إنّ أجمل تحيّة حرّرتها الأقلام، وأبهى زهر تفتّحت عنه الأكمام،عاطر سلام يفوح بعبير المحبّة نفحه،ويشرق في سماء العرفان صبحه.
فلا بدّ للشّهد من نحل يمنّعه،ولا بدّ للطّامح من أن يحمل الضّرر.ومن أخذ بغير ذلك فقد ضلّ السّبيل،واتّجه نحو المجهول من الأهداف.إنّ اللّبيب من اتّعظ بغيره،وجعل العلم والأدب نصب عينيه،فكلّ الصّعاب تهون على الشباب،وعديم رأيه من وجد نفسه ساكنا خارج التّاريخ لاحول له ولاقوة.واعلم أيّها الأخ الحبيب أنّ الإنسان مطالب في حياته باقتناص الفرص،واستثمار قدراته سعيا وراء تحقيق ما بالمستطاع حتّى يجد نفسه راض عنها،وإلاّ فإنّ الإفلاس هو المأوى.فلا يغرنّك المال،وإن كثر بقدر الجبال. ومن البديهي أن تكون عاينت مثل هذه النّماذج،سيّماوالواقع يقودنا إلى تجارب متعدّدة تحذّرنا من الوقوع في مثل هكذا أخطاء،وتنبّهنا إلى المبادرة والإقدام على اتّخاذ كل خطوة تقرّبنا من العلم والأدب.فالمطالعة،مثلا،تساعدنا على توسيع مجالاتنا الفكرية،إذ تسوق عقولنا إلى النّهل من ينابيع الحكمة المنتشرة في حدائق الأد ب ومروج الشعر والقصص وغيرها.وعلى سبيل المثال لا الحصر،يعتبر مؤلف كليلة ودمنة لعبد الله بن المقفّع من أروع الكتب التراثية التي تضمّنت من الحكم والقصص الهادفة ما لا يمكن التّطرّق إليه في هذه الكلمة الوجيزة.ويكفي أن أشير في هذا الصّدد إلى قصّة الأسد والذئب والثعلب.فقد زعم الفيلسوف بيدبا الهندي الذي كان يعيش في مملكة دبشليم أنّ الأسد ملك الغابة اقترح على كلّ من الذئب والثعلب أن يخرجا معه للصّيد.وبالفعل،خرجوا فاصطادوا حمارا وحشيّا وغزالة وأرنبا.وفي المساء ،وبعد انتهاء عملية الصّيد،أمر الأسد ملك الغابة الذئب بالشّروع في توزيع الغنائم بينهم بالقسطاس المبين.فقال الذئب: كلّ شيئ واضح يامولاي،الحمار الوحشي لكفهو بقدر حجمك،والغزالة لي فهي بقدر حجمي،والأرنب للثعلب فهي بقدر حجمه.فانفجر الأسد غضبا ولطم الذئب حتّى نزعت منه كتفه،ثمّ قال للثّعلب :تقدّم ياصاحب الخفّ الأحمر لتقسم الغنائم بيننا.فقال الثعلب:كلّ شيئ أصبح واضحا يامولاي،الحمار الوحشيّ لغذائك والغزالة لعشائك والأرنب لفطورك.فقال الأسد للثعلب مستغربا:من أين تعلّمت هذا القسطاس المبين؟فأجابه الثعلب:من كتف الذئب التي انتزعت من جسده يامولاي.وهذا مثل يضرب في حقّ الحكّام الطّغاة والمتسلّطين الذين يسومون شعوبهم سوء العذاب.وتلك كانت إشارة إلى مدى أهمية الأدب في حياة الناس ،ومدى تأثيره على تفكيرهم،وتصرّفاتهم،وتفاعلهم مع أوضاعهم الاقتصادية ،والاجتماعية ،والسياسية.
ألعلم في الصّدر مثل الشمس في الفلك***والعقل للــــمرء مثل التّاج للملك
وقد ورد لسان أمير المومنين عمربن الخطّاب رضي الله عنه أنّه قاال:إنّ السماء لا تمطر لا ذهبا ولا فضّة.ومن الطّبيعي أن يولع الأطفال بالرّقص إذا كان أبوهم مولعا بضرب الدّفّ.لذلك يتعيّن وضع الرّجل المناسب في المكان المناسب قولا وعملا.والمؤسف للغاية أنّ هكذا اقتراحات تصطدم بواقعنا الهشّ،والمتعفّن الذي تقاطرت عليه الأمراض من كل حذب وصوب.فالرّشى انتشرت في تصرّفات الناس انتشار النار في الهشيم،والزّبونية ،والمحسوبية طالتا القريب والبعيد،وكأنّ الجميع تحت سيّاط الجنس يلهثون.وهذا ما جعلنا نتدحرج إلى الدّرك الأسفل من التّخلّف والانحطاط والهوان.فهل سنصحوا أم أنّ هذا هو قدر هذه الأمّة التي تتوضّأ خمس مرّات في اليوم وهي متّسخة؟
ورحم الله أبا الطّيب المتنبي حيث قال:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم***وتأتي علــى قدر الكرام المـــكارم
وتكبر في عين الصغيـــر صغارها***وتصغر في عــــين العظيم العظائم
إنّ هدفي من وراء هذه المدوّنة هو التشجيع على القراءة باعتبارها الرافعة الأقوى والوسيلة المثلى في القدرة على ولوج عالمي المعرفة والتقدّم.أضف إلى ذلك جذب القارئ إلى النقد ،وإبداء الرأي،والتعقيب على المكتوب عبر تقييمه من حيث الشكل والمضمون.وفي هذا السياق سنكون قد شرعنا،وبشكل جدّي،في وضع أسس مثينة للتنمية الحقيقية التي ستقلع بواقعنا إلى حياة أفضل ومستقبل أرحب وأوسع.ومن كانت لديه أفكار تصبّ في هذا الاتجاه فأنا على استعداد لتنفيذ أي مشروع يستهدف التشجيع على دعم القراءة المستديمة،والسّلام
أمّا بعـد فإنّ أفضل الكسب العلم والأدب،فهما كنزان لاينفذان،وسراجــــــــــــــان لا ينطفئان،وكسوتان لا تبليان.من نالهمابلغ بهما المراتب العليا ،واستطاع بفضلهما الغوص في محيطات الحكمة وبحورالعرفان.واعلم أنّ اكتساب هذا الفضل يعين صاحبه على تجاوز العقبات،وتخطّي الصّعاب،ناهيك عن امتلاكه الفراسة الهادفة التي ستعينه،لا محالة،على ضبط كلّ ما من شأنه أن يقود إلى الغاية المنشودة.أجل،فالعلم يحيي قلوب الميّتين كما تحيا البلاد إذا ما مسّها المطر،والأدب هو الآخريجعل من المرء سفير خواطره،وحكيم آرائه وأفكاره.والسّعيد في الناس من أخذ بالأسباب بعد أن ترك العجز وراء ظهره،ورأى رأي ذوي الألباب،واعتمدفي اجتهاده على الكدّ نهارا والسّهر ليلا .قال الشاعر العربي:
بقدر الكدّ تكتــــسب المعالي****ومن أراد العلى سهر اللّـــيالي
ومن أراد العلى من غـــــير كدّ****قضى العمر في طلب المحـال
فلا بدّ للشّهد من نحل يمنّعه،ولا بدّ للطّامح من أن يحمل الضّرر.ومن أخذ بغير ذلك فقد ضلّ السّبيل،واتّجه نحو المجهول من الأهداف.إنّ اللّبيب من اتّعظ بغيره،وجعل العلم والأدب نصب عينيه،فكلّ الصّعاب تهون على الشباب،وعديم رأيه من وجد نفسه ساكنا خارج التّاريخ لاحول له ولاقوة.واعلم أيّها الأخ الحبيب أنّ الإنسان مطالب في حياته باقتناص الفرص،واستثمار قدراته سعيا وراء تحقيق ما بالمستطاع حتّى يجد نفسه راض عنها،وإلاّ فإنّ الإفلاس هو المأوى.فلا يغرنّك المال،وإن كثر بقدر الجبال. ومن البديهي أن تكون عاينت مثل هذه النّماذج،سيّماوالواقع يقودنا إلى تجارب متعدّدة تحذّرنا من الوقوع في مثل هكذا أخطاء،وتنبّهنا إلى المبادرة والإقدام على اتّخاذ كل خطوة تقرّبنا من العلم والأدب.فالمطالعة،مثلا،تساعدنا على توسيع مجالاتنا الفكرية،إذ تسوق عقولنا إلى النّهل من ينابيع الحكمة المنتشرة في حدائق الأد ب ومروج الشعر والقصص وغيرها.وعلى سبيل المثال لا الحصر،يعتبر مؤلف كليلة ودمنة لعبد الله بن المقفّع من أروع الكتب التراثية التي تضمّنت من الحكم والقصص الهادفة ما لا يمكن التّطرّق إليه في هذه الكلمة الوجيزة.ويكفي أن أشير في هذا الصّدد إلى قصّة الأسد والذئب والثعلب.فقد زعم الفيلسوف بيدبا الهندي الذي كان يعيش في مملكة دبشليم أنّ الأسد ملك الغابة اقترح على كلّ من الذئب والثعلب أن يخرجا معه للصّيد.وبالفعل،خرجوا فاصطادوا حمارا وحشيّا وغزالة وأرنبا.وفي المساء ،وبعد انتهاء عملية الصّيد،أمر الأسد ملك الغابة الذئب بالشّروع في توزيع الغنائم بينهم بالقسطاس المبين.فقال الذئب: كلّ شيئ واضح يامولاي،الحمار الوحشي لكفهو بقدر حجمك،والغزالة لي فهي بقدر حجمي،والأرنب للثعلب فهي بقدر حجمه.فانفجر الأسد غضبا ولطم الذئب حتّى نزعت منه كتفه،ثمّ قال للثّعلب :تقدّم ياصاحب الخفّ الأحمر لتقسم الغنائم بيننا.فقال الثعلب:كلّ شيئ أصبح واضحا يامولاي،الحمار الوحشيّ لغذائك والغزالة لعشائك والأرنب لفطورك.فقال الأسد للثعلب مستغربا:من أين تعلّمت هذا القسطاس المبين؟فأجابه الثعلب:من كتف الذئب التي انتزعت من جسده يامولاي.وهذا مثل يضرب في حقّ الحكّام الطّغاة والمتسلّطين الذين يسومون شعوبهم سوء العذاب.وتلك كانت إشارة إلى مدى أهمية الأدب في حياة الناس ،ومدى تأثيره على تفكيرهم،وتصرّفاتهم،وتفاعلهم مع أوضاعهم الاقتصادية ،والاجتماعية ،والسياسية.
إنّنا في أمسّ الحاجة إلى تنمية ثقافية تسهّل علينا سبل الإقلاع بمعارفنا،إذالمعرفة اليوم أصبحت ضرورية لمواكبة متطلّبات العصر.قال الامام الشافعي رحمه الله:
ألعلم في الصّدر مثل الشمس في الفلك***والعقل للــــمرء مثل التّاج للملك
فاشــــــــــدد يديك بحبل العلم معتصما***فالـعلم للمرء مثل الماء للسّمك
وقد ورد لسان أمير المومنين عمربن الخطّاب رضي الله عنه أنّه قاال:إنّ السماء لا تمطر لا ذهبا ولا فضّة.ومن الطّبيعي أن يولع الأطفال بالرّقص إذا كان أبوهم مولعا بضرب الدّفّ.لذلك يتعيّن وضع الرّجل المناسب في المكان المناسب قولا وعملا.والمؤسف للغاية أنّ هكذا اقتراحات تصطدم بواقعنا الهشّ،والمتعفّن الذي تقاطرت عليه الأمراض من كل حذب وصوب.فالرّشى انتشرت في تصرّفات الناس انتشار النار في الهشيم،والزّبونية ،والمحسوبية طالتا القريب والبعيد،وكأنّ الجميع تحت سيّاط الجنس يلهثون.وهذا ما جعلنا نتدحرج إلى الدّرك الأسفل من التّخلّف والانحطاط والهوان.فهل سنصحوا أم أنّ هذا هو قدر هذه الأمّة التي تتوضّأ خمس مرّات في اليوم وهي متّسخة؟
ورحم الله أبا الطّيب المتنبي حيث قال:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم***وتأتي علــى قدر الكرام المـــكارم
وتكبر في عين الصغيـــر صغارها***وتصغر في عــــين العظيم العظائم
إنّ هدفي من وراء هذه المدوّنة هو التشجيع على القراءة باعتبارها الرافعة الأقوى والوسيلة المثلى في القدرة على ولوج عالمي المعرفة والتقدّم.أضف إلى ذلك جذب القارئ إلى النقد ،وإبداء الرأي،والتعقيب على المكتوب عبر تقييمه من حيث الشكل والمضمون.وفي هذا السياق سنكون قد شرعنا،وبشكل جدّي،في وضع أسس مثينة للتنمية الحقيقية التي ستقلع بواقعنا إلى حياة أفضل ومستقبل أرحب وأوسع.ومن كانت لديه أفكار تصبّ في هذا الاتجاه فأنا على استعداد لتنفيذ أي مشروع يستهدف التشجيع على دعم القراءة المستديمة،والسّلام
محمد الد بلي الفاطمي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire