أنــــــا الـــولــد الـــــمــــهــــذب فـــــي الخــــصــــال

أنا الولد المــــهذّب في الــــخصال

أنا الطّفل الطّموح إلى المعالي***أنا الولد المهذّب في الخصال

أنا التّلـــــــميذ أحترم التزامي***وأرغب في الصحيح من الفعال

أقوم إلى الدراسة كلّ صــــــبح***ومحفظتي على كتف النّضال

فأغسل باليدين جميـــع وجهي***ووالدتي تراقب فـــي انفعال

وأشــــــــرع في تناول ما أعدّت***بمائدة الفــــــطور من النّوال

وبعد الأكل أنهــــــض في حبور***وذاكرتي تفتّــش في خيالي

فأســمع من ينادي من رفاقي***وأشــعر بالسّــــرور ولا أبالي

أصافحهم جميعا في انتـــظام***كما يجـــري اللقاء مع الرّجال

وننطلق ابتــــــــغاء الفقه كدّا***ونحو الفوز تدفــــعنا المعالي

وعند الباب نجتــــــمع انتظارا***ونسعد بالتّدافع في المــجال

فندخل مسرعين إلى صفوف***تشكّل رســـمها عبر اللّيالي

وتنتـــــــظم الصفوف بلا عـناء***إذا دقّ المنـــــبّه في الزّوال

معلّـــــمنا يبـــــــادلنا التّحايا***ويبدأ في الشروح وفي الجدال

فيحــتدم النّقاش عن القضايا***وتنشــــــرح الصّدور بلا انفعال

ويأخذنا المـــــــدرّس باقتدار***إلى الإبحـــار في فلك السّؤال

وتتعبنا السّباحة في بحــــور***بموج العلم تصــعب في النّوال

بمدرستي اكتسبت العلم نورا***فصار النّور متّـــــسع المجال

وزال الوهم من خلدي صـــغيرا***ففكّ العقل من صفد العقال

وراح الفــــــــــكر مخترقا فضاء***بحرف الضاد أوهبني ارتجالي

فكان العشق للأشـعار سـحرا***وسحر الشعر يوصف بالجلال

قرأت شعر الأوّلين فزدت قدرا***وزاد العشق في خلدي وبالي

وذاكرتي تعـــــــقّبها اختياري***فأرغمها على غزو المــــحال

فجاء الخطو مكتـــــملا بكدّي***وجاء النّظم منـــــفرد الجمال

محمد الدبلي الفاطمي