dimanche 14 juillet 2013

مــــا حــــــــكّ جــــلـــد ك مـــــثـــل ظـــــفـــر ك

 بعدأن أضرم البوعزيزي النار في جسده احتجاجا على ما يكابده التونسيون تحت حكم  الطاغية ابن علي في تونس،تحركت شعوب العالم العربي معلنة تمرّدها على حكّامها  المتسلطين،من خلال ثورات شعبية طالت العواصم العربية بأكملها.وهذا إن دلّ شيئ  فإنّما يدلّ على أنّ حجم التّحوّلات الاجتماعية ،والاقتصادية،والسياسية التي تلقّتها هذه  الشعوب على امتداد العقود السالفة أفرزت غضبا عارما تحوّل في نهاية المطاف إلى انتفاضات شعبية لم يشهدها العالم العربي منذ قرون.لقد سئــــــم المواطـــنون  الظلم ،والتّسلط،والقهر،والفساد،ولم يعودوا قادرين على تحمّل المزيد،بعد أن تجرّعوا طعم  الذّلّ  والهوان،وهم يرون شعوب هذا العالم تنعم بالحرية،والديمقراطية،والعدالة  الاجتماعية. وتحت وطأة هذه التحولات العميقة،وأمام هذا التمرّد الذي عبّرت عنه  ثورات هذه الشعوب المستضعفة،توالى سقوط الأنظمة الفاسدة،وبدأنا نرى مشاهد لم  نكن نتوقّع رؤيتها حتى في المنام.قال الشاعر:

                  ذهب الطغاة فما لهم من عودة    وأتى الزمان بفجره فتغيّرا

 لقد انهار التّجبّر والطغيان فوق رؤوس هؤلاء المتسلّطين،وأصبحوا عبرا لكل من  ستسوّل له نفسه مستقبلا اتّباع هذه السّبل المؤدية إلى الجحيم.ولو أنّهم أمعنوا النظر جيّدا في أولئك الذين سبقوهم أمثال فرعون وهامان وقارون،ما كانوا سيلقون هذا  المصير المحزن الأليم.قال الشاعر:
    
     وأغزر الناس عقلا من إذا نظرت       عيناه أمرا غدا بالغير معتبرا

 إنّ ما نعيشه اليوم من تحولات مزلزلة سببه الأنانية،والتكبّر،والجهل بعواقب الأمور.   وأكيد أن مثل هذه التغيّرات ستكون،حتما،في صالح الشعوب المضطهدة التي ظلّت تحلم بمجيئ هذا التّغيير الميمون،بالرّغم من ارتفاع حجم الضريبة التي ستدفعها ، من أجل تحقيق هذه الأحلام الباهضة الثمن.قال الشاعر:

             ما حكّ جلدك مثل ظفرك        فارع أنت جميع أمرك 

إنّ اتساع المجال الحيوي لهذه الانتفاضات أبان عن تشابه كبير في المعاناة بين شعوب العالم العربي،كما أوضح للأعداء قبل الأصدقاء أنّ الشعوب العربية مصمّمة على توحيد الصفّ والكلمة من أجل دمقرطة حياة مواطنيها عبر اعتماد عدالة اجتماعية مواكبة لطموحات الأفراد والجماعات.لذلك يلاحظ أنّ المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات المتواصلة، تزداد بؤرها انتشارا  كلّما تزايد القمع والتّرهيب والسّحل والاضطهاد.قال الشاعر العربي أبو القاسم الشّابّي التونسي:

               ودمدمت الريح بين الفجاج            وفوق الجبال وتحت الشّجر

                إذا ما طمحت إلى غايتي              لبست المنى وخلعت الحدر

                ولم أتخوّف وعور الشّعاب             ولا كبّة اللّهب المـــــــستعر

 فالشعوب هي المسؤولة عن تغيير أحوالها بضخّ دماء جديدة في شرايين أفئدتها.وثورانها في وجه الظلم والبغي والاستبداد سيمكّنها من استعادة السلطان الذي اغتصب منها منذ تخلّصها من المحتلّين والمستعمرين.والجمد لله ربّ العالمين.

                                   محمد الدبلي الفاطمي

                

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire