mardi 23 juillet 2013

فـــكـــيـــف با لـــــمــــلـــح إن حــلّـــــت بـــه الــــغــــيـــــر ؟؟؟

           فكيف بالملح إن حلّت به الغير؟

 بعد أن أعلنت الشعوب العربية عن اختياراتها في الحرية والديمقراطية،من خلال ثوراتها المتلاحقة ضدّ الظلم،والتسلّط ،والطغيان،شاءت الأقدار أن يسقط البعض ويبقى الآخرون.وهؤلاء الذين لم يشملهم السقوط تحركوا لإيقاف هذا الربيع عبر سلسلة من التدخلات إلى جانب فلول الأنظمة الساقطة بغية تشويه طموحات هذه الشعوب الثائرة وقتل أحلامها في المهد.وفي هذا السياق المشحون بالمتناقضات،بدأت تطفو على السطح دلالات قوية مفادها أن العسكر لا يريد التخلّي عن السلطة التي أمسك بها، منذ  الاستقلال، من المستعمرين الغربيين إلى يومنا هذا.وحينما تتوحّد الأهداف تتوحّد السبل في كيفية تحقيقها،وتتقارب الطموحات أيضا،ممّا سيساعد على خنق الربيع العربي قبل انتشار خضرته ورياحينه،وحلمه البديع.قال الشاعر العربي صفي الدين الحلّي:

       لا تقطعن ذنب الأفعى وتتركها****** إن كنت شهما،فأتبع رأسها الذّنبا

 فمنذ حصول شعوبنا العربية على استقلالها،والعسكر فيها هو المسيطر على السلطة،سواء أكان ذلك في الأنظمة الملكية أو في الأنظمة الجمهورية،ولا أدلّ على ذلك خضوع العديد من هذه الأوطان إلى حكم العسكر،من خلال عسكريين استولوا على السلطة بطرق تنعدم فيها الشرعية،أو اغتصبوها بقوّة الحديد والنار،كما هو حاصل اليوم في الشقيقة مصر.وهكذا كتب لربيعنا العربي أن يصبح بين مطرقة العسكر وسندان بقايا الأنظمة الفاسدة من فلول، وبلطجية، وشبّيحة، وشمكارة، وموالين،والكلّ يعلم علم اليقين أنّ شعوبنا الأصيلة متسامحة،وعاشقة للسّلام،لا تسعى إلاّ إلى عدالة اجتماعية،وتنمية حقيقية تحرّر المواطن العربي البسيط من براثن العيش المذموم.قال الشاعر العربي:

       عزّت السلعة الذميمة حتّى******بات مسح الحذاء خطبا حساما

 إنّ خروج الشعوب العربية إلى الشوارع،وتظاهرها علنا،وبصدور عارية،كان حتمية ليس إلاّ.ذلك أنّ تراكم هذا الكمّ الهائل من الاختلالات الاقتصادية،والاجتماعية،والسياسية،أفرز إحباطا لدى جميع شرائح المجتمع العربي.ومثل هكذا أوضاع من شأنها أن تقود الشعوب إلى البحث عن التغيير مهما ارتفعت فاتورته،سيّما وأنّ أنماط الحكم الاستبدادي لم تعد لها مواقع إعرابية في قاموس هذا العصر.وفي ظل هذه المتغيرات المتلاحقة يستمرّالربيع العربي  متمسّكا بحقّه في الحياة،ويستمرّ معه جريان الدماء تعبيرا عن إرادة الشعوب العربية في الحرية والديمقراطية كباقي شعوب العالم الحرّ.قال الشاعر العربي:

       من يزرع الشّرّ يحصد في عواقبه****** ندامة،ولحصد الزّرع إبّان

 لقد اعتقد الغوغائيون أنّ الربيع العربي مبني للمجهول حين لعبت بأفكارهم الظنون،وحسبوا أنّ ما يجري في عالمنا العربي ما هو إلا سحابة عابرة.أقول لهم ،وبفصيح العبارة،أنتم مخطئون ،وأفكاركم قاصرة في مثل هذه السيناريوهات.عليكم أن تعيدوا نظركم كي تستطيعوا تصحيح آرائكم وأفكاركم.قال الشاعر:

          فقد يقال عثار الرجل إن عثرت******ولا يقال عثار الرأي إن عثرا 

 فأمّا الواعون لما يجري، فإنهم متأكّدون من حدوث تحولات كبرى استجابة للإرادة الشعبية التي أملت نفسها وبقوة من خلال الزحف العظيم الذي يتكرّر يوميا في شتّى أنحاء هذا العالم المظلومة شعوبه.وهذه التحولات لايمكن إلاّ أن تتحقّق كي تهدأ الشعوب العربية من غضبها الذى استمرّ لعقود خلت،أضف إلى ذلك أنّ النفوس إذا طمحت للحياة فبالتأكيد سيستجيب القدر.وهكذا سيمرّ عالمنا العربي مستقبلا من مراحل يسيطر عليها العنف،وتكتنفها المشاقّ والصعوبات،في ظل انتقال السلطة من المناخ القديم إلى المناخ الجديد المفعم بالطموحات ،والأحلام،والمستجدّات.ذلك أنّ الطبيعة البشرية  كلّما كثر الضغط عليها انفجرت،والضغط يولّد الانفجار كما يقول الفيزيائيون.قال الشاعر العربي:

      بالملح نصلح ما نخشى تغيّره******فكيف بالملح إن حلّت به الغير؟

فإذا كانت سياسات هذه الأنظمة الفاسدة فاسدة،فكيف لنا أن نصلح الفاسد بالفاسد؟.إنّ القمل لا يعشّش إلاّ في الرؤوس المتّسخة،والشعوب المتعطّشة إلى الحرية والعيش الكريم لابدّ وأن تستعيد حياتها وتتحرّر من ظلم الحكّام المتسلّطين.فقد أدركت في نهاية مطافها أنّها مجبرة على التمرّد والعصيان،وأنّ عليها أن تتخلّص من خفافيش الظلام،وانّ الوقت حان بعد استجابة الإبّان.فما كان إلاّ أن تجرّدت النفوس ،ورفعت الأصوات والرؤوس،وتمرّد الطليق والمحبوس،فاختلط الرئيس بالمرؤوس،والسّائس بالمسوس.وفي مجرى هذا السياق ،تواصلت المظاهرات والاحتجاجات،وانتشرت في ربوع الوطن العربي الملاحقات والاعتقالات،وقتل الأبرياء وقتلت البريئات،حينما ارتكبت في الشقيقة سوريا أخبث الفظاعات سحلا وتعذيبا وقتلا وتنكيلا،من قبل شبيحة بشّار وجيشه المجرم اللّعين.قال الشاعر:

     سترى حين ينقــــــــــشع الغبار******أبشّـــــــــــــــار تحتك أم حمار


هذا هو اختيار الشعوب العربية في مستهلّ القرن الواحد والعشرين،وهذا هو السبيل إلى دمقرطة أنظمتنا وجعلها مواكبة لطموحات العالم الحرّ حيث تحيا دولة الحقّ والقانون.فنحن اليوم  أمام  توالي التحوّلات والمتغيّرات،ونحن اليوم مجبرون على دمقرطة حياة شعوبنا ،واعتماد عدالة اجتماعية لاتستثني،ولا تقصي،ولا تهمّش أحدا ،أضف إلى ذلك كلّه ضرورة سعينا إلى تغيير مفهوم السلطة ليكون عونا لنا على إقامة مجتمع يسوده الأمن والرّخاء وتعمّه السكينة والاستقرار.قال الشاعر:

  فصبرا شعوب العرب إن طال ظلمنا****فعاقبة الصّبر الجميل جمـــــــيل

  ولا تيأسنّ من صنــــع ربّـــك إنّــــه****ضميـــــــــن بأنّ الله سوف بديل

  فإنّ اللّيالي إذ يـــــــزول نعــــيمها****تبــــــشّر أنّ الــــنّائبات تـــــــزول

   ألم تر أنّ اللّــــــيل بعد ظــــــلامه****عليه،لإشراق الصّبــــــــــاح دليل

  ألم تــــر أنّ الشّمس بعد كسوفها****لها صفـــحة تغشى العيون صقيل

  وإنّ الهلال النّـــــــضو يقمر بعدما****بدا وهو شــــــخت الجانبين ضئيل

   فقد يعطف الدّهر الأبيّ عــــنانه****فيـــشفى عليل أو يـــــــبلّ غليل

 ويرتاش مقصوص الجناحين بعدما****تساقط ريش واســـــتطار نسيل

  فلا تجزعن للكبل مــــسّك وقعه****فإنّ خلاخــــيل الرّجال كـــــــبول

                                         محمد الدبلي الفاطمي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire