أحــــــسّ بــــأنّــــــنــــي فـــــي قـــــوم عــــــاد

أحــــسّ بأنّــــني في قـــــوم عاد

أفضّل أن أكون من الحــــمير***لألتهم الحشيش مع الشّـــــــعـير

وأنسى أنّني بشر عقـــــــول***لأنّي قد غـــــدوت بلا ضـــــمـير

كرهت العيش في أهلي مهانا***أقبّــــل دائما كـــــــــــفّ الوزير

نشأت على المهانة في بلاد***بها الأقوام تــــركع كالبـــــــــعير

وصرت أعدّ نفسي مستباحا***وجحشا من تلامـــذة الحــــمير
////
أحسّ بأنّنـــي في قوم عاد***وقد نشروا المفاسد في البــــلاد

أباحوا الخسف في الأوطان جهرا***وبالوا فوق جاعـــرة الرّشــاد

زمان شاع ظلم النّاس فيه***وفيه المال ساهم في الفـــــساد

يروّجه سماســــرة دعاة***بديــــن الله قد نهبـــــــــــوا بلادي

تراهم في المساجد كلّ وقت***فتحــــــكم أنّهم خير العــــباد
////
أرى التّحرير أمرا مستحيلا***وقد تعــــــــب الورى قالا وقــــيلا

نعدّ الشّعب كي يبقى جبانا***ونمنــــحه الوسائل والدّليــــلا

ندرّسه التّـــــجسّس كلّ يوم***ليـــــصبح بيننا شعبا عمــــيلا

ونزعم أنّنا لسنا عبــــــــيدا***وشعب البطن قد فقد السّبــيلا

ومن فقد الكرامة ظلّ عبــدا***لغيــــر الله منبــــــــطحا ذليـــلا
////
أرى أنّ الحـــــــمار له اعتبار***وســـــــــرّ اللّيل يكشفه النّهار

وأمّا الرّاكعـــــــون لغير ربّي***فهذا في النّهى شطـــــط وعار

وأقبح ما فعلـــــنا ما ارتكبنا***من الأشرار يحــــــــجبها الغـبار

وقد جمع الحساب لنا جميعا***وبان الحقّ فانــــسدل السّتـار

غزتنا عبر نهضتها شـــــعوب***بإمــــــــــرته عوالمــنا تـــــدار

محمد الدبلي الفاطمي