mercredi 10 juillet 2013

أنــــا الــــذي هــــــتــــك الــــــحـــا زوق جاعـــــرتــــــي

                                                   أنا الذي هتك الحازوق جاعرتي

هذه قصّتي مع الجلاّدين  إثر اعتقالي خلال سنوات الرّصاص وبالتّحديد في تاريخ 14 مارس 1972،وذلك بسبب المحاولة الانقلابية الفاشلة التي جرت أحداثها يوم عيد الشباب 9يوليوز1971 بالمغرب.وقد تعرّضت لكلّ أنواع التعذيب بما في ذلك هتك جاعرتي بالحازوق في مخافر وأقبية رجال الأمن.وبعد انتزاع اعترافات كاذبة منّي جرّاء القهر والتنكيل نقلت إلى المحكمة .وأصدرت هذه الأخيرة في حقّي عشرة أعوام قضيتها معتقلا في سجون الظلم والهوان.وهذه القصيدة تكشف عن قسط صغير من تلك المعاناة المفعمة بشتّى ألوان القمع حيث أقول:                                          
                                                
     
   ما بالقـضاء قد استــثنى ملـفّاتي**** هل الـــــعدالة صـــــمّت عن نداءاتي؟

   أم حرّف القــلم المـشبوه نازلتـي****يوم اعتــــقلت فداس الـــظلم منجاتي

   يا طعــنة لخــيالاتي وفاجـــــــعة****ومن تســـــبّب فــي قهري ومأساتي

   إذ مزّق الخطب بالأهوال ذاكــرتي****  فأقــــفرت مـــن مزاياها الجــــميلات

   ترصّدتــني صروف الدّهر باســـطة**** أيـــد ملطّـــــــخة تــــهوى المـضرّات

   ساقت حياتي إلى المكروه مكرهة****وفـي يديـــها مـــن الــــعلاّت عــلاّتي

  وأسقـــــــطتني أسـيرا إثر زوبـــعة**** أثارها الجيــــــش في قصر الصخيرات

  فكان أبشع قهر ذقت في صـــغري**** أقرّه الظّـــلم في بحــــــر ويـــــــلاتي

وددت لو كنت كالـــــموتى بلا نفــس****أو كـــــنت نســـــــــيا بلا ماض ولا آت  

مازال جسمي بنقش السّوط محتفظا**** كالــــــنّحت أفرغه النّحّات في ذاتي  

قضى على أمــــلي واغتال ذاكــرتي****ذاك المــــصاب فضلّ العــقل غاياتي   

   أنا الذي قذف الجلاّد في جــــسدي**** إعصار نار جـــرى  من سوطه العاتي

 أنا الذي هتك  الحازوق جاعـــــــرتي ****في  مخـــــفر ملأت  مبـناه صرخاتي

فاعوجّ نطقي وظهري صار منــــحـنيا****من حـــــرّ سوط كـوى بالجلد لاءاتي 

أبيت ليلي على الأشواك منـــبـــطحا**** أقـلّب الطّرف في شـــتّى جراحاتي

أمسي وأصبح كالأعمى بلا بـــــــصر ****كأنــــّني غارق فــــــي بحر ويلا تي

وجرّعتني اللّيالي بغضها ومـــــــضت****وخلّــــــــفتني شريدا في المـتاهات 

وكم أطــــــــال عذابي طـــــول مدّته****في جوف مقــــــبرة مـــلأى بأموات 

مرّت نوائــــــب مأســـاتي وقد تركت****بعـــــــــقر ذاتي أعاصــــــير المعاناة

تلك المـــــشاعر بالآم قد مـــــــزجت****فأصبحت شبــحا في ليلي الشّــاتي

في السجن أوّل أشعاري هتـــفت بها****وللقــــضاء سعـــــت أولى رسالاتي

 آوي إلى لقطات القــــهر منـــــــفردا ****بــين الهــــــموم وأصناف المقاساة

وذكريات من الماضي أطـــــــالــــعها****رمـى بها الـظلم في أغوار مأساتي

يسري بها موهنا والنّــــــــفس تدفعه****كأنّــــــه ساخـــــر مــن حزن أنّاتي

ما في حياتي من السّلوى ألــــوذ بها**** لكــــــنّه الظّــلم ذاك القاهر العاتي

فدع فؤادي فلا عـــــدلا سينــــــفعه****ولـــــــــن تردّ على الجلاّد صرخاتي

يا من سرقت شبابي من يفاعـــــته****ورحت تــــــسخر من قهري وآهاتي

حرمت أيّامي الأولى مفـــــــارحــها**** فما نعـــــــمت بأوقـــــاتي ولـــذّاتي

وكيف أصمت عن ظلــــــــم عواقبه****  رشّت فراشة فكري بالمبــــــــيدات 

            النّاظم :  محمد الدبلي  الفاطمي

  أنا واحد من ضحايا سنوات الرصاص،قضيت في السجون تسعة أعوام،وبعد إطلاق سراحي التحقت بوزارة التربية الوطنية حيث عملت أستاذا لمدّة قاربت ثلث قرن.وهاأنا اليوم متقاعد .وأملي الوحيد أن أنصف كباقي الضحايا وقد تمّ حرماني من هذا الحقّ من لدن كلّ من هيأة التحكيم المستقلّة للتعويض وهيأة الإنصاف والمصالحة.رقم هاتفي:0636654406




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire