mardi 14 janvier 2014

ألسنة الحكماء في مفاهيم ذوي الألباب والعقلاء

                           ألــــســـنـــة الحــــكماء في مفاهيم ذوي الألباب والعقلاء



قال أبرويز لكاتبه:إعلم أنّ دعائم المقالات أربع،إن التمس لها خامس لم يوجد.وإن نقص منها 
                   

واحد لم تتمّ.وهي سؤالك الشّيئ،وأمرك بالشّئ،وإخبارك عن الشّيئ،وسؤالك عن الشيئ.فإذا طلبت فاسجح،وإذا سألت فأوضح،وإذا أمرت فأحكم،وإذا أخبرت فحقّق.واجمع الكثير ممّا تريد في القليل ممّا تقول.

 وقال الحكماء:الإخوان ثلاثة،أخ يخلص لك ودّه،ويبذل لك رفده،ويستفرغ في مهمّك جهده.وأخ ذو نيّة يقتصر بك على حسن نيّته،دون رفده ومعونته.وأخ يتملّق لك بلسانه،ويتشاغل عنك بشأنه،ويوسعك من كذبه وأيمانه.

 قال بعض الحكماء لابنه:يابنيّ تعلّم حسن الاستماع كما تتعلّم حسن الحديث.واليعلم النّاس أنّك أحرص على أن تسمع منك على أن تقول.فاحذر أن تسرع في القول فيما تحبّ عنه الرجوع بالفعل،حتّى يعلم النّاس أنّك عل فعل ما لم تقل أقرب منه إلى قول ما لم تفعل.

 وأنشد بعض الشعراء فقال:

               ياأيّـــــــــــــها الرجل المعلّم غـــــيره****هــــــلاّ لنفسك كان ذا التّــــعليم

               تصف الدواء لذي السّقام وذي الضّنى****كــــيما يصـــــــحّ به وأنت سقيم

              ونراك تصــــلح بالـــرّشاد عقـــــــولنا****أبـــــدا وأنت من الرّشاد عـــــديـم

              فابدأ بنفسك وانـــــــهها عن غيّــــــها****فإذا انتهــــــت عنه فأنت حكـــــيم

              فهناك يقبل ما تــــــقول ويهـــــــتدى****بالــــقول منك وينـــــفع التّـــــعليم

              لا تنــــــه عن خلق وتأتي مــــــــــثله****عار عليك إذا فــــعلت عـــــــــظيم
 

                                                                                 محمد الدبلي الفاطمي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire