قال أمير المومنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه:متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحرارا.ذلك أنّ الحرية تكتسي أهمية بالغة في حياة الإنسان ماضيا،وحاضرا،ومستقبلا،ولولا الحرية لكنّا كالبهائم .والحرية شمس يجب أن تشرق في كل نفس،فمن عاش محروما منها عاش في ظلمة حالكة أوّلها ظلمة رحم الأمّ وآخرها ظلمة القبر.فكلما اتّسعت آفاق التفكير لدى الإنسان،كلّما ازدادت مساحة التحرّر لديه اتّساعا،والعكس صحيح مع الأسف.وفي هذا السياق، نلاحظ اليوم أن الشعوب بدأت تصحو على وقع التحولات المتسارعة في الزمان المكان،سيّما أن وسائل الاتصال والتواصل أصبحت في متناول الجميع تقريبا،الأمر الذي سرّع بانسياب هذه التحولات،بالرّغم من كل المحاولات الهادفة إلى إيقاف هذا الانسياب في توالي الأحداث.
أكيد أنّ أنظمة البطش والتسلط لم تدرك بعد حقيقة ما يجري تحت أقدامها،أولربّما ترى غير الذي يراه غيرها.وفي كل الأحوال إذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة،وما سقوط نظام تلو الآخرإلاّ دليل قاطع على أنّ النار انتشرت في الهشيم،وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها،وأن شمس الحرية ستشرق في النفوس التّوّاقة إلى العدالة والمساواة.قال أبو القاسم الشّابي في قصيدته إرادة الحياة:
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر
ولا بدّ للّــيل أن ينـــــــجلي ولا بدّ للقيد أن يــــنكسر
ومن لم يعانقه شوق الحياة تبــــخّر في جوّها واندثر
كذلك قالت لي الكائــــــنات وحدّثني روحها المـــستتر
محمد الدبلي الفاطمي
محمد الدبلي الفاطمي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire