام***بأنّ الويل أنجبــــــــــه اللّئــــــام
بغوا في الأرض كالباعوض لسعا***وفيهم طغمة سجدوا وصاموا
تراهم ينهـــــــبون بلا ضمير***وفي أرزاقـــــــــــــهم كثر الحرام
أجيبوني فإنّي في كلامي***رأيت الصّدق يعشقـــــــــه الكرام
وأمّا الصّمت عن وطن تردّي***فذلك في الحـــــــياة هو الظّلام
محمد الدبلي الفاطمي

فزاد الحيف وارتقت الغباوه

تدهورت الدّراسة في بلادي
نعلّم في المدارس بالهراوه***وذهن الطّفل ترعبه القــــساوه
ونجهل كيف نبتكر التّرقّي***وقد تعــــــــــب الصّغار من التّلاوه
تدهورت الدّراسة في بلادي***وعمّ الغــــــشّ مدرسة الهراوه
وهذا في الحقيقة سوء نهج***تغلغل في الفساد وفي الغباوه
فمن يصلح عيوب الغشّ فينا؟***ومن منّا ستــــرضيه الشّقاوه؟
////
نعلّم ما يعدّ من الــــــقشور***وكــــسب العلم يضعف بالقـصور
ألم تر سوء الفقه أضحى***جليّا في الحديث وفي السّــــــطور
وأنّ الغشّ أورثنا الـــــتّدنّي***فصرنا في المـــــــدارس كالقبــور
تجمّد فهمنا كمّا وكيفــــــا***وعشّــــشت الغباوة في الصّــدور
إذا ما الجهل سيطر في بلاد***تشـــــــــرّد أهلها خلف العصور
////
نلقّن نسلنا قيم الخــــضوع***ونجبرهم على حبّ الخـــــــنوع
ونضربهم إذا رفضـــوا وأبدوا***معارضة لظاهــــــــــــــرة الرّكوع
كأنّ خضوعهم أدب ودين***وموهبة تدلّ على السّـــــــــــطوع
وما قيم الهوان سوى امتداد***لقهر قد ترسّخ في الضّـــــلوع
علينا أن نصحّح ما استطعنا***لأنّ اللّيل يهزم بالشّمـــــــــوع
////
يسيطر في مدارسنا المدير***ويأمرنا بمـــــــــــــــــا أمر الوزير
وإن نحن اتقـــــدنا أو رفضنا***سيعصرنا المـــــــفتّش والمصير
كأنّ ثقافة التّركيع فيــــــنا***نظام لا يعارضه الحــــــــــــــــمير
وقد كثرت كلاب الصّيد لمّا***تقوقع خلف محنتــــــــــــه الأجير
نطيع أوامر الجهّال حتّى***ولو رفض المعلّــــــــــــــم والصّغـير
////
غرقنا في شذوذ المفسدينا***وهبّ اللّيل فابتلـع المبـــــــينا
فقدنا الجدّ في التّعليم حتّى***أتانا الغشّ فالتــــــهم اليقـينا
كأنّ ثقافة الغشّ استبدّت***فأنجبت البطالة في البنـــــــــينا
عليـــــنا أن نبادر إن أردنا***لنصــــــــــــــلح شأننا أدبا وديــنا
وأمّا إن عجزنا وانحططنا***سنرمى في المزابل أجمـــــعــينا
////
أروني جدّكم كمّا وكيفا؟***فلن تجدوا عدا زورا وحيفـــــــــــا
غرستم في الصّغار بذور غشّ***مفاسده ارتقت بردا وصيفا
وقلتم: إنّكم تسعون فعلا***لتنمية تعيد الصـــــــــــــفّ صفّا
ولكنّ الـــــنّتائج قد أقرّت***بأنّ الوهــــــــم زاد النّاس خوفا
وليس لأمّتي والله حلّ***سوى إصلاحنا كمّا وكــــــــــــيفا
                           ////
محمد الدبلي الفاطمي

نقبّل في الرّؤوس وفي الأيادي

أضعنا في مواطننا الأمانه
لم الحكّام في وطن العرب***أساؤوا الحكم فانتــشر الشّغب؟
يمارس جلّهم قمعا رهيبا***وفي أوطانهم كثر العـــــــــــــجب
وأمّا الغرب فالحــكّام فيه***يسوســــــــــــون الخلائق بالأدب
تراهم في تعاملهم عظاما***وليسوا في التّســـــــلّط كالعرب
سقطنا كالقذارة في المجاري***وصرنا في الحرائق كالحـطب
////
تحيط بنا الوساوس والكآبه***فنشعر بالحنيــــــــن إلى الكتابه
ونسأل هل هناك بزوغ فجر***يردّ على التّـــــــــــرقّب بالإجابه
ولولا فسحة الأمل انفجرنا***بفعـــــــل اليأس في نفق الرّتابه
وإنّ اليسر بعد العسر آت***فنخـــــلـــع ما يـــــــعدّ من الرّقابه
ونحيا كالطّبيعة من جديد***فتزهر في ضمــــائرنا المهـــــــابه
////
أنا العربيّ أرفــــــض ما أراه***وربّ الـــــــــــــنّاس لا ربّا سواه
أريد عزائما بالعــــــلم تحيا***ورؤيتها تجــــــــــــــــــــدّدها رؤاه
فما الإسلام إلاّ دين حــــقّ***ومن عـشق الزّنى أرضى هواه
كأمّتنا الّتي فقــدت هداها***فكدّر عيشها الصّـــــــــــمد الإله
وجرّدها من التّقوى فضلّت***وقد عكست ضلالتها الجـــــــباه
////
أفكّر في التّعلّم والدّراسه***ويحزنني التّأمّل في الــــسّياسه
تلوّثت الثّقافة في بلادي***فأضحت في النّوادي كالــنّجاســه
ومن عشق المعارف صار عبئا***وظلّ مراقبا تحــت الحراســه
كأنّ طبيعة التّفكير أمست***سبيلا في الحياة إلى التّــعاسه
ومن ظنّ التّحرّر مستحيلا***فذلك قد تشبّع بالخــــــــساسه
////
تسوس شؤوننا نخب الحثاله***لتقذف بالشّــباب إلى البطاله
توارثت المناصب والمعالي***وتلك برأيهم قيم الأصــــــــــــاله
ونحن كما ترانا منذ كنّا***نغيش على التّملّق والعمـــــــــــاله
نقبّل في الرّؤوس وفي الأيادي***ونرمى في القمامة كالزّباله
وتلك ضوابط دأبت علـــــــيها***إدارتنا المليئــــــــــــة بالحثاله
////
نفتّش كالكلاب على القمامه***ونرضـــــى بالإهانة والملامه
ونسرع كالذّباب إلى المجاري***لننعم بالقذارة في القــمامه
وإن هجم اليهود على الأهالي***رفعنا راية نرجوا السّـــلامه
وإنّ الصّمت دون الرّدّ جبن****وجبن الشّعب ترفضه الشّهامه
كأنّ شعوبنا أضــــــحت رقيقا***فضيّعت الشّــــهامة والكرامه
////
أضعنا في مواطننا الأمانه***وبدّلنا التّعهّـــــــــــــــــد بالخيّانه
نراوغ كي نفـــوز بكلّ صيد***ونرضى بالتّسلّــــــــط والإهانه
ونركع للـــــبغال ولا نبالي***ونفرح إن وصــــــــــــفنا بالرّزانه
وهذا حال من خدع الأهالي***وضيّع في تصـــــــرّفه الأمانه
فلا أهلا ولا ســـــهلا لقوم***تربّوا في الحياة على المهانه
محمد الدبلي الفاطمي