وما الإرهاب إلاّ هول ليل

وما الإرهاب إلاّ هول ليل

عقيم أنت يا نسل العرب***ألفت العيش في وسط الشّغب

وفكرك لم يعد فكرا سليما***كأنّه في الحيـــــاة من الحطب

أضعت الضّاد فانهزمت رؤانا***وعمّ السّحت فاتّسع الغـــضب

وها نحن انزلقنا نحو غيّ***به الدّهـــــــــــــماء طوّرت الطّرب

وما الإرهاب إلاّ هول ليل***وعربدة الفساد لدى العــــــــــرب
////
سقطنا في السّبات مصفّدينا***فجرّعنا الأســــى كدرا وطينا

نقاوم في الهوان ونحن موتى***ونعتـــــــــقد اعتقاد الصّابرينا

وهذا أقبح الأوضـــــــاع سوءا***بمجتـــــــمع أشاع الغيّ فينا

فقدنا الحبّ في الإنسان لمّا***فقدنا في الهـــــدى أدبا ودينا

وأصبحنا سماسرة الأعادي***نبيع نفوســـــــــــــــنا للمارقينا
////
أيا عرب السّفاهة في بلادي***لماذا تركعــــون إلى الأعادي؟

بنى الأسلاف بالإسلام مجدا***وجاؤوا بالعــــــــلوم وبالرّشاد

وقد تركوا لنا أدبا نفيــــــــسا***تجسّد بالتّفــــوّق في السّداد

وأبلوا في تحضّـــــــرهم بلاءا***تقدّمه التّمـــــــدّن في الجهاد

فجئنا بعدهم بعقـــــــيم لغو***تحوّل بالعقـــــــول إلى الفساد
////
فقدنا الفقه في كلّ الأمور***وأبدعنا الخســـــــيس من الفجور

نساق إلى الدّناءة كلّ يوم***وقد جثم البخـــــــور على الصّدور

ونركـــع كالجمال ولا نبالي***بفعل ســــــــــقوطنا خلف الغرور

فعشنا في الحياة على هوان ***وذلّ قد ترعرع بالقـــــــــــصور

لذلك أصبـــح الأعراب قوما***ثقافتهــــــــــــــم تعدّ من القشـور
////
ألا يا أمّة الـــــقرآن قومي***وقومي بالتّبــــــــــــــحّر في العلوم

فنومك يستعين به الأعادي***وجهلك جرّنا نحـــــــــــــو الهموم

ألا قومي فنحن اليوم تهنا***وساء الحال من شرب السّـــــموم

وكيف سنستطيع علاج داء***تغلغل في الخصوص وفي العموم؟

ألا يأمّة الإســـــلام قومي***وكوني كالنّســـــــــور مع الخصوم
                               ////
لماذا لا نفكّر في المصير***ونقنع بالقليل من الشّـــــــــــــــعير؟
لماذا نعبد الإنسان فيـــنا***وربّ العرش أوعد بالـــــــــــــسّعير؟
أليس الشّرّ أن نبقى ضعافا***نعامل في الورى مثل الحــــمير؟
وكيف سنهتدي واللّيل داج***وقد غلب الزّمان على الفــــــقير؟
وما رفع التّحدّي مستحيل***إذا الإنسان فكّر في المــــــــصير

محمد الدبلي الفاطمي