ألا ي أمّة القرآن فيقي

ألا  يا أمّة  القرآن  فيقي


بكت أمّ المـــــــدائن يا سعاد***وبيت الله دنّسه اليــــــــــــــــــهود

وبال الجهل فوق المجد جهرا***وخرّبت العـــــــــــــــــــروبة والحدود

وهاجمنا التّسلط في بلادي***وشرملنا التّقهقر والفـــــــــــــساد

نعيش كما البهائم في زمان***يجمّله التّـــــعلّم والجـــــــــــــــهاد

ونعلف من شعير الغرب دوما***وبين صفــوفنا كـــــــــــــــثر الجراد

وقدس الشرق صادرها نعاج***بمجتــــمع يغلّفه الـــــــــــــــسّواد

ومن وجدوه حرّا مستـــقيما***تعقّبـــــــــــــــه المبـــــلّغ يا سعاد

نظمت الشعر من أدبي شعيرا***وفنّ القول يصــــــــــنعه الرّشاد

وكان الشّـــعر في بلدي حراما***وفنّ الإفك تتقــنه القـــــــــــرود

وقالوا في القريض سفيه قول***فأصبح في المدارس لا يجـــــاد

فما اكتسب المعارف قوم لوط***إذا الإقبال عطّـــــله الفــــــساد

كرهت العـــجز في أبناء ديني***وعجز النّاس يصــــحبه الكساد

ألا يا أمّـــــــة القرآن فيـــــقي***ففـــــــــكــــــرك قد ألمّ به الرّقاد

غزا الشّـــيطان مجتمعا أصيلا***فأصبح في الورى علنا يســـود

وجرّدنا اليهـــــــــود من المزايا***وحكم الفرد يقبلـــــــه العـــبيد

فأضحى الفكر  في  وطني لقيطا***وعمّ البؤس فانتحر الرّشاد

إلهي لـــــــست أدري ما دهاني***فعين العقل أغلــقها العـباد

فـــــــــــــــهل يا فاطر الأكوان نحيا***كما تحيا الزّواحف والــقراد

         محمد  الدبلي الفاطمي

لا يـسـتـوي الـجــهـّـا ل والـعـقــلاء

لا يـســتــوي الـجـــهّــال والـعـــقــلاء

لــــيس الأنام عقولهم أكــــفــاء***لا يستــــــوي الجـــــهّال والعــقــــــلاء

إذ قالــــها ربّ العـــــباد صراحــــة***لايستوي الإشراق والظّـــــــــــــلمـاء

ولئن تطاول بعــــضــــهم بحطــامه***واســـتعبدت أفكاره الأهــــــــــــــواء

ورأى اهتمامه بالتـــكاثر فـــــطنــة***حين استــبدّ بنفــــــــــــسه الإغراء

فانساق خلف ضلاله متــــــعجرفا***والجهل يرعي خــــــــــبثه الجهــلاء

عار علــينـــــا أن نمـــــــثّل أمّـــــة***تاريخــــــها أفـــعال وأســـــــــــمــاء

أرسى دعائمها الكــــــتاب وقادها***أسيادنا الأحــــــرار والـــــــــشّرفــاء

من جدّهم نشأت حضارتنا الّتـــي***يزهـــــــــــــو بها التّحرير والإنشــاء

قادت مسيرتها العروبــــة وارتـــقى***بلسانها الـــــقرآن والفــــقـــــــهاء

من نسل إسماعيل أشرق صبحها***وتحـــــــضّرت ببـــــــــيانها الصحراء

وتناثرت بين الشعوب فأنــــــــجبت***أدبا رفيـــــــعا صاغه الـــــــشعــراء

ومعارفا بالمـــــكرمات تفـــــــــجّرت***عن فطنة أعلامـــــــــــــــها الأدباء

أحيت مناهــــلها الخــــــلائق كلّها***وتــــــناقــــلت آثارها الأنبـــــــــــاء

حتّى إذا لحق الهـــوان بأهــــــلها***سقطت بهم في الخــندق الأهواء

فقدوا الحضارة والنّبوغ وأصـــبحــوا***دولا يسوس شعوبها العــــــــــملاء

وتفرّفوا شيعا يقارع بعضـــــــــهــم***بعــــضا كما يتـــــقاتل الأعـــــــــداء

فتحوّل الوطــن الكبــــــير إلى قرى***وأصــــــــــابه في النّائبات بـــــــلاء

لا خير في شعب تقهــقهر شأنــه***وبه العــقول أهــانـــــــــــها الإقصاء

أوليس من ضعف الـعزائــم أن نرى***أوطاننا يلـــــــــــــهو بها السّفــهاء

محمد الدبلي الفاطمي

أبــي الـمــرحــوم أثّــر فــي كــيّــا نــي

أبي المرحوم أثّر في كيّاني

أبي أنت المعــــــــلّم والمدير***وأنت لأسرتي الشّرف الكبير

وأنت من المكارم في حياتي***وفي لمساتك الحبّ الكثــير

منحت طفولتي أملا مضـــيئا***وكنــــــــــت معي أبدا تـسير

تلاطفني وتسعد بابتسامي***وتسألني إذا ظهـــــــر المـــثير

أقبّل رأسك الميمـــــون صبحا ***فأشعر أنّنـــــــــي حقّا أطير

وحين أصابني المكروه أضحى***حزين النّفس أتعبه المـــصير

رآني في السّجون وكان يبكي***وكنت أراه يرفــــض ما بدور

أبي الـــــمرحوم أثّر في كيّاني***وأصبح قبلتي به أستجــير

أناديه الصّـــــباح وفي المساء***فأشعر بالرضى جنبي يسير

بحبّه أستعـــــــيد قــواي دوما***وأعلم أنّه السّـــــــــند الكبير

وما أبتي ســـــوى رجل كريم***وفي خلدي المكافح والصّبور

وفي أبوّته اكتشفت نفـــسي***ومن لمساته انشرح الضمير

تحمّل نكبــــــــتي بعظيم صبر***وظلّ بجانبي أبدا بشـــــــير

يطمـــئنني كلامه في الحديث***وفي دعواته الخير الكثــــير

وحين قضى شعرت بليل يتمي***كأنّه طالني سقم خطــــير

إلهي والدي رجل لطــــــــــــيف***وأنت بقلـــــــــبه ربّ خــبير

دعوتك يا إلهي في صـــــــلاتي***بأن تجنّبه انتقامك يا بـــصير

وأن تعـطيه مــــــــــــنزلة توازي***جزاء أب تعذّب يانصـــــــــير

وأعتقد اعـــــــتقادا في فؤادي***بأنّ نعيم رحمـــــــــتك كبيـــر

محمد الدبلي الفاطمي

رمــيـتــك يا فــــــــــؤدي فـي جــــحـــيـــــم

رميتـــك يا فــــؤادي فــي كهــف جـــــمر

ظلمتك يا فؤادي في جهادي***وسقتـــــــــــــك للكـــــــفاح مع العباد

وكنت تحبّ فاتـــــنة العذارى***وكنت أرغب في الدّفاع عن البـــــــلاد

حرمتك من ربيع العمر عمدا***وحبّك للــــــــــــحياة كوى ابـــــــتعادي

وبعتك للنـــــضال غداة وعيي***بظاهرة الّتّخــــــــــــلّف والفـــــــسـاد

فكان السّجن جائزة اندفاعي***وهبّ البـــــــــؤس مخـــــــترقا فؤادي

رميتك يا فؤادي في كهف جمر***فأحرقك التّســــــــلّط في البــــــلاد

وما شئت العذاب ولا اعتقالي***وكيــــــــف يروق لي قهــــــر اجتهادي

ظلمتك إذ حرمتك من شباب***بحبّ الحـــــبّ ترســــــــــــمه الأيادي

وكم سقطت دموعك مثل غيث***تساقط في الحــواضر والبــــــوادي

تبيت على البكاء وأنت طفل***ونبضك قد تحنّــــــــــــــــــط بالـسّواد

قضيت شباب عمرك في سعير***وعذّبك االـــــــطّــغاة على الجــهاد

فسامحني على قدر أتاني***وأسقطــــــــني أســـــيرا في بلادي

فها أنت اليوم قد عدت حرّا***وما منـــــــــعوك من كــــشف الفساد

فواصل سعيك المـحموم شعرا***وغـــرّد في المدائن والــــــــبوادي

واصعد إلى قمم الجبال بلا خشوع***وانشر قريض نظمك في الــعباد

وداوم شــــــــكر ربّ العـــــــــالمين***فأنت قد انتصرت علــى الرّقاد

محمد الدبلي الفاطمي

أعجبني ·  · مشاركة

أنا المـــــــلك المــــــــسيطر في بـــــــــــلادي

أيا ملــك البـألاد أقــول جــهرا

أيا ملك البلادأقول جهرا:

سلوا عيني غداة رأت سرابا***وفي خطواتها لقيــــــــــــت عذابا

بكت دمعا فأمطـــرت اللّيالي***بحزن القلب إذ فقــــــد الشّـــبابا

وآثرت التّــــــجلّد في جحيم***بنار القـــــــهر أحرقني انـــــسيابا

وكم فكّرت في أمر انتـــحاري***وكان الــــعقل يرفض أن يصـــــابا

سألت الحاكمين عن اعتقالي***فجاء الردّ في نظــــــــري انقــلابا

وساء الحال واتّســخت ظنوني***بعنف فاجــــر قــــــــــتل الرّقابا

أنام طوال ليـلي فـي عذاب***وأصبح في الأسى أحـــكي العقابا

وكنت رفعت ظلمي مستجيرا***إلى ملـــك البـــــــــلاد ولا جوابا

وهذا زاد من ألمــــــــي كثيرا***وقد تعب الــــــفؤاد أســـى وتابا

بلاد الظّلم ليس لها مصــــير***ولن تصل المـــعالي والنّــــــصابا

تسلّطت الكلاب على بلادي ***فأفسدت المصالح والحـــســــابا

وجرّعت العباد حميـــم ظلم***وعطّـــــــــــــــلت العدالة والجوابا

وأصدرت الأوامر واســـتبدّت***وما فعلـــــــــــــوه قد فاق الخرابا

إذ اغتصبوا الطفولة في سجون***زنازن جوفها امــــتلأت عـــذابا

وعذّبت النّفوس بغـير حقّ***ومات النّاس في وـــــطني احتسابا

وبال الكلب فوق العدل بولا***أهان به العدالة والعقــــــــــــــــابا

فهل ملك البلاد رأى الضحايا؟***وهل سمع المعذّب والــــمصابا؟

أيا ملك البـــــــلاد أقول جهرا:***أتيتـــــــــــك راجيا عـــدلا صوابا

فهل سأنال حقّي في حياتي؟***أم العدل المبين ســــــلا وغابا؟

محمد الدبلي الفاطمي

www.facebook.com/pages/الكنز-المدفون/449136811873845

ألا يا نا ظم الأشعار مهلا

ألا يا ناظم الأشــــــــــــعار مهلا


نظمت الشّعر متل الأوّلينا***وفيه ســــــــــــــــــلكت درب المحدثينا

ومن أدبي منحت الضّاد حبّي***وكنت قبيله بشــــــــــــــــــرا حزينا

ركبت بحور النّـــــــــــــظم صحوا***وفي أمواجها غصت المــــــــعينا

ورحت أفتّـــــــــــــــــش عن كنوز***يساوي قدرها ثمـــــــــــنا ثمينا

وجدت من الــــــــجواهر كلّ صنف***ومن تبـر الهـــــــــدى أدبا ودينا

دواوين قـــــــــصائدها مــــــــــــروج***وشعر رجالها غلب الــــسّنينا

ألم تر كيف كان الـــــــــــــشّعر حرّا؟***وكيف أنار فكر المبدعيــــنا؟

ويطرب في الــــمجالس كلّ نفس***فيخرج سحره الدّاء الدّفينـــــا

تفضّل ربّنا فكســـــــــــــــــاه وحيا***به القرأن قد قسم اليــــميـنا

وأصبح في الـــعروبة مثل شمس***نهار شعاعها ابتلــــع القــرونا

لسان الضاد أبحــــــــــر بي بعيدا***فكنــــــت أزور عصر الأقدميـنا

وأقرأ شـــــــــــــعرهم فأحسّ أنّي***سقيت بنـــــور فقه الأوّليــنا

عباقرة بفنّ النّــــــــــــــظم جاؤوا***وأبــــدع فكرهــــم أدبا رزينـــا

ألا ياناظم الأشـــــــــــعار مهلا***فشعر الضاد ما هجــــر العريــنا

سيبقى في فؤادي مستقّرا***وفي خلدي أضيئ به الجـــبــينا

وفي الإلقاء أمنحه شــعوري***كأنّـي طائر غـــــــــــــــنّي حزينا

محمد الدبلي الفاطمي

/www.facebook.com/pages/الكنز-المدفون/449136811873845

أبــا ئـعـة الـزّهــور كــفــى هــروبـــا

فهل ستعود بائعة الزّهور؟

أبائعة الزّهور متى الرّبيع؟***متى يأتي المصوّر والمــــــذيع؟

رأيتك قد رحلت إلى البوادي***يرافقك المــــرتّل والسّــــميع

وفي عيــنيك أحلام العذارى***وفي حديثك الأدب الرّفــــــيع

رأيتك ترحلـــين فضجّ صدري***وبدّد فرحتي الخبر المـــــريع

وكنت كمن تعثّر في ظلام***فجمّد خطوه البرد الصّــــــــقيع
                                    ////
أبائعة البنفـــــــسج والـورود***ألا عودي فقد بليت عـــهودي

فمنذ أن استبدّ بنا النّصارى***وسنّوا العار طلّقـني جــــدودي

وجرّعـــني الهوان الذّلّ جهرا***وأخرجني الزّمان من الخــــلود




تعبت من التّرقّــــب كلّ ليل***وليل الظّلم أثّر في وجـــــودي
 
فهل ستـــــعود بائعــة الزّهور؟***وقد قال المـعلّم لن تعـودي
                                        ////
أبائعة الزّهور كفـــــــى هروبا***دعي الوجل المدجّن والعيوبا

فمنزلك اســــتقرّ به الأعادي***وجاء الغـــــول فابتلع القـــلوبا

وفي فصل الشّتاء بكت بلادي***وعاد القهر فانتهك الشّــــعوبا

وبال النّهــب فوق العدل جهرا***فما ترك البــــــيوت ولا الدّروبا



وفي وطني تعدّدت المآسي***وكان البطش قد نشـــر الكروبا
                                       ////
أبائعة الورود فقــــــدت صبري***وحاصرني الظّلام فحار أمري

أقلّب نظرتي في عيش أهلي***وأرفض أن يطول ظلام قبري

ألا عودي فهجرتك استمرّت***ووحشتك استقرّت فوق صدري

ولست مسالما أعداء ديني***ولو باعوا المنى بدوام فـــــقري

فأنت الشّمس في الأكوان شعّت***فأمطرت الخلائق بالسّرور
  ***
أبائعة الزّهــــور دع الأماني***فـــــلن يجد التّــعلّق بالأغـــــاني

بكيت طوال عـــمري مستـغيثا***فزاد القــهر وازداد الــتّــــدنّي

وكدت أكون  مـثل القرد عـقلا***ومثل الكـلب في وطني وديـني

فكـيف أظلّ في وطني حقيرا***يحاصـرني التّسلّـط في زماني؟

محمد الدبلي الفاطمي

فـيا مـلـك الــبلاد متــى تــرانــي

فــــــيا ملــــــــــك الـــــــــــبلاد مـــــــــتى أراكم

أتيت بقصّة صعقت خيالي***وقد فرّ الجــــــــــــــــــــواب عن السّؤال

أنا بشر تربّى في جحيم***وقاوم في السّـــــــــعير أســــى اللّــيـالي

تخطّفني التّسلّط ذات يوم***وداس طفــولـــــــــتي وكوى انفـــــعالي

وكنت بباب مدرستي صباحا***يرافقنـــــــــي تلامــــــــــذة المـــــجال

فأرعبنا رجال الأمن لــــــــمّا***أحاطـــــــــــــونا بدائــــــــــرة العــــــقال

وكنت أنا المسجّل في رؤاهم***وكنت أنا الــــــــــمراد به اعــــــتقالي

وقادوني وفد ربــــــطوا الأيادي***وأغمـــضت العــــــــــيون فتـــاه بالي

وفي خلــــدي تهدّمت النّـوايا***وأسكتـــــــــني التّــــســـــلّط بالرّكال

نظرت إلى الظّلام وهم أمامي***ودمع الفـــــــــــهر أثّر في ســـعالي

وخاطبني لئيم مــــــستبدّ:***كفاك اليــــــــــــــوم درسا يا ابن خالي

وسدّد ركلة كسرت عظامي***وأوعـــــــــدني بصــــاعــــــــقة الرّجال

وجدت النّفس في ظلماء  كهف***يحاصرها البلاء مع النّـــــــــــــــكال

وأسمع في الأنين صدى رهيبا***فتــــصحو روعتي ويضــــــــيق حالي

سقاني الظّلم كأسا من حميم***شربــــته مفــــعما بأذى الأهــــالي

وكانوا أقـــــــــعدوني فوق بطش***هو الخازوق فانطلق ابتــــــــهالي

وكم كانوا قــــــساة في عذابي***وكم نزعوا الــــبراءة مـــــن خيالي

ظننت بأنّهــــــــــم من قوم عاد***بعيد إهانتي بأســـــــــى الــــوبال

ودام القـــهر ردحا من زمان***وسوط الظّلم يطمح في اختـــــــلالي

وحاكمني القضاة بغير دنب***فنــــــــــلت عقوبة جلـــــدت خــيالي

قضيت عقوبتي وخرجـت حرّا***ومازلت الضــــــــــــــحية في الرّجال

فلا أحدا تلفّـــت نحو ظلمي***ولا أحدا تـــــساءل في اعتـــــــقالي

فـــــهل قدري أهان بغير حقّ***وأغتصب اغـــــــتصابا في الّلــيالي؟

وتعتبر العدالة طلم غـــــيري***وظلــــــــــمي قد غدا تحت النّـــــعال

فيا ملك البلاد متى أراكم***فأنتم قبــــــــــــــــلتي قبل ارتحـــــالي

لأسأل عن عذاب في جحيم***وعن سبب اغتصابي في اعتـــقالي

محمد الدبلي الفاطمي.الهاتف للاتصال قصد مساعدتي في كشف تظلّمي:0636654406 هذه القصيدة موجّهة إلى ملك محمد السّادس  عاهل المملكة المغربية

أعجبني ·  · مشاركة

يا أيّها الملك السّلطان في وطني

يا أيّها الملك السّلطان في وطني

أودى بمغربنا مال وطغيان***وبال فوق رؤوسـنا جهل وشــــــــــيــطان

وعمّت الرّشوة الزرقاء كلّ يد***ولم يعد وطنـي في الكــون إنـــــسان

وفي الدّعارة أضحى رقم مغربنا***رقما يؤثّـــــــــــــته خبث ونقــصـــان

ومارس الحيف جلّ النّاس فانحرفت***بهم سفائن عـــصر فيه بطـــلان

وقلّ فعل الخـــير بين الخلق قاطبة***والشّرّ ظــــــــلم وأغلال وبهـتان

ولم يعد فرح الإخوان معــــــــــــــتبرا***فحلّ مــــــــــحلّه حقد وعصيان

يا أيّها الملك السّلطان في وطــني***طــهّر إدارتنا فالــــــسّحت ألوان

واسحق سماسرة الإفساد ياملكي***فأنت عاهلنا بالعـــدل ســلـطان

وانشر قوافلك الخضراء عن كـثب***فالـعدل خير وخير النّاس إنــــسان

والــــــــشرّ شرّ وشرّ النّاس فاعله***ومن تجاوز فالـــسّلطان رحـمـان

والنّاس أنصار من سادت عــــدالته***وهـــــــــــم بإمرته جــند وأعــوان

لقد صنعت أمير المؤمنين لنا***فجرا له الوطن المحبوب عطــــــــشان

كفى مهادنة للمفـــسدين ولا***تترك مفاسهم في الجــــهر تخـــــتان

ورافق العصر في الإبداع ملتمسا***حضارة روحها عـــدل وبــــــــــنيان

فليس يسعد في الأوطان مجتمع***أعاق طموحه ظلـــم وطغــــــــيان

وذو المواهـــــــــب بالإبداع مقتدر***كالشّمس مــــــشرقها نور وألوان

خذها إليك من الأعـــماق ياملكي***هديّة بحــــــــــبّ الخـــــير تزدان

قريضــــــــــــها أمل بالصّدق منفجر***و نظمها ببيان الحـــــرف ولهان

محمد الدبلي الفاطمي

دعــني أستعيد شهيق صدري

  دعيني أستعيد شهيق صدري              

دعي قلمي يفتّش في العبر***فقد سقـــــــط الخريف من الشّـــــجر

دعيني أستعيد شهيق صدري***لأنزع من هــــنا صــــــخب الضّــجر

شكوت إليك من فصل من الشّتاء***ومن قصف الرّعود مع المـــــــطر

ومن لــــــــــــيل تخـنـدق في ظلام***وما ترك القلـــــــيل من البصر

وقال مســــــــــــــــافر خبر اللّيالي***وتاجر في التّراب وفي الحــجر:

إذا الإنسان أصبح مســـــــــــــــتبدّا***وقرّر أن يســــيئ إلى البشر

تحرّكت الـــــــــعواصف في بلادي***وحلّ الزّمـــــــــــهرير المنـــتظر

ودمـــــــــــــــدمت الرياح بكلّ فجّ*** وبالإعصـــار شاركها القـــــــطر

وطال النّـــــــــــــاس شرّ مستطير***تطاير بالرّصــــــــــــاص وبالعبر

فأرعبني المســـــــــافر مثل طفل***رأى غــــولا فروّعه الخــــــطر

وقلت إليه مضــــطرب الحــشايا***وصوتي مرهق بأسى الضّـــــجر:

كفى هولا وخــوفا من ظـــــــــلام***سيرحل حينما يأتي القـــــمر

ويوقظنا النّهار بنور شمــس***أشعّتها ستــــــــــســعد من عــــبر

ومن شجر الفواكه سوف نجني***ثمارا بالمــــــــــــــــــعارف تبتكر

وتنـــطلق الخراف إلى المراعي***وتطربنا الطّــــــــــــــــــيور بلا وتر

وينسجم الـــــــنّهار مع اللّيالي***كروض بنفــــسج جـــمع الـــزّهر

محمد الدبلي الفاطمي

كــفــى نــهــبـا أيـــا عـــرب

كـــــــــــــــــــفى نهـــــــــــــــبا أيا عرب...


عودوا إلى أدب الأجداد يا عرب***عودوا إلى أمل أنواره الكـــــــــــــتب

فجهلكم لعــــــنة طالت نوائبها***خلقا كثـــــــــــيرا لدين الله ينتسب

لسانكم حمل القرآن منشرحا***وجاد بالشّـــــــــــعر وزنا زانه الطّرب

ورافق الحكمة الشقراء فانبطحت***وسلّمت لقــــــــبا تعلو به الرّتب

آدابنا عرب الصحراء مصــــدرها***وديننا بهدى الرحمان يكتــــــــسب

وفقهنا فلك أجرامه انتـــشرت***في الكون قاطبة بالنّور تقــــــــــترب

مجلّدات من الأفكار قد عجزت***عن فقهها أمم ليســــــت لها نخب

أشكالهم عرب منطوقهم عجم***في ليلهم عحب يلهو به العــــجب

إنّ التّماسيــح لمّا جاع قائدها***أصابها الذعر والتّــــهديد والــــــهرب

كذلك العرب الأوباش أنهـــكهم***ضلال فـــــكر به الأفكار تضــــــــطرب

فشرملوا بعضهم بعضا بلا خجل***والشرّ تنجبه الدّهـــــــــماء والكرب

كفى من الكذب المكشوف يا عرب***كفى نفاقا كفى نهبا أيا عرب

ألم تروا أمما شاخت وما هرمت***وعلمها عمل بالكدّ يكتـــــــــسب

ونحن نبكي وراء العصر عن عرب***كانوا وقد تركوا الأحياء وانسحبوا

أضحــــــــــت معايبنا عارا ومهزلة***ونحن في دولة القانون نغتصب

حكّامنا قتلوا الإنسان منذ متى***ولم يخفهم من الإجرام ما ارتكبوا

وأنزلوا المحنة الكبرى بمجتـمع***فأهلك الحرث والإنسان والنّسب

وشرّدوا النّاس واستولوا على دمهم***وبينهم صغار الإنس قد تعبوا

فهل هناك شــــعوب مثل أمّتــــــــنا***تشّجع الجهل سرّا كما يجب

وتدفع العقل نحو الخلــــــف جاهدة***وفي البرامج لا علم ولا أدب

طغى سماسرة الشّيطان في وطن***أصابه اليتم والإحباط والنّكب

كفى كفى فنحن اليوم مجتمع***يريد حريــــــــــــة الإبداع يا عرب

محمد الدبلي الفاطمي

تـعـبــت الـيـوم فـي طـلـب الـمـحـا ل

شباب اليوم خلخله التّدنّي

تعبت اليوم في طلب المحال***وخان توقّـــــــعي وجــــــل الرّجال

ظننت العزم فيهم مســــتعدّا***فكان العكــــــس في وقت النّضال

شباب عاش قهرا مســتداما***وقمعا في السّهول وفــــي الجبال

وقبّل كفّ مجــــــــتمع عقيم ***وطأطأ رأســـــه لذوي المـــــعالي

شباب اليوم خلخله التّدنّي***فأصبح عرضة لهــــــوى اللّـــــيالي

وحلّق رأســـــه طولا وعرضا***وأبدع في التّـــــــحرّش كالبـــــغال

تراه يطـــــــــــارد الزّهر جهرا***وينهق كالحـــــمار على العـــــيال

ويغضب إن رأى أحدا رفيــــقا***لإخــــــــــته أو رأى أحـــــدا يبالي

لعمري ما يمارس في بلادي***شـــــبيه بالّذي ابــــتلع الخوالي

وفي الأيّام للإنسان دهـــــر***يؤدّب في النّســــــاء وفي الرّجال

تعاظم جهــــــلنا شرقا وغربا***وبال على الجنوب وفي الشّمال

وقاد النّاس نحو الشّرك ظلما***فشتّت شملهم سوء الفــــعال

فما عاشوا الحياة وما استفادوا***ولا عرفوا القبيح من الجـمال

ألا يا قابـــــــــــض الأرواح زرنا***فقد غلب الفساد على الخصال

إذا غامرت في شرف عـــــظيم***وصلت غدا إلى قمـــم الجبال

وصرت مــــــــحرّرا من قيد جهل***ومن رجس التّــمـــلّق للرّجال

فلا والله ما بلــــــــــــــــغ الثّريا***سماسرة الدّعارة في المــجال

ولا قاد القطيع إلى المراعي***رعاة الفسق في صخب اللّيالي

محمد الدبلي الفاطمي

حواضـر مـغـربـي عـا شـت زمـا نـا

حواضر مـــــــغربي عاشـــــــت زمانا


هويتك في العرائس يا بلادي***وفي الأحشاء أســـكنك فؤادي

زرعـــــت بأرضك الأزهار عشقا***فما ظهر الرّبيع ولا اجتــهادي

وحــــيّرني الأهالي في زماني***بحبّ التّبر والشّطط المعادي

وحبّـــــــك أنت نـــــــور ونــار ***وعشقك قبلة مسحت سوادي

طبيعتك اســـتقرّت في خيالي***وفيــــــها راقني سحر البوادي

وجدتك جــــــــــنّة فيها الصّبايا***وفيها الياسمين كــــسا بلادي

شواطئ مغربي حسنت بشمس***تصبّ على الزّوار من العباد

وتشفي المتعبــــــــين ومن أتاها***بروعـــــتها الّتي دوما تنادي

كشاطئ طنــــجة الرّاقي شمالا***وسلسلة الجبال بها تحادي

بلادي تحـــــــــفة من صنع ربّي***ومختبر الحضـارة في النّوادي

وفي مرّاكش اجتمعت حـــــشود***أتت طلــــــــبا لمعرفة البـلاد

حواضر مغـــــــربي عاشت زمانا***ترصّع بالفــــــنون وبالرشــــاد

ودافع أهلها وقتا طـــــــــــــــويلا***تعبّد بالبســــــالة في الحهاد

فنالوا عزّة وغـــــــــــــــدوا رجالا***بفعل تحـــــــــرّر طرد الأعادي

طبيعة مغربي جذبت شعـــوبا***بسحر فصـــــولها وندى الأيادي

بهــــــا كرم الأهالي صار طــــبّعا***يلاحظ في الحواضر والبوادي

محمد الدبلي الفاطمي

تــشــرمــل الـعرب الأوبــا ش فـي دمــهــم

تشـــــــرمل العـــــــــرب الأقحاح قاطبة

فرّت عروبتــــــــــــنا منّا بلا أجل***لمّا غــدونا من الفــــــــجّار والهـــــــمل

تفكّكك الوطن الماضي إلى أمم***تمارس القمع جــــــــــهرا بلا خــــــجل

واستجمل النّوق فانحطّت ثقافتنا***واستبدل النّور بالظلـــــــــماء والنّحل

فلا عروبة في الإعراب قد بقــيت***ولا طمــــوحا يقــــــــــود النّاس للأجل

نظلّ نلهث خلف الفسق في بلدي***وفي الفنادق أمن حيط بالسّــــفل

تباع فيها فتاة الفــــــــــــــقر مكرهة***بمال نفط وبالدولار في العــــــــطل

يأتي سماسرة الأنثـــــى برفقتهم***بنات لهو أتين اللّيل بالعـــــــــــسل

تشــرمل الـعرب الأقحاح قاطــــبة***بفعل ظاهــــــــرة الإجرام والحـــــيل

أطفالهم رضعوا الإرشاء منذ متى***وشلّ رغبتهم رجـــــس من الكسل

فأصبحوا عللا تنـــــــمو إلــى أجل***والدّاء يفتك بالإنســــان في الأجل

تربّع الرّعب فوق النّاس في وطني***ومات فيهم صلاح القول والعــــمل

وعشّش القمل في أفكارهم فغدوا***مثل البغال تراهم في قرى الجبل

فعدت لا أرى خيرا سينـــــــــفعهم***وهم ســـــماسرة راضون بالوجــل

يقبّلون بخـــــــــفض الرّأس كلّ يد***ويرفضون جمـــــــــــيعا نشوة الأمل

وإن نطقت لديهـــــــم عن تقهقرنا***عدّوك مختبلا تلغو مع الهـــــــــمل

أهلي خليط من الأمراض في جسد***أصابه الغرق المنصوب في الوحل

عصوا جميــــــــــعا كتاب الله وارتكبوا***جرائم القتل والترهيب والفــشل

وقاوموا سنن التّغــــــــــيير في زمن***أتى مصاغا بنور الفكر في العمل

ونحن نجترّ تحت البــــطش نكستنا***والآخرون أجادوا صـــــنعة السّبل

بسعيهم نصـــــــــبوا الأبراج شاهقة***وكرّموا شرف الإنسان في المثل

فكيف أنكر ما أبلــــــــوه من حســن ***وهم مواهبهم شاخت ولم تزل

محمد الدبلي الفاطمي

أنـا صـوت الــتّــحـرّر في بــلادي

أحـــــبّ عـــــروبتي لغــــة وديـــــــــنا

أنا صوت التّحرّر في بلادي***أنا أمل الحواضـــــــــر والبوادي

حيائي لم يعد طوعا لرأيي***غداة تعرّضي لأذى الفساد

أنا الإعـــــصار في كلّ قـــطر***يعيش من الدّعارة والكساد

أنا رمز التحضّر في كفاحي***أنا الطّـــــــرب المحرّك للجماد

إذا ما قلت شعرا مســــتفزّا***تخلّصت النّفوس من الرّقاد

أحبّ عروبتــــــــي لغة ودينا***وأكره أهــــــلها كره الأعادي

سماســــرة تربّوا تحت جهل***وبالوا فوق جاعــــرة العباد

وشرذمة تتاجر في الضّــحايا***وتحسب أنّها خدمت بلادي

سأنشر ثورتي في كلّ حيّ***وأركب في الوغى كلّ الجياد

وأرجم بالقريض الظّلم رجما***وأشتم كلّ راع للفــــــــساد

أنا الطّوفان في زمن التّردّي***ستكنس موجتي جثث الجراد

وتعبر نحو أهلي مثل شمس***أشعّـــــتها تصافحها الأيادي

لأمنح أمّتـــــــــي فجرا جديدا***تسود به الدالة في البوادي

أنا ما كنت أمزح فــــي جهادي***ولا وجل الفؤاد من العـتاد

صنعـــت قرار وعيي مستقلاّ***تشبّع بالفضائح في النّوادي

وقمت إلى النضال بفكر حرّ***يساندني القريض على الجهاد

أغنّي حاملا علم التّـــحدّي***وأحلم بالتّــــــــحرّر في بلادي

وأعتبر الشّباب رفيق دربي***وناصر ملّتي ورضى اعــتقادي

وفي وطني ستمنحنا اللّيالي***جوائز نهــــضة ظلّت تنادي

محمد الدبلي الفاطمي

سـل الـعـروبـة هـل أضـحـت بـلا نـسـب؟

سل العروبة هل أضحت بلا نسب؟

سل العروبة هل أضحت بلا نسب؟***أم أصبحت لقبا يخـــــلو من العرب؟

ما عاد موطنها بيــــــــــــــــتا يوحّدنا***ولا لسانا يعيد الـــــــمجد للـــــكتب

أصابها القحـط والطّاعون في زمن***شعاره البحث والتّــفكير في الحـــقب

وطالها السّحت والتّدليس فانبطــحت***أمام شرذمة الفــجّار في العـــرب

ولعـــــــــــنة الله بالإرهاب قـد نزلت***بعد انقراض هدى الأخــــلاق والأدب

وهل يعدّ من الإســــــــــــلام مجتـمع***أباح نهب بني الإنـــسان باللّــعب؟

أهلي تجاوز خطّ الفــــــقر عيشهمو***فأصبـــــحوا أمما تحـــــيا بلا نســـب

عار علينا فنــــحن اليوم في درك***يفوق مختلف الأقوام فـــــي الشّــــغب

وفي التســـــوّل نحن اليوم مجتمع***يمـــدّ كــــــفّه للأعــــداء في الطّــلب

نعيش عيـــــشا بداء الغــشّ منهزما***ونعصر اللّعنة الكبرى من الــــــــعنب

مثل الخفافيش نحن اليوم في وطن***مشى الظلام بنا جريا إلى الغـــضب

أطفالنا رضعوا الأوهام فانتـــــــفخت***بطونهم بســـموم الطّــــيش والكذب

أمّا المدارس فالتّدجيــــــــــن أفرغها***من المعارف والتّحــــــصــيل والأدب

فأصــــــــبحت لقبا من دون مدرسة***تقضي النّهار بعيدا عن هدى الكتب

وشتّت الشّطط المجنون مجتمعا***بالأمس كان عظيم الشّأن في الحقب

والـــــيوم كلّ شــــعوب العرب نائمة***نوما عجيبا يفوق الموت في العجب

ساموا الـــــعروبة خسفا لا مثيل له***وشــــــوّهو أدب القــــــــرآن بالكذب

يمارســون نفــــــــاقا لا له مــــــــثل***والسّحت ديدنهم والقــمع لم يغب

وبالدّراهم باعوا فجــــــــــــــــر أمّتنا***إلى اليــــــــــهود وعين الله لم تغب

تبّا لهم خدعوا الإســــلام واعتقدوا***أنّ الــسّلامة في الأوطان من ذهب

حبّ السّـــلامة يحني رأس صاحبه***ويقلب المبتغى رأسا على عـــقب

فإن جنـــحت إليه فانبطــــــح أبدا***ودع طموح المعالي للغرب في الكتب

واصبر على القمع والإرهاب في بلد***أضحــى يتيما من الأفكار والنّـــخب

ليس اليتــــــيم الذي قد مات والده***بل اليــــــــــــتيم يتيم العلم والأدب

محمد الدبلي الفاطمي

صـلّـوا عـلـى البـشـر الـذي نـشـر الـهـدى

صلّوا على  الرّجل الذي نشر الهدى

صلّـــــوا على خير الأنام وسلّموا***واسـعوا إلى ذكر الكريم وعظّـــموا

وخذوا المكارم من حديث حبيبنا***ومن القـراءة في الكتـــــاب تيمّــــموا

قذف الضلالة بالهدى فتــــبدّدت***وسقى النّـفوس بما يفــــيد ويلهـــم

ودعا العباد إلى اتّـــــباع شريعة***تغني العـــقول بفـــقهــــــها وتـــعلّم

جاءت فحرّرت االشعوب برحمـة***شرحت صدور المــشركين فأســـلموا

ألعدل مصدرها والـــــبرّ معدنها***والعلم حكمتــــها تنــــير فتــــــــــنعـم

ختمـــــت بخاتم حامل لرسالة***يدعــــى محــمد للأنــــام مــــــــــعلّم

أحيا بطلعته الحياة فأصــبحت***بالذّكـــر تعبـــــد ربّـــهـــــا وتســــــــلّـم

ونهىالنفوس عن الهوىوعن الأذى***ومن اعـتدى فالمــستقـــرّ جـــهنّم

شهد الإله على ســــــــموّ شعوره***للمؤمـــــنين موجّـــــه ومــــــقوّم

يا عاشقين مبـــــشّرا بعقــــــيدة***كالشمس من كبد السّماء تـبلــــسم

بالله إن زرتم بيــــثرب قــــــــــبره***صلّوا عليه وعظّــــــــموه وسلّــــموا

فهو الأمين محمـــد بجـــــــــواره***جنّات عدن للمؤمنـــــــين تسلّــــــم

صلّوا على الرّجل الذي نشر الهدى***فأتــــــته كلّ الــــخلائق تبـــــــسم

وسقى النّفــــــوس برحمة من ربّنا***فانزاح عنها الأســـى المتــــــراكم

ورمى الضّلالة مؤمـــــنا فتقـــــهقرت ***بالوحي أنزله الحكــــيم الأعظم

ربّ كــــــــريم قــــــــادر متـــــــكبّر***نور على نور في الورى يتــــحــكّم

جعل التّـــــــــعلّم نعــــــــمة لعباده***وهداهم النّــــجــــــــدين ربّ أكرم

فمن اهتـــــــــدى فالمكرمات جزاؤه***والظّالمون إلى الجحيم تقــــدّموا

فاختر لنفـــــسك في الحياة وسيلة***تنجيك من ســخــــط الإله وترحم

لا خير في عيـــــــش نهايته الأسى***في جوف نار والــــمقام جهـــــنّم

محمد الدبلي الفاطمي

أفـــتّــس فــي قــمــا مــات الــنّصــارى

أفــــــــــتّش في قــــــــــــــمامات النّصارى

رماني في محطّته القطار***وجاء اللّيــــــــــــل وانصـــــــرف النّهار

جلست على الطّوار ألوم نفسي***وأسأل: هل سينقشع الغبار؟

وكنت خرافي التّـــــــــــفكير جهلا***وساء الظــــــــنّ وارتبك القرار

قطار الـــــــــــفكر شـرّرني بتركي***رهين محـــــــطّة بيدي البوار

وما لي أمّــــــــــــة تحــــــنو بدفئ***ولا حقّ يجسّـــــــــده الحوار

ولا ســـــكن أروح إلـــــــــــــيه ليلا***ولا عمـــــــل يقوم به الحمار

أفتّـــــــــش في قمامات النّصارى***ككلب بالـــــــــمزابل يستجار

وفي خبزي أرى الحـــــافي لذيذا***وأشـــــــــــعر أنّه انفرج الحصار

وجوع البطن يتعـــــــــــبنا جميعا***وجوع الرّأس يســــكنه الشّجار

رماني في محــــــــــــطّته القطار***وظلّ اللّيـــــــل يعقبــــه النّهار

وساء الحال في مــــضض اللّيالي***وجاء الغول فاغتـــــصب الصّغار

وثار الزّهر وانتفـــــــــــضت قيودي***وهبّ الموت يصحــــــــبه الدّمار

وعدنا خائفــــــــــين من النّصارى***وفوق رؤوسنا انتـــــــشر الغبار

بكاء صغارنا أدمــــــــــــى فؤادي***وفي وطني يكبّـــــــلني الحصار

وما للظّالــــــــمين سوى عذاب***سيـــــــعرفه المؤهّل والحــــمار

محمد الدبلي الفاطمي

أرى نـــفــسـي غــريــبــــا فــي بــلادي

أرى نفـــــــــــسي غريــــــــبا فــــــي بلادي

أنا ما كنت يوما مستباحا***ولا اشتقت الهـــــــــــراء ولا النّباحا

أحيّي كلّ بدر مـــن بعيد***وأرفـــــــض أن أكــون له مــــــــــباحا

وأعشق حمرة الآصال طهرا***وأحلم بالنّـــــــــــــجاح غدا صباحا

ولست براغب في اللّهو ليلا***ولا أســـــــــقى التّوهّم والقداحا

خصالي في الخصال خصال طير***يغرّد في الورى أدبا متــــــاحا

سعادته التــــــــغنّي بالتّمنّي***متى انبطح  الصّباح له انبطاحا

أنا بـــشر أســــــافر في المعاني***لأكتشف اللّطائف والنّجاحا

يراعي في بحوري مـــثل حوت***كفاه الغوص في الأعماق راحا

ويحمــــــــلني إلى شرق بعيد***هناك مواهبي تجــــــد ارتياحا

هناك أصبّ شعرا من نبــــــــــيذ***وأشرب خمرتي سحرا مباحا

فأشعر بالــــــــــقريحة قد أطلّت***وفي يدها اليراع قد اسـتراحا

ونجـــــــلس تحت نور البدر ليلا***نبادل بعـــــــضنا جــــدلا لقاحا

وكم هتف الفؤاد بشـــعر أهلي***وأدرف دمــــــعه وبكـــــى وناحا

سئمت العيش في وطن غريب***تواصل أهله أضحــــــــى نباحا

أرى نفسي غريــــبا في بلادي***وأشعر بالوري فقدوا الــسّلاحا

شعوب في الجحيم قد استراحت***ولغو في النّقاش غدا مباحا

وبلــــــــــــــــــــبلة يمارسها كلاب***بدعم فاســـد يهوى القداحا

سماسرة الدّعــــــــارة في بلادي***أتوا ليلا وقد خنقوا الكفاحا

وبالوا فوق رأس الـــــــــــضّاد لغـوا***وفيهم طغمة ترجو النّجاحا

تشوّهت العبارة في لساني***وهدّ الجــهل منطــــــقنا وراحا

فنــــحن اليوم كالغربان نطقا***وشعبا بالتّســـــلّط مســــتباحا

علينا لعـــــنة الرّحمان صبّت***ومن فقد الهــدى فقد السّراحا

ةمحمد الدبلي الفاطمي

قـــــفي نـــــبـــــكي الــــعــرـوبـــــة يا نـــــهـــــــاد

قـــفي نبكــي العــروبــة يا نـــــهاد...

قفي نبكي العروبة يا نهاد***فدمع العين أمــــــــــــــــــطره الفؤاد

قفي نلقي القصائد عند فجر***يشعّ به التفــــــــــــــكّر والرّشاد

ونطرب أنفسا بغناء شـــــــعر***تخطّفها التّـــــــــسلّط والفساد

فنحن اليوم في عصر النّصارى***يضاجعنا التّـــــــــــخلّف والرّقاد
////
قفي يا تحفة الوطن المفـــدّى***فحبّ الشّعب في كبدي تردّى

وليل القـــــمع أمطر في بلادي***وللأمل المــــــقـدّس قد تصدّى

أمات نفوسنا بالخــــــوف رعبا***وجرّعنا المــؤجّل والمــــــــــؤدّى

فأصبح صبــــــــــحنا جدّا بعيدا***وضاع بغــــــيّنا الوطن المــفدّى
////
قفي فجرا فقد ناموا أجمــــعينا***وما تركوا سوى المـــــــقــعدينا

تـــــــوزّعت المـنافع في بلادي***بشرع النّهب عند الحاكميــــنا

وطال القهر مخــــتلف الأهالي***بسوط البطش يكوي العاطلينا

ومن رفض الرّضـــــوخ وكان حرّا***غدا خبرا بأيدي الظّـــــــــالمينا
///
قفي يا حمـــــــرة في ثغر صبح***ومدرسة الحــــياة بدون شرح

وغنّي من قصيد العشق شعرا***تردّده الحـــــناجر عند بوحي

وقولي للرّاقصات كفى انتـــظارا***لقد هجر الربيع بـدون روحي

وكاد اليأس يقـــــتلني بعــــــصري***بعيد تراجع فازادد جرحي

محمد الدبلي الفاطمي

فأصـبـح وعـيـنـا جـهـلا وكـــــفـرا

ويسألني النّصارى عن بلادي

أتيتك متــــــــــعب الأفكار فجرا***وفي خلدي جرى الإعراب شعرا

وكنت أجول في وطن النّصارى***وأكتب ما أرى في القــــــوم نثرا

وأذكر في الحديث جنون فكري***بشأن العيش في بلد النصلرى

فهم بشر تعلّــــــــم كيف يحيا***وكيـــــف يحــــــــوّل الإبداع فكرا

يراقب بعضهم بعــــــضا بصدق***ويعتــــــــبرون صدق الشّغل أمرا

وليس حديثـــــهم لغوا عقيما***ولا لغــــــطا يـــــــجرّ النّفس جرّا

وكان نقاش أهلي في بلادي***يفرّق جمــــــعهم ظــــهرا وعصرا

تراهم في الحديث كرعد غيم***يجعجع في السّماء وليس قطرا

نميمتـــــــــهم تزيد الشرّ شرّا***وتفتك بالورى حــــــسدا وغدرا

وتنشر في الضمائر ريح خبث***تصـــــــــــــــيب بنتنــه برّا وبحرا

حضارتنا أطاح بها الـــــــتدنّي***وشرّد أهلــــــــــــها سرّا وجهـرا

وشبرق ديـــــــــننا فكر عقيم***فأصبح وعينا جهــلا وكـــــــــــفرا

يقاتل بعــــضنا بعـــــضا بعنف***وننهب بعضـــــــــنا عصرا وظهــرا

ويسألني النّصاري عن بلادي***وعن عرب أضاعوا المجد جــهرا

فترتبك العــــــبارة في لساني***وقول الحـــــــــقّ حقّ كان مرّا

كرهت الأهل كرها مســـتديما***ورحت أبوح عبر الشـــعر صبرا

ونار اليأس تأكلـــــــني ببطئ***فأشعر أنّ عيشـــــي صار قهرا

سألــــــت الله هديا للأهـالي***وخيــــر النّاس عاش الدّهر حرّا

محمد الدبلي الفاطمي

ومــصر تـريـد سـلما لا اقـتـتـالا...

ومـــــــصر تريـــــــد سلــــــما لا اقتتالا...

رثيتك مصر في جوف الظّّلام***وجئتك كي أبلّــــــــغك سلامي

تخطّفك العميل من السّرايا***وجيش المــــــــــجد أبلغ بالحرام

ومات الناّس رميا بالرّصاص***وتحت البطــــــــش والنّكد المقام

وأفرغت المطامح في جحيم***تجسّد في التّســــــلّط والظّلام

تخرّبت الـــــبلاد بفعل طيش***وقد وضع الرّكام عـــــلى الرّكام

ومصر تريد سلما لا اقــــتتالا***وتطمح في الذهاب إلى الأمام

وتحلم بالــــعدالة والتساوي***وبالأمل المــــــعرّب في الخــتام

ومن سوء التفكّر قام جيش***بقلب نظام حـــــــكم  بالــترامي

فأفسد ثورة بدم العـــــذارى***وشرّد أمّة باسم الـــــــــــسّلام

وصفّقت اليهود لمن هداهم***شهامة مصر في طبق اللّـــئام

وبادله الصــــــهاينة التّهاني***وهنّأه ســــــــــــــماسرة الغرام

وصال الدّيك في خمّ الدّجاج***وصـــــــــــــرّح بالحلال وبالحــرام

وأشبع مصر قتلا في الرجال***وشرّدهم جميعا في الــمــرامي

فأصبحت البلاد على شفير***يهدّدها التّــعثر في الظّّــــــــــلام

محمد الدبلي الفاطمي

وفــــــي الأدب الــــــرّفـــــيــــع وجـــــدت نــــــفـــــســـــي

وفي الأدب الرّفــــــــيع وجدت نفـــــــسي

قرأت الذّكر في سحر اللّيالي***ورمت الشّعر عشقا في اللّآلي

ركبت الكدّ ليلا مســـــــتعينا***بعزم في التّمــــــــسّك بالنّضال

أبيت اللّيل مجتــــــهدا مجدّا***أسافر في العـــــصور إلى النّوال

ويسحبني الزّمان مع القضايا***وأعــــــثر في الطّريق ولا أبالي

يجالسني الــــــنّوابغ كلّ يوم***ومن حكم العقول شرحت بالي

وكنــــــت إذا قرأت النّص شعرا***أحسّ بحقنة كـــنست عضالي

جنيت من الكتاب قطــوف زهر***تشــــــبّع طعمها برؤى الرّجال

وحكمته استقامت في لسان***تلا القرآن مــــن رحم اللّــيالي

وفي الأدب الرّفيع وجدت نفسي***قد اقتنعت بفلسفة الخيال

كأنّ الــــــــشّعر لم يخلق لغيري***وبيت الشّعر مكتمل الجمال

أطاب النّفس فانشـــرحت رؤاها***وعلّمها التّواضع في الخصال

رواق المجـــــــــد حوله مسـتمرّ***تمنّـــــــته البواقي والخوالي

ســـــقاه الله خالـــــقـنا بوحـــي***نظير جلال حرفه في الجلال

بســــحره كم سلوت وسرّ قلبي***وإن جانبت عطره جنّ بالي

إذا وصــــــــــــفوه حرّا فـي بلادي***فحرّ الشّعر متّــسع المجال

وليس الشّعر لغوا مســـــــــتطيرا***ولا لغطا يردّد في السّجال

سقى الشّعراء منه الفـــكر غيثا***تنعّم فيه مخــتلف الأهالي

تحـــجّب عنه هرطقة الكسالى***ويعــــــــثر فيه مرتبك المقال

بيان في العـــــــــبارة مستقيم***وعذب في الكلام من الزّلال

وسحر في الـــــتّواصل مستمدّ***من النّطق المــطرّز بالمثال

عشقت الشعر قبل الزّهر حتّى***كأنّ الشّعر في قمم الجمال

محمد الدبلي الفاطمي

ســـــــأبــــــحـــــــث عــــــنــــــك فـــــي كـــلّ الــــبـــــــــقاع

سأبحـــــــــــث عنــــك فـــي كــــلّ البـــقاع

سأبحث عنك في كلّ النّواحي***سأبحث في الجبال وفي الضواحي

سأركب ظهر بحر ضمّ شـــعري***وبالإبداع يــــــــــغمرني صــــــباحي

وأنقش فوق وجه البدر شمسا***وأشعل شمـــــــــــعتي جنب القداح

وبالمزمار أخـــــــــــــــترق المعاني***فتزهر في السّهول وفي البطاح

أناديك ابتغاء الفـــــــــــجر عشقا***ليحمـــــــــلني الصّباح إلى الفلاح
////
سأبحث عنـــــــــــك في كلّ البقاع***وأجلب رفقـــــــــتي كلّ السّباع

وأنحر كبش عـــــــــيدي في بلادي***صبيحة لـــــــــيلة عند المراعـي

وبالإقــــــدام أفتتح المـــــــــــعالي***وأطرد من هنا شبح الــــــــضياع

ولســـــــــــــت بتارك وطني مهانا***ولو جلبوا الكثير من الضـــــــــباع

ففي كفّي اليراع وفـــــيه عزمي***وفيه الحرف أشــــــــــــبع بالقلاع
////
أنا الوطن المــــــقيّد في الشّعوب***أنا البلد المـــــبعثر في الجــنوب

أنا الشّـــــــعب المدحّن في زمان***أتى جهلا بمخــــــــــتلف العيوب

تراني ظـــــــــــلمة في جوف ليل***ومزبلة بدائرة الخـــــــــــــــــطوب

أضاع حضارتي الخــــــبث المثنّى***وشــرّدني التّأخّر في الـــــشّعوب

وما ذنبي ســــــــوى أنّي قطيع***يقاد من الشــــــــروق إلى الغروب
////
عقول النّاس غلّــــــــــــفها الغبار***وفي أفواههـــــــــم بال الحـــمار

وظلّ اللّيــــــــــل منـــــغلقا علينا***كأنّ اللّــــــــــــــيل ليس له نهار

تلاحــــــقنا النّوائب مســــــرعات***ويقمعنا التّســــــــــــلّط والحصار

وفي وطنــــي تعدّدت القـــــضايا***وأوقف في محــــــــــطّتنا القطار

تجمّدت العـــــــزائم في بلادي***وأرهــــــــــــــــبنا التّسلّط والحصار
////
أهاج دموع عيني الإغــــــتصاب***وألّمـــــــني التّغوّل والعـــــــــذاب

حملت الجرم في صدري سنينا***وجرم البغي يرفـــــــــضه العقاب

وكنـــــــــــت إذا رأيت رجال أمن***طنـــــــنت بأنّهم بشــــــــر كلاب

يخـــــــــيّل لي بأنّ الأمن غول***وأنّ الشّمس يحـــــــجبها الضّباب

ترسّخ جرمــــــــهم في ذكرياتي***فلازمني الــــــــــتذكّر والمصاب

محمد الدبلي الفاطمي

فـــــــلـــــســــــطـــــــيــــــــن

فلســـــــــــــــــطين الحـــــــــــــــــبيبة أين أنـــــــت؟

سألت الشّمس عنها في فؤادي***وفجر العشق في كلّ النّوادي

وعنها ما سألت ســوى اللّـــيالي***وقد سئل الرّئيس عن البلاد

وعن وظن اليهود سألت نفــسي***وقدس الأمس تسجد للأعادي

فلسطـــــــــــــين الحبيبة أين أنت؟***وأين الأهل في زمن التّحدّي؟
////
يتيمة أمّــــــــــــــتي قدس السّلام***ومسجدها المكـــــبّل بالحرام

يدنّــــــــــسه الطّـــــــــغاة بغير حقّ***ويقتل أهلنا تحــــــــت الظّلام

ويغتــــــــــــــصب النّساء كلاب قوم***تراهم في الخــــلائق كالجذام

وتنـــــــــهب أرض شعب ذاق ظلما***وذاق الــــــــقهر من كفّ اللّئام
////
بنفط عروبتــــــــــــــــي قتل الرّجال***وساد البـــغي وارتكب المحال

وعربد جهــــــــلنا في ليل ظــــــلم***وعمّ الويل واتّســــــــع المجال

وخرّبت المدارس عزم جــــــــــــــيل***بغشّ جرّ مســــــــــلكه الوبال

فأصبـــــــــحت الدّراسة في بـــلادي***مقـــــــــهقرة يلازمها السّعال
////
بنفط عروبتـي اغتــــــــصب الصّبايا***ووزّع اللّيل مخـــــــتلف الهدايا

وعصّــــــــرنا ســـــــماسرة أحيطوا***بمختلف المــــــــــنافع والمزايا

يتاجر بعضــــــهم في النّاس جهرا***وسوط الظّلم يختلق القـــضايا

ومن دفع الضّرائب ظلّ شـــــــهما***وسيطر بالرّشــــــــاوي والعطايا

محمد الدبلي الفاطمي