وفــــــي الأدب الــــــرّفـــــيــــع وجـــــدت نــــــفـــــســـــي

وفي الأدب الرّفــــــــيع وجدت نفـــــــسي

قرأت الذّكر في سحر اللّيالي***ورمت الشّعر عشقا في اللّآلي

ركبت الكدّ ليلا مســـــــتعينا***بعزم في التّمــــــــسّك بالنّضال

أبيت اللّيل مجتــــــهدا مجدّا***أسافر في العـــــصور إلى النّوال

ويسحبني الزّمان مع القضايا***وأعــــــثر في الطّريق ولا أبالي

يجالسني الــــــنّوابغ كلّ يوم***ومن حكم العقول شرحت بالي

وكنــــــت إذا قرأت النّص شعرا***أحسّ بحقنة كـــنست عضالي

جنيت من الكتاب قطــوف زهر***تشــــــبّع طعمها برؤى الرّجال

وحكمته استقامت في لسان***تلا القرآن مــــن رحم اللّــيالي

وفي الأدب الرّفيع وجدت نفسي***قد اقتنعت بفلسفة الخيال

كأنّ الــــــــشّعر لم يخلق لغيري***وبيت الشّعر مكتمل الجمال

أطاب النّفس فانشـــرحت رؤاها***وعلّمها التّواضع في الخصال

رواق المجـــــــــد حوله مسـتمرّ***تمنّـــــــته البواقي والخوالي

ســـــقاه الله خالـــــقـنا بوحـــي***نظير جلال حرفه في الجلال

بســــحره كم سلوت وسرّ قلبي***وإن جانبت عطره جنّ بالي

إذا وصــــــــــــفوه حرّا فـي بلادي***فحرّ الشّعر متّــسع المجال

وليس الشّعر لغوا مســـــــــتطيرا***ولا لغطا يردّد في السّجال

سقى الشّعراء منه الفـــكر غيثا***تنعّم فيه مخــتلف الأهالي

تحـــجّب عنه هرطقة الكسالى***ويعــــــــثر فيه مرتبك المقال

بيان في العـــــــــبارة مستقيم***وعذب في الكلام من الزّلال

وسحر في الـــــتّواصل مستمدّ***من النّطق المــطرّز بالمثال

عشقت الشعر قبل الزّهر حتّى***كأنّ الشّعر في قمم الجمال

محمد الدبلي الفاطمي