mardi 6 août 2013

عــــــــــــــــيـــــــــد بأ يّ جـــــــديـــــد جـــئـــت ياعـــــــيـــد

 في عالمنا العربي تجري حياة شعوبنا اليوم ،خلف المظاهرات والثورات والاقتتال، والهجرة نحو   المجهول،وافتراش الأرض وتلحّف السماء،والمبيت على البكاء،والإفطار على دوي الـــــــــمدافع،وهــــــــدير الرّشاشات.تســــــــيل الدماء فــــــي كل بقـــعة مــــــــــن عالــــــــمنا  الـــــــــعربي بـــــــــدءا من الـــــــــــرباط ،مـــــــــــــــرورا بكـــــــــــلّ أوطـاننا العربية،كتونس،والجزئر،وطرابلس،والقاهرة،وبغداد،ودمشق،والمــــــــــنامة،وبيروت،والخرطوم وغيرها من البلاد العربية.هذه الأوضاع المضطربة سببها الظلم  والبغي،والتّسلّط،وهي ممارسات ستؤدّي حتما إلى انتفاض الشعوب،وخلع حكّامها كما عاين العالم بأسره غداة انهيار عدد من الأنظمة القمعية ورؤسائها الطغاة.وهذا ما أشار إليه الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي حين قال:

                        عيد بأيّة حال عدت ياعــــــيد****بما مضى أم لأمر فيك تجديد؟

                        أمّا الأحبّة فالبـــــيداء دونهم**** ليتك دونك بيدا دونـهم بيــــــد

                        نامت نواطر مصر عن ثعالبها****وقد بشمنا وما تفـنى العناقـيد

 وأكيد أنّ العناقيد إشارة صريحة إلى الفساد الذي كان شائعا في مصر آنذاك،وأنّ انتشار الفساد والتسلّط يجعل الشعوب بين مطرقة القهر وسندان الذلّ والخنوع،الأمر الذي ينتهي في الغالب من الأحيان إلى تحولات اجتماعية،واقتصادية،وسياسية.وهذه سنّة التاريخ في تدبير  الأيّام والأعوام ،قال أبو الفتح البستي:

                     والنّاس أعوان من والته دولته****وهم عليــــه إذا عادته أعــوان

فمتى ستتجدّد أعيادنا ؟ومتى ستصبح الديمقراطية ودولة الحقّ والقانون واقعا ملموسا في حياتنا حتى نستفيد  كباقي الشعوب المتحضّرة التي تحيط بنا من كلّ جانب؟.فهل عميت  أبصارنا وتحجّرت عقولنا إلى حدّ أصبحنا معه كقطعان من الدّواب؟أوليس من حقّ الشعوب العربية أن تنعم،كباقي الأمم ،بعدالة اجتماعية تواكب طموحاتها؟لماذا يصرّ الحكّام العرب على قهر شعوبهم بالقمع والترهيب وحرمانهم من الديمقراطية والتنمية؟.إنّ عيد الأمّة العربية هو حين تشرق شمس الحرية في سماء العروبة ،وتعود البسمة إلى أوجه البائسين والمحرومين،وتنتهي عهود التزلّف والانبطاح واحتقار الذات.فنحن في أمسّ الحاجة إلى تربية تؤهلنا لمواكبة المستجدّات،وخوض غمار المكننة والإبداع، وسبر أغوار المعرفة والإشعاع.قال الشاعر العربي في هذا السيّاق:

                  ربّوا بنيكم علّــــــموهم هذّبـــــوا****فتياتكم فالـــــــعلم خير قوام

                  والعلم مال المعـــــــدمين إذا هم****خرجوا إلى الدنيا بغيـــر حطام

                  وأخو الجهالة في الحـــــــياة كأنّه****ساع إلى حرب بغــــير حسام

                  أنظر إلى الأقوام كيف سمت بهم****تلك العلوم إلى المحلّ السّامي

                 من راكــــب مـــــــتن الريّاح كأنّه****ملك يــــــــــصرّف أمرها بزمام

                أو محدث بالكـــــــــــهرباء عجائبا****أو غائص في الفلــــــك أو عوّام


                                                                                محمد   الدبلي     الفاطمي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire