mardi 6 août 2013

ألــــــم أقــــل في مـــا مــــضى أنّ البــلا طــــجة المـــصريـــــين يتّجــــــهون نــــحو الخســــران المـــــبيــــن؟؟؟

هل عاد إلى مصر فرعونها القديم توت عنخ آمون؟هل هذا الذي يدعى السيسي بعثه الفراعنة ليدافع عن مصر في وجه الديمقراطية؟أليس هذا هو عصر الشعوب يا ســــــيسي؟
السلطة مصدرها الشعب المصري كما أقرّت ذلك الديمقراطية في عالمنا المتحضّر،وصناديق الاقتراع حكمت بإرادة الشعب التي لا تراجع   فيها حتّى ولو تنازل الإخوان عن ذلك. لقد أتت الثورة بالديمقراطية لتكون السيدة الأولى في دولة الحقّ والقانون،وكلّ تجاوز لما تقرّه السيدة الأولى يعتبر خروجا عن طاعتها التي مصدرها الشعب. وما يجري اليوم في مصر الشقيقة يعدّ انقلابا على الديمقراطية وانتهاكا صارخا لإرادة الشعب التي أفرزتها صناديق الاقتراع عند انتخاب الرئيس محمد مرسي الموجود حاليا رهينة لدى العسكر. فإذا كان الشعب المصري سيقبل بالسيسي،لماذا أطاح بحسني مبارك؟فالإثنان وجهان لعملة واحدة،والشعب المصري يريد تغيير المنجل وليس استبدال قبضته بأخرى. وهذا معناه عودة العسكر إلى ثكناته فورا وعودة الشرعية والديمقراطية إلى مصر من خلال عودة الرئيس المعزول إلى منصبه. 
إنّ ما جعلني أتدخل في الشأن المصري هو تعلّق مصيري بمصيره باعتباري عربيا ومسلما وشقيقا لإخواني المصريين.وهذا معناه أنّ ما يحدث اليوم في مصر سيتأثر به العرب والمسلمون أينما كانوا وحيثما وجدوا.ذلك أن مصر في عالمنا العربي تعتبر رأس القاطرة،فإن هي أفلحت أفلح الجميع، وإن هي تعثّرت تعثّر الجميع فهي الأخ الأكبر كما هو محفور في أذهان الكلّ. لذلك من حقّ كل عربي أن يخاف على مصير أمّته،وهذا،بالطبع،ما دفعني إلى الذوذ عن الشرعية والديمقراطية في مصر الحبيبة.فالحقّ حقّ ولو كان في غير صالحي والباطل باطل ولو كان لفائدتي.علينا نحن العرب أن نتعلّم من غيرنا ما سنفيد به أمّتنا لأنّنا بانحطاطنا هذا سنساهم حتما في خراب بيوتنا وسنذهب بشعوبنا إلى الجحيم.علينا أن نعود إلى ثقافتنا التي تزخر بنفائس الحكم والأشعار والأمثال الجارية مجرى الزمن.علينا أن نكون في مستوى المرحلة الدّقيقة التي يمرّ بها عالمنا العربي،وإلاّ فإنّ الثّمن في الأرواح والممتلكات سيكون باهضا كما تعكس الصورة واقعنا اليوم. وقد قال الشاعر العربي:

              لاخــير في ودّ امــــرئ متلوّن****إذا مالت الريح مال حيث تميل

 لقد انقلب السيسي وأعوانه على الشرعيةحينما اختطفوا الرئيس المنتخب وأطلقوا سراح الطاغية حسني مبارك.وهذا إن دلّ على شيئ فإنّما يدلّ على أنّ الثورة المضادّة قد أفلحت في الانقلاب على الثورة والثوّار بعد أن قتلت، واعتقلت كلّ الذين عارضوا هذا الفعل الإجرامي الشنيع.والمؤسف للغاية أنّ بعض المصريين الذين يعتبرون أنفسهم ثوارا آزروا هؤلاء المنقلبين على الشرعية ونسوا أنّهم سيفعل بهم ما كما فعل بالرئيس المعزول،وكأنّ الأمر يتعلّق بقصّة الأسد والثيران الثلاثة التي أوردها عبدالله بن المقفع في كتابه كليلةودمنة.قال الشاعر:

           يا راعي الشاة لا تغفل رعايـــــتها****فأنت عن كلّ ما استرعيت مسؤول

           كـــــل ما بدا لك فالآكال فانيــــــة****وكـلّ ذي أكل لابــــدّ مأكــــــــــول

وثمة العديد من الحكم والأمثال التي تجري على نفس النحو  وتحذّر العاقلين من مغبّة التورّط في مثل هكذا انزلاقات لأن الحق والشرعية في نهاية المطاف هما المنتصران.قال أبو الفتح البستي:

             من يزرع الشّرّ يحصد في عواقبه****ندامة ولــــــحصد الزّرع إبّــــــــــان

وها هم المنقلبون على الشرعية قد وجدوا أنفسهم في الطريق المسدود،ولو فكّروا قبل الإقدام على ارتكاب حماقاتهم ما فعلوا فعلتهم الشنيعة، لكنّهم ركبوا عقولهم الضالّة،وانتهكوا اختيارات الشعب المصري التي أفرزتها صناديق الاقتراع ،مستخدمين كلّ الأساليب القذرة بغية إرهاب الشعب المصري، وتخويفه بالقتل والسّحل والاعتقال.ومن الفارقات الكبرى أنّ السّواد الأعظم من لبشعب المصري يرفضون اغتصاب السلطة،بل ويرفضون أيضا عودة حكم العسكر إلى حياتهم وإلاّ لماذا أطيح بالطاغية حسني مبارك؟لقد وقف حمار الشيخ في العقبة ولم يعد أمام الانقلابيين إلاّ التسليم بأمر الواقع،ونزول المواطنين المصريين إلى الشوارع وبهذه الأعداد الهائلة لا يعني إلاّ شيئا واحدا ألا وهو الرّحيل.فمتى سترحلون؟
    
                  
                                                                                                    محمد   الدبلي   الفاطمي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire