vendredi 27 septembre 2013

هـــــل أصـــــبح الـــدّ ســــتور المغــــربــــي الجـــديـــــد جســــدا بلا روح؟؟؟

هل أصبح الدستور المغربي جسدا بلا روح؟؟؟

منذ التصويت بنعم على الدستور المغربي الجديد الذي أقدم على تعديله ملك البلاد عقب الخطاب الذي ألقاه بتاريخ 9مارس 2011،وبعد مرور أكثر من ثلاثة على هذا الحدث الكبير في تاريخ بلادنا لم يتغيّر أيّ شيئ.فالقوانين التنظيمية لهذا الدستور مازالت لم تولد بعد،ومؤسسات الدولة مازالت تدار بالدستور القديم الذي أكل الدّهر عليه وشرب،والانتخابات المحلية الجماعية منها والجهوية مابرحت هي الأخرى تترقّب ولادة هذه القوانين التنظيمية التي يظهر أنّها عسيرة الولادة في الوقت الرّاهن.أمّا المواطنون فلا حول ولا قوّة لهم إلاّ التّرقّب في قاعة الانتظار،وكأنّهم يسكنون خارج التاريخ،فلا هم قادرون على إبداء آرائهم،ولا هم مستعدّون لتحمّل تبعات التغيير،وبين المطرقة والسندان يستقيم المعوجّ من الحديد.

وتحت وطأة هذا الواقع المفعم بالعوائق والمتناقضات،تستمرّ المظاهرات والاحتجاجات ويستمرّ معها القمع والتّرهيب والملاحقات والاعتقالات،وكأنّ هذا الوضع المتقهقر الذي تعيشه  الطبقة الكادحة من المواطنين لا يحتاج إلاّ لمعالجة أمنية فقط،بيد أنّ هكذا أوضاع لا تعالج معالجة أمنية بقدرما يتوجّب أن تعالج بكيفية معقلنة تأخذ في الاعتبار الأسباب التي أفرزت هذه الاحتجاجات والإصلاحات الكفيلة بمواكبة متطلّبات المرحلة. أمّا القفز على هذا الواقع المتردّي أمنيا فإنّه سيجلب لنا المصائب والكوارث التي نحن في غنى عنها.قال الشاعر:

             من يزرع الشرّ يحصد في عواقبه****ندامــة،ولحصد الزّرع إبّـــان

ذلك أنّ القمع والقهر والترهيب لا يترتّب عنهم إلاّ التمرّد والعصيان وتوسيع دوائر الاحتجادات والمظاهرات ممّا سيقود البلاد حتما إلى السقوط في انفلاتات أمنية قد تقلب الأوضاع رأسا على عقب وهو ما لا نريده أن يحدث.وفي هذا السيّاق،وبغية تفادي مثل هكذا انزلاقات،يتعيّن على من يمسكون بزمام الأمور أن يبادروا إلى تحيين دستور البلاد الجديد من خلال أجرأته عبر  سنّ قوانين تنظيمية تضع المغرب على سكّة الانتقال الديمقراطي.فمن المستحيل التّمكّن من دمقرطة الحياة العامّة دون وجود آليات قانونية تتّسم بالوضوح والشفافية والانضباط، ومادامت القوانين المنظّمة للدّستور  غير متوفّرة فإنّ إدارة شؤون البلاد والعباد تقاد حتّى الآن بطريقة غير قانونية في ظلّ عمل المؤسسات بمضامين الدستور القديم محلية كانت أو إقليمية أو حهويةأو وطنية حتّى،وفي ظلّ عدم التّمكّن من إجراء الانتخابات الجماعية والجهوية التي تجاوزت سقفها القانوني.

إنّ ما تشهده بلادنا اليوم من غليان اجتماعي، وتراجع خطير للقدرة الشرائية لدى السّواد الأعظم من المواطنين،وصراع سياسوي بين الأحزاب الحاكمة والمعارضة،كلّ ذلك يؤشّر على أنّ المناخ الساسي في المغرب يتّجه نحو أزمة كتلك التي تتخبّط فيها الشقيقة مصر حين انقسم فيها الشعب إلى فصيلين متصارعين،جرّاء الاستقطاب الذي أثّر بشكل سلبي على توجّهات المواطنين والمواطنات.  لذلك فإنّ الإرادة السياسية هي الوحيدة القادرة على الدّفع بمسلسل الانتقال الديمقراطي إلى الأمام بدل الاستمرار في التّسويف والترقيع والمماطلة.وفي هذا السيّاق ،يتوجّب على الدولة المغربية أن تفي بالتزاماتها وتعهّداتها،وأن تبادر إلى  الأجرأة عبر توفير القوانين التنظيمية لمواد الدستور الجديد للبلاد بغية إرساء القواعد الأساسية لدولة الحقّ والقانون.فال أبو الطّيب المتنبي:

                على قدر أهل العزم تأتي العزائم****وتأتي على قدر الكرام المـكارم

                وتكبر في عين الصغير صــغارها****وتصغر في عين العظيم العظائم

 لقد آن الأوان للبدء في وضع أساسات للتّغيير المطلوب،فالشتاء العربي الذي طالت عواصفه العديد من الأقطار العربية مازال حاضرا،وغضّ الطرف عمّا يجري في بلدنا، من شأنه أن يدفع بالبلاد والعباد إلى ما لا تحمد عقباه،بعد أن أصبح الدستور الجديد لمغرب القرن الواحد والعشرين جسدا بلا روح. وما نراه اليوم من مظاهرات نسائية في شوارع العاصمة جاء ردّا على تصريحات رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران الذي اعتبر تشغيل المرأة عملا مضرّا بالبيوت وبالأسر المغربية.وهذا إن دلّ على شيئ فإنّما يدلّ على النّوايا السيئة لهذه الحكومة والتي بدأت تمهّد للإجهاز على مكتسبات الأنثى,علما بأنّ حوالي 40في المائة من النساء العاملات يساهمن في إعالة أسرهنّ.

ما بالحـــــــــــــكومــــــــــة....

ما بالحـــــكومة لا تزال تـــــــرقّــــــع؟***طورا تصـــــــول وتارة تتوجّـــــع

ضلّ القطار بها الطريق فأصـــــبحت***عمـــــياء شاردة تجـــــــيئ وترجع


والشعب يصرخ في الشوارع غاضبا***والأمن يفعل ما يـــــــشاء ويقـــــمع

والرّشـــــــــــوة الزّرقاء أحدث داؤها***ضـــــررا كبــــــيرا فوقــــنا يـــتربّع 

أضحت وباء في النّفوس مسيـطرا***ترك الفساد مــــحرّرا يتــــــسكّــــــع

فاستبدل الحقّ المـــــــبين بباطل***وابتاع منصبه الرّفــــــيـــع الأوكــــــع

وقست قلوب المرتشــين وعربدت***حين اســــــــــتبدّ بها الفساد المفزع

إذ لم يعـــــــد وقف التدهور ممكنا***ويد الخراب إلى التّــــــــــمرّد تدفـــع

ساءت معيشة شعبنا وتضعضعت***وحكومة المــــــــــصباح لا تتـــــطلّع

فمتى ســـترحل عن إدارة شأننا؟***ومتى القرار المســـــــــتبدّ سيرفع؟

لا خـــــــــير في حزب يبدّل نهجه***بعد انتـــــــــخابه والـــمراوغ يخـــدع

فلم الوعود مع الهبـــــــاء تناثرت؟***وهل الهـــــروب إلى الأمام سينفع؟


محمد الدبلي الفاطمي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire