لم يعد من المقبول السكوت عمّا يمارس من ابتزازات وتهديدات ،في حقّ بعض نساء ورجالات أسرة التربية الوطنية الذين رفضوا،وبصفة قاطعة،خضوعهم لإملاءات ،من قبيل الإرشاء بهدف الترقية أو الانتقال،أو التعيين في نيابة من النيابات ،أوفي جهة من الجهات .وهذه التصرفات اللّاتربوية أضرّت بالمنظومة التربوية وجعلتها عاجزة عن القيام بوظيفتها الطبيعية ،بعد أن نخر الغشّ أعمدتها،ومسخت الرشوة طبائع الساهرين على سلامتها.وتحت تأثير تداعيات هذه الأمراض الاجتماعية،تحولت المدارس،في معظمها،إلى مجموعة من الاصطبلات التى تترك فيها البهائم تحت حراسة راع لاحول له ولاقوة.وهؤلاء الصغار الذين يأتون إلى المدارس بهدف التنشئة والتكوين ،يجدون أنفسهم مكرهين على الانصياع لأوامرمدرّسيهم حتى ولو كانت منحرفة عن الصواب.
من هنا يتضح حجم الكارثة التي تلاحق السواد الأعظم من صغارنا.فهم،من جهة يزدادون غرقا في متاهات الجهل والتضليل،ومن جهة أخرى يواجهون مستقبلا غامضا بسبب تكوينهم المرقّع والذي يفتقر في الغالب من الأحيان إلى أبسط مقومات ما نسمّيه عادة بالتكوين.ومردّ ذلك عائد،بالدرجة الأولى،إلى الإهمال الفظيع الذي مورس في حق المتعلمين والمتعلمات،من خلال تلقينهم أساليب الغشّ والإرشاء عمليا.والحقّ أقول:إنني، كمدرس في السلك الإبتدائي،شاهدت عشرات المرات مدرّسين يمارسون الغشّ في اختبارات الترقية،وعلى مرأى من الأساتذة المراقبين.وصدق الشاعر العربي حين قال:
إذا كان ربّ البيت بالدّفّ مولعا فلا تلومنّ الصغار إن هم رقصوا
محمد الدبلي الفاطمي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire