mardi 17 juin 2014

مطالبة العدالة بفتح تحقيق في قضيتي تعذيبي واغتصابي في مخفر أمني بالقنيطرة في المدّة المحصورة بين14/03/1972إلى30/05/1972

معالي السيد وزير العدل والحريات في حكومة صاحب الجلالة:

أمّا بعد وبناء على ما ورد في نصّ موضوع الشكاية أعلاه,أتشرّف معالي السيد وزير العدل والحرّيات برفع هذه الشكاية لكم ملتمسا 

فتح تحقيق في ما تعرّضت له من خطف وتعذيب واغتصاب على يد رجال الدرك الملكي والأمن الوطني بالقنيطرة جرّاء اتّهامي 

بالتّورط في إثارة الشغب والاعتداء على الممتلكات والأشخاص غداة إقدام الجيش على محاولة قلب نظام الحكم في المغرب بالصخيرات

في تاريخ 09/07/1971.وقد كنت حينها تلميذا أتابع دراستي بثانوية محمد الخامس بالقنيطرة.

ففي صبيحة يوم الثلاثاء 14/03/1972.توجّهت كعادتي إلى الثانوية حيث أدرس .كانت السّاعة حوالي السّابعة والنّصف .وصلت إلى 

باب المدرسة ووقفت أدردش مع بعض تلامذة الصفّ دون علمي برجال الأمن الذين كانوا يترقّبون الفرصة لاختطافي علما أنّ باب 

الثانوية كان مكتظا بالمتعلّمين,والكل ينتظر رنين جرس الدخول.وفجأة حاصرني رجال يرتدون ألبسة مدنية فأمس أحدهم من 

الخلاف,وآخر قيّدني من اليدين وسحبت في لمح البصر إلى سيارة وصلت بسرعة ثمّ انطلقت إلى المخفر المشؤوم.كنت مذعورا لا 

أعرف ما الذي يحدث.سألت وأنّا مكمّم العين :إلى أين نحن ذاهبون؟ ومن أنتم؟فأجابني أحدهم قائلا:اخنا غادين لخريبكة.ثمّ جاءتني ركلة

 بالرّجل إلى وجهي ,وتعاقبت اللكمات والركل وأنا طفل في السّنة السابعة عضر من عمري.وبعد مدّة وجيزة,شعرت بتوقّف السّيارة التي

كانت تقلّنا ثم أنزلوني معصوب العينين واقتادوني  حتّى وجدت نفسي بجوف فبو غارق في الظلام..تلّمّست بيدي من الخلف لأنّي كنت

مقيّدا ومنبطحا أرضا.وباعتمادي على حاسّة اللّمس وصلت إلى وركّزت سمعي فإذا بي أسمع أنينا فأدركت حينها أني بين فكّي

كماشة.وما أن عسعس الليل حتّى سمعت المفاتيح الحديدية تخشخش وأقدام تقترب دقات خطواتها.إنّهم الجلاّدون قادمون.تروّعت أحشائي

وتبوّلت على ملابسي من كثرة الهلع والرّعب.وفتح الباب الحديدي ,فشعرت بالأيدي تتسلّل لفتح سروالي.ثمّ خاطبني لئيم منهم قائلا:أنت

غزال .أحسست بالرعب يتغلغل في كياني.إنّها أيادي تعمل على سحب سروالي منّي.تعالى صراخي ولا أحد من الجلاّدين أنّبه

ضميره..شممت رائحة الخمر فأدركت أنّهم سكارى.وتركوني معلّقا ثمّ غادروا القبو.وتحت ضغط هذا القهر العنيف,واستسلاما لإرادة

التّخلّص من هذا الغذاب المهين,قرّرت الانتحار وشرعت في التفكير لتنفيذ ذلك.وفي إحدى الليالي السّوداء عثرت على قنينة زجاج

فكسرتها وأمسكت برأس القنينة المكسور وبدأت في تمزيق جميع أنحاء جسدي ظنّا منّي أنّ استنزافي سيخلّصني من الحياة.وبعد مدّة

قصيرة فقدت وعيي حتّى وجدت نفسي في المستشفى تحت الحراس وأنا راقد ومربوط مع السّرير.وحالما أنهوا إسعافاتهم الأولية

أعادوني إلى المخفر لكنّهم غيّروا من أسلوبهم المتوحش ولانت طبائعهم لأني كنت عازما على الرّحيل من الحياة.وفي صبيحة يوم من

أيّام شهر مايو1972.نقلت إلى الرباط وسلموني إلى أمن الرباط لتبدأ سلسلة جديدة من التحقيقات.وبعد مرور أسبوع  نقلوني إلى

المحكمة ومنها إلى السّجن المدني المسمّى لعلو بالرباط.

وها أنا اليوم وبعد مرور أربعين عاما على هذه المآسي أجد نفسي مرغما على الكلام وكشف ما تعرّضت له من تعذيب واغتصاب

على أيدي رجال الأمن المجرمين الذين سمحوا لأنفسهم بارتكاب هذه الأفعال المتوحشة باسم القانون.وقد سبق لي تقدّمت لدى كلّ

من هيئة التحكيم المستقلّة للتعويض وهيئة الإنصاف والمصالحة.لكنّهم جميعا كانوا بغضون الطّرف عن فتح تحقيق جاد في

الموضوع.ونظرا لوجودي في منطقة الريف أزاول مهنتي كأستاذ لم أكن قادرا على التّوفيق بين واجب العمل وتنقّـلي من الناظور إلى

الرباط.ففضّلت نشر ما وقع لي في الجرائد والمجلاّت وفي كلّ مكان استطعت الوصول إليه.وسأظلّ كذلك حتّى أنصف أو أموت.


                    التوقيع:محمد الدبلي الفاطمي

أكاد أخـــــــــنق والــــجلاّد يعــــــــــصرني

سلوا فؤادي بعقر السّجن كم صبرا****وكم تحــــــمّل جلد السّوط واعتصرا

تخطّفتـــني صروف الدّهر في صغر****وكنت طفلا رماه الظّلم فانكـــــسرا

وألقي القبـــــض عنّي في مظاهرة****إثر انقلاب أراد السّـــــــطو فاحتضرا

ففرّ أهلـــــــــــي بياتا من منازلهم****لمّا رأوا مغربا بالظّــــــــلم قد سكرا

فرّوا مخافة أن يجـــــــــتاح خيمتهم****إعصار أمن بدين الحــــــقّ قد كفرا

وصرت أعـــــــمى بقبو لا أرى أحدا****سوى أنينا أصاب القلب فانشـــطرا

وجاء دوري فسال البول من جسدي***وراعنــــــــــــي هلع ما كان منتظرا

رفعت رأسي إلى الرّحمان ملتمسا****وقف العــــذاب وكان الأمر قد صدرا

وجرّدوني من الأثواب واغتـــــــصبوا****براءتي سفها والنّــفس والقـــــدرا

وعلّقوني بحبل فوق مقــــــــــصلة****وأقعـدوني على الحازوق فانكسرا

صبّوا على جسدي بركان قسوتهم****وحــــــوّلوا البدن المــــكلوم مختبرا

في مخفر طــعن الجلاّد جاعرتي****بهتك عرضي فمات الحسّ وانصهرا

واسوء حظّ كـــواه الظّــلم في صغر****فـــــــكان كيّا أمات السّمع والبصرا

أبيت ليلي برعــــب الخوف مرتعشا****ونبض قلبي بهــول العنف قد كفرا

أكاد أخـــــنق والجـــــلاّد يعصرني****والسّوط يرقص فوق الجسم مزدهرا

أضحى صراخي عجوزا رهــن أقبية****حيـــــــــطانها حملت آثار من عبرا

ما حيلتي ووحوش الإنس تنهشني****والدّمع يسقط مثل الغيث منهمرا؟

لم يرحموني طوال الأسر عندهـمو ****بل جرّعـــــوني حميما كان منتظرا

وقال فـــــيهم لئـــيم :حان موعدنا****خــــذوه فورا إلى المغنى فقد نكرا

واصلوه نارا بســـوط الجلد حامـية****تعطيه درسا من التعذيب مخــتصرا

واستنطقوه بعـــيد الجلد منبطحا****حتّى يقـــــــول لنا التّفصيل والخبرا

وعذّبوني عذابا شـــــكّ جاعرتي****وشلّ جسمي فضاق الصّدر وانفطرا

وساء حالي وكاد اليأس يــــقتلني****حيــــن اعتقدت بأنّ الأمر قد صدرا

لولا مخافة ربّي يوم يبعـــــــــثني****كنت انتقلت إلى الأموات منـــتحرا

محمد الدبلي الفاطمي: أستاذ متقاعد الهاتف0636654406








Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire