vendredi 29 janvier 2016

أغرّد بالبكاء وبالأنين

حقوق النّاس صادرها الطّغاة

ألا عودي فقد هرمت جهودي***وأعــــدمت الكثــير من الوعـــــــود

حســــــبتك أمّة فوجدت وهما***أحاط بها صــــــــهاينة اليـــــــــهود

أذاقونا عذابا قــــــــــمطريرا***بضرب النّار في وطن الجـــــــــدود

نمرّ من المعابر في صفوف***فيصفعنا اليــــــــهود على الــــخدود

وإن نحن انتفضنا أو عصينا***ســــــــيقتلنا الكلاب من الجـــــــنود
                                ////
لماذا عندنا جفّ الطر***وهــــــدّدت الزّلازل بالخــــــــــطــــــــــر؟

ألم ندرك بأنّ الشّـــرّ آت***وأنّ الله أبلــــــــــغـــــــــنا الخــــــــــبر؟

تجاوزنا الحدود وما انتهينا***وسرنا في الــــطّريق إلى ســــــــــقر

نكيد لبعضنا في كلّ شيئ***ونلـــــعب بالقــــــــضاء وبالــــــــــقدر

سنترك ما بنينا واكتسبنا***ويـــــــــــــــــــــــبقى ما يدلّ على الأثر
                            ////
أغرّد في الصّباح وفي المساء***وأسأل بالــــــــــقريض وبالرّجاء

وأبحث في المعارف عن لقاح***به الأمصال تصلح للـــــــــــشّفاء

فلم أعثر على ســــبب وجيه***يفسّر ما يـــــــــــقود إلى الغــــــباء

فوا أسفي على أدبي وأهلي***وواحــــــــــزني على دنس البــــغاء

ألم تر أنّنا صـــرنا رعاعا***فطال شــــــــــعوبنا قدر القــــضاء
                              ////
ألا يا أمّة الإسلام قومي***فنومك هكذا أغرى خصــــــــــــــومي

سقطت إلى الحضيض فكان عارا***تلحّف بالنّوائب والهــــــموم

يعيّرك اليـــــــــهود بكلّ سوء***ويفزعك التّوعّد بالهـــــــــــجوم

وفيك البؤس منتشرا بعنف***وفيك الجهل يفـــــــــــــتك بالسّموم

وما الإســـــلام إلاّ دين حقّ***ودن الحقّ يعرف بالعـــــــــــــــلوم
                                 ////
هل الظّلماء ليس لها نهار؟***متى قل لي سينـــــــــــــقشع الغبار؟

نقاد إلى الحياة بلا مصير***وفي أوطاننا يبـــــــــــــكي الصّغار

نقول لهم بأنّ الفـــــجر آت***مخافة أن يباغثنا النّهــــــــــــــــــار

وندرك أنّ سوء الحال فينا***سيــــــــــــــــــعقبه التّمزّق والبوار

فلا تحلم بعصر فيع عدل***لأنّ العدل يصــــــــــــــــــنعه الكبار
                             ////
أغرّد بالبـــــكاء وبالأنين***وأصرخ في الشّـــــمال وفي اليمين

أنادي في بلادي كلّ حيّ***تمــــــــــــــــــسّك بالأصالة واليمين

فقد بلغ الزّبى سيل عنيف***يهـــــــــــــــدّد في العواقب بالمشين

وما الإرهاب إلاّ داء شرّ***سيفتك بالسّـــــــــــــلام وبالمـــبين

ومن ظلم العباد بغير حقّ***سيذبح في الأخــــــــــير من الوثين
                             ////
حقوق النّاس صادرها الطّغاة***وفي أوطاننا انحـــرف الولاة

تغيّر كلّ ذي طـــــعم ولون***فضاقت في مواطننا الحــــــــياة

نسافر في الظّلام إلى المآسي***ونزعم أنّنا نـــــــــــــحن البناة

وهذا الوهم عند النّاس أضحى***سرابا يســـــــتعين به الطّغاة

ونحن كما ترى نشكو ونبكي***وضعف النّاس يصنعه الرّعاة

محمد الدبلي الفاطمي




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire